صار المجلس العسكري في مصر يسير علي نفس مبدأ "الحجاب الإسبانيش" الذي ترتديه بعض الفتيات مع البنطلون "الملزق" وتقول بكل بجاحة "عايزين ايه ما انا محجبة اهو" !
او علي طريقة "باروكة صابرين" والنظرية الصابرينية" ماهو شعري مش باين اهو دي باروكة يا جماعة" !
الضحك علي الدقون كما يقال في مصر هو احد ابرز ملامح المرحلة الحالية وعدم تحقيق المطالب او "الانفصال عن الواقع السياسي" هو احد ابرز المعالم حاليا.
جميع من يقر بوجود المجلس العسكري لهم عدة اراء ومنها مثلا "هل نريد اقصاء الجيش؟" "كيف ننكر دور القوات المسلحة؟" أو "من يضمن الحاكم القادم؟ "
ربما تكون هذه الاسئلة مطروحة في كل مكان الان من مؤيدي المجلس العسكري ولكن بوضوح شديد لابد ان نفصل اولا بين الجمجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد وبين الجيش المصري نفسه حامي البلاد والحدود ومن يعارضون في التحرير هم لا يبخسون الجيش حقه مثلا او يتحدثون عن تدمير الجيش المصري بل كل ما يطلبونه هو عودة الجيش المصري للقيام بمهامه الرئيسية وهي تامين حدودنا وتقوية خطوط دفاع البلاد.
ولا يجب وضع خطوط حمراء اخري بعد الثورة المصرية العظيمة فلماذا يكون المجلس العسكري خط احمر ولماذا يوجد مصطلح "خط احمر" فقط في الدول العربية رغم ان كل العالم بلا خطوط حمراء !
لماذا زرع في عقولنا الحكام العرب فكرة خط احمر من خلال ابراز خطورة ما يفعله الثوار او الاشاعات بانهم يمثلون خطرا علي مصر من قبل الحكام دائما !
وربما يكون السؤال الشائع جدا هو "لماذا لا تنتظرون تلك الشهور فقط كما وعد المجلس العسكري؟" ..ولكن بوضوح شديد لان المجلس قد وعد قبل هذا بتنفيذ عدة وعود ولم تحدث علي ارض الواقع مثل موعد الانتخابات المقرر من قبل وموعد تسليم السلطة الذي حدده من قبل وتامين البلاد بشكل كامل واعادة الامن والامان وايضا ما يمارسه من ضغط علي حكومة شرف المستقيلة الهشة اذا فدعونا مبدئيا لا نعطي الثقة الكاملة لاي حاكم بل نقيم فقط ما قام به والنتائج التي وصل اليها .
ورغم ان هناك العديد من الامثلة للحكم العسكري التي كان بعضها ناجح مثل تجربة "شارل ديجول" الذي نظر اليه الفرنسيون علي اساس انه اب روحي ..او "جورج واشنطن" القائد العظيم او تجربة "ايزنهاور" رغم انها كانت مليئة بالعيوب ايضا الان ان الحكم العسكري دائما ما يبدأ بمشكلة وينتهي بمأساة ولهذا يسعي الجميع الي عدم اطالة فترة الحكم العسكري والتوصل سريعا الي حكومة انقاذ وطني لا يقودها اي رمز في نظام مبارك البائد .
وكما تحدث الكاتب الكبير عادل حمودة في مقالة بعنوان "سيناريو الحكم العسكري القادم لمصر" عن التجربة التركية مع الحكم العسكري قائلا :
"لم يكن مسموحا لرئيس وزراء تركيا أن يدعو أحد وزرائه أو ضيوفه للصلاة علنا.. وإلا وقعت حكومته في المحظور ومنحت الجيش فرصة للإطاحة بها.. فالجيش بنص المادة (34) من قانون " المهام الداخلية للقوات المسلحة " الذي صدر عام 1935 وظيفته " حماية الجمهورية التركية " العلمانية التي أسسها كمال أتاتورك علي أنقاض الخلافة العثمانية."
ثم اضاف عادل حمودة :
"وفي الوقت نفسه توسع العسكريون في فرض حالة الطوارئ.. ودخل الجنرالات في كثير من المجالس المدنية.. مثل التعليم والتخطيط والإعلام.. بجانب زيادة سطوة الجيش علي مجلس الأمن القومي.. وهو المجلس الذي كان حتي وقت قريب يفرض سياساته علي الحكومة في مختلف مجالات الحياة.
لكن.. مع رغبة تركيا في الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي وحرصها علي تنفيذ الشروط المطلوبة تقلص نفوذ الجيش في الحياة السياسية.. فأهم هذه الشروط هو عدم تدخل الجنرالات في شئون الحكم.. وكان ذلك بمثابة انكماش لسطوتهم السياسية.. وتراجع لمصالحهم الاقتصادية.. ووصل بهم الحال إلي حد القبض علي بعضهم ومحاكمتهم بتهمة صنع اضطرابات وانفجارات تكون مبررا للانقلاب علي حزب التنمية والعدالة.. وتعرف هذه القضية بفضيحة المطرقة."
وهناك العديد من التجارب العسكرية في كل دول العالم ومنها ديكتاتوريات عسكرية كاملة ومن ابرز الامثلة تجدها في دول امريكا اللاتينية واسيا والكثير من دول افريقيا ومن ابرز النماذج الجزائر مثلا اما في اسيا نتحدث عن كوريا الشمالية وغيرها من الدول التي كانت التجارب فيها صعبة جدا والحكم العسكري ديكتاتوري حتي النخاع.
وهناك التجربة العسكرية في "بورما" التي حكمت بورما لمدة "خمسين عاما" قبل ان تسلمها لبعض المدنيين ! وهي تجربة مستبدة بكافة الاشكال وقد شهدت الكثير من العقوبات الدولية الموقعة عليها طوال هذه الفترة .
فالتجارب العسكرية في العالم في الحكم معظمها مريرة وقرأت في مقالة عن انواع الحكم العسكري وان هناك نظام الحكم العسكري الصريح الذي يتدخل فيه العسكر في كل المناحي في البلاد والحكم العسكري غير الصريح الذي يسمح بمشاركة المدنيين في السلطة .
ومن التجارب العسكرية المريرة وافظعها هي تجربة عيدي امين في اوغندا والتي كان فيها الكثير من انتهاكات حفوق الانسان ولقب نفسه من ضمن القابه "الرئيس مدي الحياة" !
ومن احد اشهر الكتب التي تحدثت عن التجارب العسكرية في افريقيا وفي دول القرن الافريقي تحديدا ومأساتها هو كتاب اسمه
Military Marxist regimes in Africa
وستجد بين فصول هذا الكتاب مأساة الحكم العسكري في افريقيا طوال تاريخ طويل منا لحروب وعدم الاستقرار.
لا احد في مصر يتحدث عن الجيش المصري ولكن الجدل كله يدور عن الحكم العسكري والمجلس العسكري كي لا يختلط الأمر فالجيش المصري العظيم لا ياحد يحاول ان يكن له العداء لانه من ابنائنا وحامي حمي الوطن ولكن المجلس العسكري له اخطائه مثل اي نظام حكم ومثل اي حاكم في كل دول العالم له اخطائه ومن حق البعض ان يرتابوا في نية المجلس لانهم شاهدوا التجارب العسكرية المريرة حول العالم اجمع ومصر تريد تجربة ديمقراطية كاملة وليس حكم عسكري بالطبع ونتمني ان نري الحكومة المدنية قريبا لانها الحل الامثل لكل مشاكل مصر الحالية واول خطوة صحيحة وفعالة علي الطريق الديمقراطي الذي نحلم به في مصرنا الغالية .
فالتحرير يكمل مشواره في طريق الحياة المدنية التي تنعم بها دول العالم ولا يريد اسقاط الجيش كما يشاع من بعض اعداء التحرير للأسف.
شباب التحرير يضحون بحياتهم من اجل مصر عالمية وليس مصر فقيرة ضعيفة .
فلا تلوموا ثوار التحرير علي قلقهم من استمرار الحكم العسكري ولا تلوموا مصري يضحي بعمره من اجلك علي ما يفعله فلكل عدو للتحرير "فلتقل خيرا او لتصمت" ..
ان لم تساندهم فعلي الاقل لا تحاول اجهاض حلم مصري جديد فمصر فعلا تعود الي الخلف وكل من في الميدان يريدونها علي الطريق السليم وحكومة انقاذ حقيقية تنتشل مصر من عفن البيروقراطية والروتين الذي سد شريان الحياة المصرية في كل المجالات .
كلنا نحلم بمصر وكلنا نقول بكل امل "مصر قادمة..مصر العظيمة الرائدة قادمة" .
No comments:
Post a Comment