الرئيس القادم لمصر سيكون شمعة لمستقبل افضل وليس شعلة نار تأكل الاخضر واليابس كما كان سابقيه..
ولكن قبل ان يجلس علي كرسي الحكم لابد ان يعي عدة نقاط ويتعلم عدة دروس عن الشعب المصري العظيم..شعب مصر الجديد القوي الأبي..
ماذا يقول كرسي الحكم ان نطق لرئيس مصر القادم قبل ان يفكر ان يجلس حاكما ورئيسا :
أولا : لابد ان تعلم ان زمن الاستعباد قد ولي وفرعون قد اكل عليه الدهر وشرب وان جلوسك علي العرش "حكما" وليس "حاكما" ..تحكم بالقسط ولا ترضي عن العدل بديلا..
وان يكون ولائك لتراب مصر الذي تربيت عليه وتموت خلفه حافظا لارضها ورافعا رايتها.
ثانيا : لابد ان تعلم ان لكرسي الحكم ذراعان ..ذراع يعينك علي التضحية لوطنك وذراع يحاول ان يحول بينك وبين حسن القول والعمل ..فاعن نفسك علي ذراع الشر وتمسك بذراع الخير راضيا مطمئنا.
ثالثا : الشعب يريدك "حاكما" وليس "متحكما"..يريدك "سلطة" وليس "تسلطا"..يريد ان يري "وعودك" علي ارض الواقع وليس "وعيدك"..يريد ان يري حكمك ردا لجميل الشعب وليس هو الجميل ذاته.
رابعا : اذا جلست الان فقل لنفسك "لم انتصر بعد"...فانتصارك هو انتصارك لوطنك وليس انتصارك لنفسك علي اصوات المعارضين..انتصارك هو نصرة الوطن وانكاسرك امام خشية الله وخشية ضميرك.
خامسا : العادل ليس من استوي او "اعتدل" علي كرسي الحكم ملكا..العادل هو من اعتدل علي كرسي الحكم متواضعا وزاهدا وسامعا لشكوي افقر من امامه في القصر قبل اغني من امامه.
سادسا : لا تظن انك مخلدا فوق كرسيك فكم من ملوك تسقط وكم من عروش تتهاوي ولا يبقي الا عرش واحد..فاحكم الان كأن الحكم زائلا غدا واجعل الناس يذكرونك بالافضل دائما باعمالك وعدلك.
سابعا : اجعل في حكمك "رؤية" وانظر انت والناس دائما في اتجاه واحد الي الامام..لانك اذا نظرت الي المستقبل الرغد واهما وهم مازالوا ينظرون الي الحاضر الفقير فسيذهب كل منكما في طريق واذا ضل الحاكم والمحكوم الطريق انطلقت شرارة الثورة .
ثامنا : عامل خزينة الدولة كأنها "اكياس دماء" الفقراء ..فلا تطمع بها لنفسك بل اعتبر كل قرش تقطعه لنفسك هو شخصا تقتله فقرا والما..فاتق الله واتق الشعب في مال الشعب واذا فتحت خزينتك لا تقل "اموال كثيرة" بل قل "فقراء اكثر.."مازلت مقصر".
تاسعا : لا تفكر في اعداء جديدة تصنعها لنفسك..بل اجعل جميع حاشيتك لهم نفس الاعداء "الفقر والظلم" فحاربهم لاخر قطرة في دمائك ولاخر قطعة من كرسيك لو اضطر الامر لتحطيمه كي تصنع منه سيفا تحارب به الفقر.
عاشرا : اعلم ان الحاكم العادل يبارك الارض وحتي الثري ستراه "اثري" والارض ستجدها اخصب فان بارك الله فيك بارك الارض بك..وبارك الشعب بك..وكل ابتسامة طفل تصنعها تصبح خريطة لخطوة تفتقدها.
حادي عشر : لا تجعل من كرسي الحكم مقعدا وثيرا مميزا بل عامله كأقل مقعد في القصر فلا تتغزل في ملامحه وتفاصيله بل لا تلق له بالا..فلا تقف امامه لتشير باصبعك اليه بل اجلس فوقه واشر باصبعك للظالم ليعاقب.
ثاني عشر : لا تتستر علي ضميرك بل استتر خلفه..فلا تصنع منه وسادة تنام عليها كل ليلة بل اجعله قطعة حجر تؤرق منامك فضمير الوسائد هو من يجعل من ضميرك حجر والعكس.
ثالث عشر : لا تجعل صوت "طرقعة" كعبك في بلاط السلطة هي الافضل لمسامعك بل اجعلها "قعقعة" السيوف علي رؤوس الظالمين الخونة هي الأجمل لمسامعك.
رابع عشر : عامل كرسي الحكم كما لو كان ابنك العاق..فحاول ان ترشده قبل ان يحجر عليك ويدفعك لجنون..ولكنه جنون العظمة للحاكم.
خامس عشر : لا تجعل من الكرسي اخر ما تراه عينك قبل النوم كي لا تحلم به ولا تجعله اول من تراه عينك في صحوك كي لا تتمناه ابدا..بل اجعل اخر من تراه قبل نومك مظلوم واول من تراه في صحوك شمس المستقبل.
سادس عشر : لا تعامل الحكم كقطعة السكر بل اعرف ان له "سكرات" قبل نهايته..فاخرج منها سالما ولا تشتهيه باسم العدل كي لا يشتهيك باسم الظلم.
سابع عشر : اجعل "الكرامة" موطنك وأخاك..و "العزة" مقصدك وأباك ..و"الضمير" منهلك وامك..و "العدالة" زوجتك..فلا افضل من تلك عائلة لحكمك وتصون نفسك قبل كرسيك.
ثامن عشر : ان اصابك الغرور "داء السلطة العضال" فاهرب الي نفسك قليلا..فالمتواضع يمسك سدة الحكم والمغرور يمسك سدة زجاجة ليغلق بها علي نفسه فلا يسمع الجميع ولا يراه الجميع وهو يصيح كالمجنون والمغرور ينظر الي الشمس بتحدي وهي لا تنظر الا الي السماء الي ان يصيبه العمي.
تاسع عشر : املأ قصرك بسادة الحكمة قبل ان تملأه بسادة الحكم فان كانت الحكمة موضعا لقدميك اصبح الحكم طوعا لعدلك.
عشرون : تخلص من الظالمين في حاشيتك قبل ان تتخلص منهم في شعبك فظلم الحاشية يسقط هيبتك ولو كنت امينا عادلا اما الظالم في الشعب فسيظهر كما الخبيث في وسط الطيب ولكن الظالم في الحاشية كالثعلب يلتف علي كرسيك برائحته العفنة الي ان يسقطك.
واحد وعشرون : اخرج دائما الي الناس ولا تخرج عنهم..فلا تعاملهم انهم "مسك الختام" لوصولك الي الحكم بل اجعلهم مسك البداية فمن اجل الناس خلق الحاكم.
ثان وعشرون : عامل الفساد دائما كما العاهرة ان حاولت ان تلتف عليك فهي فقط تنتظر الثمن فالعاهرة تعرف جيدا ثمن ضحاياها كما الحاكم الفاسد.
ثالث وعشرون : لا تجعل الحق "مبدأك" بل اجعله "دأبك" فهو غاية لا تنتهي ووسيلة دائما تستعين بها.
وفقك الله لحكم مصر..وفقك الله لحك كنانة الله في الارض..والشعب اولا واخيرا..وحلم مصر قبل حلم من يحكمون.
1 comment:
رووووعة ابداع بجد ماشاء الله جميل جدا وكلمات ثرية جدا
Post a Comment