الوداع لا يجلس علي طاولة المفاوضات

سنوات من صيغ التيه وفضفضة الأنفاس لكي لا أقول أحبك..
سنوات بشهور من فضة وأوقات ليست من ذهب ..
سنوات ترحل لا يستقبلها في ميناء الحب إلا علامات تعجب..
ومازالت أراه..
الله هناك يحاصر كل الدنيا بقلب نبضه الجمال وصوت دقاته كصوت العمر..
وملائكته تتعاطي عقاقير الحب لكي تحيا بين كمال الزهر وسوسنة الأحلام..
وبنات القمر تحاصر بيت الله بفطرة حب..وبلحن الحب..
وبشاشة وجه الحلم في وجه العاشق تشرقه جمالا..كنافورة نثر تخرج من ماء شعري عذب..
وريحان النظرة الأولي تقسم لله بقسم الفطرة ..أن الحب هو لغة الدنيا..
وحين تغيب الشمس تظل تفكر في عشاق اليوم التالي..
ومازالت هناك مغشي في غار من عاج ومعي الحب والعنكبوت ينسج بيت وهن حول الغار ..
ومازالت لا أقول أحبك..
حين تبسمتي تخاطر للدنيا لأول وهلة بأن الله يغير لوحته الكاملة للوحة أكمل..
وحين بكيتي تثائبت الأقلام في أيدي الشعراء في لحظة تخاطر قلمي واحد..
وصيغة "أفعل" لم تخلق إلا لك..
أنتي الأجمل أنتي الأذكي أنتي الأغرب..
خمرتك أبي نواس بيدي الان تعال وقبل يد الحب..
"منذ أحببت" دائما أقوي من كلمة "منذ خلقت"..في الأولي كنت فاعل ومفعول به ..
منذ أحببت رأيت الناس بصبغة مرمر ووجوه تدهش حتي الشمس..
ورأيت الأشياء المخفية وماوراء النهر وتعلمت لغات الأشجار..
وصار لقلبي نبض للحب ونبض للأزهار وحين يخالط نبضي نبضي يصبح أجراس للعيد ورعد للخائفين..
وتطيرين علي جسدي ككل القصص الخرافية عن الجني ومصباح الدخان..
والبيت محاصر بالروعة من كل مكان ..صار مكان جبراني بحت..
يرسم لوحاته علي جدراني ويكتب نثره علي صدري لأزداد غموضا كمعاني الكلمات..
أنا بيت من صلصال ..محاولة ملائكية لتشكيل بشري عاشق لكن تنقص نفحة رب..
أنا وجع الساعات وطقطقة جدران البيوت حين تنام الناس..
هو ألم مخفي يراه العالم حين يحب ..
لا يعرف ألم العاشق إلا العاشق..تلك حقيقة من فم الدنيا..
ومازالت أحبك يا قمري حتي ولو متنا في اتجاهين..
سأراك علي نهر الجنة ..
سأراك علي إبتسامة الرمل وتغريد الكروان..
ساراك حتي ولو في نفسي ..
وحينها سأقول أحبك أكثر ..
أنا لست أنانيا ولكن لو رأيتي نفسك في عيني لأصبحتي أكثر نساء العالم غرورا..
و..........


أنا لم أكتب حرفا مما كتبت ولكن..
حين أستيقظت في يومي التالي وجدت أمي تقول "لماذا تلقي بالأوراق البيضاء في كل مكان!"..
ولم تكن ورقة بيضاء ولكنها "رسالة من كيوبيد"
يا الله لماذا تذكرني بها الأن..
اللعنة