Friday, March 2, 2012

جوائز الأوسكــار..اعتراضات بالجمـلة





ليلة هوليودية عالمية لتسليم أرفع الجوائز وأقيمها لأقوي الأفلام العالمية..ليلة ينتظرها كل عشاق السينما كل عام وينتظرها الممثلون والمخرجون وصناع السينما في كل مكان .

ليلة تري فيها المعادلات الفنية والسياسية والعنصرية وكل الحسابات التي تخطر ببالك وهذا يحدث في كل عام.
في الاوسكار وكان والجولدن جلوب وكل المهرجانات الشهيرة لتسليم الجوائز لأقوي الأفلام ليست القضية الفيلم الأقوي أو الأضعف..فالأوسكار له حسابات أخري في كثير من الأحيان .

حفل الفساتين الخاطفة للأنظار والنجوم التي تقدر بالملايين وعدسات الكاميرات في كل مكان هو الحفل المنتظر للجميع في كل عام مهما تعددت مهرجانات او حفلات توزيع الجوائز فيبقي الأوسكار هو الأول والأقوي مهما اختلف معه النقاد والمشاهدين كالعادة كل عام .

يفاجئنا الفنان الكوميدي الرائع والمخرج والمؤلف  "بيلي كريستال"  بعرض كوميدي شيق جدا في بدايات الحفل وبعد الفترة الأولي من تقديم النجوم علي السجادة الحمراء حيث رأينا عرض بيلي كريستال المبهر علي الشاشة وهو يسخر من كل الأفلام بطريقة كوميدية مضحكة للغاية وخصوصا القبلة التي تلقاها من جورج كلوني في سخرية من احد مشاهد فيلم "الأحفاد" لجورج كلوني في مشهد اضحك الجميع بشكل هستيري واستعرض في فقرته كل الافلام المرشحة لجائزة افضل فيلم .

ينتظر الجميع بيلي كريستال في حفلات الاوسكار باعتباره اكثر من قدموا الحفل واكثرهم امتاعا وايضا اعشق تقديم "ستيف مارتن" لحفل الاوسكار فهو من اكثر نجوم الكوميديا امتاعا وتألقا .
 وبيلي كريستال هو من قدم تلك الحفلة علي مدار الاعوام ا لماضية لتسع مرات ومازال يقدم الأقوي والأجمل في كل مرة .
ومعروف لبيلي كريستال اشهر افلامه
When Harry Met Sally
وايضا فيلم
Analyze This

ومن اهم ما خطف الانظار في الحفل هو تجاهل الممثل الكوميدي "ساشا كوهين" لتحذيرات الاوسكار من الحضور بزي "ديكتاتور عربي" بسبب ردود الافعال العربية علي ذلك الزي الا انه حضر بالفعل ومعه حارستين خلفه ويحمل قنينة قال ان بها رماد من جثمان الرئيس الكوري الراحل ونثر ذلك الرماد علي المذيع "ريان سيكريت" مما اثار استياء مقدم البرامج والاعلامي الشهير .

وكانت الاوسكار قد حذرت ساشا كوهين من الحضور بذلك الزي بسبب مدي العنصرية فيه وايضا لانها اعتبرته دعاية لا تليق لفيلمه "الديكتاتور" الذي يسخر فيه من الزعماء الديكتاتوريين في العالم العربي .

وكان اجمل فساتين ليلة الاوسكار في رأي هو فستان الفنانة الرائعة "جونيث بالترو" الذي تميز بسحر خاص وتصميم مبهر وانيق جدا ولم يكن غريب علي الفنانةا لانيقة دائما ان تبهر الحفل باناقتها التي تعودنا عليها منذ ان اتت بفستان اخر مبهر في حفل تسليم الجوائز للفيلم الذي لعبت بطولته "شكسبير ان لاف" وفي عدة اعوام اخري اختارها مصممي الازياء والنقاد من اكثر النجوم اناقة .

وكانت ايضا من الحركات الغريبة واللافتة في الحفل حركة "كاميرون دياز وجينيفر لوبيز" عندما فاجئوا الجميع واعطوهم ظهورهم بشكل مثير عندما انارت القاعة مرة اخري ونظروا اليهم نظرة مثيرة وضحكوا وعادوا لتقديم الجوائز مرة اخري في مشهد غريب ولافت كما هو الحال مع قبلة جورج كلوني .

وتعتبر قنبلة الحفل السياسية هي فوز الفيلم الايراني "انفصال" علي الفيلم الاسرائيلي "فوت نوت" حتي ان صحيفة يهودية اسمها "جوش اكسبونينت" قالت في عنوانها "فيلم "ذا ارتيست" يرفع رأس اليهود " !
وقالوا في المقالة ان برغم خسارة الفيلم الاسرائيلي امام الايراني الا ان ما حفظ لهما لكبرياء هو فوز المخرج اليهودي  لفيلم "ذا ارتيست" .
اي ان اليهود يحسبون حساباتهم بدقة وينتظرون اي فوز ليهودي في جميع المهرجانات والمحافل وخصوصا لو علي حساب عرب او ايرانيين او غيرهم .
وقال المخرج الايراني في كلمته القوية امام العالم :

At this time, many Iranians all over the world are watching us and I imagine them to be very happy. They are happy not just because of an important award or a film or filmmaker, but because at the time when talk of war, intimidation and aggression is exchanged between politicians, the name of their country Iran is spoken here through her glorious culture. A rich and ancient culture that has been hidden under the heavy dust of politics. I proudly offer this award to the people of my country. A people who respect all cultures and civilizations and despise hostility and resentment.


واهدي الجائزة لشعب ايران واعتبره شعب ذو ثقافة وحضارة عريقة في كلمة سياسية ودرامية في وقت واحد .
وقيل ان المخرج امتنع عن حضور حفل للذين ترشحت افلامهم بسبب حضور المخرج الاسرائيلي لفيلم "فوت نوت" .


فيلم "ذا ارتيست" الصامت الفائز بخمس جوائز اوسكار قالوا ان تم حذف مشهد من الفيلم وهي مزحة عن "11 سبتمبر" لكي يحصل الفيلم علي الجوائز .
وبرغم فوز فيلم "هوجو" بخمس جوائز ايضا الا ان الجميع قال ان بالطبع جوائز "ذا ارتيست" هي الاكثر اهمية واكثر قيمة من جوائز "هوجو" خصوصا انها اشتملت علي "افضل ممثل وافضل مخرج وافضل فيلم وافضل موسيقي وافضل تصميمات "

وكانت بدايات الجوائز لفيلم هوجو حيث بدأ يضرب بشدة واعتقد البعض انه قد يحصل علي اكثر من خمسة جوائز وفاز في البداية بجوائز مثل :
Cinematography, Visual Effects and Sound Editing

ولم يكن غريبان ان تفوز العملاقة الرائعة "ميريل ستريب" عن دورها في فيلم
The Iron Lady
عن قصة حياة مارجريت تاتشر .

وتقدمت بجائزتها الثالثة علي فنانين كبار مثل اليزابيث تايلور التي حصدت جائزتي اوسكار ..وايضا تقدمت علي نجوم مثل جودي فوستر وهيلاري سوانك .
ومازال امامها فرصة في السنوات القادمة للفوز باوسكار اخري تجعلها الاولي علي العالم في اكثر النجمات حصولا علي الاوسكار حيث مازالت تسبقها النجمة
Katharine Hepburn
في عدد مرات الحصول علي الجائزة برصيد اربعة مرات .
بينما تسبقها ميريل في عدد مرات الترشح للجائزة .

وحصل ايضا فيلم ميريل ستريب
The Iron Lady
علي جائزة
Best Achievement in Makeup

حيث راينا كيف كان الابداع في تغيير شكل نجمة الفيلم مما جعلها قريبة جدا في الشبه بمارجريت تاتشر ومتفوقا في هذه الجائزة علي افلام مثل هاري بوتر رغم روعة المكياج فيه .

ودائما ما كانت جوائز الاوسكار محل تعجب البعض وفي بعض السنوات محل استنكار فلم تكن يوما جائزة الاوسكار دليلا علي مدي تفوق الفيلم علي المتنافسين معه في رأي الجميع بل هناك اختلافات واختلافات شاسعة في الأراء في الوقوف علي افضل الافلام واختيارها دون غيرها .

نعم استحقت ميريل ستريب بجدارة الجائزة وايضا استحقتها الممثلة السمراء الرائعة اوكتافيا سبنسر عن دورها الشيق والمتميز في فيلم
the help
والتي اظهرت تاثرا كبيرا بحصولها علي الجائزة واثارة حماسة الجمهور وانهمرت دموعها علي المسرح في مشهد مؤثر .
وايضا استحق الجائزة الممثل القدير "كريستوفر بلامر"..كل هؤلاء يستحقوا ولكن الجوائز التي تري فيها خلاف واضحا هي مثلا جائزة افضل فيلم ..هل حقا فيلم "ذا ارتيست" رغم انه فيلم جيد ولكن هل يستحق افضل فيلم ؟ هل هو فعلا افضل من كل الافلام التي ترشحت معه ؟
هل كان اكثر تاثيرا من
The Tree of Life

هل كان افضل في الفكرة من
Midnight in Paris
الذي حصل علي اوسكار
Best Writing – Original Screenplay


هل كان افضل في القصة من
Extremely Loud and Incredibly Close

لا اظن ذلك علي الاطلاق ولو كان مقدرا لفيلم استعراضي ان يحصد الاوسكار كافضل فيلم فربما كان الأولي بها منذ اعوام فيلم
nine

او فيلم
moulin rouge
الذي حصل علي جائزتي اوسكار فقط وترشح للعديد منها ولكنه كان يستحق أكثر من هذا بكثير .

ولا اجد أبدا فيلم "ذا ارتيست" كفيلم استعراضي بنفس قوة
chicago
مثلا الذي حصد 6 جوائز اوسكار سابقا ولكنه كان يستحق كل واحدة منها ولكن ذا ارتيست حصد 5 جوائز تجد الشك يملأني في كل واحدة منهم الا الموسيقي فقط فهو يستحقها فعلا بجدارة !

ولا اجده يقترب حتي في راي الشخصي من مستوي فيلم استعراضي اخر وهو
dream girls

نعم انه فيلم مختلف لانه ابيض واسود وايضا صامت ولكني اقارنه بنفس فئته وهي الافلام الاستعراضية واجده ليس بهذه القوة مقارنة بما ذكرته من افلام استعراضية .

في جائزة افضل فيلم كان هناك من هو اقوي منه وفي جائزة افضل ممثل وفي جائزة اخراج ايضا فانا اجد تلك الجوائز مجموعة من المبالغات تعودت عليها من الاوسكار في اعوام كثيرة سابقة .

تعودت علي المبالغة في الاوسكار في سنوات عديدة منها :

تعودت عليها في 2011عندما فاز فيلم The Social Network
علي حساب فيلم 127 Hours
في جائزة
Best Writing – Adapted Screenplay

وقبل ذلك تعودت عليها في اوسكار2010 عندما فازت اغنية
"The Weary Kind" from Crazy Heart
علي حساب الاغنية الرائعة
Almost There" from The Princess and the Frog

وفي اوسكار 2010 عندما فاز فيلم
Slumdog Millionaire
علي حساب فيلم
The Curious Case of Benjamin Button


وفي اوسكار 2008 عام المبالغات الاكبر عندما فاز فيلم
No Country for Old Men
علي افلام مثل
Atonement
و
There Will Be Blood

وفي اوسكار 2006 عندما فاز فيلم
Brokeback Mountain
متفوقا علي فيلم
Capote
في جائزة
Best Adapted Screenplay


وفي اوسكار 2004
عندما تفوقت اغنية
"Into the West" from The Lord of the Rings
علي الاغنية الرائعة
"You Will Be My Ain True Love" from Cold Mountain


وفي اوسكار 2001 عندما لم تفز موسيقي فيلم
    Gladiator

وفي عام 2000 عندما فاز فيلم
American Beauty
بجائزة افضل فيلم علي حساب الفيلم الرائع
The Green Mile

وفي قمة المبالغة في اوسكار عام 93
عندما فاز فيلم
Unforgiven
علي حساب الفيلم الاسطوري
Scent of a Woman
في جائزة افضل فيلم


وغيرها من الجوائز التي اثارت العديد من علامات التعجب في سنوات متعددة للكثير من المشاهدين .

اذا فجائزة الاوسكار لم تكن يوما محل اجماع الكل ولكنها كانت دائما محل اختلاف واستغراب واحيانا استهجان في بعض السنوات حيث يتوقع الناس فوز فيلم معين ويتفاجئون بفوز فيلم لا يستحق علي الإطلاق او من الممكن ان يستحق ولكن في مجموعته من هو افضل منه .

ولكن لا احد يتعجب ان الان الاعتماد علي الابهار اكثر من القصة والحبكة والتمثيل..أصبحت السينما للأسف لعبة في يد افلام مجسمة وافلام تعتمد علي الابهار الحركي ليس اكثر وتجد العديد من الافلام المهملة التي تتميز بقصة رائعة ودراما ولا أروع خارج التصنيف وخارج حسابات الأوسكار وهو نفس حال "البوكس اوفيس" حيث ان افلام الايرادات ليست هي افضل القصص او افضل افلام الدراما بل ستجدها في السنوات الاخيرة تحديدا للافلام الثري دي او افلام الانيميشن بينما تجد افلام رومانسية ودرامية راقية لا تحظي بنفس الايرادات اذا فهو ليس حال الاوسكار فقط بل حال الجمهور ..لا اعرف ما الذي تغير في الذوق العام ام هل الابهار سرق الاضواء من الدراما والأدب والروايات الراقية القيمة !

اتمني ان يكون اوسكار القادم افضل في الاختيار ولكني اتمني ان يكون دائما "بيلي كريستال" موجود بالحفل لانه من اروع من يقدمه واتمني ان تكون هناك جائزة خصيصا لافضل دراما لانها ستفك الغموض عن ما يحدث من اختيارات اللجنة وتعطي للدراما حقها ومكانتها وهذا ليس غريبا فهناك العديد من الجوائز تظهر وتختفي نتيجة اقتراحات مثل :

كان هناك جائزة قديما اسمها
Best Original Story
واختفت في الخمسينات

بينما ظهرت جائزة
Best Animated Film
منذ عام 2001

اذا فهناك العديد من الجوائز المستحدثة والجوائز التي اختفت وحل محلها جوائز اخري فنأمل ان تظهر جائزة تنقذ القصة وتنصف الدراما مرة اخري .

No comments: