Tuesday, December 30, 2008

أنا غـــزة

هذه القطعة غالية علي ومقربة لقلبي ..كتبتها بصدق وكنت اشعر بكل حرف فيها وانا في قمة الحزن..قرأها احد الصحفيين في المصري اليوم واعجبته والحمد لله وارجو ان تعجبكم

أنا غزة..

أرتحل ككلمات فوق الجدران..
كشعارات سامية فوق الأعلام..
لا تعرف عني سوي أرقام القتلي وأعداد المجروحين..
ولا أعرف عنكم إلا الحسرة..
أحاول أن أصبح قلب أخر بين ضلوعكم..
أحاول أن أستشري بديلا للدم الفاسد في حكامكم..
لكن يمنعني جدارا عازل إسمه الهوان..
يعجبكم جدا لفظ "شهيد" و"عروس سماء"..
ملعون وطن يجمعنا من المحيط الي الخليج..من الضعف الي البلادة..
تأخذكم عزتكم حين نقول"مقاومة وقتال"..ولا يتحرك أحدا حين نقول "أموات وضحايا"..
لا أريد معونات منكم..أنتم من يحتاج إليها..
تحتاجون لأقراص ضد الفساد..وحقن ضد القهر..وأمصال لشرف وكرامة..
تحتاجون لزرع قلوب ملونة بأشجار فلسطين ومخلد فيها الأقصي..

أنا غزة..

أتحمل ألف قنبلة..أتحمل صواريخ ودمار..ولا أتحمل كسرتكم..
مغروس في كفي الأجراس وبقايا مساجد..
والشمس العربية لا تشرق أبدا بل تحرقني..
أنا أعبد ربي..
صلاتي صلاة جنازة..لا أعرف غيرها..
تسبيحي بأسماء الشهداء وأطفال مذبوحة..
وسجودي لله وللنصر وبقايا كرامتنا..
لم نولد في العرب كأخوة..أنا نفسي في قلبي فصائل..
فصيلة كذا وفصيلة كذا..بلا فصيلة دم !..

أنا غزة..

أحترق وتحترقون..
والحكام تلملم نارنا كي تشوي عليه اللحم وتلملم ضعفنا كي تصنع منه نبيذ..
أنظر في وجوه الحكام وأتعجب..من منهم سيكون "المسيح الدجال"..
وكلهم مكتوب علي جبينهم "ضعيف..مذلول"..
في كل "مبادرة عربية" تتحضر إسرائيل "لمضاجعة عربية"..
وكراسي الحكام تتذمر من كم اللحم الفاسد..
ولدنا وخنجرنا بيدنا..وننسب الدماء لغيرنا..
إسرائيل لم تغتصبنا..كنا "المحظية"الأولي والأخيرة..
إسرائيل لم تكرهنا علي شئ..انجبنا منها بارادتنا الضعف والخيانة والحكام..

أنا غزة..

أنا لا أنتظر صلاح الدين كما تزعمون..
ولا أحدثكم عن سيف في عصر الكابلات..
ولا أحدثكم عن "خيبر" في وطن مقتول..
ولكن أطلب منك عزتكم..
أستجدي الصالح منكم..
أن يزرع معي الحقيقة..
أن يضع الحد الفاصل بين الضعف وبين الكفر..
أن ينزعني من فم الحكام وشريط الأخبار..

أنا غزة..

أبحث عن حلمي في جثث وركام..
أبحث عن نفسي في شخصية المغتصب..
أبحث عن نصركم بين الحاكم والمحكوم..
ولا أجد شئ..
لا أجد القوت بين فصاحتكم وخطابتكم..
لا اجد النصرة بين معاهدة وسلام زائف..
لا أجد الصلاة في صوت مأذنة تهوي وقبة مسجد تنهار..
بالله عليكم..
مالون الدم !..
وما لون الحلم !
وكيف ستشرق شمس قادمة لترانا مفضوحين ومخصيين !..
كيف أفسر لترابي أعداد الجثث وركام العفة..!
كيف أفسر للغابات أطفال وعظام تتحلل خلف الأشجار !..
يارب الصبر..يارب الصبر..يارب الصبر..
أغثني من شعب الوهن وحكام التنديد..
من ترانيم الموت وإطفاء الأحلام..
من قلوب لا ترحم وعيون لا تنام..
وختمت خطابي اليكم..أريد بأن أسمعكم..
يا وطني..يا عربي..يا فلسطيني..
الله معي..ومعكم الخطابة والمظاهرات والتنديدات والمناوشات والكلمات والجعجعة..
فحاولوا بأن تكونوا معي..
أنا وطن يولد..أنا وأنتم وطن يبقي..

من..غزة

7 comments:

Lobna Ahmed Nour said...

عجبتني جدا القصيدة السابقة وهذه ايضا رائعة للغاية

لا يعكرها الا ضخامة المأساة واتساع الجرح

لنا ولهم الله

Anonymous said...

حزينة جدا رائعة جدا ..مفعمة بالأمل واليأس معا
محمد سليمان

Anonymous said...

الحكام ميعرفوش غير التنديد وبس
RaNiA

Anonymous said...

روعة
d o d o

معـــــتز هــاني سعد said...

نعم حقا لنا ولهم الله وليس حكامنا الضعفاء..شكرا لكي ويارب انصرهم

معـــــتز هــاني سعد said...

شكرا محمد يسعدني دائما تشريفك للصفحة

معـــــتز هــاني سعد said...

التنديد مهمة شاقة برضه يا رانيا مش سهلة هاهااهاهاا