قطة مذعورة تموء في عرض الشارع ..
لا تعرف سكنا او تقويما او كيف تبيت الليلة..
ويزيد صراخها كل لحظة ليغطي صراخ الليل واوجاعه..
نظرت كثيرا من خلف الشباك لأعرف لما قد تصرخ
لم اعرف سببا ..ولكني صرخت اليها ..
" غطي أوجاعك وانتحبي بعيدا ..
لم يعد الشارع هذا حملا لوجع قادم ..أو ألم سيبقي..
وكأنك عاشقة ..مقتولة..مهجورة..مسلوبة من حتي النظرة الي عشقك..
ماذا تعرفين انتي عن الألم؟!؟
ان كانت صرختك للقمة عيش او برد يرتعش علي جسدك..
فصرخة قلبي تحتضن صقيع العالم كي تهرب من جهنم دمائي العاشقة..
ان كانت وجعتك لوطن قد فقدتيه او شئ تحاولين البحث عنه..
فأنا بحث دائم عن الفقدان..وهروب مستمر الي نهار لا يأتي أبدا..
ان كانت شكواك لجسد عاري او غربة روح..
فجربي الحب..فأنا عاري الروح ولا أستتر الا بضوء القمر وخناجر كيوبيد الليلية..
اذهبي الي هذا النهر..وانظري الي وجهك..ستجدين وجه باك وعيون هزيلة..
فيالحظك..فأنا كلما نظرت الي المرأة لا أجد صورتي أبدا..ولا أجد لنفسي سميا ..!
انا لعبة صيد يطلقها الحب كل صباح ليمارس هوايته..
ويقرأني في جريدته اليومية خبر عاجل..
ويشاهدني علي شاشات التلفاز كأحدي ضحايا اليوم..
غطي اوجاعك وانتحبي بعيدا..
من بعد اوجاعي اصبح تعريف الوجع صعبا..وممارسته اعتيادية..
جوع..؟؟
جربي جوع مشاعري
حزن؟؟
انا ملك الحزن يمارس علي قلبي رقص نقري مجنون لا اهرب منه ..
عودي الي حيث اتيت ..فسمائي ضيقة علي احزاننا معا..
مجرد قطة..
الوقت يمر عليك ولا تشعرين بما فقدتيه كل ثانية..
لا يعذبك صوت العقارب ولا ينهش لحمك فوات الوقت بقلب فارغ..مذبوح..
لا تنظري للقمر كذئب يعوي في الليل لكي تسطع اهوال الليل المذئوبة علي احساسي..
لا تعبري كل مسافات الفرحة في حلم ثم تستيقظين لتجدي دماء قصيدة علي سريرك..
لا ترسمين علي ورقة بنت صغيرة عاشقة..ثم يتبين في النهاية انك كنت ترسمين نفسك..
لا ولا ولا..
غطي اوجاعك فنهارك أجمل من أن يمسسه السوء ويغطيه الوجع وزحامه..
اما الحزن احد اطفالي ..اعطيه هدايا العيد وملابسه الجديدة ليس كإبن ولكن "كقاطع طريق " ..
الحزن انا دميته المفضلة واخر انفاسه ان اريد نفسا عميقا..
او شربته التي لا يظمأ بعدها أبدا..
اعطيت الحزن من عمري ما لم تعطيه قطة مثلك أو شارع كامل مثل هذا..
غطي اوجاعك فالحزن حين يراني احدثك يسخر مني ..لأنكي مجرد "مبتدئة" أحزان..
ارحلي ايتها القطة ولا تعودي..
او عودي ولكن لا تماسي الحزن علي قلبي ..مسرح احزان الحب..
ومسرح جريمة كيوبيد الاول..
اذهبي ايتها القطة..
اذهبي..
ولم تعد القطة من يومها الي الشارع..
وبعد ان شعرت بمقدار حظها في هذا العالم..
عاشت ورضت بكل ما لديها..
وعرفت ان لا شئ يدعي حزن..لشخص لم يعشق..
ولا شئ يدعي الموت..لشخص لم يجرب الهجر..