Femme Fatale قصة قصيرة

حكاية تدور في السماء تارة وفي الارض تارة اخري ..حكاية للرغبة والقدرة والذكري والموت..
انها قصة " رغدة و ادم"..



في منطقة وسطي بين السماء والأرض :

ملاك : لماذا فعلت به فعلتك ؟ قل لي لماذا لقد بدأ ينساها منذ فترة

شيطان : هل هذا ما تعتقده حقا ؟ انه لم ينسها ولو ليوم واحد ووظيفتي الأن ان اعيده للتفكير فيها مرة اخري

ملاك : ولكن لماذا ..لقد تزوجت الأن ولم يعد بمقدوره الا أن يتأمل ويتألم..هل هذا ما تريده رغم انه مخلص لك علي الدوام ؟

شيطان : انه مخلص في النزوات والرغبات ولكن ما ارغب به وما انا متشوق اليه الأن هو .."جريمة"

ملاك: اعوذ بالله منك..انك أحمق من رأيت طوال حياتي

شيطان "يضحك"  : فقط لأنك تعيش في السماء..انزل الي الارض وستعرف ما هي حماقة البشر ..



في احدي المسارح في الاسكندرية :


أدم : اه يا لصعوبة هذا المشهد لقد اعدناه عشرات المرات ..

المخرج : التركيز يا ادم..اراك اليوم دون تركيز علي الاطلاق

أدم : أمر بظروف صعبة هذه الايام اعذرني..

المخرج : استراحة..لا تعد الا وقد هدأت اعصابك تماما



يخرج ادم من المسرح ليستنشق هواء اسكندرية النقي ..عاش ادم اياما حالكة منذ ان انتهت قصته ب "رغدة" منذ عدة اعوام...وهي التي طغت واقعيتها علي رومانسيته وطغت بسلطانها علي جبروت هيامه..
لم تكن الشخصية الأقوي ولكن الحب هو من جعلها في نظره أقوي النساء جميعا..انها كما يقول مثل الجملة الشهيرة
Femme Fatale

جعلها العشق تظهر له بقوة السماء ..لدرجة التعبد..كان يكرر لنفسه الجملة ويقول  "مع رغدة ذلك افضل بكثير" !!
رغدة كانت ملحمته العشقية الخالدة..كان هو ذليل الهوي وكان يؤمن امام عينيها انه يتقمص شخصية "اوفيد"  ويقول كما قال :لا يمتزج الكرامة والحب جيدا، ولا يستمران سويا إلا لفترة قصيرة.

نعم لا يمتزج الحب بالكرامة جيدا كما قال اوفيد..انه لا يعرف امام رغدة سوي ان الحب ذل وقهر وعذاب وموت..رغم انه عاش طول عمره يريد ان يري الحب الذي يتحدث الناس عنه علي انه هو الحياة او هو النعيم الابدي..هو جنة الله علي الارض..ولكن حدث ما لا يحمد عقباه ووقع في عذاب الحب ولم يري نعيمه الا في نظرات عينيها..

يجلس امام الشاطئ ويكرر نفس الجملة
Femme Fatale

انها الشخصية الاقوي ..لجمالها هيبة..ولرموشها وقار ملوك وملائكة..ولحضرتها معين دفئ لا ينضب..
انها كما شخصية بطلة رواية
Venus in Furs

قوة بركانية هائلة من الانوثة ..كما "سحر الفودو" أو أقوي تأثيرا..انه السحر الاخضر كما عينيها ولن اقول عنه سحر اسود..

ولكن من هو خالد ؟؟

خالد كان زميله منذ الطفولة..في مرحلة الجامعة شعر بنفس ما شعر به ادم تجاه رغدة..انها قصة حب اطرافها ثلاثة..واعلموا دائما ان رقم "ثلاثة" في قصة حب تعني المأساة..فالحب لا يؤمن الا برقم اثنين في حدوثه ورقم واحد في تكراره !!

كانت بالنسبة لخالد مجرد اعجاب اما بالنسبة لأدم درب جنون..كانت بالنسبة لخالد إمرأة جميلة اما بالنسبة لأدم إمرأة للخلود..
كانت تميل كفة خالد تدريجيا عن كفة ادم ..احيانا تميل المرأة الي الاقوي عندما تحب والي الاصعف حينما تريد المال !! وهذه من عجائب حواء..
انها تريد من تخافه وتهابه وتعشقه ولا تريد ذليل هوي جديد..وكانها من هذا الذليل قد ارتوت منه حبا وحنانا حتي شبعت وسأمت..وتريد من الاقوي ان يكملها ولا تريد من تمتلكه..انها دائرة الحب والامتلاك اذن..
لا تعرف هل تريد حواء عبدا يعشقها وتمتلكه او تريد اسدا لكي يروض جموحها وجنونها ..
احيانا تجد المرأة في اهمالها اثارة لا متناهية ..ان تصبح هي الاضعف..اي انك تضعها في مكانها الصحيح "ضعف المرأة" ..
اما ان تصبح عاشقا وراهبا وناسكا في محراب عينيها فبعض النساء تجد ان ضعفها وضعفه حينها لن يؤدي الا الي الطريق الاضعف..وستموت قوة الحب والصبابة بالتدريج..

سنوات وسنوات من هذه الزمالة الثلاثية بين خالد ورغدة وادم..كان يشعر بقوته وسطوته حتي في تقديم الشوكولاتة التي تفضلها ..
كان خالد حين يقدم لها الشوكولاتة يعطيها لها وهو يتحدث في تليفونه بكل اهمال ويقول : "اه ثانية واحدة خليك معايا..صحيح انا جيبتلك شوكولاتة معايا.."
بينما ادم كان ينظر الي عينيها بكل ضعف ويقول لها : "انا عارف انك بتحبي النوع ده عشان كده انا لفيت في كل مكان عشان اجيبهولك"

انها علاقة غير متزنة بين الاطراف الثلاثة..ادم الضعيف وخالد القوي ورغدة التي لا تعرف وجهتها..

سنوات من انتهاء ايام الجامعة ونهاية قصة الحب واختفاء رغدة تدريجيا عن الانظار ..وحدثت المفاجأة..
نعم انها المفاجأة ..




في منطقة وسطي بين السماء والأرض :

الملاك : ما هي المفاجأة التي تحضرها لأدم ؟

شيطان : الاستقواء

الملاك : الاستقواء ؟؟ ما الذي يعنيه هذا ؟؟

شيطان : ستري كيف سيتمرد علي ضعفه ويكسر الأقوي

الملاك : السلم او اللاسلم مرة اخري..انها فكرته الجنونية التي ستلعب عليها

شيطان : هل تذكر تعلقه بقصة "وضاح اليمن" الشاعر ؟

الملاك : نعم كان دائما ما يقرأها لنفسه ..انها قصة وضاح اليمن و زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك..كانت تهوي وضاح اليمن وكانت تدخله عندها وفي احد الايام دخل عليها زوجها وأخبأت هي وضاح اليمن في صندوق ولكن الزوج كان قد علم الخبر وقال لها في غرفتها : يا ام البنين هبي لي صندوقا من هذه الصناديق
قالت : كلها بحكمك يا أمير المؤمنين
قال: انما اريد واحدا منها
قالت : خذ ما شئت
قال: اريد هذا الصندوق الذي تحتي
قالت : غيره احب اليك منه فان لي فيه اشياء احتاج اليها
قال : ما اريد سواه
قالت : خذه

ثم دعا العبيد وامرهم بحفر بئر وقبل ان يدفن الصندوق همس اليه قائلا : يا صاحب الصندوق انه بلغنا شئ ان كان حقا فقد دفناك ودفنا ذكرك الي اخر الدهر وان كان باطلا فانما دفنا الخشب ثم قذف به الي البئر..

شيطان : ولكن ما الغريب في القصة ؟

ملاك : انهم عاشوا في سلام بعد ذلك الزوج والزوجة وكأن شئ لم يحدث

شيطان : وهذا ما لا يرضي به ادم..لقد اعترض علي هذه القصة وغضب منها غضبا شديدا..انه يملك روح الانتقام..وبعنف

ملاك: وانت ستكون لعبتك علي هذه الروح الغاضبة بالتأكيد يالك من شيطان

شيطان : انه كان دائما ما يقول : هذه القصة خرافة فاما الحب الكامل والوافاء الكامل واما الموت الكامل ..لا يوجد حل اخر..اما الحب والوفاء واما التضحية بمن قتل الوفاء

ملاك: مازلت لا اعرف ما هي خطتك

شيطان : ستعرف بعد قليل



في المسرح مرة اخري :

عامل : استاذ ادم ..تليفون

ادم : مين يعرف اني هنا اصلا ؟

عامل : مش عارف


ادم"يتحدث في الهاتف" : نعم مين معايا ؟

خالد: انت مش فاكرني ولا ايه مش فاكر صوتي

ادم : لا واللهي مش فاكر بالظبط مين معايا

خالد : انا خالد صاحبك يا عم ياااه هي الايام نستنا بعض كده؟؟انا خالد صاحبك القديم

ادم :يااااااه ازيك يا خالد اخبارك ايه..انت فين يا ابني من سنوات طويلة مشوفتكش لازم اشوفك واللهي

خالد : واحشني يا ادم ووحشانا ايام زمان

ادم : انت عرفت نمرتي منين ؟

خالد : اللي يسأل ميتوهش يا عم

ادم: طيب عارف مكان المسرح ممكن تشوفني فيه واشوفك ؟

خالد: لا مليني العنوان



خالد لم يكن يعرف ابدا ان ادم يهيم برغدة ..لان ادم كان يحاول ان يخبئ عنه هذه الحقيقة طوال سنوات كي لا يوتر علاقة الصداقة الثلاثية بينهم وخصوصا ان رغدة كانت تميل الي خالد..


وفي المسرح :

خالد : واااااحشني يا ابن الايه

ادم : حبيبي يا خالد

خالد : ازاي ما تسالش عليا كل الايام دي

ادم : انت عارف السنين بتجري وبتاخدنا من بعض يا خالد ومعرفتلكش طريق ولا نمرة واللهي وانت غيرت كل نمرك ..

خالد : كويس اني شوفتك انا عرفت اجيبك اهو..تاكل شوكولاتة ؟



في منطقة وسطي بين السماء والأرض :

ملاك : الشوكولاتة مرة اخري ؟؟

الشيطان : منطقة قوتي..المنطقة التي تنطلق منها روح ادم وتنبعث منها شرارة الاحداث

ملاك : هل سيتذكر ؟

الشيطان : انظر ما سيحدث بنفسك



في المسرح :


ادم "متوترا" :  شوكولاتة ؟؟ فكرتني بايام زمان..احنا كنا بنحب الشوكولاتة اوي

خالد : انا وانت ومين ؟

ادم " ينظر بدهشة" : ورغدة

خالد : بالظبط وانا لسه بحب الشوكولاتة لحد دلوقتي وهي كمان

ادم " تتورد وجنتاه" : هي كمان ؟ انت لسه بتشوفها ؟

خالد : يا اخي بشوفها ايه..ده انت فعلا مش متابعنا خالص ده احنا اتجوزنا من حوالي ست سنين

المخرج : استعداااااااااااااااد يا جماعة




نظر خالد بسرعة الي المخرج وكأنه كان نجدة من السماء لكي يهرب من خالد الأن او يحاول تغيير رد فعله بدلا من ان يظهر عليه اي شئ..

ثم عاد بعد دقيقة ..بعد ان وقف امام المراة لثواني ينظر الي نفسه ويحاول تمالك اعصابه ..


ادم : الف مبروك يا خالد انا واللهي معرفت خالص الاخبار دي


خالد : المهم بقي يا بطل احنا عازمينك النهاردة علي الغدا


ادم : النهاردة ؟


خالد : اه لازم دي غدة بتحضر الاكل من فترة وقالت لازم تيجي ..




شعر خالد بحزن شديد ويأس واحباط في وقت واحد..شعر انه يعيش في جزيرة منعزلة عن البشر يمارس فيها طقوس انسانيته بينما العالم ملئ بقلوب الموتي وفاقدي الاحساس..

قال لنفسه : رغدة بتحضر الغدا ليا انا ؟؟ يعني معني كده ان مافيش اي مشاعر حتي تجاهي..يعني نسيت كل الايام دي لمجرد فكرة زوج قوي يحكمها وبيت واطفال ؟
يعني كل سنوات حبي ليها وذلي ليها كانت مجرد ايه مسرحية ؟؟


ادم "بصوت مرتفع" : ارفعوااااا الستارة


المخرج : في ايه يا ادم ..؟


ادم: عايز امثل زي ما كل الناس بتمثل..عايز اكون ليا دور زي ما كل واحد ليه دور..واتمني اخد المرة دي دور البطولة

المخرج: انت تعبان يا ادم؟؟
صاحبك اللي كان هنا ده ليه علاقة بالموضوع ؟


ادم: صاحبي؟ وصاحبتي ؟ كلنا اصحاب مافيش حب
الحب زي المسرحية دي ممكن اعمل فيها اقصي جهد ليا بس الجمهور مش فاهم..الجمهور ما بيصقفش ليه..انا عايز اسمع التصقيف عالي عالي قوي



سقط ادم مغشيا عليه علي المسرح وتم نقله الي المنزل
وبعد ان افاق بفترة..رن جرس التليفون

خالد : انت فين يا ابني ؟

ادم : اه انا اسف اتأخرت عن الميعاد كنت تعبان شوية

خالد : لا مافيش تعب ده انا كلتتم ميت مرة ولازم تيجي عشان احنا جاهزين

ادم "في غضب" : صدقني انا كمان هاكون جاهز..جاهز جدا



نظرية ادم انه اما الحب او الموت..اما الوفاء او التضحية بمن قتله..انه يحاول الدفاع عن ضعفه..يحاول ان يقول ان من يخون الضعيف يوم ما سيخون القوي اذن فقد تأصلت في من يخون مرة صفة الخيانة..
ويجد ان رغدة اصبح الخلاص منها واجب وحتمية لا مفر منها..


وفي منزل رغدة وخالد :


خالد : نورت يا ادم

رغدة : نورت يا ادم وحشتنا واللهي

ادم : وانتم كمان..ووحشتني اكتر ايام زمان ..فاكرة ؟

رغدة "في توتر" : اه اه طبعا فاكرة..دي كانت احلي ايام..اتفضل اقعد انا طبخالك بايديا دول

ادم : اديكي دول اللي كانوا بياخدوا مني الشوكولاتة

خالد : في ايه يا ادم مالك مش طبيعي ليه ؟

ادم : ما تقوليله يا ست هانم

خالد : في ايه بالظبط انتوا قلقتوني

رغدة "في غضب" : اقوله علي ايه انت مجنون

ادم "يخرج مسدس" : بالظبط..مجنوووووووووووووون

خالد "في ذعر" : ايه ده؟ ايه ده ؟ في ايه يا ادم انت اكيد بتمثل صح؟ ده مش حقيقي ده دور ليك علي المسرح

ادم : فعلا دور جديد يا خالد وجايب معايا شنطة المكياج كلها وكل واحد فيكم هياخد دور

رغدة : ادم حرام عليك يا اخي انت بتعمل كده ليه ؟

ادم : انتي دورك يا هانم "سالومي" ..هترقصيلنا هنا علي الطرابيزة رقصة سالومي

رغدة : ارقص ؟

ادم "صارخا" : اه يا مدااااااام هترقصي
هترقصي غصب عنك
ما انتي خلاص رقصتي الرقصة فعلا وكان تمنها راسي..
انا مش هاكون يحي جديد مش هتاخدي راسي عشان رقصة زي ما عملتي يا سالومي
انا هاكون تغيير لواقع القصة دي

خالد : انت مريض يا ادم مريض

ادم : انت اللي ما تعرفش حاجة عن قصتنا زمان..انت الزوج القوي المثالي مش كده..وانا العاشق المغفل..الحب ضعيف مش كده..لا  لا انا جاي النهاردة استعيد كرامة الحب..استعيد كرامة العالم




في منطقة وسطي بين السماء والأرض :

ملاك : انت هتعمل ايه ؟

شيطان : انا هاعمل اللي نفسي اعمله من زمان

ملاك: مالك انت ومال كرامة الحب..انت شيطان

شيطان: كفاية بقي كفاية..هو يعني الشيطان ده مالوش قلب..؟
كلكم فاكرين نفسكم احسن مني عشان انا شيطان لكن لا..
انا هاثبتلكم ان الحب نفسه ممكن تنتج عنه جريمة ..ومش اي جريمة



وفي المنزل مرة اخري :

خالد : قصتكم زمان ؟

ادم : اه يا بيه مراتك دي كانت حبيبتي سنين طويلة..ولكن كانت بتهرب من ضعفي لقوتك من استسلامي لجبروتك ..من ذلي الي ذلها

خالد : طيب ليه مقولتليش

ادم: كنت اضعف من اني اقول لحد..الحب فرض عليا ضريبته

رغدة: ايوه انا حبيتك زمان بس خلاص قصة وانتهت

ادم: وعشان الكلمة دي يا سالومي..مافيش رحمة..كنت متوقع انك هتقولي كده..قصة وانتهت..ومافيش قصص بتنتهي الا في الكتب بس..انما قصص الحياة مفتوحة وقابلة للتعديل لحد الفصل الاخير اللي مش بييجي ..

خالد : طيب اهدي ونتفاهم

ادم " في غضب" : ارررررررقصي   بسرررررعة واقري السيناريو اللي هاديهولك في الورق


قام ادم بتوزيع الادوار علي رغدة وخالد وبدات المسرحية :

خالد "يقرأ دوره : أرقصي لي الليلة يا سالومي

رغدة "في زي غريب اجبرها ادم علي ارتدائه" :  لا اشعر برغبة في الرقص الليلة

خالد : ارقصي واعطيك ما تشائين


وفعلا بدا الرقص وادم يقوم بالتطبيل وهو يتصبب عرقا ويصيح : ارقصي ارقصي..يا سالومي


ثم يكملوا المسرحية بعد الرقصة :

خالد : بماذا تأمرين يا سالومي ؟

رغدة تقرأ الورقة : رأس يحي علي طست من فضة



ولكن ادم الذي كان يحاول ان يلعب دور يحي قد قام بتغيير السينارية عن القصة الحقيقية..

أدم : اسمحولي كده انتهت المسرحية..يحي مش هيموت

خالد : لكن في الحقيقة هو ...

ادم : ده في الحقيقة انما احنا في عالم الخيال والمجون والخبل..احنا في عالم رغدة اللي بتبيع الحب وسنوات الحب عشان كلمتها "قصة وانتهت"..
يحي هيقوم ويطالب برأسكم انتوا الاتنين

خالد : انت بتقول ايه ؟ ارجوك ارحمنا يا ادم وهنعملك كل اللي انت عايزه

ادم : يحي مش ضعيف ولا عمره ما كان ضعيف ده نبي بس قدره كان كده

خالد : انت هتغير القدر ؟

ادم : انا هاغير الواقع والواقع هيغير القدر

خالد : ارجوك ارجوووووك

ويحاول خالد الهجوم علي ادم بعنف ولكن سبق السيف العذل..كان ادم قد اطلق رصاصتين علي رأس خالد ومات من فوره..

بينما امسك الورقة لقراءة اخر سطر :

ادم : رقصة مميزة يا سالومي ولكن رأسي ليست للبيع ولا هي رغبة لمن يشتهي..رأسي ملكي وليست ملك جسدك العاجي الشهي وصدرك الرجراج المدهش..
ايه رأيك في النص؟؟ صقفيلي يلا
عايز اسمه تصفيق الجمهور


تقوم رغدة بالتصفيق في فزع ورغب في عينيها ويقوم ادم بتعريتها بسرعة ويقوم باغتصابها بشكل سريع ومتوحش..
مزق كل ملابسها امسك صدرها المرمري ..قام بتذوقه هبط الي الاسفل ينظر في عينيها بوحشية حيوان ويقول لها "من الاقوي الأن"..
هل اعجبتك قوتي يا سالومي..

يومين علي التوالي يقوم أدم بالاغتصاب بشكل كامل ثم في النهاية..القي اليها بعض المال ..وقال لها "ده تمنك يا سالومي ..راسي مش للبيع ..راسي مش هتيجي علي طست فضة..لان قلبي من دهب"
ثم صوت دوي عشرة رصاصات كاملة رجت المنطقة بأسرها وهرع الجميع الي مكان الحادث ..


وكانت عناوين الصحف " صديق يقتل صديقه وزوجته بعد مسرحية وحشية من تأليفه"

وصحيفة خري تقول  "سالومي بالشكل المصري لا تكمل الرقصة علي مائدة العشاء"

وعنوان اخر : " طست فضة وقلب دهب..ابشع جريمة اغتصاب وقتل في السنوات الاخيرة لاعادة هيبة الحب"


وفي السجن :

سارة : انا صحفية وعايز أسألك..انت ندمان علي الجريمة دي ؟؟

ادم : اندم ؟؟ وايه هو الندم الا علي فقدان قلب او فقدان كرامة..انا كنت باستعيدهم مش بضيعهم..اي روح خاينة ملهاش مكان علي الارض..الجسد الخاين ممكن نسامحه لكن الروح الخاينة الاثمة ملهاش مكان هنا دي ارض الملايكة ..وطول عمرها هتفضل ارض الملايكة

سارة : وانت ملاك ولا شيطان ؟؟؟

سارة : جاوبني..ملاك ولا شيطان؟؟
ما بتردش ليه ؟؟
ملاك ولا شيطان ؟؟؟؟
ملاك ولا شيطان ؟؟؟؟





في منطقة وسطي بين السماء والأرض :

ملاك: لماذا لا تجيب عليها ؟؟

شيطان : أجب أنت

ملاك : إنها تسأل ملاك أم شيطان ؟

شيطان : سأقول لك شئ واحد فقط "ان الأقذر من الخيانة هو عدم الاعتراف بها ..ولهذا فقد يستفيق قلب الخائن ويندم اما الذي لم يعترف لا يوجد ما يندم عليه لانه قتل الأسباب بانكار خيانته"

ملاك : وأدم ؟؟

شيطان: اتركه لمصيره المهم انه رفع راية مبدأه واعلا قيمة نفسه مرة اخري



وفي النهاية نظر ادم الي الصحفية نظرة طويلة وقال لنفسه في حزن  "اه منكن يا بنات حواء..لا تنفع معكن ملائكة ولا شياطين"..
ويقال ان ادم تم اعدامه
ويقال انه انتحر
ويقال انه ذهب لاحدي مستشفيات الامراض النفسية
ويقال ويقال اشياء كثيرة
ولكن ادم
أحب نفسه في زي الشياطين..حينما لم تنفعه الملائكة..