الضمير..هل فعلا لسه موجود المصطلح ده قدام عين الرؤساء ؟ ..انا بس بسأل عن المصطلح هل هم شايفينه لان الضمير أكيد اتقتل جواهم من زمان بس ياريت يكون لسه سامعين عنه ولو علي الورق..
كان نجيب محفوظ في كتابه الرائع "ليالي ألف ليلة" بيقول في جزء من الكتاب في حوار بين شخصيات الرواية :
- ما تصورتك خائنا أبدا..وظننت ان المحنة التي وقعنا فيها جميعا قد طهرتنا وأن حياتنا ستقوم علي العدل والنقاء واذا بك تخون الأمانة وتستهين بالكرامة وتتمادي في الفسق والجريمة.
وكان الرد ما يلي :
- لا أنكر شيئا مما تقول لقد أعلنا توبة ..ولكن الشيطان لم يتب بعد.
الحوار ده تحس كأنه لسه بيحصل بيننا دلوقتي ..فعلا قمنا بثورة وافتكرنا انها طهرت اي حاكم جاي وانه خلاص هيكون العدل هو كل هدفه لكن فعلا الظاهر الحجة هي ان "الشيطان لم يتب بعد"
وبمناسبة الكلام عن الضمير ..كان غاندي بيقول في مقولة من مقولاته الخالدة :
"هناك محكمة عليا أعلي من كل المحاكم..ألا وهي محكمة الضمير"
شوفنا في "العيب" ليوسف ادريس و"القاهرة الجديدة" لنجيب محفوظ ازاي الضمير بيموت قدام السلطة او الفلوس ..و "الشيطان والأنسة برايم" لباولو كويلو شوفنا فيها الصراع بين الخير والشر جوة الانسان ..وشوفنا في "دكتور زيفاجو" ازي الضمير بيموت بسبب الحكم والسلطة بعد ثورة
او "براكسا..مشكلة الحكم" لتوفيق الحكيم وكتير من الاعمال الادبية اللي كان من ضمن زواياها موت الضمير لحاكم او شخصية في الرواية او المسرحية.
الأديان اتكلمت عن الضمير بشكل اوسع من خلال الكلام عن الصراع بين الخير والشر سواء الاسلام او المسيحية او اليهودية ..وكتير من العقائد او الأراء الفلسفية ناقشت بشكل واسع قضية الخير والشر جوا كل انسان لدرجة ان زرادشت اللي كان متأثر بيه نيتشة بشكل واسع كان بيقول ان فيه صراع بين اله الخير واله الشر..وجبران خليل جبران كان متأثر بنفس الفكرة دي في كتبه وناقش قضية الخير والشر من خلال تأثره بنيتشة .
الحاكم لأي دولة بدون ضميره وبدون سيطرة الخير جواه علي نزعاته الشريرة يبقي مجرد أداة للطامعين ووسيلة لزيادة الفاسدين..
وهنا هاذكر بعض الأمثلة من دول مختلفة عن ناس كان عندها ضمير لدرجة عقاب النفس..انا في الأمثلة دي مش بقول للحاكم ينتحر من فساده ولكن يخجل من نفسه.. بنشوف صور مختلفة لناس عاقبت نفسها لما لقت نفسها ماشية في طريق غلط وياريت الحاكم يحط الصور دي قدامه كامثلة عن ناس عندها ضمير او بمعني اصح "ناس عندها دم" :
1- خبر منشور بيقول ان شاب مصري يقطع يديه بنفسه لكي يمتنع عن ممارسة السرقة التي كان يمتهنها لسنوات .
وده نص الخبر المنشور :
وأكد الشاب، أنه قرر معاقبة نفسه اختيارياً لكي يتخلص من داء السرقة وقام بقطع يده اليسرى عن طريق النوم أمام قطار سكك حديدية، لكنه لم يتوب عن السرقة في المرة الأولى فقام بتكرار الفعل ذاته وتخلص من يده اليمنى، لكي تنعدم أمامه فرصة السرقة تماماً.
وقال الشاب في برنامج “مصر الجديدة” مع الاعلامي معتز الدمرداش، “إنه شعر بالندم من تلقاء نفسه على كل حادث سرقة ارتكبه في حياته وفي الوقت نفسه غير نادم على قطع يديه اختيارياً”.
2- قرر صحفي روسي أكل مقالاته التي تنبأ فيها بمعلومات خاطئة عن وزارة البنية التحتية بروسيا، تنفيذاً للوعد الذي قطعة على نفسه قبل سنتين.
وده كان نص الخبر وبيقول :
ونقلت جريدة "دنيا الوطن" أن فيتشسلاف ليدوفسكي كان تنبأ بعدم جدية مشروع وزارة البنية التحتية في بناء جسر فوق نهر ينيسي، مؤكداً للقراء أن الحكومة لن تبدأ هذا المشروع قبل عام 2015 وليس في 2012 كما هو مصرح به.
وقال ليدوفسكي: "أقسم، لو فعلها المسئولون، سآكل كل ما نشرته عنهم في مقالاتي، وأمام الجميع".
ولكن تبنؤات ليدوفيسكي خابت بعدما حققت الوزارة الوعد وبدأت في المشروع 4 ديسمبر 2012 أي قبل الموعد الرسمي بـ15 يوماً، مما أضطره إلى أكل مقلاته بالكامل بعد غمسها فى حساء من القشدة ليتمكن بالكاد من ابتلاعها. وقال ليدوفيسكي أمام كاميرات التصوير: "فعلت ذلك ليعرف العالم أنني صحفي محترم، أحب مهنتي وأقدر قواعدها، وها أنا ذا آكل أمامكم مقالاتي الكاذبة وأنشر الفيديو على اليوتيوب ليعرف الناس قيمة الكلمة الصادقة فى الصحافة".
3- وكمان كان في حادثة شهيرة لوزير زراعة ياباني انتحر بسبب فضيحة وما اكثر اما بيحصل ده في الخارج امام الفضايح السياسية وغيرها ..يمكن هو جنون اه انما اما تشوف حالة الحكام العرب تحس ان ده مش جنون ده وجع الضمير او هروب من فضيحة مش زي عندنا قمة التبجح في الفساد..
والخبر بيقول :
انتحر وزير الزراعة الياباني توشيكاتسو ماتسوكا قبل ساعات من مثوله امام جلسة المساءلة التي كان من المتوقع ان يعقدها البرلمان بسبب فضيحة تتعلق بتبرعات سياسية وعقود مزورة، حسب مسؤولين. وعثر على الوزير فاقدا الوعي في مقر لأعضاء البرلمان ونقل الى المستشفى حيث لفظ انفاسه، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وذكرت تقارير صحافية ان الوزير، 62 عاما، شنق نفسه باستخدام حبل تم ربطه بباب غرفة الجلوس. ويعتبر انتحاره ضربة لرئيس الوزراء الياباني شينزو ابي وحكومته التي فقدت الكثير من شعبيتها بسبب الفضيحة.
وقال مسؤول حكومي لرويترز «سيكون لذلك أثر سياسي بالغ ولكن في الوقت الحالي يصعب تحديد حجمه». ويأتي انتحار ماتسوكا في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية ابي الى أدنى مستوياتها منذ توليه
المنصب في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك بشكل كبير لغضب الناخبين من سوء الادارة في نظام معاشات التقاعد حيث أقرت وزارة التأمينات الاجتماعية بحدوث خطأ في بيانات 50 مليون حالة سداد مما يعني أن بعض اليابانيين يتقاضون على الارجح معاشات تقاعد أقل مما يستحقون. وقال ابي ان حكومته ستحاول حل المشكلة وضمان دفع معاشات التقاعد بالكامل ولكن الناخبين لم يقتنعوا فيما يبدو.
4- وكمان في كان في قصة قديمة بتقول ان احد الوزراء تعهد لاهل مدينته انه لو ما نفذش وعوده في فترة معينة هيجري حوالين المدينة كلها علي رجليه وفعلا حصل انه منفذش الوعود في الميعاد المحدد وراح جري حول المدينة كلها !!
5- ايام زمان كان فعلا زمن الضمير والعدالة ..طبعا الامثلة كتير جدا من ايام عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب ولكن من القصص الشهيرة عن ضمير عمر بن الخطاب وعدله انه كان بيقول لمعدته اما يحس بالجوع الشديد "قرقري ما شأت ليس لكي الا هذا" وكان يقصد القديد والزيت...كان مبياكلش عشان يوفر الاكل لاهله وناسه لدرجة ان الناس قالوله "يا عمر ارفق بنفسك واهلك"
انما دلوقتي الحاكم مش بيرفق باهله ونفسه ده بيجيبلهم العربيات والماركات اشكال والوان انما الشعب هو اللي معدته بتقرقر والحاكم فقط بيقرر القرارات الظالمة والفاسدة.!!
وكمان عمر مرة خبط واحد من الرعية في كتفه بسبب حماسه في الحديث ولكنه اصر علي الراجل انه يردله الضربة لانه شعر بالذنب !! قمة العدل والضمير ايام الرسول والصحابة جميعا..
وبعد كل القصص دي امتي نشوف الزمن اللي الحاكم فيه عندنا في الدول العربية يحس فيه بتأنيب الضمير علي اللي بيقترفه في حق شعبه ..
ولا يا تري كرسي الحكم عندنا هو مقصلة الضمير الكبري ؟؟
No comments:
Post a Comment