غدا ستشرق الشمس علي مصر..تصحيح المسار ام مسار التصحيح ؟

كانت الأحداث الساخنة امام السفارة الاسرائيلية في مصر في جمعة تصحيح المسار هي الأبرز في الفترة الاخيرة وماتلي ذلك من اعمال فوضي وعنف في مديرية امن الجيزة في نفس الوقت ونزول العديد من عربات المدرعات في المنطقة واطلاق القنابل المسيلة للدموع .

ولكن لماذا يحدث كل هذا وفي هذا الوقت تحديدا ؟ هل هو فعلا الشحن الزائد عند بعض الشباب من التعامل الامني العنيف معهم ؟ ام هي النظرية السائدة للمؤامرة من فلول الوطني ؟ خصوصا ان كل حدث جلل يحدث في مصر يكون دائما بعد اصدار حكما ما ضد اي فرد من النظام السابق مثل اصدار قرار حل المحليات والتي تبعها احداث عنف او حبس حبيب العادلي والتي تبعها احداث عنف عند ماسبيرو .

هل فعلا المسجنون بسجن طرة لهم ايادي قوية باطشة علي بعض البلطجية والميلشيات خارج السجن ؟
هل العادلي مازال يستطيع تحريك الاف البلطجية فقط لاثارة الفوضي لكي يسمع جملة واحدة تسعده وهي جملة "واللهي البلد دي مالهاش غير العادلي يشكمها" !!


من المسئول عن حريق مديرية الامن ؟ كلنا نعرف ان جمعة تصحيح المسار نظمت من قبل الجهات السياسية وبعض الاحزاب والائتلافات ولها مطالب معينة مثل تحديد جدول زمني لتسليم السلطة ولم يكن في الخطة تماما موضوع السفارة او مديرية الامن بل هم فعلا نفذوا ما عاهدوا عليه وانصرفوا ليلا ولم يتم الاعتصام الذي كان يخشاه البعض فمن وراء كل هذا ؟ ولماذا كانت جمعة دامية راح ضحيتها مئات المصابين وبعض القتلي ؟ وماذا حدث امام وزارة الداخلية من اعمال شغب ؟


لابد ان لا ننسب اي شئ للثورة تماما بل علي العكس لابد ان نتأكد ان هناك الكثير من هم لا ينامون الليل بسبب هذه الثورة ولن يهدأ لهم بالا الا والبلد غارقة في الفوضي تماما لكي ينسبوا لانفسهم الفضل في ادارة البلاد في امان لمدة ثلاثون عاما !



ربما التعامل الامني الخاطئ في مباراة الاهلي التي هجم فيها الامن بشدة علي الالتراس دون مبرر فحتي لو سبت الجماهير فهذا وارد في مباراة كرة قدم ولا يتم التعامل بهذا الاسلوب لان الشرطي يختلف عن الفرد العادي في ظبط النفس والتعامل مع المواطنين فلا يمكن ان تسمع البعض يسب الشرطة فتري الشرطة تهجم بوحشية باسلحتها عليهم والا عمت الفوضي وسادت روح الانتقام بين الطرفين فأين ظبط النفس في جهاز الامن المركزي ! وهل يتعامل الجهاز باسلوب انتقامي مع الالتراس الذي له يد نقية في الثورة المصرية ! وهل يتعامل الالتراس بنوع من الانتقام لما كان يتعرض له من وحشية في المعاملة من جهاز الشرطة والقمع المعروف ايام حبيب العادلي وجهازه !

ربما كان هذا السبب الرئيسي فيما حدث امام الداخلية الذي لا نستطيع ان ننسبه للتحرير تماما ولابد ان نفصل القصتين وربما ايضا ما حدث امام السفارة من بعض العاشقين لمصر والمحاظين علي كرامتها هو حدث جيد ولكن يشوبه التسرع والخطأ في التوقيت ولكن ما دفعهم هو الغيرة علي مصر وخصوصا عندما استفزهم جرأة النموذج التركي وقوته في التعامل مع اسرائيل .


ولكن ما حدث امام مديرية امن الجيزة هو حفنة من البلطجية وقطاع الطرق استغلوا الاوضاع لكي يعم الانفلات الامني مرة اخري ويقوموا باعمالهم القذرة في الشوارع من سلب ونهب ولكن لم يتم لهم ما ارادوا بفضل الله .


لابد ان يعرف جيدا من ينظم المليونيات مثل هذه الاحداث التي يقوم بها البعض مستغلين المليونية للقيام باعمالهم لكي يكره بعض الموطنين الثورة ويقولوا بصوت عالي "ثورة خراب" ولابد هم اولا من يحاظوا علي الثورة قبل ان يطلبوا من باقي المواطنين ان يحافظوا علي الثورة.
نعم هي مليونية سلمية ولكن كما هي مليونية يوجدي ايضا مليون بلطجي ينتظر تلك المليونيات للاندساس وتخريب سمعة الثورة المصرية بسبب "سبوبة" من العادلي او سوزان الذين لا يريدون الا الخراب بطريقة "انا او الفوضي" .


التعامل الضعيف ايضا من اجهزة الامن مرفوض تماما فلابد من التعامل بكل قسوة مع اللصوص الذين حاولوا حرق مديرية الامن ولا ينعتهم احد بالمتظاهرين او الثوار لان عار ان نطلق عليه هذا المسمي فمن يحرق اي جهاز تملكه الدولة هو مجرد بلطجي ومخرب وخائن لبلده لان هذا الجهاز ملكنا جميعا وليس ملك الحكومة ! لابد من التعامل بكل قسوة مع من يهجم علي قسم شرطة او من يحاول ان يهرب مساجين باسم الثورة فالثورة لم تاتي لكي يهرب المساجين في جميع انحاء مصر !! لابد من التعامل بالاسلحة كما يتم القاء الملتوف علي الاقسام لابد من حمايتها باسلحة ثقيلة وليس مجرد قنابل مسيلة للدموع التي صار البلطجية يضحكون علي شكلها ويعشقون رائحتها !!


التعامل الضعيف ايضا من حكومة شرف مسئولة عن احداث كثيرة ومليونيات كثيرة فأين هو مثلا القضاء علي الانفلات الامني ؟ واين هو "ديوان المظالم" الذي وعد بتنفيذه ؟ واين هي الخطط الاقتصادية واين هو الحد الادني للاجور الذي سمعنا عنه فقط ؟ واين هي الخطط التي قدمتها بعض الائتلافات والحركات والتي قالوا انها حبيسة الادراج ؟

اذا الجميع مسئول سواء الامن او المواطنين او حكومة شرف عن ما يحدث في مصر .




اما عن ما حدث امام السفارة فربما كانوا بعض الشباب الذين دفعتهم الحمية والغيرة علي بلدهم مصر رغم انه من الخطأ في نظر الكثير فعل هذا الا انني لا انكر اني كنت في حالة سعادة وحزن في وقت واحد ! سعيد لاري الضربات توجه لاسرائيل من كل مكان مثل تركيا ثم سفارة اسرائيل في مصر وهي الاحداث التي تقض مضجع الحكومة الاسرائيلية وحزين في نفس الوقت بسبب استغلال البعض للاحداث لكي تعم الفوضي في كل مكان رغم اني كنت سعيدا جدا باسقاط الجدار الذي صارت تتعامل به اسرائيل في كل قضاياها وبطريقة الجدار هو الحل .

البعض كانت مشاعرهم متضاربة حيال ما حدث في السفارة فرح يشوبه الحزن وفخر يشوبه بعض القلق لاننا نعرف ان من الناحية القانونية هو خطأ جسيم حتي ان تعامل اوباما بالطبع كان تعامل اسرائيلي بحت وكأنه يوجه انذار لمصر بضرورة حماية السفارة الاسرائيلية وبعض ان كان لنا يد اعلي في المفاوضات الان اصبحنا مطالبين باعتذار !
ولكن ما حدث في السفارة الاسرائيلية من خلال ما حدث سابقا ليس حدثا جديدا او غريبا واتعجب ممن كانوا يتحدثون عن حرب بسبب احداث السفارة فالامور لا تتم هكذا ابدا فالعديد من سفارات الدول حول العالم قد تم الهجوم عليها بل واحتراقها او انفجارها ايضا وكل ام يحدث في اغلب الاحيان هو اعتذار او سحب السفير اما ان تؤدي لحرب فهذا لا يحدث بهذه السهولة .




ولنري بعض الاحداث في السفارات لبعض الدول حول العالم والتي كانت افظع واقس من حادثة السفارة الاسرائيلية في مصر :

* في إسلام آباد القي اشخاص قنابل علي مبني القنصلية السعودية هناك

* محاولة لتفجير السفارة الفرنسية في العراق

*الهجوم على سفارة التشيك مصر من قبل بعض البلطجية

* الهجوم الانتحاري من تنظيم القاعدة علي سفارة الدنمارك واوقع ثمانية قتلي والكثير من الجرحي بسبب الرسوم المسيئة للرسول .

* الهجوم علي السفارة الايرانية باليمن بسبب تهديد ايران للسفارى السعودية هناك .

* الهجوم علي السفارى التركية في تل ابيب واحتجاز رهائن .

* الهجوم علي السفارة الامريكية في سوريا والهجوم علي منزل السفير من مؤيدين لبشار الاسد .


هذه بعض الامثلة عن ما يحدث في العالم من هجوم علي السفارات فهي ليست اختراع مصري مثلا بل هي دائما تكون نتيجة جرعة وشحنة غضب من حدث معين يدفع البعض للانتقام مثلما راينا في حادثة السفارة الدنماركية او غيرها من السفارات .


اذا فنحن نحتاج لمزيد من عناصر الامن في الشوارع لمقاومة البلطجة ونحتاج الي مزيد من التنظيم من قبل من ينظم المليونيات وان تكون علي فترات متباعدة وليست كل جمعة ونحتاج لمزيد من ظبط النفس من قبل التعامل الامني مع الالتراس والعكس ايضا ونحتاج الي خطط حكومية واضحة وقوية اقتصاديا وخطط ومواعيد معروفة للانتخابات البرلمانية او الرئاسية

ونحتاج جميعا ان نعشق مصر اكثر واكثر كل يوم
فهذه الايام مصر تحتاجنا اكثر من اي وقت مضي .
كلنا مع مصر ..كلنا ابناء النيل.