ميدان التحرير الأن ما بين عودة العادلي وعودة مصر للمصريين

ماالذي يحدث في التحرير ؟؟ مالذي يحدث في ميدان الثورة الطاهر العظيم؟؟ كيف نري هذه الوحشية الدموية من قبل رجال الامن المصريين ضد ابناء مصر ؟
من اين جائتهم هذه الجرأة وهذا الكره والعداء لمصريين مثلهم ؟ مشاهد يندي لها الجبين ويقشعر لها الأبدان من تعامل امني مفرط العنف مع أبناء وطن واحد .

هل رحل العادلي ولم ترحل رجاله ؟ هل رحل الرجال ولم ترحل خستهم ؟ لماذا صارت كلمتين مثل "جرحي وقتلي" كلمة عادية في مصر ؟ هل لا يقرأون الا كتاب "كيف تفقد أدميتك في 10 ايام" ؟؟
سب وقذف وسحل وتحرش وكسر كاميرات المصورين وسفك دم الحقيقة علي ارض ميدان التحرير من قبل عناصر مستهترة لم تأخذ العبرة من الدرس القديم .

شاهدنا مشاهد يتحدث عنها العالم اجمع وتتحدث عنها كل وسائل الاعلام الامريكية والانجليزية وهي عن مشهد العسكري الذي يلقي بجثة شاب من ابناء مصر وسط القمامة !..مشهد لم يتخيل أحد ان يرفع عنه الستار علي ارض مصر في مسرحية الخيانة والكره والجريمة ..الان ان الجريمة والعقاب كانت فقط روية عظيمة لدستويفسكي اما جريمة الامن عندنا دائما بلا عقاب !

شاهدنا مشاهد لقتل الحقيقة في مهدها وفض عذرية الحق والعدالة علي ارض التحرير من قبل بعض المتوحشين اكلي لحوم البشر .
شاهدنا مشاهد اغريقية تراجيدية بلا ألهة جمال والكل إله حرب وبطش .
شاهدنا قنابل قاتلة تسقط فوق رؤوس المصريين بلا وازع ولا ضمير ولا قيم الحياة الحق والخير والجمال .
شاهدنا مشهد كفر كامل وابطاله لا يقولون "اعلو هبل" بل يقولون "اعلو العادلي..اعلو العادلي" !

كلما شاهدت مشهد المصري الذي يجر الي القمامة دمعت عيناي كأني أقرأ "انا كارنينا" أو أشاهد مشهد حزين باكي في فيلم هوليودي دامي الأحداث أو مشهد شكسبيري اليم  أو رواية ليوسف السباعي دمها عربي وشريانها عربي .
مشهد من صعوبته تغفو قليلا لتقنع نفسك بأنك في كابوس ما ولكن لا ينتهي عندما تستيقظ .

وأنام واحلم بمبارك وأقول له "استغفر ربك يا مبارك فقد حملت من الاثام ما لا تطقه جبال..فقد عودت رجالك علي قتل الضمير وسحق العدل ..عودت رجالك علي ان الحق خطيئة وان الظلم احق ان يتبع في نظرك.." ثم استيقظ فلا اجد مبارك بل اجد مبارك جديد.أجد الموقف مسطور بشعر فاروق جويدة حين يقول :

"ما الذي ابقيت للانسان يا زمن الندامة
 لا امن في بيت و لا طفل تعانقه ابتسامه"

أو بيت شعر للعقاد يقول فيه :

"فشت الجهالة واستفاض المنكر
 فالحق يهمس والضلالة تجهرُ
 والصدق يسري في الظلام ملثما
 والزور يمشي في النهار فيسفرُ
"

ما الذي تبقي فيكم يا قتلة من النخوة والدم العربي والرائحة المصرية الذكية ؟
ما الذي يبقيكم علي قيد الحياة وانتم تندمون ولا يغازلكم النوم وتقض مضاجعكم الهزيمة والعار ؟
هل شممتم فينا رائحة الخوف يا كلاب السلاطين ؟
والله لا يخاف المصري من اليوم الي يوم الدين وان خاف فخوفه مملوك لمشاعره كخوفه علي اولاده ليس كخوفه من السلطان .

لابد من المحاسبة ..لابد من العقاب ..لابد من الانتقام من القتلة بأي طريق كان ..ولنتعلم من العالم ولو درس واحد كما رأينا التجربة في جورجيا لتطهير جهاز الشرطة وهي تجربة واعدة للقضاء علي الفساد

وأيضا هناك التجربة الرائدة في الاكوادور حينما قال الجنرال "ويلسون الوليما" انه يريد ان يخضع كل رجال الشرطة في الاكوادور والبالغ عددهم 42 الف لجهاز كشف الكذب لمعرفة كل ممتلكاتهم ولمعرفة ان كان هناك اي طريق غير شرعي يسلكونه للحصول علي الاموال ويريد ان تمنح الحكومة كبار ظباط الشرطة سلطة فصل الظباط الذين يثبت عليه الفساد .

وكما تحدث بلال فضل في مقالته الرائعة عن سجون النرويج والطرق الادمية التي يعامل بها المساجين هي التي تجعل النرويج لا يهرب فيها المساجين كما يهربون في الدول الاخري بسبب المعاملة الانسانية الادمية .

ألا تستفيد مصر أبدا من أي تجارب علي المستوي الأمني ؟ ألا يقرأ وزير الداخلية هذه التجارب والوقائع ؟
ألم يقرا عن الظابط الروسي الذي تم اعدامه لقتله إمرأة واغتصابها ؟ أو عن الظابط الامريكي الذي تم الحكم عليه بسبب قطع اصبع مواطن افغاني للاحتفاظ به رغم انه كان في مهمة حرب؟ ولكن العدل والحق لا يبيح له ما فعله وتمت ادانته .


متي تتطهر الاجهزة الامنية من زبانيتها ووحوشها وطواغيتها ؟
متي نري التعامل الأمني للمواطنين يرقي الي الدول الاخري وتكون السلطات الاعلي قادرة علي فصل الظابط المتجاوز مثل امريكا او انجلترا التي يستطيع ان يقدم فيها المواطن العادي شكوي ضد ظابط بسهولة ويتم التحقيق في الامر .

لم أكن مع الاعتصام في البداية ولكن الفكرة هنا ليست في الاعتصام الفكرة في كيفية التعامل نفسه..كثيرون منا وانا منهم لم يحبذ فكرة الاعتصام يوم السبت بعد الجمعة الاسلامية الحاشدة ولكن ان تفض الاعتصام بهذه الوحشية فهذا هو الفحش بعينه وموت الضمير بصفته وشخصه !

الحكومة الحالية قد حانت لحظتها وحان الوقت للرحيل وترك المكان لرجال قادرون علي ادارة البلاد والتطهير الحقيقي في كافة القطاعات التي تبقي منها بعض الزبانية للنظام القديم .
لابد ان ترحل الحكومة فورا ولا يجد احد اي مبرر للمجلس لكي يفكر في القرار ويتخذ القرارات البطيئة التي تزيد سقف المطالب رغم كل ما يحدث في كافة محافظات مصر حاليا .
انها مسألة الخيار..إنها مسألة القرار ..كما قال "البرت كامي"  "الحياة هي مجموعة الاختيارات التي تأخذها "
ونجد دائما الحكومة بطيئة في عملية الاختيار والقرار وضعيفة في كليهما ايضا .


أين القرار العاجل بتشكيل حكومة جديدة لم تلطخ يديها بالدماء ومحاكمة المسئولين عن مجزرة نوفمبر الحالي ؟
هل ما قبل العيسوي هو نفسهما بعد العيسوي ؟ وهل هو استمرار لحكم الخرطوش والقنبلة ؟؟
هل المصريون صاروا يعاملون معاملة العبيد لأنهم تعودوا علي كرباج العادلي في نظر العيسوي ؟
كل مصري مستاء مما يحدث ورغم ان المعتصمين ايضا يلاموا علي فعلتهم خصوصا وان الكل فض التظاهر الا ان طريقة الامن غير انسانية وغير عادلة بالمرة ولو حدثت مثل هذه البشاعة في امريكا او دولة محترمة لكان جهاز الشرطة بالكامل في محاكمات عاجلة .

فما حدث في انجلترا من احداث شغب كان نتيجة قتل احدا لافراد علي يد شرطي ولأنهم مذهولين مما حدث قامت الدنيا واشتعلت انجلترا في هذه الايام بحرائق في كل مكان ..لانهم لم يعتادوا علي المعاملات اللاانسانية ودائما المخطئ يأخذ عقابه ..نعم هناك تجاوزات في الشرطة الامريكية والانجليزية وغيرها وهناك المئات من الادلة ولكن دائما يكون هناك من يحاسب ومن يعاقب اما في مصر فالامن فوق الجميع !


كرهنا التظاهرات والاعتصامات ربما ولكننا ايضا فاض بنا من التجاوزات الحكومية والأمنية الشنيعة والتي يرتكبونها في حق مصرنا الغالية وفي حق ابناء النيل الشرفاء.
البطأ يرفع سقف المطالب ولا يتعلمون.
البطأ يشعل الثورة ويلهب نارها ولا يتعلمون كيف يأخذون قرارا .
ادارت ضعيفة هزيلة لا تعرف كيف تدير ولا كيف تسيطر ولا كيف تعامل الناس باحترام وتحقق مطالبهم وتلبيها .

سئمت من وجوه الحكوميين البيروقراطية العفنة البطيئة حتي في رمشة عينها.
سئمت من تكرار الحكام "المباركيين" الذين ينتمون الي العصر المباركي المخنث .

كان الله في عون مصر والمصريين من شر حكامهم ومن شر القهر والمذلة .
اللهم احفظ مصر للمصريين واقهر اعداء مصر واحمنا من حكام ظلمة ووزراء فجرة وامنحنا مفتاح العدالة والحق يا رب.