نعــم أو لا ..ليست تلك هي المسألة

انا قولت لا.بس لو انت قولت نعم انا مش هاخونك..هو ده صوت العقل من ناس كتير قوي..انتشرت في الفترة الاخيرة موجة من التخوين والهجاء والسب وحاجات كتير من دي رغم اننا بقالنا فترة طويلة بننادي باحترام الرأي الاخر وعدم التعدي علي حرية الاخرين..
بعد موضوع الثورة والقوائم السوداء حصلت برضه نفس القصة في نعم ولا وبعدين هتحصل تاني في موضوع برادعي ولا نور ولا غيرهم ..هنفضل كده لحد امتي ؟..لحد امتي هنمشي بقاعدة "الكل خائن الا ان يثبت العكس"..والعكس ده انه يكون من وجهة نظري..يعني انا هانتخب كذا ولو انت مرشحتهوش يبقي انت ملكش فيها وخاين وعميل كمان..ده فكر بعض الحمقي بجد وموجود فعلا رغم اني ظننت انه انقرض من فترة طويلة..!


الكل بينادي بالديمقراطية واحترام رأي الاخر حتي لو عكس رأيك
وزي ما قال الامام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ , و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب" ..
لكن في ناس بتتعامل علي اساس ان رايها هو الصواب وبس..ودول لازم تاخدهم واحدة واحدة وتاتا تاتا وتعرفهم معني الديموقراطية واحترام الاراء ونبدأ معاهم من الاول خالص ولا تيأس منهم هو بعد وقت ممكن ييجي منهم !

انا قولت لا..لكن لو انت قولت نعم انا هاحترمك..ايوه واناقشك بهدوء بس مش عشان ااثر عليك لا عشان اعرف وجهة نظرك ويمكن استفيد منها ويمكن تكون مقنعة اكتر من وجهة نظري انما مش جاي اسالك عن رايك عشان اهاجمك..هنا هنذكر امثلة للكلام ده بامثلة..اللي هو نظام التفكير في اتجاه واحد وتطبيق الرأي الواحد علي الكل والحكم من منطقك فقط لا غير..




اولا : المكارثية:


كتير قوي اتكلموا عليها في الفترة الاخيرة من صحفيين وفي التليفزيون وغيره دي نسبة الي شخص اسمه جوزيف مكارثي الراجل ده كان بيعمل قوايم سوداء زي اللي شوفناها الفترة الاخيرة لبعض الناس هو عملها لناس عشان يضعف الثقة فيهم ويوقعهم ويتهمهم انهم ليهم علاقة بالشيوعية وبدون اي دليل واضح وبكده يكسب ثقة الناس علي حساب الاخرين بالقوايم السوداء اللي عملها ..
دي حصلت في مصر وفي دول تانية كتير قوي بالذات ايام الانتخابات ان مرشح يبدأ يتهم المرشح التاني وكل اعوانه ان ليهم علاقة بحاجة معينة تكون كريهة عند الناس فيدمر ثقة الناس فيهم ويوقعهم بذكاء ودي من اقذر اساليب العملية الانتخابية .




ثانيا : انماط التفكير :


في نوعين مشهورين اسمهم
Convergent thinking and divergent thinking

هي اصلا معناها انك بتدي اجابة محددة لحاجة من غير ما هي محتاجة تفكير او ابداع زي سؤال اختياري مثلا ده حسب تعريفها الرسمي..
والنوع التاني بالعكس تماما يعني كل اجة قابلة للتفاوض والتفكير والاخد والعطا..انما النوع الاول في اتجاه واحد
وهو ده نمط التفكير السائد عند المخونين كانهم بيحلوا سؤال اختياري وهي اجابة واحدة اللي صح مافيش تفكير او سؤال غير قابل للنقاش
او زي سؤال صح وغلط..يا اما انت صح يا اما غلط مافيش حاجة اسمها وجهة نظر..
وانتشار النوع ده من التفكير ممكن يودي البلد في مرحلة خطيرة جدا لو كل الناس وقعت في بعضها وشككت في بعض هتبقي الحياة صعبة جدا .




ثالثا
The Hollywood blacklist


دي قايمة سودا كانت معمولة لكل من يخصون الوسط الفني في هوليود برضه عشان ليهم علاقة بالحزب الشيوعي زمان حتي لو بدون دليل يعني نفس نظام المكارثية برضه..
عملوا قوايم سودا لكل الفنانين والكتاب والمخرجين او كل من هو في الوسط الفني عشان بيقول رايه او اظهر تعاطف حتي مع الحزب الشيوعي او افكاره فاعتبروهم خونة فورا بدون حتي دليل واضح وانتشرات القوايم علي نطاق واسع قوي في كل هوليود واتحرموا من اعمالهم فنانين كتير في امريكا


رابعا :
Fruit machine


دي بقي كانت حاجة في كندا زي جهاز كده عشان المفروض انه بيكشف عن المثليين الجنسيين عشان يعزلوهم عن بقية الناس برضه بدون دليل واضح لان الجهاز زي ما قالوا كان بيكشف غلط وبيطلع استنتاجات غلط وكانوا بيعزلوا كل الناس دول عن اعمالهم لان النتيجة طلعت ايجابية ..يعني نوع من تصنيف الناس ووضعهم في قوايم برضه وعزلهم عن الخدمة او كره الناس ليهم لما يتحطاول في قايمة سودا يعني




خامسا :
Moral panic


دي بقي القايمة الاشمل من المكارثية ..تصنيف مجموعة من الناس ان فكرهم خطر علي العادات او التقاليد في المجتمع لتحقيق اغراض معينة..زي القذافي مثلا بيقول علي الثوار مدمنين مخدرات عشان يكره الناس فيهم بالتصنيف ده ويعمل حالة فزع منهم يكسب بيها مصالحه..
او زي بتوع القوايم السودا عملوا القوايم عشان دايما تبقي قدام الناس فيكرهوا اللي فيها دول لان افكارهم خطر ع المجتمع وكده ودي طبعا حيلة رخيصة تصنيف اي انسان عشان معارض فكرك حتي لو معارض فكرتك بنسبة 200 في المية لازم متصنفوش




سادسا : الفزع الاحمر:

دي اتكلمنا عليها قبل كده في موضوع سابق وقولنا انهم كانوا بيصيوا الناس بالذعر من الشيوعية كنوع من شن الهجوم عليها ودي انتشرت في فترة الشيوعية ما كانت في عزها




خلاصة ان تصنيف الناس حسب ميولك واهوائك هو نوع من الجهل واحنا استعرضناه علي مدار التاريخ عشان نبين ازاي الناس طول عمرها بتحب تصنف وتعمل قوايم سودا لكل من يعارض في الفكرة بطريقة هوجاء وحمقاء..
دايما قول رايك متخافش..حتي لو ضد المجتمع كله..ما هو كل فلاسفة زمان قالوا اراء لو قريتها تقول "ايه الهبل ده" زي نيتشة او غيره ..انما لازم تحترمه وتقدر فكرته حتي لو هي ضد كل حاجة انت شايفها صح..المهم تحترم الفكرة نفسها واحترامك لافكار الاخرين هيجلب احترام الناس ليك بدل ما يقزموك ويهملوك.

احترام المعارض قبل المؤيد هي اهم دعائم الديموقراطية الحقيقية.