لأطباء مصر الحق في التعبير عن مطالبهم المشروعة هذه الأيام دون ان يلومهم أحد بعضنا كان يظن ان هذا الاضراب سيضر بالمرضي او سيسبب حتي عدد من الوفيات ولكن بعد ان إطمأن الجميع ان هذا لن يحدث من خلال تصريحات الاطباء فالجميع معهم لهذه الأسباب :
أولا : حالة المستشفيات الرثة التي تسير فيها القطط والكلاب وتشم فيها أسوأ الروائح ومن الطبيعي ان تقدم فيها أسوأ خدمة في هذه الظروف
ثانيا: قلة الامكانيات المتاحة فبعض المستشفيات لا تملك حتي الحقن ولا الادوات الاساسية لاي مستشفي في اهمال واضح لحقوق المرضي وكانهم غير مصريين
ثالثا: حضانات الاطفال والمنظر المقزز الذي رايناه في بعض المستشفيات علي الانترنت من اطفال يلقون فوق بعضهم في قمة انعدام الانسانية بل ان بعض حضانات تفضل عنها التيار الكهربائي ويموت الاطفال.
رابعا: المرتبات الهزيلة في القطاع الطبي والتي لا تكفي الطبيب لقوت يومه حتي فكيف يعالج بضمير ؟
خامسا: انعدام الامن والامان في المستشفيات ودخول البلطجية وممارسة بلطجتهم علي الاطباء بالداخل دون وازع او رادع
سادسا: عدم حماية الاطباء من اهالي المرضي اذا حدثت حالة الوفاة وكانه المسئول الرئيس دائما وليس حالة المريض نفسه
سابعا : ان هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بحقهم تماما
وبالنسبة لنقطة الوقت المناسب للاضراب :
فقد تحدث الكثيرون في هذه النقطة وان هذا استغلال لظروف مصر من اصحاب المطالب الفئوية..ولكن هناك عدة شواهد تقول ان هذا ليس استغلال ولكن ذكاء في تقييم الوقت المناسب للاضراب فمثلا في جنوب افريقيا اضرب عمال الكهرباء في توقيت كاس العالم للاستجابة لمطالبهم في هذا الوقت تحديدا دون غيره وكان يتم التخطيط لهذا من قبلها بفترة طويلة حسب تصريحاتهم لانه الوقت الحساس الذي سيجعل الحكومة تستجيب لمطالبهم
اضراب عمال ونقابات عمالية في فرنسا في وقت كانت البلاد فيه مشحونة في اثناء تطبيق قانون المعاشات هناك وتلاحم جميع النقابات العمالية وقطع الوقود حتي ولم يقل احد انهم يستغلون الموقف ويهددون فرنسا.
الاضراب بنصف القوة كما يحدث في جميع الاضرابات في العالم وكما حدث في اضرابات لندن لعمال السكك الحديدية بشكل متحضر حيث ان الاضراب بشكل كامل هو ما يهدد الاستقرار في القطاع.
ان ابرز وقت للمطالبة بالحقوق هو فترة النقاهة لمصر بعد الثورة قبل ان يجف نبع الحماس وتبدأ المماطلة خصوصا ان الاطباء ذاقة المر علي مدار ثلاثين عاما من الاهمال وانعدام المسئولية من مبارك ونظامه وقطاعه الصحي وتأمينه الصحي الهش
وان كانت فضيحة امريكا التي تحدث عنها مايكل مور في فيلمه عن قطاع التامين الصحي فانه لو راي كم الفساد الاداري والمالي في قطاع التامين الصحي في مصر لصنع واخرج عشرة افلام وثائقية اخري !
ونحن مع اضراب الاطباء حيث انه لا يمثل مطالب فئوية بل هي مطالب لكل الشعب المصري فعندما يخصص جزء محترم من الموازنة للقطاع الصحي فجميعنا سيستفيد من خدمات ارقي وبيئة انظف للعلاج بشكل امن.
ولابد من معرفة ان الاضرابات او الاعتصامات السلمية لا تضر ولابد من عدم خلط الاوراق مع الاضراب والبلطجة وان الاعتصامات تهدد بدول عناصر غير مسئولة للبلطجة لسبب واحد "ان من صنع الاعتصام مواطن مصري شريف ومن صنع البلطجي نظام مبارك الغير عفيف"
فالاعتصام حق ولابد من المطالبة بالحقوق تحت اي ظرف ولكن بشرط المدة والسلمية فلا تزيد مدة الاضراب ولا يكون اعتصام مفتوح ولابد ان يكون بشكل سلمي دائما ومتحضر وراقي.
ولكن هذا هو ما لهم والان سنتحدث عن ما عليهم ايضا :
أولا : الخضوع وعدم التهرب من قبل بعض العيادات ومراكز العلاج للضرائب من اجل المصلحة العامة
ثانيا: وضع حد اقصي لاجرة الطبيب في العيادات دون ظهور مبالغ غير موجودة في العالم اجمع
ثالثا: الالتزام بالمواعيد بدقة وبشكل كامل حيث ان بعض مواعيد الاطباء تثير الضجر بين المرضي
رابعا: تهيئة جو نظيف وصحي في العيادات واغلاق العيادات المخالفة حيث ان بعض العيادات يجلس فيها المرضي علي الارض بسبب عدم تنظيم دخول المرضي وتطويل وتقصير مدة الكشف حسب المعرفة احيانا.
خامسا: منع الرشوة داخل العيادات تحت اسم "كشف مستعجل"
سادسا: الالتزام بمواعيد العمل داخل المستشفيات وعدم الاهتمام بمريض معين دون غيره
سابعا : الخضوع لعملية تقييم شهرية ومحاسبة المقصرين
اذن فالاطباء لهم حقوق وعليهم واجبات ايضا ولابد ان يساند الجميع هذا الاعتصام الطبي لانه حق للجميع كما هو الحال بالنسبة للتعليم تماما..فلابد ايضا من زيادة الجزء الخاص بالتعليم في الموازنة لضمان حياة كريمة وتعليم يرقي بمستوي الشعب المصري .
No comments:
Post a Comment