لا اعرف لماذا قابلتك يا هادمة النظريات..هدمتي نظريتي في خلود الحب الأول وأصبحتي حبي الاخير..أحببتك في "خمس ثانية" كما تحدثت تلك الدراسة عن حدوث الحب..قد يحدث الحب في خمس ثانية.لقد حطمت كل الدراسات وأحببتك في خمس "الفيمتو " نظرة !!
تقابلنا وتحدثنا كثيرا ..وكلما تسللت نظراتك الي شغاف قلبي كنت اخاف..وأقول لنفسي "من شب علي عشق شاب عليه" ..ولكن لم تفلح المحاولة ..أصبحت "سيزيف" يا سيدتي من جبهتك الي اخمص قدميك..
أصبحت أقول كالمسيح " مملكتي ليست في هذا العالم" ولكني أزيد "مملكتي في عينيك"..
أصبحتي كجليسة اطفال نبضاتي وأفكاري وخيالي..
كيف سأهرب منك يا "رباعيتي" الأجمل التي أحاطتني من كل الاتجاهات..
ويا "ثلاثيتي" التي لا تكتمل الا بقسمي الثلاثي اني متيما بك ..
ويا "ثنائية" شخصيتي وجنونها وازدواجها..
ويا "أحاديتي" وتفردي وهيامي وصبابتي .
هكذا بدات القصة ..انه "مراد" ...شاب ثلاثيني وحيد واسع الجبهة غريب العينين وغائرها أشبه بعين حصان مفزوع ..أفطس الانف ..هكذا وصف حبه الثاني مع "ريتا" ..ذكره الاسم ب ريتا حبيبة محمود درويش وقصته الكبري وقصيدته الاجمل ..لقد حافظ مراد لسنوات علي عهده وحبه الأول ولكن قلبه خانه ..انها الخيانة الجميلة ان كانت هناك خيانة جميلة ..وكأنما لعب مع قلبه "روليت روسي" وتراهنا علي انه لن يعشق ثانية ولكن الرصاصة اصابت مراد في قلبه وبيد قلبه !!
بصرف النظر عن مراد ساتدخل كعادتي في القصة "أنا الكاتب" وأقول لكم : عذرا يا مراد ..سيداتي انساتي ان هذه القصة سيريالية مجنونة ..فان كنت تريدون البحث عن قصص واقعية فابحثوا عن قصة اخري ..لأني وبكل صراحة لا اري في الحب سوي سريالية ..
مراد: انت مرة اخري ؟
الكاتب: اعذرني يا مراد
مراد: ولكنك وعدت ان تحكي قصتي كاملة ..
الكاتب: انها ليست قصتك يا مراد ارجك افهم انها قصتي
مراد: حسنا أي كان هذا ولكن هيا قص عليهم فورا
في وسط القاهرة وفي احدي المقاهي القديمة الطراز ..جلس مراد وسط ضجيج لعبة الدومينو وهدوء الشطرنج ..جلس في منضدة وسطي غير منتظمة التفاصيل وبدأ في اخراج "هاتفه" وقرأ رسالة "ريتا" له بعد ان تعارفا لفترة قصيرة ولكنه أحبها في فترة اقصر..والحب لا يرتبط بوقت لانه كما كان يقول "وقت الارتباط لا يرتبط بوقت" !!
بعد أن قرأ رسالتها قال في صوت أنثوي النبرة : لو سمحت
تعجب النادل من اين يخرج هذا الصوت تحديدا وقال في تعجب : مييييين؟
مراد: انا ..انت مش شايفني ولا ايه ؟
النادل: سلام قولا من رب رحيم ده صوتك ده يا استاذ ؟؟
مراد: ماله صوتي مش فاهم ؟ هاتلي واحد قهوة مظبوط بسرعة
بدأ مراد في العبث في شعره بطريقة انثوية فجة اثارت حفيظة من حوله وهو ينظر الي احدي "المرايا" في القهوة ويعبث بشفتيه كأنه يضع مكياج وسط استغراب الجميع حتي صاح احدهم :اهي اشكال الواحد بيشوفها وياعالم دول يطلعوا ايه ..شكلوا كده حاجة من اللي بنسمع عنهم يا حفيظ يارب
ضحك مراد ضحكة مائعة بصوت انثوي وسط مغادرة البعض مشمئزين من هذا الشخص الذي لم يعرفوا له جنس معين حتي كرهوا الجلوس بجواره فرغم ملامحه الذكورية الحادة الا ان كل تصرفاته تصرفات انثوية.
وفجأة هاجمت "شرطة الحب" المكان وهرب الزبائن ولم يبقي غير مراد ..وقالت شرطة الحب في الميكروفون :مراد اخرج لنا فورا معانا امر باعتقالك مافيش داعي للمقاومة..
مراد بصوت انثوي حزين : لكن ليه ..ارجوكم ادوني حريتي ..انا حاسة بيه
الظابط: حاسة؟؟ انت ايه بالظبط؟؟
مراد: انا روح حاسة بمحبوبها..ارجوكم ما تحبسونيش تاني
ولما وجدوا منه كل هذا الضعف هجموا عليه بسرعة واحتجزوه داخل احد اقسام شرطة الحب..
مراد: انت مين ؟
ايروس: انا رئيس شرطة الحب ايه مش عارفني؟
مراد: ايروس ابن افروديت ؟؟؟؟
ايروس: اقعد يا استاذ مراد عايزين نتكلم مع بعض
مراد: انا عملت ايه بس ؟
ايروس: انت مش عارف ان الحب اللي جواك يقوم "ثورة عشقية" ويهدد سلام عرش الحب والأحلام ؟
مراد: لكن انا مش هانتزع سلطان الحب انا بس عايز اكون تحت جناحه
ايروس: للاسف انت اصبحت تهديد خطير علي حالة "العشق العام" وبتهدد بسحب بساط الحب كله من تحت اقدام الأولمب
مراد: لكن
ايروس: ارجوك كلمني بلهجة رجولية شوية انت بتتكلم كده ليه؟
مراد: مش عارفة بجد
ايروس: مش عارفة؟؟ انت جنسك ايه بالظبط؟؟ مراد ولا اسمك ايه؟؟ خدوه من هنا ع السجن
وفي داخل السجن :
الخيال: استاذ مراد
مراد: مين؟؟ حد بيتكلم ؟؟انا سامع صوتك من الجدار؟؟
الخيال: انا ممكن اساعدك تخرج من هنا
مراد: انت مين؟
الخيال: انا الهامك اول جزء من حبك وتخيلاتك كلها
مراد: انا اصلا حاسس اني في عالم خيالي ..انا حاسة...
قاطعه الخيال: حاسس وبعدين حاسة؟؟ انت جنسك ايه بالظبط؟؟
مراد: مش عارفة..ارجوك ساعدني
الخيال : شوف انت اصلا شخصيتك فيها من ال
Fantasy prone personality
مراد: يعني ايه؟؟
الخيال: انت بتحلم احلام يقظة كتير ويمكن ده من ساعة ما حبيت وممكن تكون دلوقتي في حلم منهم وانا هاساعدك تخرج
مراد: ارجوك خرجني من هنا..اكيد ريتا هي السبب انا بعشقها
الخيال : انت حاسس بيا وسامعني
مراد: انا حاسس بيك لدرجة ان الصوت كأنه من جوايا
الخيال: زعق معايا وقول ايكوبراكسيا
مراد : ايكوبراكسيااااااااااا
لخيال: بصوت اعلي
مراد: ايكوبراكسياااااااااااااااااا
ومرة اخري علي القهوة افاق مراد من ما حدث له ووجد نفسه محاط بنظرات كل من حوله وهو فاغرين الفاه حتي قال احدهم : حمد الله ع السلامة يا استاذ؟؟ سلامتك..تحب نكلملك حد ؟
مراد: لا متشكر قوي ليكم
الزبون: ده صوته اتعدل كمان الله اكبر..الحمد لله اللي تمم شفاك
لملم مراد أشيائه من علي المنضدة ووضعها في حقيبته وخرج من القهوة وهو دامع العينين وعلي شاشة هاتفه
notification
رسالة جديدة من ريتا تقول فيها "صدقني يا مراد مش هينفع نتقابل ..انا في البيت مش راضيين يخرجوني حابسيني"
قال له طبيبه النفسي ذات مرة : انت حالتك بقت خطيرة يا مراد انت بتحبها لدرجة انك بقيت بتقلد تصرفاتها وحتي صوتها ...دي اشبه بحالة الايكوبراكسيا لكن مش هي..انت حالتك محتاجة عناية يا مراد ..ولازم تهتم وتواظب معايا علي العلاج
لقد عاش مراد كل اوهامه في احد احلام اليقظة علي القهوة..لقد رأي رسالة ريتا عن الحبس في منزلها فتخيل كل ما حدث..تخيل شرطة الحب وسجن في زنزانة الحب وساعده خياله في العودة مرة اخري للواقع ولكنه مازال لم يستطع الخروج من صوتها ولا حركات ريتا ..سيطرة كاملة ليست فقط بشخصيتها وجمالها ولكن حتي بالصوت واحيانا محاولة نسخ الصورة..
وفي زمن قديم في قرطبة:
رجل: هل رأيت هذا الرجل يا ابن حزم ؟
ابن حزم: نعم ان حالته والله مريبة غريبة..انه عاشق حد الثمالة حتي اري في حركاته تشبها بمحبوبته وصوته كصوتها او ارق ..انه الحب ولوعته .
رجل: فهل كتبت فيه ؟
ابن حزم: ليس بعد
وهرع ابن حزم الي منزله يكتب في احدي الفصول : "ومن آياته مراعاة المحب لمحبوبه، وحفظه لكل ما يقع منه، وبحثه عن أخباره حتى لا تسقط عنه دقيقة ولا جليلة، وتتبعه لحركاته. ولعمري لقد ترى البليد يصير في هذه الحالة ذكياً، والغافل فطناً"
وقال ابن حزم لنفسه : غريب هذا الرجل المسمي مراد..انه حالة في الحب لم اسمع عنها وكانه اتي من زمن غير زماننا هذا والله !!
No comments:
Post a Comment