Tuesday, October 4, 2011

كيف يستفيد رئيس مصر القادم من فترة الفتنة ؟








فترات كثيرة في التاريخ الاسلامي والعربي تستطيع ان تتزود منه بمئات الدروس السياسية بعضها اهم بكثير من دروس الفلاسفة السياسيين الاوروبيين وغيرهم من الذين قرأنا لهم من قبل ومن اهم هذه الفترات والتي لابد لأي حاكم قادم أو رئيس أن يأخذ منها الدروس والعبر هي فترة الفتنة الكبري وأيام الحسن والحسين ومعاوية بن ابي سفيان
.
كانت هذه الفترة مليئة بالأحداث العظيمة التي زلزلت الأمة وفي نفس الوقت فتوحات اسلامية كتبت للامة المجد والعزة والكرامة وكانت من اهم الفترات التي يستشهد بيها ويشير اليها بالبنان حتي الان كل الكتاب والمحللين .
دروس عظيمة ومفيدة من الحسن والحسين ومعاوية وكلمات علي أفواههم تبقي عبرة وحكمة الي الأن في السياسة وفن الحكم .



ومن أهم هذه الدروس العظيمة في فن السياسة والحكم ومعاملة الناس هي :





الدرس الأول : لا تستفد شئ من منصبك أو نسبك


عندما كان الحسن في السوق يشتري بعض الاشياء فقال له التاجر أن يأخذ قطعة من القماش هدية لانه ريحانة الرسول صلي الله عليه وسلم فقال له الحسن انه لابد ان لا يستفد لنفسه او يحصل علي شيئا لم يدفع ثمنه بسبب قرابته من الرسول وقال له ان يدفع ثمنها او يذهب لتاجر أخر .
وهو درس عظيم عن النزاهة والاستقامة والعدل بدلا من ما يحدث الان من التربح والسرقة بسبب او بغير سبب و بنسب او بغير نسب !





الدرس الثاني : كل يوم حاكم

كان معاوية قدير في فن الحكم ومن اشد السياسيين دهاءا وحنكة وكان يعرف ان اهل احدي المدن متذمرين دائما ومعترضين فقال فيما معناه : والله لو شاء هؤلاء لغيرت لهم كل يوم حاكم !

فلابد لأي حاكم ان يدرس جيدا شعبه وان يعرف طباعهم ورغباتهم جيدا .




الدرس الثالث : تواضع للرعية

عندما قال معاوية : تواضع للرعية يتواضعوا لك كانت هذه الجملة من اهم الدروس التي سار عليها اي حاكم ناجح حول العالم فالتكبر علي الشعب هو اول خطيئة وخطأ يسقط الحاكم من عرشه قبل أن يسقط في عيون الناس .




الدرس الرابع : تغليب الصالح العام


عندما تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة بعد ان كانت بداية حرب ضروس قادمة كان درس كبير للأمة في تغليب الصالح العام حتي ولو امام كرسي الحكم للامة الاسلامية .
تنازل الحسن ليجنب المسلمين الحرب وقال لا اريد ان اري المسلم يقتل أخاه وكان رجل سلاما وحكمة وعقلية نادرا ما تتكرر.





الدرس الخامس : الحذر من انشقاق الصف

فقد استغل الروم فترة الانشقاق والفتنة في تلك الفترة وهجموا علي بعض بقاع المسلمين في كل انحاء الارض ولكن عند وحدة الصف بعد تنازل الحسن عاود المسلمين انتصارهم حتي وصلوا الي القسطنطنية .
وقال الحسن : ان اعداء هذه الامة عدوهم الاكبر هو استقرارنا فعندما عجزوا عن مواجهة المسلمين لجأوا لذرع الفتن والخلافات.





الدرس السادس : إختلافنا فقط في التوقيت

كان الامام علي بحكمته وعبقريته يري ان مطالب بعض الامصار يتفق عليها ولكن اختلافه فقط في التوقيت الذي يأخذ بثأره من قتلة عثمان بن عفان .
وهنا درس عظيم ايضا ان احيانا اختلاف الرؤية والنظرة الي ما لا يراه البعض قد توقع الشعوب في الفتنة .




الدرس السابع : الحذر من الفتنة

اهم ما يجب أن يحذر منه الحاكم ويخشي علي شعبه منه هو الوقوع في الفتنة وقال الحسن في هذا الصدد : في الفتن يموت من الابرياء اضعاف ما يموت من المذنبين .
وقال : درء الفتنة مقدم عليها .




الدرس الثامن : رضا الناس

أي حاكم لابد ان تكون "شعرة معاوية" هي درسه السياسي الأول والأخير .
وهي الحكمة الخالدة التي نطق بها معاوية عندما سأل عن رضا الناس عنه فقال : "لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت فان شدوها ارخيتها وان ارخوها شددتها "

وهي الحكمة التي لابد ان تكون نبراسا لكل حاكم يضعها دائما نصب عينه في فن التعامل مع الرعية .





الدرس التاسع : الإختلاف مطلوب

بعض الحكام العرب يجدون ان الاختلاف والاعتراض مرض عضال رغم انه طبيعة بشرية تحدث عنها القرأن .
وقد اعطانا الحسن رضي الله عنه درسا في الاختلاف حينما قال : " الاختلاف سنة كونية ليس العبرة ان نختلف ولكن العبرة كيف نختلف"
فلابد ان ينظر الحكام العرب الي المعارضة علي انها مكملة لحكمه وليست هادمة له ويتعامل مع الاختلاف كسنة كونية .




الدرس العاشر : الدهاء السياسي والتخطيط الجيد

كان معاوية يريد صناعة اسطول اسلامي قوي فعرف ان الروم انفسهم يستعينون بمهارات اهل الشام لصناعة اسطولهم فقر الاستعانة بهم لصناعة الاسطول الاقوي لانه كان يري اهمية القوة البحرية في المعركة.
وسأل ايضا عن المدة التي يبقي فيها الجندي نشيطا اثناء ارساله لرسالة الي احد الامصار فقال له معاونه : خمسة فراسخ تقريبا فقرر ان يقسم المسافة كل خمسة فراسخ بمركز للبريد يتسلم فيها الجندي من جندي اخر الرسالة لايصالها .




الدرس الحادي عشر : لا تلقي الاتهمات جزافا

كان الحسن في خطبه يحذر بشدة في فترة الفتنة من تكفير الناس وقال لهم اكثر من مرة : اياكم وان تلقوا الناس بالشرك .
ورغم ان كل فئة كانت تري ان الفئة الاخري ظالمة ولكن كان عمق رؤية وقوة ايمان الحسن هو من جعله دائما يخطب بهذه الكلمات فيهم وتحذيرهم من جعل الاتهامات سهلة والتكفير مباح .



الدرس الثاني عشر : الاهتمام بالرعية

عندما سأل احد المعاونين معاوية عن الاكثار في العطايا للرعية فقال له : الرعية تدافع عنا في الحرب الا نرعاهم في السلم .
وهنا درس هام لكل حاكم في كيفية الاهتمام لرعيته والنظر اليهم علي انهم حماة الوطن ولابد ان يحيوا الحياة الكريمة بلا ذل ومهانة .




الدرس الثالث عشر : التأني قبل القرار المصيري

كانت فكرة معاوية لنقل الخلافة الي ابنه يزيد هي من فتحت باب الفتنة مرة اخري عندما ارسل اهل الكوفة يبايعون الحسين لانهم رأوا انه الأحق بالحكم .
وكانت فكرة معاوية جديدة في عصره ليسد ابواب الفتنة ولكن رأي البعض خطأ القرار وانه كان لابد من الالتزام بالطريقة التي سار عليها من سبقوه بان يستشير وتتم المبايعة ولا يصبح للامة خليفتين .
فهي درس للتأني جيدا قبل اي قرار مصيري يهدد كيان الأمة .





لابد ان يستفيد اي حاكم قادم بدروس من هذه الفترة المليئة بالاحداث السياسية وزخم الحروب والاحداث العظيمة .


No comments: