هناك أيام تشعر معها بالاستثنائية ..منذ الصباح تجد في الشمس يقظة غير عادية ، إشارات غير عادية ، ابتسامات من الناس بدون أسباب واضحة..ولكن في نهاية اليوم تعرف ان البشر والشمس كانوا دفوفا لحفلة نبض متراقص ووليمة حب فينوسي ..
هكذا كان يشعر "عمر" في بداية يومه ..كان يشعر ان اليوم يحمل بشارة غربة جديدة ، تعويذة تقديرها "هي"..وجع مبني للمجهول تقديره "أنثي"..
ذهب عمر الي المكتبة ليكمل بعض الكتب في مكتبته فهو يهوي القراءة كما يهوي الكحل علي عيون النساء ..كان يقول ان القراءة وطن موازي له سلامه الوطني العقلي وسلامه وحربه وشخصياته وأماكنه ..وما بين وطنه الأم ووطن القراءة كان يقول انه ما بين الوطنين كأنه "رهين" كما كان الشاعر القديم رهين المحبسين..
ذهب الي المكتبة في الوقت الذي اختاره ولكنه لم يعرف ان الوقت هو الذي اختاره فالأوقات أيضا لها حرية الاختيار أحيانا..
دخل الي هذا العالم والقي نظرة خاطفة حوله لم يجد غير مكان ضيق وشاب وإمرأة لا يظهر منها غير طرف "الايشارب" من فوق شاشة كمبيوتر فقد كانت منهمكة في شئ ما تشاهده حينها..بدأ يقلب ما بين الرفوف يبحث عن بعض الروايات والمسرحيات دون مساعدة من اصحاب المكتبة ..لم يكن الشاب الموجود حينها الا احد الزبائن اخذ الكتب وغادر المكان ليمهد للقدر ان يطبق الأخشبين علي قلب عمر ويقلب حياته في هذا "الزمكان" علي حد التعبير الشائع ..
زمان ومكان ..وقلب سيتحطم..هذه هي معادلة الملائكة الأن في تجربتهم المعملية التي يضعون فيها نبض عمر كأنه حامض ونظرة عيونها كمادة اخري ليحدث انفجار معملي لا يبشر الا بحب جديد !!
قالت في هدوء رزين : تحب أساعدك ؟
اه كم يكره عمر هذه الجملة فهو يريد ان يأخذ كامل حريته في اختيار ما يريد ولا يحب ان يجد الوصاية من احد علي ذوقه الشخصي بهذه الجملة البلهاء في كل محلات الملابس واحيانا المكتبات "تحب اساعدك؟" وكأنه عاجز عن الاختيار مثلا ولا يحكم تصرفاته .
نظر في عصبية خلفه وقال : لو ممكن ..."تمتمة غير مفهومة"..
error >>system halted
هكذا كانت اشارات عقله حين التفت اليها كما هي رسائل الكمبيوتر المزعجة ..لم يدري ما قاله في اخر الجملة شعر حينها انه تقمص شخصية ايليا ابو ماضي في قصيدة لما رأيت الورد انشد جزء من شعر ايليا وقال :
وَلِذاكَ قَد صَيَّرتُ قَلبي نَحلَةً يا جَنَّتي كَيما يَحومُ عَلَيكِ
روحي فِداأُكِ إِنَّها لَو لَم تَكُن في راحَتَيكِ هَوَت عَلى قَدَمَيكِ
من هي ؟؟ صاحبة مكتبة ام جنية السطور والقدر المسطور ؟؟
شعر بأن عينيها مشبعة بعناوين الكتب فهذه العيون هي "النداهة" كما هو اسم كتاب يوسف ادريس امامه علي الرف..او هي باختصار "قصة مدينتين" رائعة تشارلز ديكنز..نعم انهم مدينتان بل هم مهد حضارة قلبي القادمة..
قال في "لجلجة" واضحة : اه..لا..ايه..ياريت تساعديني..
وكأنه يقول لها ساعديني كي أحيا حياتي العادية بعد هذا اللقاء..ساعديني علي الخروج من بين أطلال قلبي أمنا مطمئنا ..ساعديني ان اعبر ببراق حبي الي سدرة منتهي رموشك العاصفة بروحي ..
قالت: انا عندي ليك اقتراح ..كتاب قريته وهانصحك بيه..
قال لنفسه تري هل هو كتاب الحب..لا تنصحيني فأنتي الحكمة وتمام الكلمة ونور الحقيقة والبيان..ان من البيان لسحرا وان من عينيك لبدرا..
قال : اسمه ايه الكتاب؟
قالت : قواعد العشق الأربعون..لكاتبة اسمها "اليف شافاق" عن الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي بجد كتاب مدهش..
صال وجال في عقله وتقوقع داخله كما المجنون.."قواعد العشق الأربعون" ؟؟ أليس هو الكتاب الذي يبحث عنه منذ فترة ؟؟ كيف عرفت ما يدور في خلده ؟؟ هل هي ساحرة؟؟ نعم بالطبع ايها الاحمق انها ساحرة انت تقصد ان تقول هل هي عالمة ببواطن الأمور ؟؟
جلال الدين الرومي ..ياله من صوفي عظيم وكأنه يري امامه الأن قوله حين قال :
لا رفيقَ سوى العشقِ.
طريقُ، دونَ بدءٍ أو نهاية.
كانوا قديما في المعارك يأكلون قلب عدوهم الشجاع لأنهم يعتقدون انهم سيكتسبون صفة الشجاعة حينما يأكلون قلبه..وكأن قلبه محمل بالصفات ..تمني في هذه اللحظة أن يأكل قلبها نهما وعشقا ليكتسب كل صفات الأرض..
ليصبح الأوحد والأجمل والأبرع والأشهي..
كأنه يريد ان يصبح سطر في نشيد الانشاد ويراها امامه "شولميت" الفاتنة..او يريد ان يصبح احدي قصص "الديكاميرون" الايطالية في كل ليلة قصة في هواها..
قال بعد وقت شرد فيه في النظرات : الكتاب ده موجود دلوقت انا فعلا بدور عليه
قالت وهي تبتسم ابتسامة تقتله : يا انا اقنعتك كده علطول؟؟ما كنتش اتخيل انك هتقتنع بذوقي بسرعة كده
قال وهو يتمتم: ده مش اقتناع ده اصبح يقين..
مدت يديها تسحب الكتاب من علي الرفوف وهنا بدأ يشعر امام هذا الجسد الممشوق انه كما يقول التعبير بالعامية "اتقتل بالحيا" !!
وكأنها لم تكن تسحب "قواعد العشق الأربعون" بل تضع بيديها قواعد عشق جديدة لقلبه بماء الذهب الصافي..
قالت وهي تزهر حول روحه : اتفضل الكتاب ان شاء الله هيعجبك..
مد يديه ولامست اصابعه اصابعها وهو يشعر انه كما انه "لا منتمي" الا الي عينيها ..كأنه "غريب " ألبير كامو ولكنه يشعر فقط بنار الحب ولا يعرف ما سواها..
شعر عندما لامس أصابعها كما قال الشاعر ابراهيم ناجي :
أهاب بنا فلبّينا منادٍ ضمّ روحينا
كأنا إِذ تصافحنا تعانقنا بكفينا
كأن الحبَّ تيار سرى ما بين جسمينا
يؤجج في نواظرنا ويشعل في دماءين!
قال : هاقراه وهاقولك رأي فيه اما اجي المرة الجاية..
قالت : من اختياراتك للكتب واضح انه هيعجبك..قريت احلام مستغانمي ؟
قال: ثلاثية ولا أروع..اجمل جملة عجبتني اما قالها : دعي الوصايا العشر جانباً واسمعيني.. لقد جئتك بالوصية الحادية عشرة فقط..
وقالت هي :
- هات ما عندك أيها النبي المفلس.. أقسم أنني سأتبعك!
قالت: فعلا من اجمل المقاطع في الكتاب..
كان خجولا ليقول لها ان اجمل مقطع في الكتاب يريد ان يقوله لها الأن : أريد حق اللجوء العاطفي الي جسدك" !!
قالت: واجمل جزء من الثلاثية عجبك..
قال: بدون تفكير طبعا فوضي الحواس..فكرته عبقرية..
قالت: معاك حق وانا كمان شايفة ان ده افضل جزء فيهم رغم ان كلهم روعة ..
قال لنفسه "طبعا لازم يعجبك..انتي اصلا فوضي حواسي او حاستي السادسة..
حياها مودعا بعد مناقشات حول عدد من الكتب وحول الادب العالمي لزولا وبرنارد شو واسلوبه الغريب الساخر العبقري وعدد من الكتاب واعمالهم ثم خرج منتشيا كأنه رأي الربيع لأول مرة مجسدا في لحم ودم !!
غريب جدا تجسيد الفصول ..وان كان سيلخص هذه اللحظة بلغة العصر وعلي طريقة "الهاش تاج"
فسيكتب :
# نيرفانا_لحظة الكمال
شعر انه راقصها لدقائق في خياله علي نغمات اغنية
Sinéad O'Connor - Nothing Compares 2U
ذهب الي منزله حائرا خائفا كما الفيلسوف لحظة ولادة فكرة مفجعة تقلب حقائقه الثابتة واراءه اليقينية..
انكب علي الاوراق لساعات وظل يعصر القلم بيديه ..لقد انهي الكتاب وشعر بعده انه لابد ان يضع قواعد قلبه هو..وليس قواعد العشق الأربعون بل ان يكتب قواعد احساسه او كما سماها قواعد قلبه الواحدة والأربعون..
وانهي قواعده وذهب مسرعا الي المكتبة بعدها بأيام وهرع اليها ولم يجدها فنظر حوله بلهفة المشتاق ورأها قادمة من خلفه وهي دائما تأتي مفاجئة كما المطر..طرقت علي كتفه وقالت في دلال : نحن هنا..
نظر اليها وكأنه وجد روحه المفقودة وقال: بجد انا بشكرك علي الكتاب ..كتاب كامل بمعني الكلمة..لدرجة اني اتأثرت بيه وكتبت قواعد انا كمان..
قالت: انت بتحب الكتابة ؟
قال: اكيد..
أخذت الاوراق من بين يديه وبدأت في قرائتها لحين انتهائه هو من انتقاء كتب جديدة..كانت تشعر به جيدا وهكذا حاسة المرأة العشقية دائما تعرف من هو العاشق القادم قبل حتي ان يسري العشق بين اوصاله ..وكانت تعرف انه يريد ان يجعل من هذه الاوراق كانها اول رسالة حب بينهما فبدأت القراءة بنهم لقواعد قلبه الواحدة والأربعون :
القاعدة الأولي :
كل ما فعلته أمي لي أسلمه لحبيبتي ..فنحن البشر يا عزيزتي مجرد حاملي رسالة من جيل الي جيل..
عطفها علي وانا طفل أرده لحبيبتي ولعا وعشقا..
رعايتها لي أردها لحبيبتي هياما وقلب ساهر..
حتي حملها في ..ارده لحبيبتي ولكن..ولادة فيها وانتشار في تفاصيلها ..
القاعدة الثانية :
بيتنا كعبة من حرير نعلق عليها معلقات الهوي والغرام ..
فنحن نحج الي عواطفنا والملائكة تحج حول اروحنا الهائمة فتكون علاقة حب متشابكة وكما نقدس نتقدس ..
القاعدة الثالثة :
أريدك الوفاء كما أنا الوعد..
فأنا وعدك الذي انطلق في الحياة حيثما حل تحقق..
الإخلاص روح العشق
فإجعليني كرجل اكون الوفاء بالوعد وانتي وعد بالوفاء..
القاعدة الرابعة :
اجعلي بيتنا كما بيت الشعر..
أنا قافيته وانتي وزنه وقيمته..
فالقصيدة العرجاء تقتل الحنين..
القاعدة الخامسة:
العلاقة بين عاشقين لا ان اكون "كالخاتم في اصبعك"
بل ان تذكريني دائما بالخاتم في اصبعك..
فالحب ليس ردا للجميل..
بل هو انتشاء الجمال..
القاعدة السادسة :
الحب كما رقصة الليمبو
أحيانا لا نعبر به الا بالعديد من التنازلات التي تحني الظهور..
والتنازل في الحب ليس ضعفا بل سيادة..
القاعدة السابعة :
الغيرة هي التفاحة المحرمة..
فلا تقربي منها كي لا نهبط من جنة الحب الي أرض البشر..
فالغيرة لذيذة ولكن احيانا تكون اولي معاول هدم الثقة..
القاعدة الثامنة:
عدلي من صفاتي كما تريدين..
أنا لست كائنا من صلصال..ولكني مصنوع من عجينة قلبك فكيفما تريدين قلبك أريديني مثله وأنا سأقبل ..
لكي يتقد الحب لابد الا تنطفأ التضحيات..
القاعدة التاسعة :
اختياري لملابسك أحيانا ليس انانية..
فأنا لا أزين دميتي..بل أشعل للعالم شمعة جمال جديدة في كل ما تلبسين..
فلا يتوازن الكون الا باكتمال اناقة إمرأة..
القاعدة العاشرة :
حينما تنظرين الي المراة اكون سعيدا ولكني اقول لنفسي "ليست الفكرة في عدد أقلام "الروج"
بل في عدد أقلامنا الخشبية التي سنرسم بها شمسنا القادمة ..
فانتي لا تحتاجين الي مزيدا من الجمال ولكن يحتاج العالم الي روحنا الجميلة معا..
القاعدة الحادية عشرة :
ان شعرتي في يوم ان الحياة الزوجية فيلم مكرر..
فإجعلي دائما الحب نهاية مفتوحة !!
القاعدة الثانية عشرة :
لا تجعلي الايام فقط من يجعلك تحتاجين الي حضني
بل اجعلي حضني هو يومك وكل دفاتر مواعيدك..
القاعدة الثالثة عشرة :
اغلقي كل الشبابيك ..
ليس المهم كم الدفء الذي يدخل المنزل..
بل صدقيني المهم كم الدفء الذي يخرج منه..
القاعدة الرابعة عشرة :
لن نجعل ابدا سعادتنا في العملة فقط..
ولكن كل حياتنا ستكون عملتها السعادة..
فالمال ان اصبح هو الكافي والوافي ..فان الطريق يقصر بين الارواح..
القاعدة الخامسة عشرة :
اصدقائي لهم وقت معي..
واصدقائك لهم وقت معك..
ولكن الا يجور ذلك علي عهد صداقة قلوبنا الابدية..
القاعدة السادسة عشرة :
الحياة الزوجية يجب ان تكون كما حفلة عيد الميلاد..
انا الشمعة وانتي "التورتة الجميلة"..
وهي ليست احتفالا بعام مر..
بل استعدادا لعام حب جديد..
القاعدة السابعة عشرة :
ولادتك لإبني ليست حلما بأبوتي..
بل هو تحقيقا لأمومتك..
فأنا لست الا زارع الأحلام في عقلك وجسدك..
كما زرعتي عشقك جنة عدن في روحي وعقلي..
القاعدة الثامنة عشرة :
لا تهتمي ابدا بعيون الناس..
فالعشاق لا يرومن صورتهم الفعلية الا في عيون من يعشقون..
القاعدة التاسعة عشرة :
كلما خرجتي ودعيني..
فالشوق الي قبلة لقائك ممتع كما الشوق الي همس حريتك..
القاعدة العشرون :
لا تجعلي للحروب في منزلنا مكان..
الا الحروب العاطفية..
فالبيت الذي بدأ بسلام الأرواح ليس كمن بدأ بسلام الأيادي..
القاعدة الواحدة والعشرون :
لا يوجد للسر مكان بيننا عن ماضي او حاضر..
ولنجعل معا مستقبلنا هو سرنا الأعظم..
فالسر بين العشاق خيانة ولو صغيرة..
القاعدة الثانية والعشرون :
اجعليني كما هدهد سليمان..
أخبرك بما تريدين ووحدك تفهمين لغتي..
فوحدهم الانبياء يفهمون لغات الطيور..حتي طيور الحب..
القاعدة الثالثة والعشرون :
ان قسوت عليك يوما فادمعي امامي..
فالدموع لغة المعجزات..
فالدموع تحول الحجارة أحيانا الي امير..
القاعدة الرابعة والعشرون :
خرائط القلب لا تعترف بخطوط الحدود الوهمية..
فاخلقي مملكتك اني تشائين..
فانا مقتنع بهذا الاحتلال الكامل بلا ثورة..
فمدن الحب وحدها التي تثور لتطلب المزيد من الاحتلال..
القاعدة الخامسة والعشرون :
الحب ليس عادلا احيانا..
فهو يقوم دائما بدور القاضي والجلاد..
ولكن رضانا يمنحه صفة العدل..
القاعدة السادسة والعشرون :
لا تغيري ابدا لون شعرك..
فالحقيقة دائما لا تعرف لغة الصبغات..
وانتي حقيقتي الوحيدة..
القاعدة السابعة والعشرون :
الحزن كما الفرح فرض..
ولكن الحب هو تلك الابتسامة الغامضة..
فهو الفرح الحزين والحزن المبتسم..
فان حزنتي ففكري دائما في حبي لك..
القاعدة الثامنة والعشرون :
السماء والأرض علي نفس الموسيقي..
فالملائكة تغني في المساء والنساء تغني في الارض..
فعلي كل رجل ان يعرف قيمة إمرأة تعيش معه..
فهي بديل الملائكة لهذه الأرض الفقيرة..
من لا يعرف قيمة إمرأة..لا يعرف قيمة الموسيقي
القاعدة التاسعة والعشرون :
الحياة الزوجية ليست سجنا..
فلا يوجد سجن في الحياة الا الحبس الانفرادي..
القاعدة الثلاثون :
لا يوجد رجل ضعيف ولا إمرأة ضعيفة..
ولكن يوجد من اختاروا الضعف لتسير سفينة الحياة..
وهو الضعف الجميل..
القاعدة الواحدة والثلاثون :
سأقبل الزهرة التي أصالحك بها يوما ما..
فالنساء كما الزهور لا يعرفن الوان الحداد ويتركن الباب دائما لكل احتمال..
القاعدة الثانية والثلاثون :
حينما ترشين العطور فاجعليه في كل مكان..
فانا اريد تتبع اي شئ من رائحتك..
فهي طرق جديدة تخترعينها الي جنتي..
فكم جميلا ان يجلس الرجل بين مناجاة إمرأة لعطرها ..
القاعدة الثالثة والثلاثون :
لا تقرأي الفنجان لي..
فأنا عاشق..
والعاشق لا يستطيع احد تقدير خطوته القادمة..
فأنا في حبك سيدتي تورطت مع القدر ..
توقعي مني دائما الأفضل..
القاعدة الرابعة والثلاثون :
دعيني أبدل تاجك كل يوم مولاتي ..
فالشموس علي عرش الحب اشد لهبا ..
القاعدة الخامسة والثلاثون :
الي نهاية عمرنا..
ساحبك بقسوة..
فأنا لا اعترف بمبدأ "العشق الرحيم" !!
القاعدة السادسة والثلاثون :
في الحب عيشيني كما الخرافة..
وفي الأمل عيشيني كما الحقيقة..
واجمعي من خرافتي وحقيقتي "كائن اسطوري" يطير بك الي الجنة المنتظرة..
القاعدة السابعة والثلاثون :
اجعلي قلبي ابنك..
وسأجعل من قلبك ابنتي..
لنكون معا لسنا مجرد أب وأم..
بل نكون "أب العشاق" وأمهم !!
القاعدة الثامنة والثلاثون :
ان فرشت لكي الأرض زهورا فامشي عليها بحذائك ولا تخافي ان تقتليها..
فالزهور تموت لأي سبب ..ولكنها لا تموت بكعوب النساء..
القاعدة التاسعة والثلاثون :
سأجعل من قلبي كما متحف اللوفر..
أعلق كل يوم لكي صورة علي نبضة من نبضاتي..
وأنحت لكي كل يوم تمثالا من شراييني ..
وسأكون انا زائر المتحف الوحيد..
ليكون جمالك أمامي ومجسد داخلي..
القاعدة الاربعون :
أعشقــــك حتي النهاية وحتي الكمال وحتي الجمال..!
انهت قراءة الورقة ونظرت اليه بإبتسامة موناليزا هادئة وقالت : بجد شئ رائع بس فين القاعدة 41 ؟؟ دول اربعين بس..
ابتسم ابتسامة عاشق وقبل يديها وخرج من المكتبة ووعدها بلقاء قريب..ولم يأتي بعد ..ولم نعرف ما هي القاعدة الواحدة والأربعون..
احتفظت بالورقة وأكدت لكل صديقاتها انه هو من كتبها ولكن لأن السنوات مرت ولم يأتي أبدا فقد ظنوا انها هي من كتبتها لنفسها !!
سنوات تمر وتمر ولا تعرف هي هل كان عمر حقيقي أم مجرد طيف خيال عبر اليها من رغبتها في الوصول الي الحب الحقيقي..
هل وجد عمر حقا؟؟ وهل كان متيما بها الي هذه الدرجة ام انه كان تجسيدا لرغبات قلبها ؟؟ هل كلنا نبحث عن الحب الأول بهذا الجنون ام نتركه ليأتي ويمسك بأيادينا ويعبر بنا الطريق ؟؟
جاء أحدهم الي المكتبة بعد سنوات وهي مازالت تحتفظ بالورقة الغامضة وقال : لو سمحت حضرتك كان في كتاب قديم اسمه "قواعد العشق الأربعون" يا تري موجود ؟؟
قالت : ياااه ايه فكرك بيه ؟؟
وقالت لنفسها : مازلت في النتظار القاعدة الواحدة والأربعون ولا أعرف هل ستأتي أم لا ..
دخل احد الاطفال الي المكتبة : ماما ماما انا عايز أكل
قالت : حاضر يا حبيبي ..بابا جه من الشغل ولا لسه ؟
الطفل: بابا جاي دلوقتي ومعاه عمر هيجيبه من المدرسة..
نعم اسمت ابنها الاخر عمر..ربما طبقا لوصية هذا الكائن الاسطوري كما اطلق علي نفسه ..الوصية التي قال فيها :
"اجعلي قلبي ابنك..
وسأجعل من قلبك ابنتي..
لنكون معا لسنا مجرد أب وأم..
بل نكون "أب العشاق" وأمهم !!
تري هل عرفت ما هي القاعدة الواحدة والأربعون..اعطي لنفسك فرصة ..واعطي لقلبك فرصة..فالحب هو فرصتنا الوحيدة..
No comments:
Post a Comment