Sunday, April 6, 2008

مدينـــة للحــــياة

لم يفقد أبدا الأمل في غد أفضل ..لم يفقد في خواطره ابتسامة طفل كان سيأتي لهذا العالم ملئ ارادته..

في نفس اللحظة هناك علي بعد عالم اخر كان هنالك رجل عجوز يبحث عن امل ضائع ..يبحث عن فرصة لكي يضئ اي ظلام باي وهم لنور..ولم يستطيع..

لم يجد الرجل الأول فرصة لكي ييأس ..كل وجوه الناس شموع وقوافي ..كل نهار معبأ بأمل لا يزول ولا يزال..كل السعادة في أن تجد الناس تملك السعادة وتشاركهم التملك ليكتمل الملك..

والرجل الأخر في مدينةلا تنام من الأحزان ولكن لا تيأس دائما تحكي عن شئ يسمي الأمل ولا يعرفه الرجل العجوز..يحاول أن يفهم كيف يأمل أن يعيش الأفضل وهو لا يتنفس إلا الأسوأ..

قابل صبيان في الشارع حدثوه عن الأمل ..أرملة..شاب..فتيات ..كل البلدة تتحدث عن أمل ويحقق حلم لم يكتمل..

والرجل الأول لا يشعر أبدا ما هو الأمل هو دائما في غيبوبة سعادة لايفقدها..وكل المدينةلا تنام من بهرجة الأضواء وزينة الوجوه..

وأنقلب الحال في يوم ما ليعيش الرجل الأول أسوأ لحظات حياته من مرض شديد ويعاني ..لأول مرة يعاني منذ أن جاء الي الدنيا ..

لم يعرف معني لمعاناته يريد بأن يحدثه احد عن الأمل فلا يجد..سار بعرض الشارع وبطوله فلم يجد الشارع يعرف طريقا للأمل أو متنزه للطمأنينة..

سار طويلا سافر بلدان كي يجد الأمل المفقود في تلك المدينة من كثرة ما تعيش الأمل..ذهب بمحض الصدفة لمدينة الرجل العجوز ليجده في احد الشوارع ..

حدثه عن الأمل والحياة كثيرا حتي تعجب هذا الرجل الأول كيف تعيش مدينة مقتولة كتلك علي أمل قادم..

أخذه الرجل العجوز لمفترق طرق لمدينته ولمدينة العجوز وقال له اختار ان تعيش في مدينة بها الحياة وتفقد الأمل ..أو أن تعيش في مدينتي بها الأمل وتفتقد الحياة..

اختار الرجل المدينة الثانية ولم يكن أبدا يختارها لو كان بصحته وليس في تلك الشدة..

عاش علي الأمل سنينا حتي شفي من مرضه وعاد لمدينته القديمة فوجدها خرابا زالت الضحكة ولم يتبقي الا الامل وهو ما يفتقدوه فعاشوا في حسرة سنينا ولم يجده من ينصحهم او يحييهم في حياة افضل..

عرف الرجل أخيرا أننا كلما عشنا في المستحيل مثل الرجل العجوز تمسكنا بغد قادم لن يرانا الا ان رايناه ببصيرتنا ..كانت مدينته القديمة تري اليوم ولا تري الغد فعاشت سعيدة وانتهت حزينة ..

ومدينة الرجل العجوز عاشت حزينة ثم عادت سعيدة ..

مات الرجل العجوزمبتسما رافعا رأسه كما رأس المدينة..وعاشت المدينة الأولي حياة مثالية بعد سنين وفي وسط المدينة تمثال للرجل العجوز يمسك يد الرجل المريض ويوجهه لقرص الشمس ..

وظل هذا التمثال رمزا للمدينة ورمزا للأمل ..

والغد القادم حاضر مأمول..

No comments: