Saturday, July 14, 2012

ميلودراما عاصفة العشق







"عندما ولدت حبيبتي لم تحدث المعجزات في الكون ولم ينشق قمر..ولكن كانت الرجفة في كياني قبل أن أولد..الرجفة في الفكرة التي اوجدتني ..الفكرة التي خلقها الله وخضع لها العدم.. "

"أريد أن أفجر قلبي كبضعة ألعاب نارية ويبقي الكبرياء والأمل أطفال ترقص امام المشهد "




يوم لم تكن الشمس فيه الا علامة فارقة ما بين حقيقتي وعدمي..
يوم أشرقت فيه الشمس عنادا أو قل توضيحا للحقائق..
هل حاورت نفسك من قبل ؟ لا لا ..لاأقصد مجرد كلام مع نفسك بل أن تحاور كل شئ فيك علي حدة في غرفة مغلقة ..
أن تنفرد بعقلك في غرفة ونبضك في غرفة وقلبك في غرفة ومشاعرك في غرفة اخري وتحاول ان تقنعهم بمذهبك الجديد ..
مذهب العشق الذي سرت عليه واعتنقته قبل ان يكذبوك ويحاولوا ان يثنوك عن رأيك وعن يقينك..

فتحت أربعة غرف متجاورة ويفصل بينهم جدار زهري شفاف كأنه بطانة قلب عاشق ولكن لا يسري الصوت فيه ولا يسمع كل منهم ما يقوله الاخر حتي لا تؤثر أقوالهم علي أقواله ..
كانت حبيبتي كانها شاهدة علي النقاش بحضورها الرمزي المتجسد في أناملي المرتعشة وإرتعاد فرائصي وعذابي المقيم  ولكنها لم تحضر بنفسها بالفعل.

بدأت الحوار في الغرفة الأولي مع العقل ودخل مترددا معي الي هذه الغرفة وقال : هل تعرف ما تحاول ان تقنعني به ؟

قلت في حسم : نعم أعرف وانت لو فكرت جيدا ستري ما أقول هو الحق

قال : كل طرف في نقاش يري ما يقوله هو الحق ..والحق رمح ناري لا يحكم قبضته عليه الا من يمتلك مفرداته ..

قلت : والحب طائر جنة لا يسمع صوته الا من يشعره فقط..

قال محتدا : اه ..دعك من رومانسيتك الكلاسيكية وحاول ان تزن كلامك معي فأنا لست القلب..ان اردته فهو في الغرفة المجاورة فإذهب له الأن..

قلت : سأحاورك بالمنطق الذي تحبه ودعك من لغة العواطف..أليس أنت مصدر احزاني وقلقي وسعادتي

قال مترددا : ولي الفخر

قلت : كلما فكرت في أمر محزن أو شئ جيد حدث لي أفكر عن طريقك ثم أشعر..أنت الأب الروحي لشعوري وحزني وسعادتي

قال : ولهذا أمرتك ان تبتعد عن الحب

قلت : أسف جدا فأنا فكرت خارج إطارك..

قال في لهجة توبيخ : بدأنا الحديث الذي لا جدوي منه .

قلت وأنا أطمئنه : إسمعني فقط..حتي إني أحببت عن طريقك الا تعلم ان الحب ايضا تفاعل كيميائي ودورك فيه عظيم ؟

قال مراوغا : أنا أستطيع ان امنحك السعادة ولكني لن امنحك الحب الذي يشقيني..فهل عرفت الفرق بين السعادة والحب ؟

قلت في يقين : دعني أقول لك أن السعادة هي لحظة كاملة ولكن الحب هو كمال كل لحظة

قال في حيرة : فلسفة

قلت : ولماذا تكون أنت  من فلاسفة العالم القائمة أفكارهم علي التشاؤم ولماذا تكون متشائما مثل أشعار ابن الرومي إن كان التفاؤل سيزيد علاقتنا ترابطا وقوة.

قال : حسنا حتي لو اقتنعت بما تريده مني وهو الإستسلام للحب حاول أن تقنع الباقين فأنا لست وحدي كما تعلم أمامك مشوار طويل..سأفتح لك زهوري لاستقبال ندي الحب طالما هي سعادتك الأبدية .

قلت : لا أعرف كيف أشكرك الان سأكمل مشواري في غرفة النبض



خرجت الي غرفة مجاورة وهي غرفة جلس فيها النبض مرتعشا خائفا :

قلت له في البداية : لماذا اراك مهزوما وقد إقتنع العقل نفسه

قال : هذا ما يخيفني ويجعلني مرتعشا فقد عرفت ان العقل اقتنع والقلب مقتنع بدون ان تحدثه

قلت في فرحة طفل وأشرقت عيني: حقا ما تقول ؟؟ هل اقتنع القلب قبل ان احدثه ؟

قال : للأسف وهذا ما يخيفني ان العاصفة تقترب..العاصفة تقترب ولا أجد ماوي

قلت مبتسما : عاصفة تهب من ثغر حبيبتي المعسول لا اظنها ستذهب ريحنا وتفنينا بل هي كل احلامنا وأمانينا

قال شاردا : لا أشعر بالطمأنينة علي نفسي ..بدأت أتوتر وأهتز علي كرسي القلب الهزاز بشكل مفزع.

قلت : لا تخاف إنه الأثر..

قال في تعجب : أي أثر

قلت : أثر الفراشة..الحب يأتي وتبدأ بوادر أثر الفراشة لتتجلي أمامنا الرؤية كاملة لعجائب المشهد وقدرة الحب..

قال : أراك تتحدث مثل القلب تماما وكأنكما خلقتما للعشق..

قلت : خلقنا له وخلق لنا وما بين الحالتين خلقت لنا حالة كمال علي شكل إمرأة..

قال وهو يغالب تشنجه : حسنا سأحاول الهدوء واذهب الي الغرفة الاخري الأن وحاول ان تقنعه بعشقك المجنون..



خرجت من غرفته منتشيا سعيدا باقتناع القلب دون ان اذهب اليه حتي ولم يتبقي الا مشاعري..
فربما سيطر عليها عقلي سيطرة كلية ..ولكني اقنعته فلماذا تبقي المشاعر متأرجحة ..؟
أم هو تأرجح سعادة وليس تأرجح التوتر والحيرة ؟

دخلت الغرفة وقد غطاها الثلج في كافة الأركان وكأننا ذهبنا في رحلة الي قطب ثلجي تماما ..

قلت لها : هل يعجبك الحال هكذا ؟ هل إستسلمت لحالة التجمد ..ألن يعقب عشقي ذوبانا للجليد كما ذبت أنا في شمس نهار وجهها ؟

قالت : لا أصدق رسالتك ..لن أتبع عشقك الجديد ولا أهوي المغامرة لاني أخاف من المخاطرة

قلت: تخاف المخاطرة ؟ اذا كنت تريد الهروب من الخوف فلماذا اعيش فيه ؟ إنها الدوامة التي يعيش فيها البشر يتحدثون عن الخوف وهم لا يحاولون الخروج منه ..يتحدثون عن شبحه ولا يعرفون ان هروب الشبح في الأمل والحب..

قالت : الحب قبلة الخوف والرهبة والموت

قلت : الحب حالة رهبنة الخوف وتصوفه في نفس الوقت وما أجمل أن تشعر بتصوف خوفك في محراب قلبك فتهرب عزلتك في عزلته ووحدتك في وحدته..

قالت : إتركني الأن لن اقتنع الا بدليل ملموس ..ليطمئن قلبي

قلت : حسنا الأن قد حانت اللحظة ..هل سمعت قصة يوسف من قبل ؟

قال : نعم ولكن ما الغرض منها الان ؟ عن أي جزء فيها تتحدث ؟

قلت : ستعرف بعد قليل


خرجت من الغرفة وبدأت أصيح فيهم لكي يجتمعوا أمامي وحضروا جميعا ومعهم القلب
وقد أعددت لهم المفاجأة ..
تفاح من شجرة الحب وبعض السكاكين الحادة وقلت لهم انه وقت الاحتفال ..
ثم..
ثم..
خرجت عليهم حبيبتي..لم يروا في نور وجهها الا يوم قيامتهم ونشيجهم ..
لم يسمعوا من أصواتهم الا الأنين والحشرجة..
قطعوا أياديهم من نورها ومن تلك النظرة التي إستعبدت أزهار العالم وثراه..
كانوا من الدهشة بحيث لم يشعروا بالألم والدماء تسيل منهم عشقا وكمدا..
الأن تقتنعون بما فعلت ؟
الأن تعرفون من عشقت ؟
الأن لا تسألوني ما الدليل ولماذا عشقت ؟

خرجت من الغرفة هي ثم نظرت اليهم وحاولت إفاقتهم وبدأوا يرتجفون من مشهد الدماء السائلة فوق التفاح..
قالت لي المشاعر : الأن عرفت عن أي قصة تتحدث..يالك من ماكر..
قلت : وهذا قبس من نورها فقط فما بالكم لو جلستم معها لساعات وأيام مثلي ..!


خرجوا جميعا يحاولون التغلب علي خوفهم مما حدث وقالوا "كان الله في عون البشر"
لقد أصابنا الجنون من نظرة واحدة وفقدنا الاحساس بالألم فكيف نعيش عمرا عاشقين !

ثم ذهب كل منهم الي مكانه وبقي القلب يقول "لقد أمنت برسالتك من البداية..لقد أمنت بها من البداية"
قلت له "طوبي لمن أمن بالحب وحالة السلام التي يخلقها الحب"
قال "لكن جمالها لا يعدل ولا يرحم..وعينيها لا تبقي ولا تذر"
قلت "ان إجتمع الحب مع جمالها ستجد العدل في حسنها ولن يظلمك أبدا"
قال " انا لك خلقت لك..
قلت "وأنا وأنت خلقنا لنعشقها".

1 comment:

Anonymous said...

إبدااااااااااااااع