"حينما قال نزار قباني "يا وجعي وياوجع القصيدة حين تلمسها الأنامل" لم يكن يعلم حينها ان أنامل حبيبتي هي أول من لمس القصائد كلها "
رأيت أنا..
رأيت فيما يري العاشق..
"خير اللهم إجعله خير"..أو "حب اللهم إجعله حب"
حلم عابر في صحوة ليل..قل هو كالنسيم بل اشد قسوة..
وكأنه غناء لأوركسترا الزيزفون..
أو زهرة أوركيد تخترق مسام وحدتي بفيح رباني خالد..
يا أدم..
هكذا سمعت صوت البقاء في أقوي لحظات رحيلي..
يا أدم..
يا أدم..
قلت : نعم..من يناديني ؟
قال الصوت الملائكي: لن نقهرك بمكتوبك بل سنزيدك ولعا به..
سنعيد اليك نصف حياتك وكل عمرك..
سنعيد اليك حواء التي فرقت بينكم "تفاحة" وباعدت بينكم وبين جنتكم سنوات من عمر العشق..
تظهر فجأة إمرأة كأنها إحتفال الشهد بأسطورته الشخصية..
كأنها "الألف" في عين باولو كويلو..
ألف المكان وألف الزمان..ألف النساء وألف الفرح والشجن..
تشخص لها الأبصار..وتفرح بها الأقدار..
قالت : هل أنت وحيد منذ أن سقطنا من الجنة ؟؟
قلت : وحدتي ورقة بردي احتفظت بها عينيك ألاف السنين..
ليست وحدة انهيار ولكنها وحدة انتظار
وحدتي توحيد لجمالك وتوحد في عالمك..
وكأني مذ عرفت الوحدة لم أجد لها حدودا الا مع عينيك والقمر..
قالت : أنت حبيبي وقلمي الذي ترتجف منه القصائد
قلت : وانتي القصيدة التي يرتجف منها القلم..
كلانا عليل يا وصيفة الشمس ورفيقة الامس ..
كلانا عليل..
انا عليل بالحب وانتي عليلة بالحسن..
لم أعرف يوما هل كنا روحان في جسد أم جسدان في روح..
ولكن ما أعرف اني أعيش في "مجاعة جبران الروحية" في انتظار عودتك علي الأرض..
سقطنا من الجنة..ولكن لم تسقط الجنة من قلوبنا..
سقطنا من السماء ولكننا سنرتقي اليها بحبنا..
سقطنا من الخلود..ولكننا سنعيد مجده بأمالنا..
يا ملكتي سقوطنا ارتقاء..وعطشنا الي الفردوس ارتواء..
قالت "في غيرة و شك" : ولكن ألم تروي ظمأك الروحي من عبير نساء الأرض في غيبتي ؟
ألم تخلق من ضلعك ولو تجليات إمرأة تراقص وحدتك وتكمل قصتك ؟
قلت : يالغيرة النساء..حاسة النساء الاولي حتي الخامسة !!
غيرتكن ليست ضعف ثقة ولكنها محاولة إتمامها..
في انتظار كلمة تكملي بها رتوش لوحة جمالك الكاملة بالفعل..
تنتظرن كلمة لاكمال اللوحة كما تتحسسن الشفاه في نهاية وضع المكياج بثقة ورونق..
يالغيرة النساء..ليست محاولة للهجوم والعصف ولكنها تنقيب في عقل الرجل عن ما يتمم درة الكلمات والوصف..
أيتها النساء لقد سقطنا بسبب قطف تفاحة..واليوم نكفر عن الخطأ بقطف ألف زهرة وزهرة لكن..
قالت : سأشق صدرك بحثا عن نور الحب كي أنهل منه أبدا وخمر صبا..
قلت : لا تشقي صدري بحثا عن النور بل شقي النور بحثا عن صوفيتي في حبك..
شقي حجاب الزمان بحثا عن ابتهالاتي في غيابك..
وشقي حجاب المكان بحثا عن وشيجتي لزهور عشنا علي بتلاتها..
قالت : لو كان لنبضي موسم هجرة كالطيور لاخذت سهامي وارجعتها لك مقتولة عاشقة
تعيش في كل نبضة ألف حياة وحياة..
قلت "مازحا" : ولكني مصاب بفوبيا النبضات الضيقة..
قالت "معاتبة" : لماذا اذا تسكن اضيق خلية في دمائي ؟
وتحتل كل تفاصيل جسدي ؟
قلت : عاشق حبيبك لا بطل..
جمالك هو السبب..
لقد صلبني جمالك بين جملتين..
بين عامية "جمال ينطق الحجر"
وفصحي نزار "الصمت في حرم الجمال جمال"
قالت : احبك في الحب..
قلت : احبك في الله وفي الحب
احبك في الله الذي احببتني فيه
هذا حوار بين قلبي ونبضي حين أراك كل مساء ..
قالت : الحب علي عينيك انتهاز فرصة ونعيم مستتر..
قلت : الحب فرصة..
ولو كنت عرافا لصحت في الناس قائلا :
لا تجعلوا الفرصة مثل كأس شراب ملكي
فتذيقوه لاربعة غيركم خوفا من ان يكون مسمما
فلا يجنون غير المتعة ولا تجني غير الندم..
فإن اتاك عشقك ..فانتهز الفرصة وكن أنت الملك..
قالت : حين أراك لا أعرف هل أنتشي بكلامك أم بأبجدية الحنين التي تغدق بها رموشك علي كياني
قلت : رموشنا علي هيئة أسوار..
هكذا خلقها الله ..رموشنا كما السجان..
تسجننا داخل أنفسنا..كي لا يهرب الحلم من أعيننا ولا يخرج طيف الحب..
رموشنا بوابة سجننا الانفرادي..وعزلتنا في حضرة أشباح الحب..
قالت : وكيف تراني يا سجين الحب ؟
قلت : العاشق يري بروحه قبل عينيه..
وحين أراك يصبح قلبي وروحي كما علامة النصر علي الأصابع..
حين أراك تتشابك أوراقي في حيرة ما بين الغزل العفيف والموت الصريح ..
وتنسحب الكلمات باكية من القصائد الي جدائل شعرك تلتف حولهم كما ثعابين خطوط الرقعة فتدب فيهم قبلة حياة الشعر..
قالت : أنا قديسة تنام علي صفحة أنهار حبك العذبة لي..
قلت : كل الانهار عذبة ما مسها صروف وعوادي الدهر والفراق
وكل البحار مالحة الا اذا لمسها قلب يحب وعاشق يأن..
فيصير اضطراب الموج في قلبه أقوي من هياج البحر واضطراب كيانه
فحينها يستأنس العاشق البحار ليصبح سندباد مسافر في قلب من يعشق..
قالت: أنت كأس هيام أموت فيه ولكني لا أرتوي منه..
قلت : أنتي مأدبة حسن أعدتها الملائكة لي شهدا وزهوا وغرورا..
كي أتذوق الشهد ترياقا ينجيني من قوتك
وأتذوق الزهو عزفا علي اوتار قمرك..
وأتذوق الغرور كي أعيش في داخلك بديمومة "الرجل الأعلي" و "العاشق الأسمي" من ذاتي..
عاد الصوت يناديني : يا أدم
يا أدم
أتممنا لك نورك بفضيلة الحب وفضله..
وأتممنا لك حسنك بقبس من نور حواء..
قل لنفسك كلما أحببت..
"لم أسقط من الجنة..بل ارتقيت اليها"
"لم أسقط من الجنة..بل ارتقيت اليها"
وكل ما تغير منذ فجر الخليقة الي اليوم
ان أدم وحواء جمعتهما تفاحة وشيطان
أما الأن أدم وحواء تجمعهما بنفسجة وملاك وحب خالد..