طفلتــي العـــزيزة "فـــــلانة"

نبضي مع وقف التنفيذ يدق قلوب..
بريئة جدا كأمنيات المطر..وأحلام الربيع..
وأنا أمسك بالمصباح علي جبهتها كالقديس..

طفلة صغيرة لم تتعدي الثالثة من العمر ولكن تتغني جمالا وإن جرحت تنزف شعرا..
كنت أغرد بين جناحيها وأتكئ علي سرر مرفوعة في عينيها ..
كالطفل ألاعب رمش العين وأبتسم قليلا وما ألبث أن أبكي كثيرا..

طفلتي العزيزة "فلانة":
إن قدرني الله أوصي ولا أنسي حروفا قد تسعد أو تحرق أجنحة الشمس ..
اليوم طفولتك الغراء تعيد في قلبي أعياد ميلاد ومواويل للفرح وأبياتا للبسمة..
حين يعد العمر عليك عشرين سنة..
فردي الباب عليه وعودي للعام الثالث..
نامي في مهد برائتك ولا تنسي ولا تقسي..
فالله في مهدك والشيطان يركض خلف الباب..وكيوبيد يشرب في "بار" قرارك..أي خيار!

إن عشق عيونك رجلا ردي عليه العشق
لكي لا تغتالي القمر وتلطخين يديك بنور الوحدة..
سترين الوحدة نور وهي أمل مكسور..أو حزن ضل طريقه فأخترتي له عنوان..

أعز أبناء الوقت "لحظة حب"..فكوني اللحظة ليلهمك الوقت سنابل ومكحلة وجود..
إن قال "احبك" ..طلي من شرفة عينيه
وزوري الدنيا فإن فتنت فيك رحلات عيونك ..كوني طريقه ورحلته..
طلي كفردوس أبيض في مقلته
وطيري كعصفور ملهوف للعش وبردان والدفء أمان..
لا تكوني رحيلا..
ما أقسي الأنثي حين تشكل بأظافرها الكون رحيلا..
حين تقاتل ياسمين العشق بسيف وهمي ..
حين تترنح في عينيها الحقيقة
فتشرب كأس"فارس الأوهام"..ليموت "فارس الأحلام"..
لتطل علي خديها الشمس بلغة أخري..غروب ونحيب..

وتقول "ويحي ماذا فعلت"..
لماذا قرأت الشعر شعوذة وخرافات..
لماذا رميت كعبة عشق بحجر وقبلت عنادي من شفتيه...
لماذا أسير كطاووس والأرض تكره ألواني!..
عن ماذا غفلت..عن الحب!

لماذا فرشت الصحراء بفستاني لأستقبل كل سراب عابر سبيل..
غبية ..أشتاق لسكين يقتلني ويطهرني من حماقتي..
صدقني غبية..


فجاة تسألني الطفلة ببراءة "إنت بتكلم نفسك؟"..
فخرجت من الغرفة وتركت يداي تربت فوق شعرها لعلها تنام..
لعلها تظل ملاك..ويبقي الحال كما هو عليه..