"الوحدة هي رحلة الوصول لقلب الحياة..بعقل المستحيل..
هي ان تعرف اخيرا ان من يستحق ان يعيش معك في عالم واحد هو انت..انت فقط..
ان يتوحد العالم مع خالق العالم..فأنت صانع عالمك..
هي ان يضع الجميع لحياتهم هدف..بينما يصبح هدفك الوحيد هو الحياة..بجنونها وانانيتها"
الشخصيات الرئيسية :
الوحيد
القواد الروسي
قواد مغربي
إمرأة مجهولة
النحلة الراقصة
طفل صغير يلهو..اسمه "الوحيد"..نحلة يعقد جناحيها بشكل تعذيبي لتمر من طرف السرير الي الطرف الأخر علي حبل رفيع..يظن ما يفعله هو احد العاب السيرك ..ما امتع ان ينقل الطفل السيرك الي منزله ..ولكن النحلة تتعذب..
النحلة تقول "هذا فعل بشري اجرامي" والطفل يلهو للمتعة..
النحلة تسير بصعوبة علي اطراف الحبل تحاول ان لا تسقط كي ترضي غرور هذا الطفل العابث لعله يطلق سراحها حتي لو كانت ستطير بنصف جناح..
ولكنها تقف في نصف الطريق وقد انهكها الطريق..وهذا الطفل السادي المجنون في نظر النحلة يلهو ويصقف ويرقص..
بعد ثلاثين عاما :
قال هذا "الوحيد" لنفسه : كيف اكفر عن ذنبي كيف اعتذر الي تلك النحلة..صدقيني ايتها النحلة لم اكن اعي ما افعله..بلغوها ايتها الزهور قولوا لها انا ما قتلت ذيلها قتلا للحرية ..انا عاشق للحرية..ولكني لم اكن اعي حينها ما افعله ولم اكن ابحث الا عن المتعة..وقد اخذتني المتعة من الحياة..
وقد اخذتني المتعة حينها من الحياة..
فكر قليلا وتدبر جملته وقال مرة اخري "اخذتني المتعة من الحياة" ..!!
هذه الجملة التي ظل يرددها وهذه النحلة هي بطلة القصة ربما اهم من الوحيد ذاته !!
يوم حار جدا من ايام الصيف..القيظ يغلي رأسه في مرجله والأرض تدور حول نفسها وحول جنون النساء في هذا المكان ..من هو ؟؟ هو الوحيد بطل هذه القصة ..ربما كانت وحدته سببا في ان تتابعوا قراءة القصة وربما جعلتكم تفكرون في وحدتكم..انها العزلة يا صديقي التي الهمت شعراء وادباء ومجانين ف هذا العالم ..انها العزلة التي لا تذكرك بما تفعل او كيف تفعل ولكنها تذكرك دائما لماذا تفعل..
انها العزلة التي رأها في عين القواد وعين إمرأة كاذبة تتهرب من وحدتها ..انها الوحدة التي رأها في هذا اليوم الحار كما لم يراها من قبل..شفافة تزداد حركتها رشاقة وميوعة كخطوة تلك الغجرية امامه الأن..
خرج في المدينة المجهولة..مدينة الشياطين..كأنما رأي "إسباسيا" تسير عارية..تلك العاهرة الاغريقية صاحبة المبادئ..العاهرة التي لم تلوث سمعة العاهرات..وهل للعاهرات سمعة تتلوث؟؟ ربما ..انه كود الشرف حتي ولو
في مهنة القواد والعاهرة..ربما كانوا يحافظون علي سمعتهم ايضا مثل البشر في بعض الاوقات..ربما كان القواد اشرف من بعض السياسيين لانه يعرف الرذيلة قبل ان يتاجر فيها ..بينما لا يعرف السياسي الفضيلة قبل ان يتاجر بها !!
ربما رأي الامبراطورة ثيودورا العاهرة التي اصبحت امبراطورة في احدي حقب التاريخ..ربما رأي "كورا بيرل"..ربما رأي نفسه في لحظة واحدة يحدث اشهر العاهرات ويكلمهم عن نفسه..يا صديقي ان مصارحة العاهرات افضل واشرف من مصارحة إمرأة كاذبة..فالعاهرة ستحفظ هذا السر ولن تعبأ به في بعض الاحيان ..بينما لو حدثت إمراة كاذبة فربما اصبح سرك مصدر سخرية لبلاط سلطانها الجديد..
جلس وحيدا ..منضدته خالية الا من قبعة لا يعرف صاحبها..ومطفأة سجائر ..وفجأة تظهر الشخصيات الواحدة تلو الاخري كما يحدث علي خشبة المسرح..
"هل مازلت تجلس وحيدا يا صديقي؟؟" من هذا؟؟هو لا يعرفه ..لماذا قال له ياصديقي؟؟اهي حالة وحدة يخدع بها نفسه ويحاول ان يضع العالم كله في اطار حلقات صداقاته الخيالية ؟؟
كان يتحدث بالانجليزية بعد ان حدثه في البداية بلغة لا يعرفها ولكنهم وجدوا الانجليزية هي الاقرب لهم وبدأ الحوار :
الوحيد : اهلا ..نعم مازلت وحيدا هنا..هل تعرفني ؟؟
هو : كلنا نعرف بعضنا هنا..كلنا في مكان واحد ..مكان ضيق واحد..اشبه بالاصدقاء..
الوحيد: ربما ..ولكن دعني اتشرف بمعرفتك
هو : هل تري هذا المبني في الخارج ..انا صاحبه..انه كما يسمونه المبني الصحي يا صديقي..ربما للبعض صحي وربما للبعض هو عين المرض..اذا كنت تعرف ما اقصد
نظر خلفه الي المبني الذي يشير اليه ..انه النادي الصحي كما يطلقون عليه..مكان للجيمانزيوم والمساج وبعض الممارسات المشبوهة ايضا من نظرة عينيه عرف ان هذا ما يقصده تحديدا من تلك الغمزة الغريبة..
الوحيد: وربما كانت سعادة البعض او شقائهم
هو : مصدر السعادة الوحيد في الداخل..
الوحيد : لا يوجد مصدر للسعادة وحيد ..انها كالشلال المتدفق تعتمد علي رغبتنا في ملئ الدورق الذي اعطته لنا الحياة..انها مسألة رغبة في السعادة..السعادة قبلة العالم ولكنها تنادي كل يوم اين المصلون..حسب وجهة نظري
هو: مهنتي هي السعادة..هي ما يطلبه العالم باطار شرعي او غير شرعي هو نفس الهدف..
انا : اسمح لي ربما اعطاها الاطار الشرعي وقار..
هو يضحك : أي وقار تقصد في العاب السيرك ؟؟
انا : ولماذا شبهت الجنس بالعاب السيرك
هو : انها لذة الحياة انها معجزة الله
الوحيد: الله له معجزات كثيرة جدا ..يكفي خلقه للجمال
هو: من معجزاته انه خلق العالم في ايام ؟؟ اذا اسمح لي يا صديقي انا اخلق لك العالم في ساعة ..عالم السعادة
الوحيد"قال لنفسه" : استغفر الله..هذا الرجل غريب ومختل قليلا ..
هو : هل تقول شئ ؟
الوحيد: لا لا سيدي انا فقط استوعب ما تقوله
هو : دع جسدك يستوعب ما تقوله هذه الفتاة..
تدخل الي المشهد "ميدوسا" ..نعم شبهتها برأس ميدوسا..تلك الاسطورة الغريبة عن ميدوسا التي كانت تحول الناس لتماثيل من حجر بنظرة ولكنها ليست كما الاسطورة برأس تخرج منه الثعابين ولكنها برأس تخريج منه أفكار الثعابين .
الوحيد: من هي..ياالهي انها مذهلة
هو : انها ابنة روحي..هي عصب مهنتي واقربهن الي نفسي
الوحيد: هل هي تمارس ال..
هو "يقاطعني" : لا لا بالطبع لقد وضعت لها قالب خاص بها انها فقط قادرة علي جلب الزبائن ولكنها اقدر وابرع من ان تكون هي المتعة نفسها..لانها روح المتعة..انها الروح وليست الجسد
الوحيد: انها جميلة كالجنون اسمح لي..انها لا تقاوم..انها اشبه ..اشبه..بالشيطان في جسد إمرأة..
هو "يضحك" : الروسيات لا تقاوم ..اراك لا تقاوم الان اين الاطار الشرعي الذي كنت تتحدث عنه في العلاقات..؟؟
الوحيد: انا فقط ابدي رأي في هذا الجمال الدامي المتوحش ..ولكني لا اقع يا سيدي بتلك السهولة..انها مسألة مبدأ
هو : ولكنك وحيد
الوحيد: نعم لم اتزوج
هو "قال في تهكم" : ارجوك لا تقل لي ايضا انك "فيرجين" ؟؟
الوحيد: نعم ولما لا فانا اتبع تعاليم..
هو "قاطعني" : ارجوك لا تقول لي تعاليم الدين....الدين لا يحرمنا من السعادة
الوحيد :سيدي انه لم يحرمنا منها ولكنه اشبه بمن قننها او وضع للسعادة اطر
هو : هراء هراء..لا يوجد اطر للسعادة انها معين لا ينضب..
الوحيد"قال في نفسه" : كجمال تلك الفتاة هناك..
هو : اراك مسحور..هل لك الرغبة الأن ؟؟
الوحيد: في ماذا ..؟؟ انا فقط استمتع بالجمال
هو: الجمال يذوب علي اطراف الأسرة..تستطيع ان تصوغ منه الذهب
الوحيد"اضحك" : وماذا عن الجمال الداخلي..الروح
هو : ااااه هراء اراك تتحدث كالفلاسفة المخبولين او من يؤمنون بالاساطير
الوحيد: الروح اسطورة ؟
هو : والجسد هو الحقيقة الوحيدة والسعادة الوحيدة
الاغواء..كانت ليلة اكتمل فيها قمر الاغواء ونجوم الشبق واساطير الجمال..
حوار غريب ..صدفة غريبة تجمعه بأول قواد يقابله..ولكن الطريق مفتوح لمزيد منهم وجنسيات مختلفة لحوار اشد متعة واكثر اثارة..
مازلت الغريبة بوشمها علي الكتف الايمن علي شكل حروف صينية غامضة كعيونها..مريبة كخطوتها..تحدث الجميع عن ان المساج في الداخل في الغرف الحمراء ذات الموسيقي المثيرة هو الافضل لهم وهو السعادة او هكذا علمها الاب الروحي لها الذي يجلس بجانبي
هو : كلما قمت نسيت قبعتي هنا دعها معك حتي أأتي لنفسي بكأس أخر..هل تشرب معي يا صديقي؟
الوحيد: عفوا انا لا اشرب
هو : وكيف احصل علي نخب معك اذا..انك ساعدتني علي القيام من علي الكرسي المتحرك ..انك انسان جيد تساعد رجل عجوز..لابد ان اشرب معك ربما تضرب بيديك علي الكأس طالما لا تشرب
الوحيد :حسنا سيدي
وضع الوحيد اصابعه قرب الكأس وطرق عليه ثلاث مرات ثم اشار القواد بكأسه للأعلي وغني بلهجة روسية واشار له: في صحتك
دخلت الي المشهد إمرأة اخري ..انها ملفوفة برداء أحمر طويل يحركه الهواء من بعيد فيكشف عن ساقين من بللور ..تجلس معهم علي نفس المنضدة فالمكان مزدحم جدا..
يقول لها القواد بجرأة : هل انتي وحيدة ؟؟
تعجبت هي من السؤال ونظرت اليه وقالت : لا سيدي..انني انتظر صديق
قال للوحيد وهو يغمز : انها وحيدة ايضا..ربما تريد مساج او ربما تكون صيدك الليلة
الوحيد: سيدي انا لا اصطاد المرأة ولا احترم كلمة الصيد في العلاقات..لا احترم إمراة تصطاد قلوب الرجال ولا رجل يصطاد قلوب النساء لقد طرد الحب كلمة "الصيد" من رحمته
قال : لا تحترم المومس ؟؟
قالت هي في دهشة : عن ماذا تتحدثون تحديدا ؟
الوحيد: انه يتحدث عن حالات الصيد .."بلاي بوي"
قالت في حدة : انهم اوغاد ..انهم ملاعين هذه الارض..يظنون القلوب زجاجة خمر يلقونها متي انتهوا منها ..هؤلاء السكاري البلهاء
الأن فقط عرف الوحيد ان لهذا القواد نظرة..انها وحيدة..نعم وحيدة جدا ..ظهر هذا في فلتات لسانها ولعنتها لجنس الرجال بشكل غريب وسريع وغير متردد..
قالت له : انت مصري اذا..كيف تري هذه البلد ؟
الوحيد: انها جميلة ولكني مازلت لا اعرف كل الاماكن فيها ..
قالت : هل تريد ان اوجهك لاماكن المرح ؟؟
الوحيد في تردد: ربما ولكن ليس الليلة..فانا سأنتظر واري هذا الفرح هنا فكم احب هذا النوع من الموسيقي في بلادكم
قالت : قريب منك
الوحيد: قريب من موسيقي بلادي
دخل الي المشهد اخيرا ..عربي..اول عربي يراه في هذا المكان الجديد رغم ان المكان السابق كان يكتظ بالعرب ولكن في هذه البلدة لم ير عربي واحد وفرح الان برؤيته..
العربي : كيف حالك ..اعرف انك من مصر كنت اجلس علي الطاولة المقابلة وسمعت اجزاء من الحوار..
الوحيد: نعم وانت ؟
العربي: الاردن
الوحيد: فرصة سعيدة
العربي : لماذا تجلس مع هذا الرجل اراك معه منذ اكثر من يوم من هو ؟؟
الوحيد: انه باختصار يحاول ان يدعو الجميع للمساج وخباياه واسراره في الغرفة السرية تحت هذا المبني واشياء اخري
العربي : قواد ؟؟
الوحيد:باختصار قواد
القواد : ماذا تقولون انا لا افهم العربية
الوحيد: لا شئ سيدي انه صديق عربي اتحدث معه
القواد : هل يريد شراب ؟؟
الوحيد: يقول لك هل تريد شراب ..انه يدعوك الي النبيذ اظن انك لن تشرب
العربي : استغفر الله
الوحيد :سيدي انه لا يشرب مثلي
قدم التحية وخرج من المشهد ودخل عربي اخر ..مغربي الجنسية ..
المغربي : اهلا حجي كيف حالك ؟؟
الوحيد: اهلا بك يا عزيزي
المغربي: هل تعرف هذا الرجل العجوز بجوارك؟؟استطيع ان اتغلب انا عليه
الوحيد :في اي شئ ؟؟
المغربي: في السعر الذي يقدمه لك
الوحيد: انه لا يقدم لي اي سعر..كان يحاول التفاوض ولكني رفضت
المغربي: وكيف ترفض الجنة يا عمو ؟؟
الوحيد: ربما اري الجنة في مكان اخر..وهكذا الدنيا كل يري الجنة حيث يريد وحيث يعرف كيف يستمتع
المغربي: انت اذا لن تسمع عرضي ؟؟
الوحيد: قل ما عندك ولكني لن اهتم ..
المغربي : لدي الروسيات والرومانيات وكل الجنسيات
الوحيد"يضحك" : يالك من محظوظ ..ولكني لا اهتم صدقني
قالت ذات الفستان الاحمر : ماذا يقول لك هذا الشخص ؟
الوحيد: لا تهتمي انه فقط يعرض علي عرض
قالت "مبتسمة" : العروض هنا كثيرة جدا..
الوحيد: ومازال عرضك هو الافضل..انه عرض جولة في اماكن لا اعرفها
قالت : شكرا لك واتمني ان تقبل دعوتي..سأذهب الأن لمقابلة احدهم
الوحيد: حظ سعيد يا عزيزتي
خرجت تدور بالهاتف في يدها وتضغط علي الجهاز لمحاولة صنع مكالمة وهمية تظهر بها للقواد انه لم يفهمها وانها ليست وحيدة ..ولكن كانت النتيجة مخيبة للأمال..انها وحيدة..وحيدة جدا .
يظهر الان في المشهد "ابن القواد" ملابس غريبة بألوان اغرب ..ويقول للوحيد : شكرا علي مساعدتك لوالدي
الوحيد: انه واجب لا تهتم
قال : انت انسان محترم..الا تريد مكافأة..؟
الوحيد: مثل مكافأة والدك ام مختلفة ؟
قال : انها اقيم واقوي واكثر شبابا
الوحيد: صدقني المكافأة بالنسبة لي لها معني اخر
قال: وما هو؟
الوحيد: الحب الصادق والصداقة الحقيقية
قال "ساخرا" : هذا في الجنة فقط يا عزيزي اننا علي الارض..دعني اقدم لك المكافأة ارجوك
اشار الي واحدة من الهة الاغريق خلف مقعده ..قال الوحيد متعجبا هامسا لنفسه : ذهب الجمال الي العاهرات؟؟ماذا تبقي الي الارض ؟؟
قال : ما رأيك ؟
الوحيد"بسرعة وهويشير الي والده وناس حوله " : انظر انه والدك علي الارض هناك..
قال : سيكون بخير فهو يشرب كثيرا كما تعلم واحيانا يسقط انه ليس سعيدا منذ ان حدث الانفصال قديما..
الوحيد: وحيد ؟؟؟؟
قال: وحيد جدا
نعم هي الوحدة..سبب الكأس المستمر وسبب الابتسامة الغير مكتملة..هذا الرجل في رحلة بحث عن الجمال ولكنه فقد رحلة بحثه عن الحب..
انه الفرق المذهل بين الرحلتين ..
رحلة الجمال هي رحلة البحث عن الهة الجمال..
بينما رحلة الحب هي رحلة بحث عن جمال الله..
انه الفرق بين البحث عن الجمال فقط والبحث عن الحب..
ورحلة الحب هي اعظم رحلة..انها رحلة الحياة..وليست مجرد رحلة حياة..!!
والوحدة تحدد مصير كل منا..قبل ان تصبح هي نفسها المصير والنهاية المستمرة..
وبدأ الفرح في المكان ..فرح في مكان مفتوح يشهده الجميع ودخل العريس وصفق كل من في القاعة..
وبدأوا في فتح عدد من الاغاني الاجنبية قبل ان يفتحوا عدد من اغانيهم المشهورة..
قاموا جميعا الي المكان ..جلس القواد المغربي يائس لا يستطيع الحصول علي زبون اليوم ..
بينما ذهبت الفتاة الغريبة التي ادعت انتظارها لصديقها وذهب القواد العجوز بعد ان افاق من اغماءة بسيطة وذهب معهم الوحيد الي الفرح المجاور لهم..
رقص بكأسه وقال : في صحتك يا صديقي..
ورقصت الفتاة وهي تخلع حذائها علي عشب الحديقةالواسعة..
ووقف الوحيد يصفق للمشهد ويصطف المكان ويمتلئ بأصدقاء القواد من العاهرات وغيرهن..
واقول لكم صدقوني ان الوحيد قد تعب كثيرا وعاني في تلك الليلة..تعب تماما كما تعبت النحلة في نصف الطريق ولم تكمل..
عرف انه لم يصل الي العسل..مثل تلك النحلة..شئ ما قد قطع جناحيه وارقصه علي حبل مربوط..
شئ ما في نظرة تلك الفتاة الي حذائها الملقي بعيدا وكأنها تفتقده..انها وحيدة تفتقد كل شئ واي شئ ..
شئ ما في نظرة هذا القواد الي عاهراته وكأنه يقول لهن "لا تكونوا مثلي في يوم ما..حاولوا ان تهربوا من الوحدة"
وشئ ما في نظرة هذا الوحيد الي المشهد كله وكأنه يقول "الي اي مصير اكون..والي اي قدر اذهب؟"
ولكن كان هناك نظرة لهم جميعا لحظة بداية الفرح..نظروا الي نظرة العروس الي العريس وهي مليئة بالسعادة..
تري هل هي الحقيقة الوحيدة في تلك الليلة المزيفة ؟؟
تري هل غير الوحيد معتقداته في تلك الليلة المليئة بالإغواء والجنون والشجن ؟
وردد جملته القديمة وقال "اخذتني المتعة من الحياة.."
ثم قال بحزم "بل الأن فقط اخذتني الحياة من المتعة"..
كل المتعة كانت حوله ولكنه ظل يفكر في الحياة..اخذته الحياة من المتعة..
وكأننا لا نعرف معني الحياة الحقيقي الا عندما يكتمل اغوائها ..حينما يوجد المال والنساء وكل شئ حولك في لحظة..
اننا البشر لا نعرف الحقيقة الا حينما يجتمع حولنا كل عناصر البعد عنها..
ولا نعرف الطريق الي الحياة الا عندما يكتمل في اعيننا الطريق الخطأ..
قطف زهرة وقال لها ..هل اعتذرتي للنحلة الراقصة عن اني حرمتها من صنع العسل ؟؟؟
ومازال المعني في عقله فقط..
ومازلت تلك الليلة هي اكثر الليالي تأثيرا في حياته وربما في مصيره القادم ..