النموذج الامريكي ملئ بالاخطاء والخطايا ..لا يوجد مجتمع كامل فالمجتمعات الغربية والعربية ينقصها الكثير
ومن واقع كتابات غربية وامريكية تشهد بنفسها علي التجاوزات التي قد تراها فادحة في بعض السطور والاحداث الشهيرة التي غيرت الوجه الامريكي في عيون العالم.
من واقع كتاب
Democracy's Edge
يقول الكاتب هنا في قسم خاص من الكتاب خصصه لبعض العيوب التي وقعت فيها الولايات المتحدة والتي يقول فيها "لا تظنوا الولايات المتحدة نموذج للديموقراطية" وله في ذلك عدة اسباب يتحدث عنها تفصيلا :
* ثلاثة وثلاثون في المائة من من الامريكيين يقولون انهم لا يهتموا من يفوز في الانتخابات الامريكية
* و ثلاثة في المائة فقط من الامريكيين يشاركون في الانتخابات للاحزاب الامريكية
* الانتخابات الامريكية فشلت في الوصول لمعيار العدالة والشفافية العالمية المعروفة
* قل عدد من يكتبون للكونجرس ومن يحضرون لخطبة سياسية
* عدد من يعتقدون ان الحكومة تعمل فقط لمصلحتها الخاصة الي منتصف التسعينات كان 76 في المائة
* الامريكان يعملون ولكن مازال الفقر قائم واحد من كل خمس وظائف لا يستطيع ان يحمل عبء عائلة والقوة الشرائية تضعف كل فترة
* الامريكيين يواجهون كوارث مالية منذ عام 2000 والافلاس يستمر للامريكيين ونصفهم يضطر للدفع في ازماتهم الصحية وهم مفلسون ومدينون
* بعض الامريكيين يواجهون الموت فقرا ... ثمانية عشر الف امريكي يموتون سنويا لانهم لا يملكون التامين الصحي ولا التغطية الصحية الجيدة مع ان امريكا من اغني الدول في العالم
* الامريكيون كثيرا منهم جائعون..همسة وثلاثون مليون امريكي اي عدد سكان كندا بالكامل يعيشون في منازل فقيرة للغاية ولا يعرفون كيف يحصلون علي وجبتهم التالية
* الحكومة الامريكية فشلت في الحفاظ علي صحة المواطن ..نصف المواطنون يعيشون في اماكن حيث جودة ونقاء الهواء تسقط تحت المعايير الدولية للبيئة والحد الادني لها
ربما تكون مفاجأة للبعض من خلال هذا الكتاب والمعلومات التي يحتويها كيف يتحدثون عن امريكا امبراطورة العالم بهذه الطريقة ..ولكنها الحقيقة التي تحدث عنها العديد من الصحفيين الامريكيين بينما تحدث
ناعوم تشومسكي عن الفضيحة الحقيقية في كتابع "ماذا يريد العم سام" ..هذا الكتاب الشهير بمثابة قنبلة مدوية للسياسة الامريكية الخارجية والتخطيط العبقري الشيطاني للولايات المتحدة للسيطرة علي العالم من خلال ما قاله نعوم تشومسكي في صفحات كتابه القنبلة :
يتحدث اولا الكاتب في اول فصل عن "الاهداف الرئيسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة " ويقول في اول نقطة والتي يسميها
"حماية مجالنا" ويقول في هذه النقطة :
*استوعب مخططو السياسة الامريكية اننا سنخرج من الحرب قوة عظمي وحيدة فريدة في تاريخ العالم وخططوا بحرص خلال الحرب وبعدها لتشكيل عالم ما بعد الحرب
*نجد في الجانب المتشدد مذكرة الامن القومي لعام 1950 تبلور وجهة نظر وزير الخارجية دين اتشيسون وكان احد مفاوضي ريجان في مفاوضات الحد من السلاح وتدعو الي استراتيجية تقزيم الاتحاد السوفيتي حتي نتمكن من التفاوض معه وفق شروطنا
اما في النقطة الاهم وهو ما يسمي في الخطط الامريكية ب "المجال العظيم" يقول :
*خلال الحرب العالمية الثانية طورت مجموعات بحث في وزارة الخارجية ولجنة العلاقات الخارجية خططا لعالم ما بعد الحرب علي اساس ما اسموه ب "المجال العظيم" الذي عليه ان يخضع لمتطلبات الاقتصاد الامريكي ويشمل المجال العظيم نصف الكرة الارضية الغربي غرب اوروبا الشرق الاقصي والمستعمرات السابقة للامبراطورية البريطانية التي تفككت ومصادر الطاقة في الشرق الاوسط والتي لا مثيل لها وبقية العالم الثالث وان امكن بقية العالم
*لكل مكان دوره المخطط له علي الدول الصناعية مثل المانيا واليابان ان تصبح "الورش العظيمة" لتعمل تحت اشرافنا وتمثل دول العالم الثالث امداد المجتمعات الرأسمالية بالخامات واسواقا لبيع المنتجات المصنعة
*وكان علي امريكا تامين السيادة علي المجال العظيم ويستلزم هذا حيازة قوة تهديدية مرعبة وهذا احد اسباب بناء الترسانة النووية
وفي خطة "استعادة النظام التقليدي" يقول :
*يجب استعادة النظام اليميني التقليدي وسيادة اصحاب الاعمال واضعاف وتقسيم التكتلات العمالية وقفت مقاومة الفاشية كعقبة ضد ذلك فاخمدناها في كل دول العالم ولو اضطررنا للتعاون مع الفاشية والنازية حتي
*كانت ايطاليا واحدا من اهم مسارح عمل المخابرات الامريكية منذ انشائها احتاطت المخابرات من ان يفوز الشيوعيون بانتخابات 48 الحاسمة في ايطاليا فاتخذت الاجراءات مثل اعادة الشرطة الفاشية وتحطيم اتحادات العمال وعرقلة امدادات الطعام
*وفي اليونان دعموا حربا وحشية اسفرت عن 160 الف قتيل وتشريد الالوف
اما من المفاجأت الحقيقية في هذا الكتاب فهو ما يشعر به الامريكيين من خطر الوطنيين المخلصين لاوطانهم حيث تعتبر الولايات المتحدة ان هؤلاء هم اكثر البشر خطورة علي الولايات المتحدة
يقول مخططو السياسة الامريكية ان التهديد الرئيسي لنظام العالم الجديد تحت قيادة الولايات المتحدة ياتي من "الوطنيين" في العالم الثالث ومن الوطنية التي تسمي احيانا "غلاة الوطنية" والتي تستجيب للطلبات بشان تحسين مستوي المعيشة وتلبية الحاجات الضرورية
واكد المخططون ان الاهداف الرئيسية للسياسة الامريكية منع وصول المغالين في وطنيتهم الي الحكم
لا يهم امريكا ان كانت الدولة ضعيفة او قوية مثلا لاوس في الستينات ربما كانت افقر دولة في العالم ولكن ما ان شرع البعض في لاوس في اصلاح اجتماعي شديد التواضع حتي قصفتهم واشنطن بسيل متدفق من القنابل في سرية تامة مسحتهم من مجال العمليات
وكذلك الحال في جرينادا لانهم كانوا يقولوا ان الدولة الفقيرة خطر عظيم فاذا استطاعت دولة فقيرة مثل جرينادا ان تنجح بعيدا عن قبضة الولايات المتحدة فلماذا لا تنجح دول اخري
اما السياسة الامريكية التي تعتمدها مع معظم الدول والتي تسمي "سياسة جارنا الطيب" يتحدث عنها نعوم تشومسكي قائلا :
*بينت دراسات ان المساعدات الامريكية تميل للزيادة مع الدول التي تمارس التعذيب مع مواطنيها
*عملت الولايات المتحدة علي تاسيس علاقات مع العسكريين في البلاد الاجنبية فهم وسيلة قلب الحكومات التي تخرج عن الصف
*وكانت المجازر في السلفادور تحت تاييد ونظر الولايات المتحدة
وكانت الولايات المتحدة ترسل المساعدات الانسانية اذا كانت ستصل لجيوب الديكتاتور
*وصنعت مصطلح "الدفاع ضد العدوان" كما قالوا علي حرب فيتنام انها دفاعا عن العدوان الداخلي
ربما تبين لنا هذه الحقائق الوجه الاخر لامبراطورية امريكا والوجه الاخر لهذه الامبراطورية وكيف يخطط لها السياسيون ليجعلوا العالم مجرد مصنعا كبيرا لهم او "مجالا عظيما " لهم ولمصلحتهم الخاصة فقط وكيف تحدث ايضا الكاتب "فرانسيس" عن عيوب الديمقراطية الامريكية والفقر في المجتمع الامريكي في نفس الوقت وكل هذه اعترافات خطيرة جدا خصوصا طالما خرجت من كتاب لا يفترون علي المجتمع الامريكي فلو كتب اي عربي مثلا هذه الكلمات سيقولون انه افتراء ولكن هذه من كلمات غربية خاصة وخالصة.
No comments:
Post a Comment