الحق يحتاج إلى رجلين .. رجل ينطق به ورجل يفهمه
جبران
قصة بطولة وأصالة مصرية تكتب سطورها من عرق المصريين وعرقهم الأصيل..
رجل لم يعرف الإنحناء قسرا او طواعية..وعرف العزة جهرا وإختيارا..
من كتب التاريخ يخرج لنا كل يوم ..رجال تحنوا بشمس مصر وتحلوا بعهد مصر وتغنوا بإسم مصر..
رجال جلس معهم الحق صديقا..ومهدوا له قبلة وطريقا..وشربوا كأس العدل "نعم الشراب وحسنت مرتفقا" ..
قصة اخري تخرج من رحم البطولات المصرية ..لابن من ابناء النيل..
من قضاة مصر العظماء الشوامخ يخرج لنا بطلا اسمه "محمد احمد سعد"..
قاضي في محكمة طنطا في فترة الخمسينات لم يعجبه مشهد الظلم الدامي الذي رأه في حركة القضاء حينها..
لم يخشي في الحق لومة لائم ..أرسل فورا رسالة الي وزير العدل سابقا "عبد الفتاح الطويل" يقول له
"بئس عدالة انت وزيرها " !
وكانت النتيجة الحتمية لشجاعته ان تم فصله من منصبه..
قالها كلمة حق بكل شجاعة لم يكتم لسانه ولم يكن من الشياطين الخرس كاتمي الحقوق..
اتهم الوزير بان الحركة القضائية كانت محسوبية سافرة في جزء من رسالته..
كان يدرك جيدا ان الظلم ظلمات يوم القيامة وكان يعرف ان الحق نور ولسان الحق لا يعرف البهتان والزور..
خرج كريما كما دخل كريما الي سلك القضاء..
كتبت عنه كل الصحف المصرية حينها ووصفته بالبطل وكان في صدر صفحاتها الاولي..
وظل الجميع يتحدث عن البرقية التي ارسلها محمد احمد سعد البطل الي وزير العدل او وزير الظلم كما سماه..
قصة مصرية مجيدة كما كل البطولات المصرية الخالدة كتبها رجلا صدق ما عاهد الله عليه..
تحية الي اجدادنا وتاريخهم المجيد وشجاعتهم امام السلطان الجائر..
تحية الي كل مصري لم يخش علي منصبه او ما يملكه مقابل كلمة حق ينطقها لوجه الله..
كم يفخر هذا الرجل انه مصري وكم تفخر مصر انه مصري وكم تفخر قصص البطولة انه من صفحاتها البراقة..
تحية الي كل شجاع وصاحب حق وتحية الي هذا القاضي النبيل
وتحيا مصر المجيدة أرض الكنانة وارض البطولات وارض المجد .
وكما قال سفيان بن عيينة عن مصر " انها كنانة الله يحمل فيها خير سهامه ".
No comments:
Post a Comment