علي حافة نهر المرمر في زمن ما..
بين جحيم الحب و "غفران" عينيها..
أصابتني الصاعقة الأولي..
قالت : احذر يا هذا..الحذر الحذر من نهر المرمر..ظاهره الصفاء وباطنه صراخ ودماء..
قلت : لا عاصم لي اليوم من عينيك..لا اهتم بنهر المرمر ..فالغارق في نهر عينيك أولي بتحذيرك..
قالت : كيف إقتحمت عالمي ؟
قلت : لم أفعل..بل إقتحمني عالمك..فجعل من أوردتي خطوط طول وعرض علي خريطة فردوسك..
قالت : أخاف من كلمات الغزل ..أخاف أن تسحبني معاها الي غياهب نهر المرمر ..ليس لي فردوس ..انا حارسة الفردوس..
قلت : أولي لألف فردوس أن يصبحوا حراس رموشك..ان حراستك للفردوس لهي كحراسة ملاك خالد لبشر فان..أه يا حبيبتي لو أستطيع أن أهبط معك الي عالمي..
أخاف أن أبقي في عالمك..فالمثالية فيه ترهب حتي طموح الكمال في نفسي..
قالت : سأدلك علي سر نهر المرمر..وقد أصبح حبيبتك ونهرب بقبس من الفردوس الي عالمك وعالم الحب..
قلت : وما هو السر يا مالكة الاسرار ونوارة الأقمار..
قالت : تقسم للنهر..
تقسم للنهر علي حبك..
قلت : أقسم
وفجاة انشقت السماء وقالت لي الملائكة : اتقسم يا هذا علي عشقك لحارسة الفردوس ؟
قلت : أقسم
قالت : ومن انت لكي تحيا في خلود الفرسان وسحر الغزلان ؟
قلت : انا صنف من الالم وصنفان من العذاب واربعة من الدهشة..صاعقة القدر حاضرة في وبشدة..
وكاني أصبحت كما كأس الخمر..أحمل كل خمور الحب ولا أسكر..
وقلت :
اقسم يا أميرتي بتلك الزهرة..
ان اكون مفسر احلامك وساحر أيامك..
ساكون لكي كما تولستوي ..حرب الكلمات وسلامها
أقسم ان تكون فتوحات غرامي بين عينيك
أقسم أن أبني في قلبك ممالك أتغرب ما بينهما كما تغربت بين الرغبة والرهبة أمامك..
أقسم بالبنفسج أن أستكين حين تقول لي عينيك :
"إخلع نعليك انك بوادي جمالي"
اقسم علي شقائق النعمان
وعلي قلبي الذي لم يمسسه انس قبلك ولا جان
أن أعيش في محراب أمنياتك حياة الرهبان
وأن أسير بقدسية حسنك بين الزهور والغدران..
أقسم أن اصطاد الغزلان في الغابة المسحورة لافرش جلدها قربانا لخطوتك..
وأن أسير بمصباحي كما "ديوجين" أبحث في نورك عن الحقيقة والأبدية..
وأن أنحت أول حرف من إسمك في نصف عقلي الأيمن..
وأخر حرف من إسمك في نصف عقلي الأيسر..
لتلتقين في كياني كحالة لقاء بين إبداعي وقدرتي..
يا مليكتي..يا عنفوان السماء..
يا أول فكرة خلقت جلال الحب..
إعتبريني أولي محاولاتك الشعرية..
اعبريني بكل اشكال الشعر وجنونه..
عمودي تخترقين به خلجات نفسي
أو شعر حر يقتلني من رأسي إلي إخمص قدمي..
أو إنطقيني إرتجالا وزجلا..أخرج من بين لسانك نشوان بالحروف ومخدر بين الواصف والموصوف..
أقسم أن أتوه في عينيك كما تاه القوم في "سنوات التيه"
وأن أصبح أمام عينيك "نشيد الأنشاد"
وسفر "الحب" في كتاب عينيك المقدس..
أقسم أمام نهر المرمر..
أن يصبح قسمي "الله ..أنتي..قلبي"
يا تاج قلبي ..
قرأت أشعار الجاهلية ولم أزل أجهل جنون هالتك..
وقرأت اشعار صدر الاسلام ولم ازل انام علي صدر الشعر أتعزي من أنفاسه الخائفة لخوف روحي..
وأشعار درويش ولم أزل درويشا في حضرة صفاتك..
أقسم أن أجعل ألسنة الحب حبلي بالزغاريد..
وأوردته وشرايينه حبلي بقصص غرامي..
أقسم إني في عينيك عرفت حل ألغاز الأدب
عرفت "لماذا لا تنام الإسكندية"
و "لماذا يضحك البحر؟"
و "من الذي لا يحب فاطمة"
وعرفت لماذا قال "ايليا ابو ماضي" "لست أدري" !!
أقسم أن لا أكون كما الفراعنة جزء من "كتاب الموتي"
بل أموت أفضل في كتاب الحب..
أقسم أن اجعل نبضك داخلي "حفلة أوبرا"
ونظل نتهامس ب "نوستالجيا" أيام المجد في عشقك..
أقسم أن لا أصبح مثل الفيلم الرومانسي
فلا يموت البطل كي يصبح الفيلم اكثر رومانسية
ولا يعيش البطل كي يعاني مرارة الهجر
بل أن أصبح معلقا في عينيك بين الخلود والفناء..
أقسم أن أفرش لكي طريق الحب بالسجاد الدمشقي..
وأن ازين كل طرائقه بالعسجد والاحجار الكريمة..
وأن أضع علي جنباته حمام زاجل يحمل رسائل الحب والغرام..
أقسم أن أصبح وحيدا متوحدا فيكي..
"مقطوع من شجرة" فردوسك
"لقيط" أمام حنان عطرك..
"منفي" في ساحات قتال روما بين أسود رموشك التي لا أستطيع ترويضها..
وجف نهر المرمر..وقالت الملائكة كلمتها في النهاية :
" بالعشق عيشوا وللعشق موتوا..
مدوا حبال أرواحكم بين قلب الحياة وحياة القلب..
اليوم يا حارسة الفرودس نعفيك من موقعك لتعشقي هذا الفاني ولتعيشي معه حياة الخلود في أرض الفناء
اليوم أقسم وأنتي قسمه وقسمته..
عيشوا بالحب عيشوا في روح الحب "
ومازلت حتي اليوم أعيش مع حارسة الفردوس..
حتي وان كانت فقط في خيالي..
فكثيرا ما نهجر "رومنطيقية" الأرض
الي أرض "الرومانسية" الخالدة
ولو كانت في فرودس الخيال..
أو حتي قطعة من خيال الفردوس..
أحبك يا حارسة الفردوس..
وأهيم علي نهر المرمر..
للأبد..
No comments:
Post a Comment