Thursday, October 9, 2014

التسامح والحب والعطاء..ثلاثية الحياة





أوشو هو واحد من الفلاسفة المشهورين جدا دلوقتي حول العالم ..هو متصوف هندي وليه تعاليم وكتب كتير انتشرت بسرعة واصبح ليه اتباع بأعداد ضخمة رغم ان ليه بعض الاراء الغريبة اللي ساعات بتتناقض مع افكارنا وعقائدنا وليه بعض الافكار عن التحرر الجنسي اللي البعض بينفر منها  الا ان برضه ممكن تاخد منه اللي يفيدك وتبعد عن افكاره اللي تكون ضد دينك او مبادئك.

أوشو ليه عدة كتب زي "سر التجربة الداخلية" و "من العلاج الي التأمل"  و"كتاب الحكمة"  وكتب اخري متعددة.

اتكلم اوشو كتير عن التأمل والفرق بينه وبين التركيز وازاي التأمل ممكن يكون خطوة نحو العطاء ..العطاء الشامل للناس بدون انتظار مقابل .
وده كان ظاهر في كتابه الافضل من وجهة نظري وهو كتاب "التسامح..رؤية جديدة تزهر الحياة".

اوشو ده ممكن تستفيد من كلامه زي ما قولت وتبعد عن اي افكار تانية منه تكون غريبة علي مجتمعنا او افكار شاذة بالنسبة لك يعني انت الحكم في النهاية وانت الفلتر اللي بتختار من كلامه المفيد وتترك الغير مفيد بالنسبة لك.

كتاب التسامح ده اجمل كتاب ليه لكن تعالي نشوف ايه معني التسامح عنده وايه تعريفه..بيقول في الكتاب عن التسامح :

" التسامح يعني انك تجاوزت حاجات الجسد وتخطيت كل الحواجز النفسية ,يعني انك تحررت من عبودية الجسد واصبحت سيد نفس, انت الان حر التصرف بكامل طاقتك وهكذا صار بمقدورك تحويل الشغف الي عطاء"


وبعد كده بدأ في التفريق بين الشغف والعطاء ووضح الفرق بينهم :

"الشغف شهوة , العطاء حب. الشغف رغبة,العطاء انفتاح,الشغف طمع والعطاء مشاركة, الشغف يدعوك لاستغلال الاخرين فيما العطاء يجبرك علي احترمهم , الشغف يبقيك ملتصقا في الارض يبقي قدميك غارقتين في الوحل وهكذا لن تصبح زهرة لوتس لا اليوم ولا غدا فيما العطاء يجعلك هذه الزهرة فيمنحك قوة النمو وتخطي طبقات التراب وتجاوز عالم الرغبات ..العطاء تحول في مسار طاقتك"

وفي احد الفصول في الكتاب تحت عنوان "التأمل هو الزهرة والتسامح هو العطر" قال :

"الزهرة تتفتح والعطر ينتشر محمولا علي اكف الريح في كل الاتجاهات الي اقاصي الارض الي ابعد نقطة علي الارض انما كل شئ متوقف علي تفتح الزهرة. حتي البشر يمتلكون القدرة علي التزهر ولكن ان لم تزهر ذات الانسان فمن المستحيل ان ينتشر العطر ,عطر التسامح والعطاء"

ويبدا في الحديث عن "الأنا" والفرق بينها وبين العطاء بلا مقابل ويقول :

" لن تكون متنورا بوجود الأنا..لن تكون متنورا طالما انت تقول "أنا" أ "أنا ذاتي" .الحب الحقيقي يعني اسقاط الانا اختفاءكلمة أنا من قاموس اللغة ومن التداول علي الألسنة"

ويبدأ في توجيه نقد شديد جدا للمجتمع اللي بيوضع القيود للبشر ويقول :

" يولد الطفل بلا أي انا , يولد صفحة بيضاء ناصعة ومع الأيام يبدأ المجتمع بالكتابة عليها ويقضي علي نصاعتها ..ويوما بعد يوم يبدأ المجتمع بخلق قيود وأغلال ليدي هذا الطفل ويفؤض عليه التصرف وفق أسس ومفاهيم اخترعها هو المجتمع وفق قواعد لن تمنحه السعادة ولن تعطيه حرية الحركة ولا حرية التفكير انه مقيد,مساحة محدودة تحركه"

ويتحدث في نفس الوقت عن ان الانسان اناني بطبعه ومن المؤكد انه بيحب نفسه بل ان حب نفسه هو اللي بيوجهه في النهاية للعطاء للأخرين وبيقول ان ازاي لو مش بتحب نفسك هتحب العالم وتفيض عليهم بالحب الزائد "

"أولئك القابعون في الظلمة لا يمكنهم اخراج الاخرين الي النور ,أولئك الذين لا يعرفون الخلود لايمكنهم مساعدة الأخرين علي التخلص من الخوف والموت, اولئك الذين لا يعيشون حياتهم بكليتها وبشغف أولئك الذين ينشدون الاغاني غير الصادرة عن القلب أولئك الذين ابتسامتهم مجرد لوحة مرسومة علي شفاههم لا يمكنهم مساعدة الاخرين ويكونوا سعداء منشرحي القلوب ..أولئك المنافقون المدعون لا يمكنهم تعليم الأخرين مبادئ الصدق والاستقامة"

"اذا كانت شعلة حياتك مطفأة فكيف ستضئ علي الاخرين"

ويتحدث ايضا عن البداية من داخلك ويقول في الكتاب :

"اعلم انك اذا اردت تغيير العالم عليك ان تصلح ذاتك اولا عليك ان تبدأ بنفسك ومن ثم تتحول نحو الاخرين لكسب قلوبهم يجب ان ترفض اولا ومن ثم ستري المعجزة سيشاركك الاخرين رقصة الحياة..الرقص ينتشر بالعدوي كذلك الحب والعرفان بالجميل والايمان كل هذه تنتشر بالعدوي انما وقبل كل شئ يجب ان تكون حاملا بيدك شعلة الحياة التي يجب ان يراها الاخرون"

ويضع الفروق بين العطاء والعطف ويقول :

"العطاء ليس عطفا ,العطف توجه اناني يقوي الانا عندك. حين تشفق علي احد تشعر انك تمد له يدا دون ان تدري ان هناك اهانة خلف هذه الشفقة انك تذل الاخرين وتتمتع باذلالهم ولهذا فالعطف يصعب نسيانه ذلك لانه ادعاء بالتسامح والعطاء وليس تسامحا ولا عطاء لان خلفه دوافع خفية بعيدة كل البعد عن الغاية والعطاء لا دوافع خلفه فالعطاء يعني انك تملك فتعطي دون النظر لما يحتاجه الغير "

"العطاء لا ينبع منك بل من الوجود من الخلود. بينكا العطف ينبع منك انت ,هذا ما عليك فهمه العطف امر انت تقوم به اما العطاء فهو من صنع الوجود"

ويتحدث مرة اخري عن المجتمع والقانون ويعود لنقده الشديد اللهجة للمجتمعات ويقول :

"اللص الناجح قد يصبح ملكا اما اللص الفاشل سيبقي لصا. المسألة اذا ليست بكيف سرقت او كم بل في ما تمكنت من السرقة دون ان يراك احدا او لا .حتي اذا كنت سارقا ذكيا وذا مهابة فقد تصبح امبراطورا .الأسكندر الاكبر ,نعم الاسكندر الاكبر هو ليس اكثر من لص..أولئك السياسيون كلهم لصوص يحاولون القضاء علي اللصوص الاخرين,قد يكونون ضد الاحتيال ضد اللصوصية لكنهم في الحقيقة هم اكثر الناس احتيالا , هم لصوص لكنهم يتصرفون ضمن القانون"

"اذا وقعت جريمة فعلي المجتمع بكامله ان يتحمل المسئولية وان كان لابد من عقاب فيجب معاقبة المجتمع..وعلينا ان نتساءل لماذا تحول هذا الانسان الي مجرم ؟..يولد الانسان وتولد فيه طاقة خلاقة قد تتحول الي طاقة تدميرية اذا منعناه من التعبير ايجابيا عن ذاتها وكلما حاولت الطاقة التعبير ايجابيا عن ذاتها تجد المجتمع يحاول منعها من ذلك"


ويتحدث عن الحب فيقول :

"الحب احساس داخلي ,الحب فهم الأعماق .لذا ان احببت انسانا فانت تفعل ذلك تاركا له او لها حرية اختيار كيف هو يريد ان يكون دون ان تتوقع شيئا اخر فالتوقعات ادانة وتنكر له كما هو,بمقدورك فقط منحه الحب ودون التفكير بالنتائج"

ويؤكد ان حب النفس لا يتعارض مع حب الغير ويقول :

"في لبدء لابد ان تحب نفسك الي ابعد الحدود حتي تعطي الاخرين ما يفيض عنك من حب..انا لست ضد المشاركة غير اني اعارض بشدة مبدا الغيرية حب الغير اكثر من حب النفس,ان اردت مشاركة الاخرين بشئ فيجب ان يكون لديك من هذا الشئ نا يكفي لك وللأخرين"




كتاب التسامح ملئ بالحكم والحب والعطاء وهو افضل كتب اوشو من وجهة نظري وانصح بقراءة الكتاب كاملا والاستفادة من التأملات الفلسفية داخله.

No comments: