Friday, March 18, 2011

هو بجد كل حـاجة هتتغـير يعني ؟؟






بعد الثورة ياتري كل حاجة هتتغير ؟ هل فعلا اخلاقيات ما بعد الثورة هتتغير عن اخلاقيات ما قبل الثورة ؟هل الفاظنا هتتغير وحياتنا هتتغير ؟ طيب فاضل كام سنة ونبقي زي ما نكون مجتمع اوروبي بايجابياته مش بسلبياته ؟

تغيير اخلاقنا بالكامل غير تغيير عاداتنا او تقاليدنا..تغيير الاخلاق اللي اتربينا عليها بيكون اصعب ولكن في نفس الوقت جائز وممكن ولكنه بيكون اسهل بكتير لو كنا اتربينا عليها من الاول في مرحلة الطفولة
مثلا عندك الماوردي بيقول :
"فأما التأديب اللازم للأب، فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر، لاستئناسه بمبادئها في الصغر، لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً به، ومن أغفل في الصغر، كان تأديبه في الكبر عسيراً".

ولذلك مع الوقت لو بدأنا فعلا نهتم بمرحلة التربية في الصغر من خلال التعليم بالذات هنطلع اجيال افضل واكثر اخلاقا ووعيا ..يعني "التوجيه الأخلاقي" شئ واجب وضروري في مرحلة الطفولة من خلال التعليم في مدارسنا في النهاية تلاقي جيل فاضل وعلي خلق كبير ينفع مجتمعه ويفيده.

في ناس بتقول ازاي..الاخلاق صعب قوي تتغير ده احنا اتربينا عليها وكل واحد حسب تربيته من صغره والتغيير مستحيل..ولكن في اراء الكثير ان التغيير ده جائز جدا مثلا عمرو خالد كتب في مقالة بيقول :

عن الذي يدعي أن أخلاق الإنسان غير قابلة للتغيير واحد من اثنين، إما إنسان - جاهل – بحقيقة النفس وبطريقة سياستها ، وإما مستثقل للمجاهدة، باحث لنفسه عن تبرير مريح لمسلكه في الحياة حتى لا يشعر بالذنب ويحيا كما يريد بغير ضبط ولا ربط. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيّن أن الأخلاق قابلة للتغيير إذ قال: إنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر وإنما العلم بالتعلم ، فالذي يريد أن يكون كريماً عليه أن يحمل نفسه على بذل المال، والذي يريد أن يربأ نفسه عن الغيبة عليه أن يلزم نفسه الصمت ويلجم لسانه متى أراد الكلام!

وبيقول كمان عن الاخلاق وتغييرها في نفس المقالة :

"إن الذي يتأمل النواة والنخلة ويحاول أن يفهم العلاقة بينهما سيظهر له، ويخلص إلى أن النواة خلقها الله خلقاً جعل فيه قابلية النمو، حتى تكون نخلة، شريطة أن تتعاهد وترعى. كذلك الأخلاق سلباً وإيجاباً! من الممكن لخلق إيجابي ضامر أن يرعى وينمى حتى يؤتي ثماره ناضجة طيبة ظاهرة ومن الممكن كذلك لخلق سلبي متأصل في النفس بالمجاهدة والتربية أن يضمر ويذبل حتى تيبس أوراقه وتسقط ثماره الخبيثة، وينتفي من صاحبه!لو كانت الأخلاق غير قابلة للتغيير لما كان لتنزيل الشرع معنى"



وبيرجع المارودي تاني ويقول في كتابه :

"لأن الأدبَ مكتسبٌ بالتجربة، أو مستحسنٌ بالعادة، ولكلِّ قوم مُوَاضعةٌ، وكل ذلك لا يُنالُ بتوقيفِ العقل ولا بالانقيادِ للطبع، حتى يُكْتسب بالتجربة والمعاناة ويستفادَ بالدُّرْبَةِ والمعاطاة، ثم يكونُ العقل عليه قيّماً، وزَكِىُّ الطبع إليه مُسلِّماً"


يعني بيقولك لازم منسيبش النفس دون توجيه لان ده مهم جدا لان الادب مكتسب بالتجربة عكس الناس اللي شايفة انه فطرة وفي فلاسفة كتير شايفة الادب فطرة وفي ناس شايفة انه وراثة والكثير يختلف معهم بالطبع.

جون لوك مثلا كان بيقول ان هدف التربية غرس الفضيلة في النفوس..وفعلا دي حقيقة عملية التربية وعشان كده بنقول ان دور المدرسة في الصغر هو اهم دور زي ما فرويد مثلا كان بيتكلم ان اول خمس سنين في حياة الطفل بتحدد حاجات كتير في حياته وتربيته ..وكتير من علماء النفس اتكلم عن مرحلة الطفولة طبعا كأهم مرحلة لتشكيل الوعي وكل حاجة في شخصية الانسان.
يعني لو عايزين نغير المجتمع المصري فعلا يبقي عايزين توجيه اخلاقي دائما للناس لحد ما تبقي اخلاق مكتسبة بالتجربة زي ما قال الماوردي وفي نفس الوقت نغرس الفضيلة في النفس من مرحلة الطفولة في المدارس بتاعتنا زي ما قال جون لوك ولازم نهتم بالخطين دول مع بعض علي التوازي.

العالم الكبير "فرويد" بيقول
moral development is the product of aspects of the super-ego as guilt-shame avoidance


يعني من جواك انت بتحس بتانيب لما تعمل حاجة غلط او احساسك بالخجل من الذنب اللي اقترفته .


وفي علم النفس الاخلاقي الحديث :

morality is considered to change through personal development

يعني كل حاجة جوانا قادرين نغيرها اي اخلاق سيئة او عادات سلبية علي مجتمعنا او اي شئ بيخلينا نبعد عن بعض قادرين نغيره.

ساعات بيتعارض مع الاخلاق اللي بنحاول نزرعها الاشخاص نفسهم..يعني مثلا انت بتقولي لازم تحب صاحبك..طيب ولو صاحبي ده قاتل او حرامي ؟ عشان كده لازم نغير الاشخاص ونوجه سلوكهم لان ده هيوقعنا في حاجة اسمها
ethical paradox

يعني مش هاعرف ازاي احب صاحبي وهو حرامي لازم هو يتغير..او مش هاعرف ازاي مسرقش في مجتمع كله بيسرقني او ازاي مخونش حكومة كل يوم بتخونني
وعشان كده التغيير لازم يشمل الجميع في المجتمع من اول الاطفال لحد الكبار.

زي ما بنقول ان الاخلاق ممكن توجيهها لكن برضه في جانب فطري زي مثلا قريت في موضوع عن الاخلاق من فترة حديث الرسول "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" الحديث مشهور طبعا لكن صاحب المقالة اللي كاتب بيستشهد بالحديث ده علي ان اكيد فيه اخلاق بالفطرة تختلف من شخص لاخر وقال كمان ان مثلا ابو بكر مكانش بيشرب الخمر حتي في الجاهلية !

الغزالي بيقول " أن بعض الناس قد وُلد حسن الخلق بالفطرة وأن السبيل لتربية الخلق هو التخلق، ترويض النفس على مكارم الأخلاق"
واحد زي شوبنهاور مثلا بيقول ان الانسان يا اما بيتولد خير او شرير يعني الموضوع كله بالفطرة.!

اما طبعا اراء "نيتشة "من خلال كتبه وافكاره ه فده بيخليك تحط الكتاب علي جنب وتقول لا تعليق ..وطبعا احنا عارفين مأساته وادمانه الدائم اثناء كتابة كتابه عن الاخلاق ويمكن احسن كتبه هو "هكذا تكلم زرادشت" رغم طبعا الافكار العجيبة اللي فيه برضه واللي بتناقض احيانا حقيقة العالم اللي عايشينه.



طيب احنا محتاجين ايه ؟ :


أولا : هدف واحد يجمعنا :

كان كل واحد ماشي بطريقة يلا نفسي بدون مشروع يحطه الحاكم ويلتف حواليه المصريين جميعا لتحقيقه ..حلم بلد كاملة اننا نبقي زي نمور اسيا مثلا ونتقدم ونحط مصر في مكانة عالية جدا ..ويؤتي ثماره حتي لو بعد كام سنة



ثانيا: المحاسبة والمسئولية :

الاحساس بالمسئولية مش انك بتأدي وظيفتك وخلاص وانت زهقان منها ..وده مش هيحصل طول ما الاجور الموجودة دي ضعيفة جدا ومتبنيش اي حياة كريمة للفرد وفي نفس الوقت لازم كل واحد يعرف انه هيتحاسب طبعا عشان حتي لو مش حاسس بالمسئولية يخاف من العقاب



ثالثا : تغيير شامل للتعليم :

العملية التعليمية لازم تتغير بالكامل ..الكتب والمناهج والفصول وطريقة شرح المعلمين ومرتبات المعلمين ومنع الدروس الخصوصية وكل حاجة من الالف للياء في العملية التعليمية لان هي دي اللي هتقوم عليها مصر في الفترة الجاية اكيد



رابعا : المشاركة الفعالة :

من هنا ورايح لازم كله يروح يحط صوته ولازم فعلا تعرف ان صوتك امانة في اي انتخابات او استفتاء لان عصر الصناديق المتظبطة خلص خلاص ودلوقتي عصر جديد فيه بجد صوتك ليه قيمة


خامسا : الاهتمام بجميع الافكار :

واحد زي الباز مثلا او محمود عمارة او ممدوح حمزة عندهم كمية افكار وغيرهم من الشباب ومكانش اي حد بيهتم بدراسة الافكار دي او انه يبص عليها حتي دلوقتي لازم نهتم بفكرة كل شاب وكل عالم من دول عشان نبص للمستقبل صح



سادسا : تعميق الاحساس بالانتماء :

فعلا في عندنا في مصر شباب مبيحسش بالانتماء لبلده وده اكبر خطر علي مصر وعشان كده لازم نفهمهم ونعرفهم تاريخ بلدهم ونعرفهم قيمة بلدهم ونزرع فيهم افكار حب البلد والانتماء ليها تحت مقولة "متقولش ايه اديتنا مصر قول هتدي ايه لمصر" عشان نطلع جيل واعي ويقدر يدي بلده باخلاص وتفاني





المهم بعد ده كله اننا مش هنتغير بين يوم وليلة..يعني طريق التغيير لسه قدامه كتير عشان نغير اخلاق شعب كامل دي رحلة عمل شاقة جدا..عشان نعمل الرشوة والتكاسل وكل الصفات اللي كانت موجودة في بعضنا ده محتاج سنين ..يعني عشان كده انا لا اؤمن بكلمة "اخلاق ما بعد الثورة" هي كلمة ممكن تكون صحيحة لكن بعد سنين طويلة هتتحقق ومخطأ جدا من يظن ان الناس اتغيرت خلاص بدليل كمية السرقة والنهب اللي بتحصل من ساعةالثورة..طبعا الثورة مش هي السبب في ده ولا هي اللي هتغير ده..لازم نتغير من جوانا ولازم نسعي لده كويس جدا طوال السنين الجاية دي.


1 comment:

Anonymous said...

يارب مهما كان الوقت طويل يحصل تغيير كامل في مصر للافضل ان شاء الله
مقالتك جميلة جدا يا استاذ معتز كالعادة والي الامام دائما

محمد سليمان