جنـــاح فــــراشة

الحب الأول لذة لا تكرر..والحب من بعده تكرار لا يلذ"


أحببتها كي أخرج من دمي ..
ليصير حنيني اليه غرام..
ووصولي اليه حلم..
وغربتي بين عيونها لهفة لنفسي..


أنا لم أولد كي أحبها..ولكني أحبها كي أولد كل لحظة..
أنا رجل رجعي جدا ..حين اسافر ابعد من لغة رموشها..
انا ليست لي مدينة وليس لي سن ولا عنوان..
فمدينتي الحلم..وعنواني الخرافة..وسني شئ سيكون..
حياتي بلا حبها عذاب مقيم ..
وسفن العبرات في عيني بلا ميناء ولا انثي..

كان رحيلي اليها العودة وعودتي منها هو الرحيل..
والأن انا رحال..
من ضلعي لضلعي ..
اقوم بدور سفير نوايا بين وريدي وشرياني ..
من يسأل عنها ومن يهدد بالموت اذا لم يراها..

احاول ان العب دور وسيط روحاني بين الحلم وبين الواقع..
لعلي اراها في لحظة ضبابية من خواطر الحلم..
ولكن للأسف في زماننا..حتي الحلم..واقعي جدا..

من مات اليوم؟
غير الحب وغير الناس اليومية وغير بضعة زهور..
اسأل نفسك من مات اليوم..
ستجد اجابتك في عين حبيب غاب حبيبه...
لو كانت نشرات الموت ستحسب من مات من العشق..
لن تجد مساحة من الورق الابيض كي يحفظها بين ضلوعه..

من عاش اليوم؟
غير الله وغير الشمس وغير القمر..
ستجد العشاق وبعض الناس..
من يعشق يحيا ..
الحب كما الدمع يحاول ان يحيا وحيدا..
بعيد عن عين الناس ولغة المارة وعيون البصاصين..
هل تضحك وحدك؟
ابدا..
هل تبكي وحدك؟
احيانا..
ولهذا العشق حزين..
العشق هو الفلسفة الأولي حين يتقمص دمعك دور ارسطو..
هو الملكوت الاول حين تخلد فيك الدنيا راحتها..
لتصبح علي كف الدنيا ريشة..لينفخ كيوبيد الريشة متي شاء لتظل تطير بلا وطن..
وتطير تطير..لتهبط بين حديقة زهر او جناح فراشة..
وفي كلتا الحالتين ستهبط لون ثالث..غير الزهر وغير الفراشة..
لون يثير فضول الزهرة..وهمهمة الياسمين والبنفسج..
وستعرف يوما انك تعشق حين يصير الشارع اوسع والغرفة اوسع والبحر اوسع..
وتصير خطاك علي الأرض تنقيب عن معني اخر للحب..
وتصير كما الدخان بلا هواء يحملك ولا نار تأويك..
فتظل تبحث عن النار وتفتش عن الهواء بلا جدوي..
لأنها نارك وهوائك..
وستظل قافية الشعر تعيش علي كف الحب..
وسيظل الحب يعيش علي شعر القلوب