زي ما حصل في انجلترا من شغب غير مبرر بعد حادث فردي حدث برضه في مصر امام ماسبيرو كانت المظاهرة سلمية وفجأة دخلت عناصر زي كل مرة في وسط المتظاهرين لاحداث الوقيعة بين الجيش والشعب.
وكأنهم بيقولوا لبعضهم زي ما حصل في شغب انجلترا "شاركونا المرح" !! وكأن ضرب الجيش وخراب مصر أصبح من قبيل المرح
من المؤكد إن الاقباط ليهم مطالب مشروعة ولكن كانت وسائل الاعلام في اليوم ده غير محايدة وخصوصا الاعلام الرسمي اللي كتب بس عن ضحايا من الجيش وكأن مافيش ضحايا سقطوا من اخواننا الاقباط وكانت مظاهرات الاقباط بتبقي سلمية ولكنا لمرة دي دخلت العناصر المشاغبة وسطهم وأدت لما حدث ولكن مين السبب ؟
الجيش هو السبب؟؟ الاحتقان الطائفي هو السبب ؟؟ ولكن السؤال بياخدنا لاننا نلاقي اسباب كتير دفعة واحدة بتأدي دايما لأن ده يحصل ولازم حل جذري وفعال لكل العناصر دي :
أولا : العزل السياسي
وده زي ما هو ضرورة لان الناس دي افسدت الحياة السياسية في مصر ولكن في نفس الوقت هيأدي بينا لشغب مالوش أخر وبعد ظهور القانون ده وعزل الناس دي عن الانتخابات "الفلول" طبعا مش هيسكتوا وهيقولوا "دي بقت مش بلدنا" احنا نوريهم بقي ازاي يعزلونا ويبدأوا في حشد الحشود لعنف في كل مكان وعلي اتفه سبب وبانتظام وبدفع الملايين المهم تسري الفوضي في كل مكان في مصر
عشان نحس بقيمتهم المفقودة من وجهة نظرهم طبعا والناس ممكن تقول بس معني كده ان دول مش مصريين ..طيب ما هم ايام ما كانوا بيوافقوا علي قوانين في مجلس الشعب باطلة وكافرة
كانوا فعلا بيثبتوا ان ولائهم مش لله وللوطن ولكن للقرش ولاحمد عز
ثانيا : المهمشين والمسفهة أرائهم
كتير مننا بيلاحظ دلوقتي مدي التسفيه لرأي اي حد يفتح بقه ويقول "بحب مبارك" ! هم رغم انهم مش في رأينا او صفنا ولكن لازم نسمعهم وخلاص عشان ميحسوش بالغربة في البلد دي وإنهم اصبحوا درجة تانية مثلا وبقي دايما اتهامهم بانهم مبيفهموش بل ان حتي علي شاشات التليفزيون بيتقال عنهم "مرضي نفسيين
" .
ولكن كتير الهجوم عليهم هيأدي لنتيجة واحدة فقط وهي انهم هيبدأوا يفرحوا ويشمتوا في مصر !! وده حاصل فعلا وشايفينه قدامنا من كتر العداء من الناس دي لاي ثوري وكأن مصر مش بلدنا كلنا بل اما بتحصل حادثة كبري زي ماسبيرو مثلا تلاقي ناس بتقول "احسن ولسه هيشوفوا نتيجة اعمالهم ابقي خلي الثورة تنفعهم" !!
كتر الاتهام والتسفيه وصلهم انهم يكرهوا الثورة ولان في كل حتة علم مصر وملامح ثورة فبدأوا يكرهوا حتي البلد ويتمنوا اي حد يرجع زي مبارك بفساده وفساد وطاغوت نظامه البائد .
وعشان كده لازم نسمعم ونتحاور معاهم بدل ما نقبح من وجهة نظرهم ونشتمهم فقط علي كل القنوات .
ثالثا : بعض الممولين من الخارج
طبعا مش هنتهم احزاب او اي حركات سياسية ولكن من المؤكد ان في مندسين بيتمولوا من الخارج مش عشان الثورة العظيمة طبعا ولكن عشان الفترات اللي بنعيشها دلوقتي دي يعني حادث ماسبيرو وحكاية الوقيعة مع الجيش دي كلها تدبيرات وتمويلات مؤكدة ورغم الكلام علي ان التمويلات بتتم بعلم المجلس العسكري ولكن بالطبع في تمويلات خفية اتكلم عنها اكتر من صحفي منهم فهمي هويدي واحمد موسي وكمان في بعض الاخبار عن ارقام فلكية لتمويلات باسم الديمقراطية
التمويل اذا كان لدفع مصر عشان تعيش نظام ديمقراطي كامل فيبقي تمويل حميد ولكن التمويل الخبيث هو اللي عايز يسقط الدولة كلها وينشر الفتنة .
رابعا : الغيرة
بالطبع ان في ناس حاقدة علي التطور اللي ممكن يحصل في مصر ودول معذورين لما واحد خلاه مبارك يعيش في اماكن فقيرة جدا وياخد ملاليم وسنه عدي الاربعين عشان حتي ممكن يتوظف او يزيد مرتبه وكمان المسجونين اللي لسه خارجين وفجأة يلاقي المعلمين الجدد مثلا هيزيد مرتبهم لالوف الجنيهات والاطباء والمحاسبين والمهندسين وهم هيفضل زي ما هو لانه شغال بقوت يومه هيعمل ايه ؟
الفرق هيوسع بينهم اكتر ؟
كلمة "اتعلم صنعة وكل منها عيش" هتختفي وهتقل قيمتها ؟
هنرجع للي المفروض يكون والصح انه يكون وتبقي "بلد شهادات" ولكن مش هيعجب البعض الكلام ده لما هو كان بيقبض عشرة جنيه في اليوم كان حاسس انه باشا لان المدرس مثلا بياخد متين جنيه اما دلوقتي هو بياخد عشرة جنيه في اليوم يعني نفس الوضع ولكن المدرس عايز ثلاثة الاف جنيه !! شايف الفرق هيبقي ازاي ؟؟ حاسس بيه ؟؟ هم حاسين بيه وده شئ مؤكد وبيخليهم يخرجوا في اي تجمع ومستعدين يعملوا اي حاجة عشان كده لازم نشوف للناس دي حل عشان الهوة السحيقة اللي هيقعوا فيها والفجوة الكبيرة المنتظرة بين المجتمع اللي عايزين نحسسه بالعدالة والمساواة .
خامسا : رجال المصالح
رجل اعمال مصري الفلوس خلته ينسي وطنه حتي وبقي القرش هو اهله وناسه وفجأة البيزنس بتاعه وقف بسبب الثورة مثلا ولسه مافيش استقرار وهو جاله احباط وعايز يهاجر .
ده من اكتر الناس اللي يقول الكلمة الحقيرة "تولع البلد زي ما ولعت فيا" !
يبدأ يخرج رجالته في اي حشد ويمدهم بالسلاح عشان اي فتنة او وقيعة هتبقي في مصلحته وهتدمر المزيد من المنافسين له في السوق عشان حالهم يبقي زي حاله بالظبط .
تفكير في المصلحة الشخصية فقط علي حساب كل حاجة وعلي حساب مصر وعلي حساب نفسه حتي وهو مش عارف .
سادسا : قرار بطئ
طول ما القرارات البطيئة اللي كانت السبب في اسقاط النظام السابق بعد الفساد موجودة هتفضل المطالب تزداد وهتشتعل الثورة من جديد.
البطئ في القرارات وعدم الحسم يضعف من هيبة الدولة ويخلي منظرها قدام الشعب في خانة الدولة المترددة وغير الحاسمة وتشتعل المظاهرات والاحتجاجات في كل مكان وتستمر اسابيع لانها لا تحسم من اول يوم او يتم التفاوض في المطالب سريعا لحد ما توصل لاقالة محافظ او وزير بعد ما كانت فقط زيادة اجور مثلا
والقرارات البطيئة من الحكومة للاقباط هي اللي وصلت الناس للاحتقان ده والحكومة هي المسئول الاول عن تاخر قانون دور العبادة الموحد وغيره من الاجراءات الي بتعزز المواطنة الحقيقية في مصر .
سابعا : لعبة سياسية
في بعض الاحزاب اللي مستعدة تبيع اي حاجة عشان توصل لكرسي ومنصب وكأننا لسه في العهد البائد ده .
عايزين يظهروا الدولة دايما والحكومة بمظهر العاجز الضعيف عشان يطالبوا بسرعة بعودة المجلس العسكري لمكانه وتشكيل حكومة سريعة منهم طبعا ويبدأوا في تقلد المناصب او زي ما بيقولوا تبدأ بقي مرحلة تقسيم التورتة بشكل فعلي من وزراء ومحافظين وغيرهم من كل الاحزاب دي
عايزين البلد دايما في حالة احتجاج وعدم سيطة عشان يقولوا انهم لو في المكان ده كانوا هيبقوا اكثر قوة وحسم ويهمهم المصلحة الشخصية مليون مرة عن مصر ومظرها امام العالم اجمع .
ثامنا : حالة الثأر مع الشرطة
الناس لسه مش حاسة بالتغير في الشرطة بسبب ان بعض الناس في الداخلية لسه حاسين انهم في حالة ثأر مع الشعب اللي افقده الهيبة !
لو رحت قدمت اي بلاغ مش هتلاقي نتيجة وكأن البلد بتحكم نفسها ومافيش شرطة تحميها وتأمنها وتحمي المواطنين اللي ملهومش ذنب في اي حاجة
.
وطول ما حالة العداء والثأر بين الشرطة والناس هتفشل موجودة مش هيحصل استقرار وهتفضل دايما احداث شغب زي الي حصلت مع الالتراس وغيره موجودة وعشان كده الشرطة لازم تقوم بواجبها علي اكمل وجه بمساعدة الناس ولكن بدون تعدي علي حقوق الانسان طبعا .
يعني طول ما الاسباب دي مبتتعالجش هتفضل مصر في حالة عدم استقرار وده بينعكس علي اقتصادها وبورصتها وسياحتها باستمرار.
حفظ الله مصر من كل مكروه .
No comments:
Post a Comment