Monday, April 2, 2012

ستائر دانتيل ومسرحية غرام وأنا



لا شئ يعانق دمائي إلا "دموع مخلصة" و "أسيرات عشق" ..
يحسبهم العاشق أغنياء من "التجمل" !

ستارة مسرح في صيف حار..
لن يحضر جمهورك الا قليلا..
وانت تحضر شخصياتك ولمساتك الأخيرة في كل زوايا المكان ..
وتقول في ثقة مطلقة "مسرحيتي مسرحيتي"..
حياتك مسرحية هزلية..أحيانا ترفع الستار بيديك وينزله القدر..
وأحيانا يرفع القدر ستارك وتنزله بيديك..
ولكن المسرحية تعانق حتي فراشك..وتعانق كل الاخضر واليابس فيك..

تقول في صوت مزعج "إستعدوااا" اليوم تنطلق حفلة جديدة..
أحيانا تختبئ الشخصيات خوفا من العرض..ولا يدفعها للمسرح الا تراجيدية وبعض كوميديا سوداء و"حلاوة روح" !
تتخبط بين "الفيروزية" في أذنيك ..والفيروز في عينيها..
تتخبط بين "فردوس عينيها" وتختبئ من "عيون الفردوس" ..
تستر كفعل ..وتضاف ك "تاء التأنيث"..
وهنا يبدأ العرض ..

"سكووووت ...إبدأ"

تغلق انوار القاعة في موعدها كل مساء ويبدأ التعريف بشخصيات في مسرح حياتي ..



الشخصية الأولي :

"سنة"

أنا سنة..
أحب أن أرافقك وأذكرك بنهايتي في أولي أيامي..
ماذا ستحصد يا ضائعا عشقك !
سأمر عليك كما مررت عليك من قبل ولم تلقي حتي تحية..
كيف أظلك بمخملية نثري وشعري دون أن تحميني بقلب نابض !
كيف أحرسك بعين ساهرة..دون أن تنظر إلي بعين عاشقة !
كيف أتهجي حروفك وأنت مصر أن تسميني "عام" وتهرب من إسم "سنة"..
مازالت أنانيتك ونزعتك الذكورية تقول "هذا" عام..و "هذه" سنة !
وتهرب من كل مؤنث كما أهرب من ضعفك ..
أنا سنة..
أنا سنة..

تصفيق حار..

أخاطب الجمهور "لماذا تصفقون..انها كاذبة..وسيشهد عليها باقي أبطال المسرحية..
إنتظروا وستروا المفاجأت.."



الشخصية الثانية :

"شهر"

أنا شهر..
يتمني مروري بردا وسلاما دون أن أذكره بعشقه الضائع..
تغتاله "متلازمة الإحتياج" .. وتصهره صاعقة الحب ذهبا وحلقانا و"غويشة" !
أحاول أن أوقظه بلا جدوي ..في سبات عشقي تام..
قلت له "حاول أن تنقذ حبك"
قال "فلينقذني الحب برحمته" !

تصفيق حار..
أخاطب الجمهور "مهلا مهلا..لماذا تصدقون الكل ولم تسمعوني بعد !..يالكم من مشعوذين مثل تلك المسرحية البائسة"



الشخصية الثالثة :

"يوم"

أنا يوم..
أزاحم ضلوعه بأفكاري..فيزاحمني بعصيان نبضه..
أزاحم كل خلاياه بالذكري..فيسبقني ويزرع كل مسامه أشواك وبقايا خريف !
أحاول أن أفقده الصبر ليتحرك..فيحاول أن يقول عني "مجرد يوم تافه"..
أنا يوم..أنا الأقوي..
عشق في يوم..وهجر في يوم..وحلم في يوم..ويأس في يوم..
يصنع مع أحلامه وأوهامه "سفينة نوح" ويهجر أرض العشق ومن عليها رغم الطوفان..!
ماذا اقول.."رحال غرام" ..

تصفيق حار..

أخاطب الجمهور" مهلا مهلا..مجموعة مجانين كتلك الشخصيات..هل فرحتم بالاتهامات الموجهة لي ؟ هل هذا ما يسعدكم ايها الجمهور السادي المجنون ؟ "



الشخصية الرابعة :

"ساعة"

أنا ساعة..
أقوي من يوم وشهر وسنة..
أمر عليه زاحفة..ويتلوي امامي كما الثعبان يدعو علو مزماري ويلعنه ..
يقول "لو تأجل الهجر ساعة..لو تأجل اللقاء ساعة"
ويظل يتمني وتضيع أمانيه علي ميناء العمر وسفينة الخلود..
أنا ساعة بعمر عام..
ألهمني الشعر الأبيض حكمة التوقع..
 قد تتوقع عام كامل من ساعة..
قد تتوقع عمر كامل من ساعة..
ولكن لا تتنبأ بالساعة الأقوي ولو تأملت لعام كامل..
لا تعرف متي سأمر عليك..
لا تعرف متي ساعة عشقك..
توقعني في أي مكان وفي أي زمان..وبأي لون..
توقعني أمل ويأس وبقاء وشقاء وفناء ..
ولكن أرجوك..توقعني..

تصفيق حار..




الشخصية الخامسة :

"لحظة"

أنا لحظة..
أنا الأولي والأقوي والأكثر تأثيرا..
وأقول لعزيزتي الساعة..
قد يتغير العمر في لحظة وليس في ساعة..
ولهذا أنا الأقوي والأبقي والأكثر تأثيرا..
وأقول لرافع الستار ..
جمعنا العمر بلحظات لن ننساها معا..
وجمعتنا اللحظات بعمر أيضا حين عشقت !
هل تذكر يوم أن قلت "مستعد أن أقبل يد اللحظة التي جمعتك بها" !
هل تذكر يوم قلت "دعونا نعود للحظة الحقيقة أيها النبض المهاجر الي جبينها" !
هل تذكر كل وعودك لي في لحظة !
أيها العاشقون..تذكروني..أنا لحظة..
أقتلكم وأدفنكم وأشرب من دمائكم العاشقة وأخبئكم تحت عبائتي الوثيرة وأمنحكم صك الجنون في لحظة..
أيها العاشقون..تذكروني..وستذكروني..فأنا لحظة !

بكاء عشاق



الشخصية السادسة :

" حائط"

أنا حائط بلا ألوان..
أتحدث كل لغات الأرض الحية والمقتولة..!
لا تتعجب هي لغة العشاق تسمي "لغة القتلي"..
أنا لست نهاية أو فاصل أو حد أو عازل..
أنا بداية شئ..
دائما أنا بداية كما حائط مبكي الغرام !
قد أكون حائط تكتب عليه "للذكري"
قد اكون حائط تكتب عليه "تاريخ عشقك"
قد اكون حائط "تخبط رأسك فيه لحظة هجر"
ولكن صدقني سيدي..
صادفت كل أنواع العشاق ..
جرحوني بميداليتهم ..كتبوا علي قلبي القصائد..ذبحوا الشجن الخالد في روحي بتواريخ الفراق ..
ولكن أبقي صامدة جدا..
وأقول لصاحب المسرحية ..
نحن شخصيات المسرحية..
ولكن نحن الأقوي..وستبقي ضعيفا..
أحاول أن ألهمك القوة منذ سنوات بلا جدوي..
الضعف فيك ليس صفة..بل "تعويذة غرام"..!

تصفيق حار..


أخاطب الجمهور "حسنا حسنا أيها التعساء إسمعوني..
الأن حان دوري لأتحدث..
وسأقدم نفسي كشخصية في تلك المسرحية المجنونة..



الشخصية السابعة :

"أنا"

أنا عاشق..
نهاية مأساوية لعابر سبيل..
طريق أضعف الهمة..وهم به الضعف..
خطوات سكرانة تترنح علي جلد الذات وتعذيب الأعمق داخلي..
الكل يدافع عن نفسه ويتهم العاشق..
سنة..يوم..شهر..لحظة..حتي الحائط يتهم العاشق..
أي جنون هذا وأي خرافة !!
غربان الليل تنقر أحلامي في كل مساء وأنا أحاول..
سحر الجنيات العاشقة وقصاقيص الغرام تسقط فوق رأسي وأنا أحاول..
تأملوا في حروف ملكتني ..حروف غرام .. "غ ر ا م"
كل حرف يحاول أن يمتلكني وأنا أحاول..

غ  غرام يأتيني ظاهره الرحمة وباطنه العذاب
ر  رهبة من كل ما فيها
ا   أحلام تقتل أناء الليل وأطراف النهار
م  موت لذيذ

كل حرف يحاول أن يأخذني لجزيرته الغارقة وأنا بلا طوق نجاة.

أنا سهرة نجم يهذي ويحاول أن يصنع "برجي" علي لون حذائه !
أنا نزهة قلم يحاول أن يهرب من كل ما يسطره فيزيد الحروف المبعثرة علي هوامشي..
أنا أهة عميقة في موال شعبي..أحاول أن أهرب لشعور الناس وأقتلهم ألما..
أنا صدحة كروان..لن تراني..ولكن يعجبك غنائي وشدوي..
فأنا عاشق..
لن اتهم الحب بقتلي..
بل أنا اعترف الأن امامكم.."أنا القاتل"..أخذت من قرارها سكيني وطعنت الحب وغدرت به..
غدرت بأعز من ملكت ومن إمتلكت ومن ملك ومن إمتلك..
غدرت برائحة الرمان وفوح الزهر وربيع العمر وسدرة منتهي غرامي !
إعذروني أنا قاتل..
كما اعترفت يوم أن قتلني الحب..أعترف بإني قتلت الحب عمدا..
مع سبق الهجر والترصد..
أيها الجمهور..
أنا قاتل..

ينزل ستار المسرح..
فعل قدري مبهم..
أخرج من العرض..يغتالني شخصيات المسرحية.."عام وشهر ويوم وساعة ولحظة وحائط"
أسقط امام الجمهور..
ولا يحرك أحدا ساكنا..
ويقول همسهم "جزاءا لمن إعترف بقتل الحب"
ولكني لم أنزف دمائا..
بل نزفت حروفا ..
ووصيتي لكم..
"جمعوا الحروف من دمائي..
وكونوا بها أسم من عشقت..
ستر الله علي الحب..
ستر الغرام علي من أحب..
ولن يسقط ستارا أخر" !

1 comment:

Anonymous said...

وهمية يا معتز
بجد فوق الابداع
تسلم ايدك يا راجل