في هذا الصباح الأبيض لم يتخيل قرص الشمس بأن يبكي علي شيئا في تلك الدنيا أبدا..الشمس الدافئة تحتاج الي هذا الكم من الدفء ..تحتاج لمن يرعاها ويمسح عينيها من دمع الصبح القاسي..
كان "أسامة"في تلك اللحظة أمام نفس البقعة التي تفصله عن العالم تماما ..مغيب ..أو يحتاج لكم هائل من خراطيم الأوكسجين لكي يتنفس نفس واحد دون قلق..
كان يزور زوجته"نرمين"في المستشفي كحدث يومي فهي مصابة بمرض السرطان..كان عذابه اكبر بكثير من زوجته فهي تتقبل اموت وهو لا يتقبل رحيلها أبدا..
دخل الي المستشفي وفي نفس الغرفة التي يزورها منذ عام والتي يحفظ كل ملامحها ليجد إمرأة لا يعرفها تجلس علي السرير وموصل لها الإسعافات اللازمة..ليسأل نفسه"ايه ده فين نرمين؟"
فجأة يسمع صوت من تحت الغطاء.."متقلقش هي بخير ..هي في الأوضة اللي جنبي"
يرتاح قلب "أسامة" ليرد عليها"انا متشكر أوي معلش مكنتش أعرف دخلت كده وأزعجتك"
لتنهض تلك الفتاة الجميلة"هاجر" من تحت الغطاء كمشهد شروق عذب"حصل خير .أنا إسمي هاجر"
يرد أسامة في خجل"وأنا إسمي أسامة ..فرصة سعيدة"
هاجر:لو سعيدة بجد..إقعد معايا شوية وكمل نصيبك من السعادة دي..
كان أسامة خجولا جدا ولم يتمكن من الرد عليها من هول المفاجأة ومن جرأتها الزائدة فلم يكن أمامه إلا أن تلعثم في الكلام ونطق بهمهمة غير مفهومة..
هاجر"تكمل جراتها":أنا عمري ما حد حبني وخاف عليا زي لهفتك دي عليها يا بختها بيك ..أنا أسفة إذا كنت صريحة معاك بس أنا نفسي أكلم حد وأحس إنه هيفهمني قبل ما أموت.."
ليرد أسامة في تلقائية:لا موت ايه بس بعيد الشر ..انتي ماشاء الله واضح انك اتحسنتي الحمد لله..
هاجر:هو شرط اني أموت عشان صحتي وحشة؟في مليون سبب للموت ومليون طريقة..
أحس أسامة بالقلق الشديد وفكر في التحدث لإدارة المستشفي لأنه شك بأنها تفكر في الإنتحار ولا يعرف لماذا..
أسامة:إهدي بس مش لازم تيأسي من اي حاجة خلي عندك أمل في بكرة مين قالك إن مافيش حد خايف عليكي ..أنا نفسي لسه شايفك من دقيقتين وخايف عليكي جدا وقلقان من كلامك ده ..كل حياة إنسان غالية علينا كلنا..
هاجر:بالظبط كده..إنسان..أنا بالنسبة ليكم إنسان مش حد تاني ..حياة إنسان مش حياة هاجر..
أسامة:انتي قاسية علي نفسك قوي ..مافيش حد في الدنيا مالوش حبيب ..حتي لو الحبيب ده جواك حتي لو شفتيه في الشمس والقمر أو خلقتيه في كلمة جميلة لنفسك ..
كل واحد منا مخلوق وقدره وحبه مخلوقين معاه ..أنا وإنتي خلاص بقينا إصحاب وأنا خايف من تفكيرك ده عليكي..
لم يكن أمام اسامة في تلك اللحظة إلا أن يردد تلك الكلمات ليرد هاجر عن تفكيرها المجنون ويعيد الثقة لها في الدنيا مرة أخري بكونه صديق لها ويخاف عليها ..
هاجر:بقينا اصحاب؟ بجد الكلام ده من قلبك؟
أسامة:طبعا وهازورك كل يوم كمان ومش هاسيبك إلا اما تبقي زي الفل كمان ونخرج من هنا..
فجأة يتدخل الدكتور نبيل مقاطعا الحديث :انت فين يا استاذ اسامة انا بدور عليك من بدري ..تعال بسرعة من فضلك
أحس أسامة بالقلق من نبرة حديث الدكتور ليجري معه للخارج في لهفة خوفا من ان يكون الموضوع يخص زوجته نرمين ولكنه في تلك اللحظة نسي تماما هاجر أو نسي حياة هاجر التي قال انها تهمه فخرج ولم يستأذن منها حتي ولم يعرها نظرة من لهفته..
كانت هاجر تحدث نفسها"في لحظة واحدة صاحبي مشي وسابني ..لأن محدش بيهمه حياة هاجر ..حتي صاحبي الوحيد مش مهتم بيا ..مبصليش حتي وهو خارج ..انا قدري كده في الدنيا أعيش وحيدة واموت وحيدة.."
وعندما إطمأن اسامة علي زوجته التي مرت بفترة حرجة ذهب لغرفة هاجر ليطمئن عليها ليجدها ملقاة علي الأرض والدم يغطي ذراعها..وتنظر له في إبتسامة وتقول أخر كلماتها "هم قالولي هيبقي اصحابي وهيحبوني ..الملايكة قالولي كده..قالولي انتي غالية علينا قوي ..وهنشيلك في عيوننا"
صرخ اسامة في فزع ليطلب أحد الأطباء وهرع اليه التمرجي فورا لينقل هاجر الي العناية المركزة ..ومن خلف الزجاج كان يقف اسامة والدموع تغرق عينيه وعندما سأله أحد الأطباء"أنت تعرف هاجر من زمان؟"
رد أسامة وهو يبكي"هاجر ..صاحبتي..وحياتها غالية عندي"
وياليت هاجر كانت تسمع هذه الكلمات ولكنها فارقت الحياة وبعد ساعات..
"أستاذ أسامة لو سمحت"
ردد العبارة عامل بالمستشفي ليرد عليه اسامة"أنا اسامة خير"
العامل:استاذة هاجر كانت سايبالك الجواب ده الظاهر قبل الحادثة لقيناه علي سريرها"
فتح اسامة الجواب في لهفة وانفجر في البكاء الهستيري عندما قرأ حروفه التي قالت فيها:
"عزيزي اسامة ..انت الانسان الوحيد اللي عرفته واتمنيته يكون صديقي المخلص ويارب تخليك فاكرني طول عمرك ..زي ما قلتلك الموت له مليون طريقة ومليون سبب محدش كان هيفهمني إلا هو بس..ربنا..
أنا عايزة اتدفن في جنينة واسعة مليانة زهور ومحدش حواليا زي ما كنت في الدنيا بالظبط ..عايزة موتي يبقي زي حياتي وحيدة فيه..هكون لوحدي حتي في لحظاتي الأخيرة ..انا عملت كده عشان ابقي أثرت في أي حد قبل ما اموت وأنا عارفة انك بتعيط دلوقتي ..
وعشان تخليك فاكر حياة هاجر مكانش هيحصل ده إلا اما تشوف يعينيك ..موت هاجر .."
المخلصة لك /هاجر
كان "أسامة"في تلك اللحظة أمام نفس البقعة التي تفصله عن العالم تماما ..مغيب ..أو يحتاج لكم هائل من خراطيم الأوكسجين لكي يتنفس نفس واحد دون قلق..
كان يزور زوجته"نرمين"في المستشفي كحدث يومي فهي مصابة بمرض السرطان..كان عذابه اكبر بكثير من زوجته فهي تتقبل اموت وهو لا يتقبل رحيلها أبدا..
دخل الي المستشفي وفي نفس الغرفة التي يزورها منذ عام والتي يحفظ كل ملامحها ليجد إمرأة لا يعرفها تجلس علي السرير وموصل لها الإسعافات اللازمة..ليسأل نفسه"ايه ده فين نرمين؟"
فجأة يسمع صوت من تحت الغطاء.."متقلقش هي بخير ..هي في الأوضة اللي جنبي"
يرتاح قلب "أسامة" ليرد عليها"انا متشكر أوي معلش مكنتش أعرف دخلت كده وأزعجتك"
لتنهض تلك الفتاة الجميلة"هاجر" من تحت الغطاء كمشهد شروق عذب"حصل خير .أنا إسمي هاجر"
يرد أسامة في خجل"وأنا إسمي أسامة ..فرصة سعيدة"
هاجر:لو سعيدة بجد..إقعد معايا شوية وكمل نصيبك من السعادة دي..
كان أسامة خجولا جدا ولم يتمكن من الرد عليها من هول المفاجأة ومن جرأتها الزائدة فلم يكن أمامه إلا أن تلعثم في الكلام ونطق بهمهمة غير مفهومة..
هاجر"تكمل جراتها":أنا عمري ما حد حبني وخاف عليا زي لهفتك دي عليها يا بختها بيك ..أنا أسفة إذا كنت صريحة معاك بس أنا نفسي أكلم حد وأحس إنه هيفهمني قبل ما أموت.."
ليرد أسامة في تلقائية:لا موت ايه بس بعيد الشر ..انتي ماشاء الله واضح انك اتحسنتي الحمد لله..
هاجر:هو شرط اني أموت عشان صحتي وحشة؟في مليون سبب للموت ومليون طريقة..
أحس أسامة بالقلق الشديد وفكر في التحدث لإدارة المستشفي لأنه شك بأنها تفكر في الإنتحار ولا يعرف لماذا..
أسامة:إهدي بس مش لازم تيأسي من اي حاجة خلي عندك أمل في بكرة مين قالك إن مافيش حد خايف عليكي ..أنا نفسي لسه شايفك من دقيقتين وخايف عليكي جدا وقلقان من كلامك ده ..كل حياة إنسان غالية علينا كلنا..
هاجر:بالظبط كده..إنسان..أنا بالنسبة ليكم إنسان مش حد تاني ..حياة إنسان مش حياة هاجر..
أسامة:انتي قاسية علي نفسك قوي ..مافيش حد في الدنيا مالوش حبيب ..حتي لو الحبيب ده جواك حتي لو شفتيه في الشمس والقمر أو خلقتيه في كلمة جميلة لنفسك ..
كل واحد منا مخلوق وقدره وحبه مخلوقين معاه ..أنا وإنتي خلاص بقينا إصحاب وأنا خايف من تفكيرك ده عليكي..
لم يكن أمام اسامة في تلك اللحظة إلا أن يردد تلك الكلمات ليرد هاجر عن تفكيرها المجنون ويعيد الثقة لها في الدنيا مرة أخري بكونه صديق لها ويخاف عليها ..
هاجر:بقينا اصحاب؟ بجد الكلام ده من قلبك؟
أسامة:طبعا وهازورك كل يوم كمان ومش هاسيبك إلا اما تبقي زي الفل كمان ونخرج من هنا..
فجأة يتدخل الدكتور نبيل مقاطعا الحديث :انت فين يا استاذ اسامة انا بدور عليك من بدري ..تعال بسرعة من فضلك
أحس أسامة بالقلق من نبرة حديث الدكتور ليجري معه للخارج في لهفة خوفا من ان يكون الموضوع يخص زوجته نرمين ولكنه في تلك اللحظة نسي تماما هاجر أو نسي حياة هاجر التي قال انها تهمه فخرج ولم يستأذن منها حتي ولم يعرها نظرة من لهفته..
كانت هاجر تحدث نفسها"في لحظة واحدة صاحبي مشي وسابني ..لأن محدش بيهمه حياة هاجر ..حتي صاحبي الوحيد مش مهتم بيا ..مبصليش حتي وهو خارج ..انا قدري كده في الدنيا أعيش وحيدة واموت وحيدة.."
وعندما إطمأن اسامة علي زوجته التي مرت بفترة حرجة ذهب لغرفة هاجر ليطمئن عليها ليجدها ملقاة علي الأرض والدم يغطي ذراعها..وتنظر له في إبتسامة وتقول أخر كلماتها "هم قالولي هيبقي اصحابي وهيحبوني ..الملايكة قالولي كده..قالولي انتي غالية علينا قوي ..وهنشيلك في عيوننا"
صرخ اسامة في فزع ليطلب أحد الأطباء وهرع اليه التمرجي فورا لينقل هاجر الي العناية المركزة ..ومن خلف الزجاج كان يقف اسامة والدموع تغرق عينيه وعندما سأله أحد الأطباء"أنت تعرف هاجر من زمان؟"
رد أسامة وهو يبكي"هاجر ..صاحبتي..وحياتها غالية عندي"
وياليت هاجر كانت تسمع هذه الكلمات ولكنها فارقت الحياة وبعد ساعات..
"أستاذ أسامة لو سمحت"
ردد العبارة عامل بالمستشفي ليرد عليه اسامة"أنا اسامة خير"
العامل:استاذة هاجر كانت سايبالك الجواب ده الظاهر قبل الحادثة لقيناه علي سريرها"
فتح اسامة الجواب في لهفة وانفجر في البكاء الهستيري عندما قرأ حروفه التي قالت فيها:
"عزيزي اسامة ..انت الانسان الوحيد اللي عرفته واتمنيته يكون صديقي المخلص ويارب تخليك فاكرني طول عمرك ..زي ما قلتلك الموت له مليون طريقة ومليون سبب محدش كان هيفهمني إلا هو بس..ربنا..
أنا عايزة اتدفن في جنينة واسعة مليانة زهور ومحدش حواليا زي ما كنت في الدنيا بالظبط ..عايزة موتي يبقي زي حياتي وحيدة فيه..هكون لوحدي حتي في لحظاتي الأخيرة ..انا عملت كده عشان ابقي أثرت في أي حد قبل ما اموت وأنا عارفة انك بتعيط دلوقتي ..
وعشان تخليك فاكر حياة هاجر مكانش هيحصل ده إلا اما تشوف يعينيك ..موت هاجر .."
المخلصة لك /هاجر
No comments:
Post a Comment