السينما والسياسة تتقاطعان في الكثير من الأعمال سواء كان التقطاع لغرض معين أو توجيه أو كان لمجرد سرد حقائق تاريخية .
فيلم "إنفصال" الإيراني" يمثل إحدي العلامات لدمج السياسة في السينما فرغم فوزه بالعديد من الجوائز بل وايضا ترشيحه لجائزة أوسكار فإن اعتراضات واسعة اجتاحت ايران احتجاجا علي الفيلم لأنهم يرون انه يمثل قصة غير واقعية بل وتسئ الي ايران حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية : "أن الجميع يجب أن ينظر إلى تلك المهرجانات بشيء من الكياسة. أحيانا نرى الذين يديرون تلك المهرجانات يمنحون جوائز قيمة لأفلام تركز فكرتها الرئيسية على الفقر ومصاعب مواطني البلد ، يجب ألا يقود هذا فنانينا لتجاهل النقاط الايجابية الواضحة وخصائص أمتنا والاتجاه بدلا من ذلك الي نوعية الاشياء التي يرحب بها منظمو مثل تلك المهرجانات"
ويروي الفيلم عن خلاف بين زوجين يصل الي المطالبة بالطلاق لانها تريد الهجرة من الوطن مما نال العديد من الانتقادات داخل ايران وخصوصا من الجهات الحكومية الرسمية بوصف الفيلم بانه يغالط الواقع وانه مصنوع لخدمة اهداف معينة ونقدوه نقد لاذع .
ويقول البعض ان الفيلم ربما يحصل علي جائزة اوسكار لاسباب سياسية كما لم يحصل فيلم "الجنة الأن" الفلسطيني علي جائزة الاوسكار لاسباب سياسية ايضا حيث قالت احدي الصحف الاسرائيلية "أن أثرياء يهود لديهم نفوذ في هوليوود يسعون الى منع حصول الفيلم الفلسطيني (الجنة الآن) على جائزة الأوسكار بادعاء انه يقدّم الانتحاريين الفلسطينيين بشكل إيجابي.
ورغم حصول فيلم الجنة الان علي العديد من الجوائز وكان مهيئا للحصول علي الاوسكار الا ان قوة الضغط اثرت علي الجوائز ومنعت حصول الفيلم علي جائزة اوسكار.
وربما لم تكن السابقة الاولي في عالم المهرجانات والافلام التي تدخل فيها قوة ضغط ضد فيلم او تصريح حيث رأينا ما حدث قريبا من طرد المخرج الدنماركي لارس فون من مهرجان كان لانه ادلي بتصريحات قال فيها انه يرفض الدولة الاسرائيلية لانها مصدر ازعاج .
وصرح الكثير من النقاد ايضا ان فيلم "افاتار" رغم تكلفته واخراجه وابهاره الا انه لم يحص علي كثير من الجوائز عند ترشيحه منذ سنوات لاسباب سياسية حيث يحمل الفيلم العديد من الاسقاطات السياسية التي جعلت فيلم له ابعاد سياسية اخري يحصد الجوائز وهو فيلم "هارت لوكر" اخراج كاثرين بيغلو وهي زوجة المخرج الشهير جيمس كاميرون سابقا مخرج افاتار وقد ازاحت زوجها عن العديد من الجوائز في عام التنافس بينهم.
وفاز فيلم "هارت لوكر" او "خزانة الألم" بالعديد من الجوائز ايضا لاسباب سياسية لانه كان يرصد ما حدث في العراق ولكن بشكل تجاهل الكثير من الاحداث الرئيسية ورؤوس الأقلام وكأن المشكلة في العراق هي استخدام الطفل العراقي كقنبلة بشرية فقط وتجاهل الفيلم الكثير من القضايا الاخري في العراق ولم يظهر بموضوعية كاملة وطبعا كان لابد ان يظهر الجندي الامريكي بمظهر البطل كالعادة .
وهناك العديد من الافلام التي نجحت ايضا وهي افلام سياسية عن بلدان اخري وحصدت الجوائز او تقييمات عالية من النقاد مثل فيلم "أسامة" عام 2003 عندما تحدث عن الحياة الصعبة في افغانستان وكيفية معاملة المرأة هناك والفيلم الذي يتحدث عن الرجم في ايران وهو "رجم ثريا" او
the stoning of thuraya
الذي كان يحاول ان يظهر تطبيق الحدود في ايران ولكن بشكل وزاوية اخري ربما تكون عنيفة لدرجة كبيرة .
و في عالم السياسة وتقطاعها مع الاوسكار ايضا اعمال الجرئ "مايكل مور" الذي هاجم بشدة وادان الفساد في بعض المؤسسات الامريكية عندما تحدث في افلام مثل "فهرنهايت" عن نظرية المؤامرة وكيفية تبرير احداث سبتمبر لغزو العراق وافغانستان وايضا في فيلمه الثاني عندما تحث عن قطاع التامين الصحي والفساد الذي حل به في جرأة شديدة وظهر في العديد من الافلام الاخري التي تحدثت عن الرأسمالية والأفلام التي هاجمت الحكومة الامريكية بضراوة .
وعندما حصل مايكل مور علي جائزته في مهرجان الاوسكار وقف ليقول خطبته الشهيرة علي المنصة وقال "كلنا ضد هذه الحرب يا بوش..عار عليك..عار عليك " .
ومن الخطب الشهيرة ايضا في الاوسكار لشخصية سياسية كانت عندما تسلم "ال جور" جائزة عن فيلم عن التغيرات المناخية ووقف ليتحدث عن مخاطر التغير الذي حل بالمناخ في العالم وخطورة ذلك علي الكرة الارضية .
وكانت من اشد الصراعات الفنية الرئاسية الصراع الرهيب بين فريق "ديكسي تشيكس" وبوش ايضا عندما انتجوا فيلما ضده وضد افكاره التي قالوا انها ماكرة وخادعة وتلقوا العديد من التهديدات بالقتل ومنعت اعمالهم علي بعض المحطات ولكنهم حصدوا العديد من الجوائز في "جرامي اووردز" في عام واحد بسبب اغنية سياسية ضد بوش ونظامه وكانوا من انجح الفرق الفنية في هذا الوقت .
وهناك العديد من المخرجين الذين شاركوا في الكثير من الادوار السياسية علي الصعيد العملي مثل كلينت ايستوود و وودي الان وجورج كلوني وغيرهم من المخرجين ومن الفنانين الاشهر في المجال السياسي هو "ارنولد شوارزنيجر" عندما تقلد منصب حاكم كاليفورنيا والفنانة "انجلينا جولي" قامت بالعديد من الادوار في كبري المنظمات العالمية وكانت سفيرة دائمة للدول الافريقية وتبرعت بالكثير من التبرعات وقامت باعمال خيرية وسط مناصب عدة دولية .
وشارلي شابلن كان من اكثر الفنانين قياما بادوار سياسية ربما بسبب حكم الفترة التي نضجت فيها اعماله وهي فترة حروب دائمة وايضا للتعبير عن ارائه في ما يحدث وهاجم بشدة هتلر وغيره من الرؤساء في العديد من افلامه القيمة والهامة .
ومن الافلام التي رأي البعض فياه انصاف زائد عن الحد لليهود في فترات محددة من التاريخ او اظهارهم الدائم بمظهر الابطال علي مدار التاريخ لاسباب سياسية طبعا هي :
the reader
schindler's list
the pianist
Inglourious Basterds
Defiance
munich
بينما هناك العديد من الافلام التي تمخر عباب عالم السياسة القذر والاعيبه مثل :
ides of march
ghost writer
lions for lambs
ومن اشهر الافلام التي اقتحمت عالم السياسة ايضا :
Rendition
A Mighty Heart
Flight 93
The Kingdom
Syriana
Babel
Body of Lies
Tears of the Sun
Jarhead
Hotel Rwanda
The Last King of Scotland
Black Hawk Down
V for Vendetta
the assasination of trotosky
z
hurt locker
green zone
the king's speech
وغيرها من الافلام التي ابرزت دور الشخصيات الهامة في افلام عن قصة حياتهم مثل : مالكوم اكس وغاندي ونيكسون علي سبيل المثال .
اذا فتصادم السياسة مع هوليود ومع الفن عموما دائم ومتصل علي مدار سنوات وعقود كاملة ومنذ ايام الحرب العالمية وفترة وصم الفنانين بالشيوعية "كانت في فترة معينة في هوليود تعد كارثة"
لابعادهم عن الجمهور وتصنيف الفنان حسب افكاره ومعتقداته ومنهم كبار الفنانين منذ عشرات الاعوام وحوادث اغتيال مطربين وفنانين مثل المطرب جون لينون الذي اغتيل في حادثة مروعة .
فيلم انفصال الايراني ربما نجده يحصد الجائزة لاسباب سياسية وربما يتم ابعاده ايضا لاسباب سياسية ولكن لا يظن الكثيرون انه سيحكم عليه فنيا فقط
فغالبا الاوسكار تحكمها النزعات السياسية واتجاهات معينة .