لقاء مع حبيبتي علي عزف الأسرار

"حين خلقني الله..لم تجد الأرض متسعا لأسراري..
فأختار الوجود عينيها ..واختارت عينيها قلبي..
ليكون أبدية سرها هو سر أبديتي "



في لحظة غروب لا أراه ولا يراني..
جلسنا أمام الشمس لكي تتأملنا عاشقين..وحلم تريد الشمس أن تلمسه كل نهار..


قالت حبيبتي : وكأنك تخفي شئ ما..حين أكون انا سرك فكل ما تخفيه في عينيك يبشر به نبضي..أنا لا أشعر بك..بل أنا شعورك نفسه..قل لي ما تخفيه بين ضلوعك..


قلت : ما أخفيه قلب يتعبد للجمال ويرتجف..وأمنيات تطير مني لتصنع المسك من رموشك ..ونبض يصنع من وعودك منوم كي يستطيع ان ينام في محرابه ولو دقيقة أمام حسنك..


قالت : تخفي شئ أكبر..ألا تعرف أن المرأة هي اول من فك غموض لغة العيون كما تم فك غموض لوح رشيد ؟ وخصوصا لو كان الغموض من عيون من تعشق .


قلت : سأقول لكي كل أسراري ..كي لا يبقي مني الا العلانية..سأتجرد أمامك كما لوحة فنية عارية ..فيتعري معي الحب..وتسترنا عينيك..


قالت : كلي اذان صاغية ونبضات حائرة ..


قلت :

هل تعلمين ؟
إني حين اكون بعيدا عنك أصنع من وحدتي بحرا لا اجد علي شاطئه إلا أنتي..
وأصارع أمواجه كي أهرب من "عالم الوحدة" إلي "توحيد عالمك"..

إني حين انظر في عينيك أصبح كأسطورة "نرسيس"
مجنونا بجمالي الذي أراه فيهما..
مجنونا حتي الغرق ..
وحين اموت فيهما تخلق عينيك "زهرة النرجس" كي تشهد بتكبري فيك وأنانيتي في عيونك.


 هل تعلمين إني في كل ليلة أسافر مع كيوبيد..
أسافر معه في رحلة خاصة الي "جناح كبار العشاق"
ولا أعود الا منتصرا عليهم..
فانا لم اعرف من هزيمتي امام نورك الا نور النصر ..

هل تعلمين اني أرسم فلكي الجديد..
اخلق كون لا أعرفه علي صفحاتي..
وأضعك كوكب متفرد في مجرة جديدة
أسميتها "مجرة سكة العشقانة" ..



اني في كل ليلة أتوسل كي أنهي صراع يدور..
صراع بين زهرتي أوركيد..
تتقاتل كي تخرج إحداهما من عروقي..
كي تصل الي شذي جمالك ..

هل تعلمين اني في كل ليلة
أرسم ملامحي علي رمل البحر..
وأبعثرها كما "خط الأطباء"..
لتشكلها الرياح ألف عاشق جديد في ألف قصر رمل ..



إني أصوم اليكي كصوم "غاندي"
يصوم كي ينقذ وطن..
وأصوم كي أحاول قتل إحتلالك لوطن قلبي وكياني..


هل تعلمين اني جعلت من مشاعري "حصان طروادة"
واحتللت بها قلاعك وحصن قلبك..
ولكني مت في النهاية كما "أخيليس"
بسهم جمال قتلني من "رأسي الي إخمص قدمي"


اني صنعت من فصول السنة أربعة عرائس..
وخيرت القمر ما بينهم كي ألهيه عنك..
لكنه إختارك في النهاية..
وما أغرب ان يكون منافسي في العشق كمن اعشق كليهما "قمر"..



هل تعلمين اني خلقت من قصائدي النبيذ..
وشربتها حتي الثمالة..
وظن الشعر اني سأغرق فيه ..
ولكنه كان الغريق في بحر عشقي..


هل تعلمين انهم كانوا يرون مستقبل البلاد في خطوط الألم من التعذيب علي جسد المحاربين قديما..
وكذلك انا..
أري في علامات العذاب من سوط نظراتك مستقبل قلبي وغرامي..



اني جعلت من صدري ساحة لرقصة باليه..
ترقصها فراشات تحوم حول نور وجهك..
وما ان ينتهي عرضها علي صدري "بحيرة البجع"
حتي يصبح قلبي "بحيرة للدموع"


هل تعلمين حبيبتي
ان حبك جرحي الأكبر
وانا الغريق فيه
أخاف ان يندمل فأظل حبيسا داخله
وأخاف أن يبقي مفتوحا فتقتلني الأه..


ان جمالك وروحك ورقتك هم مثلت برمودا
الذي أسقط كل محاولاتي للفرار..
وأسقط داخلي أي محاولة لأخذ القرار..


هل تعلمين اني عرفت سر الحب..
وان قال لي ذات ليلة "لا أصل لنشوة روحي الا حين أراكما معا"


هل تعلمين اني حين اعزف علي إحساسي..
يسقط المطر..
ويكون البرق محاولة القمر لأخذ صورة لي..
والرعد منافسة لي في العزف السماوي..


هل تعلمين ان الاحلام تحج حول قلبي..
لأنها تري قلبي بجمالك أطهر أماكن الحب..

يا ليتك تعلمين ما أشعر..
وما خفي كان أعشق..!



قالت وهي تدمع  : ليتك تبقي سري الجميل بدلا مع علن جريح..
أحبك سرا وجهرا..
جنونا وعقلا..
شكا ويقينا..


قلت : أحبك بكل ما تحمله الكلمة من..دموع..!