المــــــــــــــــصـــــحــــــــــــة

جلسات ليست كل خطيئتها الكهرباء وأقراص ليست كل خطاياها النوم
سأجن من اللون الأبيض وأمزق نفسي لأسقط كوكايين أبيض من فرط الصدمة ولكن أكره لوني
خلف نوافذ تلك الغرفة تسوق الدنيا ثيران الموت في ساقية اللاوعي الخاصة بمعاناتي
وأسير وحيدا
والإسم مصحة
قد لا أدخلها ولكن أحياها كل نهار ..في أعين بائع الجريدة اليومية وفي سلامات الشارع وعيون الأشخاص
انا عقلي يحاكم عقلي بمحكمة علنية كل رشفة قهوة ولا أحضرها
وسريري معتقل الأحلام يعذبني بكلابه الوهمية وسياطه لكي ينهش رأس الحلم ولكنني والحلم للأسف توأم ملتصق
وفي ورق التاروت تراني وفي أوراق العرافين تراني وفي النرد تراني ولكن
نظرية إحتمالات
دخل الرجل الأبيض بالزي الأبيض بدواء أبيض ونظر إلي وقال:الدواء..
قلت:الموت
قال:علاج
قلت:الموت علاج يكفيني
فتح النور المتأرجح مثل ضفائرها ونظر في عيني
قال:إختر من تلك لكي تتمني أمنية قبل الموت
خيرني بين الكأس وبين تاج عروسة وبين القلم ولا شئ مما يفعله أدركه
نظر بغضب وقال:إختر واحدة حالا
قلت:مجنون ..ماذا تفعل؟
قال بغضب عارم: إختر ..إختر
وبكل رومانسية إخترت التاج وأعطيته إليه
نظر إلي وقال:هنيئا لك الموت
قلت:لماذا الأن تحديدا؟
قال:هو تاج لعروسة ولكن لا تتمناها كأسك قلمك قد تشرب من خمر الكلمات ولكن يبقي الكأس
وهي ليست هي هي أخري
إمرأة أخري
حب أخر
شئ أخر
ولهذا أنا الأن أحدثكم من عالم أخر
لعلي أقابلها
بعيدا عن المصحة