Thursday, January 19, 2012

التعليم المصري ما بعد الثورة المفروض يكون ازاي ؟





الكل بيتكلم عن التعليم المصري وانه في أسوا حال والكل في مصر بيدور علي خطوات للنهوض بيه في كل البرامج الرئاسية والحزبية ..وفعلا حال التعليم المصري والخريجين اصبح في خبر كان من زمن طويل بسبب سياسات وخطط النظام السابق الفاشل في الادارة بشكل كامل .

خطط كتير اتكلمت عن تغيير جذري لنظام التعليم المصري وخطط تانية قالت لازم من زيادة الجانب العملي لان كل تعليمنا نظري وقايم علي الحفظ وناس اتكلمت كتير عن اهمية التعليم الابداعي وكل دي اشياء هامة جدا لو فعلا عايزين نطور التعليم ولكن هاتكلم عن مواد معينة محتاجها كل طالب مصري عشان يركب السفينة بقي ويناطح الاوروبيين في كل المجالات ..مواد ممكن تكون صغيرة وبسيطة ولكن دراستها من الصغر فعلا تغير معلومات الطفل ونمط تفكيره شكلا ومضمونا مش مجرد حفظ وخلاص لدرجة ان مدارسنا بتحفظه حتي الشعر وهو مش فاهم ولا كلمة فيه يعني حتي الاحساس بالقصيدة معدوم في مدارس مصر !


مواد هامة جدا هتلاقي معظمها بيتدرس برة في مدارس امريكا واوروبا وطبعا تفتقدها مصر بشدة وكل طالب محتاج لتعلم نوعيات المواد دي وهي :




أولا : مادة النظام :


طبعا احنا عارفين ازاي كل طالب مصري بيرجع بيته يرمي الشنطة ع الارض ويخش اوضته يرمي الهدوم بشكل عشوائي وبعدين يخش ع الغدا بتاعه وهو حتي مش غاسل ايده ..مش كله بيعمل كده ولكن كتير من الطلبة بتعمل كده ولو قولتله خليك منظم او رتب حاجتك يشوف ان دي حاجة تافهة ومش مهمة رغم انها ممكن تغير حياته بشكل كامل وتأثر علي بلد بحالها .

غالبا المراهقين بيشوفوا الموضوع بتاع النظام ده بشكل سطحي وبيعتبروه مجرد شئ جانبي مش اساس حياة عكس الاوروبيين والامريكيين واليابانيين وكل الجنسيات اللي بيتربوا علي النظام من صغرهم من المدرسة وده من اهم الحاجات اللي خلت دول كتير سبقتنا وخلت مصر في مؤخرة الدول وخلتنا دولة بلا تجربة لان مافيش تجربة هتقام علي الفوضي ..الفوضي اللي اتعلموها في المدارس بتنقلنا لفوضي الشارع والقاء المخلفات في كل مكان من شبابيك العربيات والمرور فوضوي وكله عايز يعدي ومافيش اشارة مشارة اساسا ولا اماكن لعبور كبار السن زي برة وكله قايم علي الفوضي عندنا .

لو يكون في مادة في المدارس تنصحهم باهمية النظام في حياتهم وفي بيتهم من اول الدولاب وطريقة الاكل وعبور الطريق هيأثر ده علي البلد كلها وهيخلق جيل كامل منظم عارف خطورة الفوضي ومدي تأخيرها لكل حاجة لان المرور والمواصلات من اساسيات التنمية في كل دولة فما بالك اننا تقريبا بلا نظام مروري في مصر وكل حاجة عشوائية .

ويكون حتي النظام والتحكم في كل حاجة في حياة الطالب من صغره ونربطله ده بكيفية خلق الله للدنيا باحكام ونظام متقن وازاي الصلاة نظام والصوم نظام واتجاه القبلة نظام وجسمنا قائم علي النظام وعقلنا قائم علي الخرائط الذهنية والنظام واقوي سيمفونيات اي اوركسترا نظام وكل حاجة جميلة وقوية بتبدأ بالنظام وعمر الفوضي ما بتخلق شئ جيد عكس ما البعض موهوم ان الفنان فوضوي دي من الاخطاء

الشائعة بقوة ونشوف مقولة اينشتاين عن النظام وعدم الفوضي اما بيقول :

"Out of clutter, find Simplicity. From discord, find Harmony. In the middle of difficulty lies opportunity"

لو بس نتعلم ازاي يكون الطابور حتي وازاي ننجز اي هدف بنظام واحكام وازاي يبقي كل حاجة بمواعيدها ومحدش يمشي مخالف في اي شارع هنبقي بلد منظمة ودي اول خطوة للتقدم وده بيبدأ من الصغر.




ثانيا : مادة الحقوق والواجبات :

كتير من المصريين ميعرفوش حقوقهم ايه وواجباتهم ايه وازاي ان الواحد لازم يأدي واجباته عشان يبقي فعلا ليه الحق في المطالبة بحقه ولازم كل واحد في مدرسة يبدأ في التعرف علي الدستور بتاع بلده واهم القوانين فيها كمان اللي بتأثر علي حياته اليومية .

الكل برة عارف كويس قوي حقوقه وازاي يقدر يشتكي الموظف المسئول عن خدمة معينة بسهولة ويسر وياما تم رفع قضايا علي اكبر الشركات برة وبيكسبوها مش بس مجرد شكوي اللي احنا حتي مش عارفين نشتكيها.

الكل بيتحكم في المواطن اللي ميعرفش حقوقه ومعرفش ازاي يجيب حقه من اللي ظلمه لان النظام عندنا في مصر قائم علي ان الشكوي لله فقط رغم ان كل الجهات ليها جهة مسئولة عنها تقدر تشتكي ليها حتي الشرطة في كل دول العالم الا مصر .

ولازم كل مصري يعرف كمان انه مقابل الحقوق اللي ع الدولة دي لازم يؤدي كل واجباته قدام بلده ويشتغل بضمير وبذمة وميخالفش القواعد بأي طريقة ويحسن معاملة الناس في شغله طوال اليوم مش زي عندنا اما الموظف بيطلع غضبه عالناس عشان حتي ظروف بيته !

ولازم نعرفهم حدود الحرية وان مافيش حرية مطلقة ومقولة "انت حر ما لم تضر" يفهموها بشكل واضح وده ظاهر في العالم الغربي بشكل لافت وان مع الحرية الكبيرة اللي عندهم برضه في قيود ومعايير اخلاقية وتناقش في الكونجرس في امريكا وايضا في مجلس لندن قضايا اخلاقية كثيرة تخص الطلبة .




ثالثا : الأخلاق والجنس :

يعني فيه ناس بتسميها الثقافة الجنسية وطبعا ناس كتير فاكرة انها قلة ادب مع ان الجهل بيها هو اللي بيأدي لقلة الأدب في الأخر ..مش لازم تدريسها بشكل فج وقبيح زي برة اما بيعلموا الطلبة في المدارس ازاي يلبسوا "الواقي الذكري" طبعا مش ده المقصود انما عندنا كمجتمع شرقي ممكن تكون الفكرة علي الاقل ان يتم تهذيب الفرد جنسيا يكلموه عن اخطار الافراط في العادة السرية ومضار ده علي جسمه وحاجات تانية ومعلومات صحية كتير عن اعضائه التناسلية اللي هتفيده مدي الحياة انما للأسف البعض دايما بيتكلم عن الجنس بتريقة وانها هتبقي مادة للافكار القذرة فقط وده مش صحيح بالعكس ده هام جدا ان اي مراهق يعرف طبيعة جسمه وتفاصيل حياته الجنسية كاملة بشكل مهذب ومحترم وكأنها محاضرة دينية عن الموضوع ده .

وتسمية المادة بالاسم ده احسن كتير من اسم الثقافة الجنسية انما نسميها الاخلاق والجنس يعين اما نربط الاخلاق بالجنس هتحس انها بشكل غير مباشر هتأدي لفهم المعلومات بشكل صحيح واستيعابها بالشكل المطلوب مش بالشكل اللي البعض عايز يفهمه بيه بشكل ساخر وافكار منحرفة .




رابعا : التفكير :

غريبة قوي ان مادة تكون اسمها "التفكير" ولكن مش غريبة ولا حاجة اما نعرف ان كان في وزير للذكاء في العالم واسمه ماتشادو في فنزويلا وده عمل اكبر مشروع للذكاء في الثمانينات وكانت فكرة الذكاء عنده هو تعليم التفكير بشكل صحيح وطبعا التفكير خارج الصندوق والتأمل والقراءة السريعة وحاجات تانية كتير في الإطار ده .
لو علمنا اولادنا التفكير بشكل سليم في المدارس في حصص معينة بدل الحفظ وخلاص ولو علمناهم المناقشة بدل التلقين بغباء هنبقي مجتمع فعلا مقبل علي نقلة كبيرة وقفزة مجتمعية هايلة للأمام .

ومناخدش اي موقف الا قبل التفكير كويس وبعمق في الموقف والنظر اليه من كل جوانبه وكل تفاصيله .
والمثل بيقول
Action without thought is like shooting without aim

الطلبة المصريين من ابتدائي لحد الجامعة وحتي في الجامعة متعودوش ابدا يقولوا رأيهم او يناقشوا استاذهم في اي حاجة لازم تحفظ وبس لان المناقشة في نظر التعليم المصري هي مجادلة فقط !!
مافيش ابدا سؤال اسمه "قول رأيك" هتلاقي كل الاسئلة عبارة عن "علل" وطبعا تعليلك لازم من الكتاب ميطلعش سطر من برة وتقول بالحرف وبس .




خامسا : مواد مساعدة :

في بعض المواد المساعدة اللي المفروض الطالب ياخد عنها فكرة من صغره لانها بتساعده كتير في حياته زي مثلا الخرائط الذهنية او اساليب القراءة السريعة او التنمية البشرية بشكل عام سواء كتب اجنبية زي مثلا ستيفن كوفي وغيره من المشاهير او عرب زي ابراهيم الفقي .
ولازم الطلبة ياخدوا ولو نبذة عن الكلام ده كله لانه ممكن يغير اسلوب حياتك بالكامل ويخلي الجيل كله مختلف تماما في سوق العمل واكثر انتاجية فعلا .




سادسا : طوارئ :

طبعا دي مادة تكون ازاي الواحد يتصرف في الظروف الطارئة علي فكرة الحكاية دي موجودة بس بشكل عقيم جدا وعبيط في بعض المدارس المصرية .انا اقصد بالطوارئ زي مثلا الاسعافات الاولية في الظروف الطارئة او ازاي تتصرف في وقت زلزال او اي حدث زي كده وكان في بعض المدارس بتناقش ده بشكل غير عملي علي الاطلاق برضه حفظ وصم وخلاص وبتكون مش مادة اصلا ده نشاط الطلبة بتروحه عشان تزوغ من الحصص !

في الخارج فيه اماكن مخصصة لمحاكاة الزلازل بشكل كامل بتكون الاوضة بتتهز بالكامل وانت بتحجز للدورة دي وبتخش بشكل عملي لغرفة كلها ارتجاجات كانك في زلزال للتدرب علي الموقف بشكل تفاعلي وتشوف ازاي تقدر تتصرف فيه حسب التوجيهات اللي هتدرسها .



سابعا : ادب الحوار :

ده مش كتاب ادب الحوار في الاسلام وبس لا لازم تكون في حصص كاملة في ادب الحوار لان زي ما احنا شايفين اجيال كاملة سياسيين ورجال دين وعلماء وفنانين والوف البشر من العرب يفتقدوا تماما لاسلوب محترم في الحوار والاختلاف مع الاخر في كافة المجالات سياسة او اقتصاد او فن .

وشوف اي مناظرة عندنا في اعالم العربي ما هي الا معركة تدور رحاها علي شاشة التليفزيون والمذيع اشبه بالمحجزاتي بين الطرفين اللي فعلا عايزين يضربوا بعض.
يكون محور المادة دي ازاي توصل وجهة نظرك بلباقة واحترام ومتفتيش في اللي متعرفوش وتزعق وخلاص لازم تقول ساعات "معرفش" لان ده احترام لنفسك وللي قدامك مش اي حاجة تفتي فيها وخلاص وللأسف ده طبع عربي اصيل .

ولازم كمان نتعلم ازاي منرتفعش بنبرة الحوار مهما كانت الحماسة وحاول تحول حماستك لأدلة ومعلومات اكتر بدل صوت عالي علي مافيش زي برامج كتير تزعق ومتوصلش حاجة في الاخر.

الاسلام علمنا ادب الحوار ولكن للاسف تلاقي حتي الشيوخ ساعات بيتكلموا باسلوب تهكمي سوقي بديلا عن اللغة العربية العظيمة وتكون ركاكة الاسلوب وضعف الصيغة هي سيدة الموقف .

ولازم نوصل للأجيال دي فكرة "الاختلاف" واهمية الاختلاف في حياتنا وانه منبع للافكار ومصب للابداع .
ولازم نعرفهم ان الانظمة الديكتاتورية فقط هي اللي مبتسمحش باي ذرة اختلاف ولا تعددية وبتحاول تذرع كده في الناس من صغرهم ولكن حان الوقت اننا نزرع في اجيالنا الجديدة الاختلاف ولكن باحترام
الاختلاف في حدود اللياقة الاختلاف الثري الخلاق وليس اختلاف الاهانات وانعدام الاخلاق .



ثامنا : عادات صحية :

يعني نكلمهم عن التغذية السليمة والابتعاد عن المأكولات السريعة ونبين ليهم خطرها ونكلمهم عن السمنة المفرطة واخطارها ومعلومات مفيدة بالشكل ده وبعض تمارين اللياقة وحاجات تخص صحتهم فقط لان الطلبة غالبا لحد الجامعة بيطلعوا مش عارفين اي حاجة عن المواضيع دي بسبب مناهجنا الفاشلة اللي مبتديش حتي نبذة ولو صغيرة عن اي حاجة من دي .
نكلمهم عن الاحساس بالشبع وان الانسان ميبقاش مجرد اله لنسف الطعام وخلاص لحد ما تلاقي جسمك وصل لوزن مهول وتندم بعد كده ونكلمهم عن اهمية النضافة عموما في حياة الطالب من اول المدرسة لحد البيت .



دي بعض المواد او كتيبات صغيرة المفروض الطالب المصري يعرف نبذة عنها بدل ما يتخرج من الجامعة وهو ميعرفش الا اللي في الكتب وبس ..مواد زي دي ممكن تغير حياته كلها وتغير شخصيته بشكل كامل ويبدأ يفكر في كل شئ حواليه ويضيف للمجتمع بدل ما يكون الة للحفظ والتلقين .

وفي الخارج بيناقشوا اي حاجة في الامور اللي تخص الطلاب حتي اللي يشوفها العرب امور هايفة لدرجة انهم ناقشوا في الكونجرس كمية البطاطا اللي بيستهلكها التلاميذ في المدارس الامريكية وقالوا ان لازم يكتروا من الفاكهة جوة المدرسة بدل استهلاك المواد اللي تسبب البدانة ..يعني شوفتوا بيوصلوا باهتمامهم بالطلبة لحد فين ؟

لابد من تطوير التعليم المصري بشكل جذري وعاجل لان الطالب المصري باستمراره بالنظام ده هيكون في خطر وهيكون بالنسبة للطلبة في كل مكان في العالم شئ قديم ومجرد اثار بالنسبة للي هم درسوه وعرفوه واتعلموه في كل اوروبا والدول العربية كمان .

4 comments:

قلم جاف said...

تحية احترام وتقدير على جرأة زميل جرؤ على التفكير في التعليم في الوقت الذي أسقطه جميع مرشحي الرئاسة والأحزاب السياسية من حساباتهم.. تحية احترام لمن لا يزال يصر على التفكير في وقت أصبح فيه التفكير مثل التدخين ضاراً جداً بالصحة..


عن نفسي اجتهدت في طرح أسئلة أيضاً تصب في محاولة تخيل تعليم ما بعد الثورة ، طالباً من هؤلاء الساسة إعطاء الناس أجوبة واضحة وشافية في مسألة بهكذا خطورة :

http://egyptian-ta3leem.blogspot.com/2012/01/blog-post.html

Anonymous said...

موضوع متميز جدا استاذ معتز وياريت فعلا يكون في خطة تعليمية واضحة المعالم في مصر
تحياتي لحضرتك ولمدونتك القيمة

معـــــتز هــاني سعد said...

الف شكر ليك
واكيد لازم يكون هدف كل مرشح رئاسي الفترة الجاية التفكير في العملية التعليمية مش عارف هم ليه تجاهلوا الموضوع فجأة ومافيش خطة تعليمية واضحةالمعالم من قبل المرشحين كلهم واحنا في النتظار خططهم والنهوض بالعملية التعليمية ان شاء الله في مصر

Anonymous said...

لان المستقبل بتاع ربنا وشكرا