Thursday, February 23, 2012

هوليود وجذور العنصرية والتطرف





فيلم أخر يدور حول العنصرية الطاحنة في الغرب منذ عقود وهو الفيلم الحربي الرائع
Red Tails

الفيلم من بطولة "تيرانس هاورد" و "نات باركر" ويدور حول العنصرية التي كانت تدور رحاها ضد السود في كل مكان من قبل الطيارين ذو اللون الأبيض حيث كان السود يتم تكليفهم بالمهام السهلة لأنهم في رأي القيادات يعتبرون أقل ذكاءا وخصوصا عندما نري في بداية الفيلم جملة تقول  :

"الزنوج يعتبرون اقل ذكاءا وهذه هي طبيعتهم وهم جبناء عندما يواجهون الخطر "    الكلية الحربية الامريكية عام 1925

أي انهم اتهموا أجيال كاملة من الأمريكيين ذو الأصول الإفريقية ووصفوهم بهذه التهم المذلة فقط لأنهم سود رغم مدي كفائتهم وشجاعتهم في القتال التي أثبتها الطيارون وهم تحت ما يسمي "برنامج توسكيجي التدريبي" وهم المجموعة التي استخفت بهم كل القيادات ولم يكلفوهم بأي مهمة خطيرة وحتي عندما اثبتوا كفائتهم قال أحد القادة لمجموعتهم وقائدها "حتي لو قتلتم 800 وليس 80 فهذا لن يغير من الأمر شئ" .

وسادت بين الفريق روح الاحباط الي ان اثبتوا في اول مهمة روح قتالية عالية ومهارة مذهلة فتتابعت المهام علي فرقتهم ضد الألمان واذاقوهم مرارة الهزيمة معركة تلو الاخري .

وفي خلال أحداث الفيلم تجد العنصرية في كل الحوارات وفي مشاجرات الحانة بين الجنود البيض والسود حتي بعض ان ادي السود معركة ولا أروع ولكن تظل الروح العدائية العنصرية هي محور الفيلم والتي لازالت أثارها موجودة حتي عصرنا هذا .
الفيلم به العديد من المشاهد المؤثرة وخصوصا عند موت صديقهم في المجموعة الذي أظهر شجاعة قال عنها قائدهم "لا يجب ان تحبطوا من موته بل ان تتعلموا من حياته " .

وسميت المجموعة بإسم "الذيول الحمراء " حيث كانت طائرتهم ملونة كلها باللون الأحمر علي الذيول واذاقوا الألمان هزائم منكرة ويظهر ايضا مشهد عنصري في خلال الفيلم حينما هجم الألماني علي طائرة أحد الأفارقة وهو يصيح "اسود ملعون" .

وتم تكريم المجموعة بالكامل علي ما ظهر منهم من شجاعة وقدرات قتالية عالية جدا واثبات ان اللون عامل غير مهم علي الاطلاق كما كان يظن البعض كذبا وزورا .


وكانت العنصرية هي محور العديد من الأفلام في هوليود وخارجها حيث نراها جلية واضحة المعالم في فيلم
Something the Lord Made
عندما كان يعاني الطبيب فيفيان توماس مع كل من حوله بسبب لونه الاسود فقط رغم ان التاريخ أثبت مدي عبقريته في جراحات القلب وتم تكريمه بعد ذلك بسنوات بعد أن انكر الجميع دوره في البداية .
بل كان ممنوع حتي من دخول بعض غرف الجراحة بسبب لونه الأسود وكانا لبعض يقول له "فلتعد لنا شئ نشربه " بكل سخرية واهانة بسبب لونه .

ومن الأفلام التي أظهرت ايضا معاناة السود بوضوح أكثر هو الفيلم الوثائقي المتميز
The People Speak

وظهر الفيلم وكأنه أوبريت في بعض الاحيان بمشاركة الكثير من النجوم مثل مات ديمون ومورجان فريمان وغيرهم البعض يلقي القصائد والبعض يغني والبعض يقرا من الكتب علي المسرح في بعض القصص والروايات عن العنصرية ونضال السود وكيف كانت تناضل المرأة قديما لتحصل علي حقها ويتخلل الفيلم العديد من المشاهد الحقيقية لأحداث تاريخية بينما يروي النجوم القصص والقصائد عن تلك الأحداث في أداء رشيق وشكل متميز جدا لفيلم وثائقي .

وبالطبع الفيلم الرائع الحائز علي ثلاثة جوائز اوسكار
Crash

الذي يتحدث عن قصص مختلفة في أطر مختلفة عن العنصرية والمشاكل الاجتماعية التي تواجه الجميع واسباب تنامي الروح العدائية داخل كل منهم ولكل قصة أسبابها داخل الفيلم .


والفيلم المرشح لأوسكار والذي هو عن كتاب من اكثر الكتب مبيعا
The Help

ومرة اخري نعود للافارقة الامريكيين ومشاكل حياتهم في هذا الفيلم وهو عن المشاكل التي تواجه الخادمات مع الأسر التي يخدمون معها ..الفيلم مؤثر جدا والتمثيل فيه اكثر من رائع من بطولة "ايما ستون" و "فيولا ديفيس" و "اوكتافيا سبنسر" .


والفيلم الذي يتحدث عن قصة حياة المناضل مالكوم اكس
Malcom x

من افضل افلام التسعينات يروي لنا قصة حياة المناضل الاسود مالكوم اكس الذي تميز بشخصية تملك الفصاحة والحكمة والقدرة علي الاقناع وثار في وجه العنصرية والعداء وبدأ يحرر الناس من براثنها ويخطب بهم في كل مكان حتي صار له اتباع كثر وبداوا يؤمنون بأفكاره التي تدعو للسلام والحب ونبذ العنصرية .


وهناك الفيلم المتميز
The Whistleblower

الذي يتحدث عن المرأة التي التحقت بقوات حفظ السلام وكشفت فضائح عنصرية لمعاملة المسلمين هناك من قبل الكثيرون ومن قبل القوات نفسها وكيفية استغلال الفتيات القاصرات في تجارة الجنس هناك وكشفت اكبر فضيحة وبدأت في رفع دعاوي قضائية وظهورها امام وسائل الاعلام لكشف الوثائق .

وايضا تجد العديد من المشاهد تزخر بالعنصرية حتي وان كانت في اطار فيلم كوميدي مثل فيلم
euro trip

عندما صور لنا سكان احدي مدن شرق اوروبا انهم يستطيعون بناء بيت كامل بدولار وهو قيمة البقشيش الذي تركه لهم احد الأمريكيين وان حياته تتغير بدولار واحد بسبب فقره المدقع والوحل الذي يعيش فيه في صورة عنصرية فجة رغم انه فيلم كوميدي .
وايضا فيلم جيم كاري
yes man

عندما سخر في احد المشاهد من المرأة العربية المحجبة واظهرها بانها غريبة الاطوار وانه اتي بها من علي الانترنت لانه يفعل اشياء غريبة فقط ويوافق عليها .

والفيلم الساخر عن جوانتنامو "هارولد وكومار" عندما سخر من لغة الكوريين وظل يضحك عليها البعض او يحاول تقليدها بطريقة ساخرة .
وفيلم
bruge
عندما ظل يلعن تلك المدينة الاوروبية طوال الفيلم تقريبا بدون سبب واضح حتي اصبحت جملة علي السنة الناس .

وفيلم
50/50
ايضا في احد المشاهد نجد السخرية من جنسية مواطن اوروبي في محادثات تليفونية من بطل الفيلم ونفس السخرية من الجنسية واتهام الجورجيين بانهم جميعا اغبياء في فيلم
mr nice

وبعض مشاهد فيلم
You Don't Mess with the Zohan

التي سخرت من العرب والاسرائيليين معا في وقت واحد ولكنها تطرفت ضد العرب كالعادة .

وفيلم
transformers
الذي سخر من بعض الظباط العرب في نقاط التفتيش واظهرهم بمنظر سئ .

وحتي العديد من افلامنا العربية التي تسخر من اللون الاسود ايضا في اطار كوميدي ولكنه عنصري حينما تجد مصطلحات عن السود مثلا "ايه الليل اللي هب ده ؟ " عندما يدخل احد افراد الفيلم السود .
او اظهارهم دائما في المسرحيات والافلام الكوميدية والحديث عن شخصيات سوداء مثل "صامويل ايتو" عندما يشاهد افراد الفيلم شخص اسود .

اي ان المشاهد العنصرية الموجهة في الافلام لا تنتهي والافلام القائمة علي العنصرية او تروي عن قصص العنصرية كثير جدا في هوليود وربما بدأت الموجة منذ مئات السنين ولكنها مازالت جذورها ممتدة حتي الأن ولازالت السينما الامريكية تسخر بشدة من الاوروبيين والعرب في افلامها وكذلك الاوروبيين يسخرون من بدانة الامريكيين ويصفونهم احيانا بالاغبياء المتكبرين ولازالت السينما زاخرة بالكثر من المشاهد العنصرية التي يحاولون وضعها في اطار كوميدي او درامي ولكن احيانا يكون الهدف هو رسالة عنصرية سريعة .

ولكن في نفس الوقت وعلي الناحية الايجابية تجد العديد من الافلام تحاول اقتلاع هذه الجذور العنصرية وتحاول قتل روح العداء والعديد من الاغاني ايضا منذ اغنية مايكل جاكسون "بلاك اور وايت" والعديد من اغاني بوب مارلي وايضا المطرب جيمس بروان الذي قال في اغنيته الشهيرة بكل فخر
Say It Loud I'm Black and I'm Proud

No comments: