Tuesday, October 21, 2014

لأنك يا عزيزتي لا تشبهين بيونسيه ..قصة قصيـرة







إسمي سارة..سمراء قصيرة القامة وبوصف زوجي الحبيب فإنني برونق بيونسيه وانوثة مارلين مونرو ولكنني لا أري نفسي كذلك او لا اعتقد علي الإطلاق وأري ان في كلامه نوع من المبالغة التي تتستر علي اعجاب لذيذ ومثير لي كإمرأة.

حينما قرأت لأول مرة "جلسة سرية" لسارتر لم أحدد علي بوصلتي العاطفية مكان الجحيم..كان يري ان الجحيم هو الأخرون..ولكني أتسائل الأن هل ينطبق كلامه علي الحياة الزوجية؟ هل أنا الأن الجحيم في نظر زوجي؟ أم إننا واحد ويظل الجحيم هو الاخرون أم ان سارتر مختل ومجنون مكتمل جنونه ؟ كيف يصبح النعيم المنشود جحيما ؟ لقد رأي في جنته فكيف أصبح جحيمه ؟ هل الحياة الزوجية قطعة خشب والزمن يشعل فيها اللهب تدريجيا بمحاولات بائسة كعضو فريق كشافة مستجد ؟ وهل العاطفة تبدأ بقوة المطر وتنتهي في بركة يشرب منها طيور هزيلة لاتعرف الا فن الإنتظار؟  ولكني سأظل أسأل وأسأل لماذا يضعف القوي ام انه بدأ واهنا وتخيلناه قويا؟ هل نكمل حياتنا الزوجية بالعقل ام العاطفة ؟ كلها أسئلة تبحث عن اجابة ..كلها أسئلة تقتلني وتمتد في شراييني كامتداد الصحراء القاحلة ولا استطيع الهروب منها الا بسراب أصطنعه ولا اصنعه.

أشعل الان سيجارتي ..لا اعرف حتي لماذا قلت لكم هذه الملحوظة..بل لا اعرف حتي من انتم فانا اخاطب "كيبورد" لعين وحيد مثلي ,قطعة جماد تفض بكارة الجراح من المجروحين حول العالم , تبا للاجهزة ولشبكات التواصل الاجتماعي التي قتلت ارواحنا واغتالت فينا جمال العالم وجمال الله.

أشعل سيجارتي بعصبية بالغة لأنني أقوم بعملية اشبه بالتداعي الحر بدون ان يجلس بجواري "فرويد" , اتذكر في أول مرة قابلت "حسان" زوجي منذ سبعة سنوات في كافيتريا الجامعة..ريعان الشباب والعاطفة لا نعرف من منهما يعصف بالأخر ولكننا كنا في اعصار لذيذ شهي لا نمل منه ابدا..

قال لي حسان ذات مرة انني اشبه بيونسيه .
قلت له مبتسمة : اممم يعني انت بتحبني عشان شبه بيونسيه؟ يعني حبيتني عشان سماري مثلا؟
قال:  لا طبعا..حبيت السمار عشانك

حسان كان علي مقياس الحب "كيوبيد" وعلي مقياس الجمال "حسان" فالعاشق لا يجد مقياسا لقياس جمال من يحب الا نفسه ..فالعاشق هو المقارن والمقارن به .
حينما رأني لأول مرة بفستان الفرح كانت في عينيه نظرة من امتلك العالم أجمع, فحسان كان من المعتقدين في ان الحب امتلاكا كاملا للمحبوب ولا يوجد بينهم ما يسمي جدلا خصوصيات.

وكانت ليلة الزفاف هي بداية العد التنازلي لعشقنا العارم كما حكوا لي قديما عن عادة الزواج ولكني كنت أرد عليهم بلهفة : يا جماعة حسان مش زوج عادي مش زوج روتيني ..عواطفه مش ممكن تنطفي ولو بعد 100 سنة .

لا اعرف كيف اعيد لحسان روح العاشق التي صعدت لبارئها مرة اخري ؟ بقي منه فقط الجسد الذي ان احتضن ضاجع وان ضاجع خمد وان خمد نام..لم يبقي من حسان الا جسد وسيجارة طويلة الانفاس ..وحينما قال درويش ان الحب هو كذبتنا الصادقة من المؤكد انه لم يكن يقصد هذا الجحيم ابدا ولم يكن محمود درويش العاشق يحب ان يري ما نحن فيه الأن.

بحثت في كل مكان وقرات الكثير من الكتب عن كيفية استعادة حسان مرة اخري ..كتب عن الفتور الزوجي وغيرها من الموضوعات المتعلقة به..اصبحت علاقتنا وكأنها مادة فريدة يكتب عنها "وودي الان" فيلما اغرب من فيلمه
Husbands and Wives

حينما كان حسان ينام بجواري كنت اريد الخروج من نفسي واصيح بأعلي صوت " حسان ..هل تسمعني؟ أنا روح سارة؟ انا الروح التي عشقتها سنوات وسنوات والأن لا تري فيها الا جسد أسمر روتيني ممل..وكانك تقوم بوظيفتك التي عهدها لك جنسك البشري ونوعك الذكوري؟ اين مات الحب يا حسان؟ لن أسألك أين ذهب بل اين مات وخر صريعا يا حسان؟ لماذا اغتلت الحبيبة وابقيت الزوجة؟ ألم تقل لي ان الحب عملية اغتيال ؟ هل هذا ما عنيته بكلامك يا حسان ؟ أين سارة التي أشبعتها شعرا وزهرا وتراتيل غرام ؟ أين أنا يا حسان؟ انا المعشوقة ولست الجارية؟ انا العمر ولست وقت المزاج..انا الحبيبة ولست معدة القهوة..انا الحضن الدافئ ولست حضن الغرض..انا نصفك الحلو ولست نصفك السفلي..أين انا يا حسان؟ أين فقدتني ولماذا اضعتني؟

لم أكن من يجني سعادته بتعاسة اخرين..فكما نصحني جبران خليل جبران ان لا افعل هذا وان اعرف ان الحياة دمعة وابتسامة..ولكني كنت حينما اجلس مع صديقاتي لبني وأية كنت اسمع منهن نفس الشكوي ولكني اصطنع ان العلاقة بيني وبين حسان مختلفة تماما فهي قائمة علي الحب وليس كما يقولون "زواج الصالونات" ..وكانت لبني ترد دائما وتقول : يا بنتي سارة مش مقياس اصلا دول قصة حب جنونية انا بتكلم عن الجواز العادي.

كنت اخرج دائما باكية يا حسان لانهم لا يعرفون ما وصل اليه الحال بيننا..كانوا لا يتخيلون ان يصبح حبنا روتينيا وانا لم اكن اظهره كذلك دفاعا عن حسان العاشق الذي سارفع رايته ولن يموت..ساصيح في معركة الدفاع عن حسان العاشق وأقول صارخة "وعشقااااه"  ولكنك لن تسمعني يا حسان لأن الواقع قد نداك مثل النداهة ولكنها ليست للاسف نداهة خيالية انها نداهة الحياة المقيتة الروتينية التي تقتل الحب بين اجهزة الكمبيوتر والمحمول والشوارع ووسائل المواصلات وطلبات البيت وغيرها من السفاحين قاتلي المشاعر.


حاولت بكافة الطرق ان استعيد علاقتنا القديمة ولكن احيانا الكرامة تعيق المسألة..كرامة المعشوقة التي أهملتها التي لن تستجدي عشق حبيبها ليس تكبرا ولكن الحب له هيبة ووقار..نعم البعض يري في الحب نوع من التنازل والذل

ولكني كنت لا أعرف كيف أتذلل اليك لأنك انت السبب ..نعم انت السبب فأنت من جعلني ملكة فكيف للملكة ان تستجدي وتطلب..أين هي ثورتي يا حسان؟ لو كنت من البداية عاملتني بطريقة اعتيادية كجارية ربما قد ثرت ذات يوم وأصبحت ملكة ولكنك بدات معي كملكة فكيف استجديك في بلاطي وحضرتي وملكوتي ؟

هل تعرف اني خفت قليلا حينما قلت لي ذات يوم ان صديقك قال لك "اخاف عليكم من الزواج يا حسان فانه يسلب الحب "  ..نعم لقد شعرت بهذه الكلمات تضغط علي صدري بعنف ..كلمات هزت عرش انوثتي وكبريائي ولكني صدقتها الان لا اعرف هل كان صديقك حكيما ام انه فقط تعلم الدرس !


حينما كنت أكتب هذه الكلمات سمعت جرس الباب فهرعت اليه وفتحت ووجدت شخصا لا اعرفه ولكنه قال : "الاستاذة سارة الحسيني" ؟
قلت: ايوه في حاجة؟
قال: ياريت تمضي هنا علي الاستلام.

ورقة طلاق؟؟ من المؤكد ان هناك خطا ما؟؟ حسان وانا؟؟ لا يمكن أبدا..من سابع المستحيلات..شئ لن يصدقه العقل ولا المنطق ولا الحب ..حسان يطلقني؟

جائتني رسالة علي هاتفي تقول : "ياريت تفتحي الايميل بعتلك رسالة ياريت تقريها..حبيبك السابق حسان"

كيف تصبح حبيبي السابق يا حسان وكيف استطعت ان تقولها ؟؟ هل تعرف كيف فتحت مجري دموع لن يجف ابد الدهر يا حبيبي الحالي وحبيب كل زمان؟ لماذا سفكت دم الحب يا حسان؟



فتحت الرسالة بسرعة التي أرسلها حسان وقال فيها :

عزيزتي سارة..

لا أعرف ماالذي حدث لحبنا الذي تعاهدنا فيما بيننا ان يكون ابديا وقلتي لي حينها ان حبنا سيكون قصيدة درويشية خالدة..اعرف ان شاعرك المفضل درويش كما اعرف عنك كل ما لاتعرفينه عنك فانا جزئك وكلك والعاشق جزء وكل .

ألم نتعاهد يا سارة ان مات فينا الحب نحييه وان تاه في درب حياتنا نهديه وان قل ثمره نرويه ؟ لماذا ضعت منك يا سارة ام ضعتي مني؟ اين الحقيقة واين الحب؟
كان لا بد لكي يا سارة ان تعرفي ان الحب بلا اسرار ولا خصوصية..وكان لابد لكي ان تعرفي ان السر في صاحبه فقط ..لقد اخبرتني زميلتك شيرين عن كل شئ حدث ولكنها لم تكن عواقب فعلتها ..لا تلوميها ولومي نفسك يا سارة.

صدقيني انا لم اتخيل المشهد الا حينما رأيتك بنفسي..لم اتخيل ان يصل بك جنون الحب الي درجة ان تشتهي العاشق حتي وان كان علي جثة الحب..صدقيني لم استطيع تخيل المشهد ..وانتي تعرفين جيدا كيف كان المشهد..انتي تعرفين جيدا يا من كنتي حبيبتي ..لا اعرف ان كنت انا المخطأ ام انتي ولكني رأيت واعذريني كلمة النهاية..
لن اكون مثلك ولن انهي علاقتنا لأنك لا تشبهين بيونسيه كما كنت اقول لك ..بل لانك كنتي اجمل منها بسنة ضوئية ولكنك شوهتي جمالك في عيني يا سارة.

حبيبك السابق/حسان


رد علي حسان:

حبيبي حسان/

لهذا تركتني يا حسان؟ ولكنك لم تتحدث عن خيانتك في الرسالة..نعم اشتهيت كلماتك الغرامية القديمة واشتهيت شخصك العاشق بدلا من جثتك السريرية الغريبة التي لا اعرفها ..اشتهيت اصابعك التي تعزف البيانو وتكتب الشعر

وليست اصابعك التي لا تشير الا بصيغة الأمر..

بحثت عن كافة الطرق لاستعادة علاقتنا وحينما يأست اتبعت طريقتي حتي وان كانت جنونية ولكني اعدت لك العاشق يا حسان ..اعترف معي اني اعدت لك حسان العاشق..

لقد اخترعت طريقتي الخاصة وقلت لاحدي زميلاتي التي لا تعرفهن ان تحاول ان تغازلك لفترات طويلة وكعادة الرجال كنت اعرف ان لهذا مفعول السحر وانك مثلهم يا حسان..طالما تغيرت مثلهم فأنت خائن مثلهم..طالما قتلت الحب مثلهم تستطيع ممارسة الخيانة مثلهم..انت منهم يا حسان..وكنت اريد ان استعيدك حتي ولو بخيانتي

ظلت المكالمات بينكم فترات طويلة حتي بدات تميل الي أسماء صديقتي وكنت اسمع المكالمات في الغرفة الاخري وهي تعرف واشرب سيجارتي وابتسم بعودة كلماتك الغرامية وحبك حتي ولو لغيري..كنت اسمع في صوتك حسان القديم حتي لو كان لغيري..كنت اسمع في غزلك حسان الذي عرفته ايام الجامعة والذي فقدته..

ربما استبحت مشاعرك يا حسان ولعبت بقلبك بإمرأة اخري ولكن تم استدراجك يا حسان وخنتني عاطفيا..لقد غازلتها يا حسان وان كان ذلك يثيرني الا انه قتلني..لقد كنت مثل المخمورة لا اعرف هل انا سعيدة ام مهمومة بهذه العلاقة وكيف أنهيها ..لا اعرف ان كان ما فعلته حلا ام لا ولكنك خنتني..ان كانت جريمتي استباحة مشاعرك فأنت خنتني يا حسان .



رد علي سارة:

عزيزتي سارة

انتي تريدين فقط الحب الأن ولا تريدي حسان..لقد احببتي الحب اكثر من حسان..لقد اسقطتي حسان في الخيانة بيديك لتستعيدي علي جثة حسان وصديقتك الحب وحده..لكي الله يا سارة ..فأنا لا اعرفك الأن او لم اكن اعرفك منذ

البداية.

حسان



بعد ان قرأت رسالته الاخيرة لا اعرف هل انا من قتلت الحب ام استعدته هل هو الخائن ام أنا؟؟ ولكني مازلت أستمتع بسيجارتي واضحك بصوت عالي واقول لنفسي : "لقد عرفت كيف استعيد العاشق من شخص مات"
وأضحك
وأضحك
وأضحك...!


Thursday, October 9, 2014

التسامح والحب والعطاء..ثلاثية الحياة





أوشو هو واحد من الفلاسفة المشهورين جدا دلوقتي حول العالم ..هو متصوف هندي وليه تعاليم وكتب كتير انتشرت بسرعة واصبح ليه اتباع بأعداد ضخمة رغم ان ليه بعض الاراء الغريبة اللي ساعات بتتناقض مع افكارنا وعقائدنا وليه بعض الافكار عن التحرر الجنسي اللي البعض بينفر منها  الا ان برضه ممكن تاخد منه اللي يفيدك وتبعد عن افكاره اللي تكون ضد دينك او مبادئك.

أوشو ليه عدة كتب زي "سر التجربة الداخلية" و "من العلاج الي التأمل"  و"كتاب الحكمة"  وكتب اخري متعددة.

اتكلم اوشو كتير عن التأمل والفرق بينه وبين التركيز وازاي التأمل ممكن يكون خطوة نحو العطاء ..العطاء الشامل للناس بدون انتظار مقابل .
وده كان ظاهر في كتابه الافضل من وجهة نظري وهو كتاب "التسامح..رؤية جديدة تزهر الحياة".

اوشو ده ممكن تستفيد من كلامه زي ما قولت وتبعد عن اي افكار تانية منه تكون غريبة علي مجتمعنا او افكار شاذة بالنسبة لك يعني انت الحكم في النهاية وانت الفلتر اللي بتختار من كلامه المفيد وتترك الغير مفيد بالنسبة لك.

كتاب التسامح ده اجمل كتاب ليه لكن تعالي نشوف ايه معني التسامح عنده وايه تعريفه..بيقول في الكتاب عن التسامح :

" التسامح يعني انك تجاوزت حاجات الجسد وتخطيت كل الحواجز النفسية ,يعني انك تحررت من عبودية الجسد واصبحت سيد نفس, انت الان حر التصرف بكامل طاقتك وهكذا صار بمقدورك تحويل الشغف الي عطاء"


وبعد كده بدأ في التفريق بين الشغف والعطاء ووضح الفرق بينهم :

"الشغف شهوة , العطاء حب. الشغف رغبة,العطاء انفتاح,الشغف طمع والعطاء مشاركة, الشغف يدعوك لاستغلال الاخرين فيما العطاء يجبرك علي احترمهم , الشغف يبقيك ملتصقا في الارض يبقي قدميك غارقتين في الوحل وهكذا لن تصبح زهرة لوتس لا اليوم ولا غدا فيما العطاء يجعلك هذه الزهرة فيمنحك قوة النمو وتخطي طبقات التراب وتجاوز عالم الرغبات ..العطاء تحول في مسار طاقتك"

وفي احد الفصول في الكتاب تحت عنوان "التأمل هو الزهرة والتسامح هو العطر" قال :

"الزهرة تتفتح والعطر ينتشر محمولا علي اكف الريح في كل الاتجاهات الي اقاصي الارض الي ابعد نقطة علي الارض انما كل شئ متوقف علي تفتح الزهرة. حتي البشر يمتلكون القدرة علي التزهر ولكن ان لم تزهر ذات الانسان فمن المستحيل ان ينتشر العطر ,عطر التسامح والعطاء"

ويبدا في الحديث عن "الأنا" والفرق بينها وبين العطاء بلا مقابل ويقول :

" لن تكون متنورا بوجود الأنا..لن تكون متنورا طالما انت تقول "أنا" أ "أنا ذاتي" .الحب الحقيقي يعني اسقاط الانا اختفاءكلمة أنا من قاموس اللغة ومن التداول علي الألسنة"

ويبدأ في توجيه نقد شديد جدا للمجتمع اللي بيوضع القيود للبشر ويقول :

" يولد الطفل بلا أي انا , يولد صفحة بيضاء ناصعة ومع الأيام يبدأ المجتمع بالكتابة عليها ويقضي علي نصاعتها ..ويوما بعد يوم يبدأ المجتمع بخلق قيود وأغلال ليدي هذا الطفل ويفؤض عليه التصرف وفق أسس ومفاهيم اخترعها هو المجتمع وفق قواعد لن تمنحه السعادة ولن تعطيه حرية الحركة ولا حرية التفكير انه مقيد,مساحة محدودة تحركه"

ويتحدث في نفس الوقت عن ان الانسان اناني بطبعه ومن المؤكد انه بيحب نفسه بل ان حب نفسه هو اللي بيوجهه في النهاية للعطاء للأخرين وبيقول ان ازاي لو مش بتحب نفسك هتحب العالم وتفيض عليهم بالحب الزائد "

"أولئك القابعون في الظلمة لا يمكنهم اخراج الاخرين الي النور ,أولئك الذين لا يعرفون الخلود لايمكنهم مساعدة الأخرين علي التخلص من الخوف والموت, اولئك الذين لا يعيشون حياتهم بكليتها وبشغف أولئك الذين ينشدون الاغاني غير الصادرة عن القلب أولئك الذين ابتسامتهم مجرد لوحة مرسومة علي شفاههم لا يمكنهم مساعدة الاخرين ويكونوا سعداء منشرحي القلوب ..أولئك المنافقون المدعون لا يمكنهم تعليم الأخرين مبادئ الصدق والاستقامة"

"اذا كانت شعلة حياتك مطفأة فكيف ستضئ علي الاخرين"

ويتحدث ايضا عن البداية من داخلك ويقول في الكتاب :

"اعلم انك اذا اردت تغيير العالم عليك ان تصلح ذاتك اولا عليك ان تبدأ بنفسك ومن ثم تتحول نحو الاخرين لكسب قلوبهم يجب ان ترفض اولا ومن ثم ستري المعجزة سيشاركك الاخرين رقصة الحياة..الرقص ينتشر بالعدوي كذلك الحب والعرفان بالجميل والايمان كل هذه تنتشر بالعدوي انما وقبل كل شئ يجب ان تكون حاملا بيدك شعلة الحياة التي يجب ان يراها الاخرون"

ويضع الفروق بين العطاء والعطف ويقول :

"العطاء ليس عطفا ,العطف توجه اناني يقوي الانا عندك. حين تشفق علي احد تشعر انك تمد له يدا دون ان تدري ان هناك اهانة خلف هذه الشفقة انك تذل الاخرين وتتمتع باذلالهم ولهذا فالعطف يصعب نسيانه ذلك لانه ادعاء بالتسامح والعطاء وليس تسامحا ولا عطاء لان خلفه دوافع خفية بعيدة كل البعد عن الغاية والعطاء لا دوافع خلفه فالعطاء يعني انك تملك فتعطي دون النظر لما يحتاجه الغير "

"العطاء لا ينبع منك بل من الوجود من الخلود. بينكا العطف ينبع منك انت ,هذا ما عليك فهمه العطف امر انت تقوم به اما العطاء فهو من صنع الوجود"

ويتحدث مرة اخري عن المجتمع والقانون ويعود لنقده الشديد اللهجة للمجتمعات ويقول :

"اللص الناجح قد يصبح ملكا اما اللص الفاشل سيبقي لصا. المسألة اذا ليست بكيف سرقت او كم بل في ما تمكنت من السرقة دون ان يراك احدا او لا .حتي اذا كنت سارقا ذكيا وذا مهابة فقد تصبح امبراطورا .الأسكندر الاكبر ,نعم الاسكندر الاكبر هو ليس اكثر من لص..أولئك السياسيون كلهم لصوص يحاولون القضاء علي اللصوص الاخرين,قد يكونون ضد الاحتيال ضد اللصوصية لكنهم في الحقيقة هم اكثر الناس احتيالا , هم لصوص لكنهم يتصرفون ضمن القانون"

"اذا وقعت جريمة فعلي المجتمع بكامله ان يتحمل المسئولية وان كان لابد من عقاب فيجب معاقبة المجتمع..وعلينا ان نتساءل لماذا تحول هذا الانسان الي مجرم ؟..يولد الانسان وتولد فيه طاقة خلاقة قد تتحول الي طاقة تدميرية اذا منعناه من التعبير ايجابيا عن ذاتها وكلما حاولت الطاقة التعبير ايجابيا عن ذاتها تجد المجتمع يحاول منعها من ذلك"


ويتحدث عن الحب فيقول :

"الحب احساس داخلي ,الحب فهم الأعماق .لذا ان احببت انسانا فانت تفعل ذلك تاركا له او لها حرية اختيار كيف هو يريد ان يكون دون ان تتوقع شيئا اخر فالتوقعات ادانة وتنكر له كما هو,بمقدورك فقط منحه الحب ودون التفكير بالنتائج"

ويؤكد ان حب النفس لا يتعارض مع حب الغير ويقول :

"في لبدء لابد ان تحب نفسك الي ابعد الحدود حتي تعطي الاخرين ما يفيض عنك من حب..انا لست ضد المشاركة غير اني اعارض بشدة مبدا الغيرية حب الغير اكثر من حب النفس,ان اردت مشاركة الاخرين بشئ فيجب ان يكون لديك من هذا الشئ نا يكفي لك وللأخرين"




كتاب التسامح ملئ بالحكم والحب والعطاء وهو افضل كتب اوشو من وجهة نظري وانصح بقراءة الكتاب كاملا والاستفادة من التأملات الفلسفية داخله.