Tuesday, July 10, 2012

فلنتعلم من التاريخ جميعا







دائما ما نسمع مقولة "التاريخ يعيد نفسه" والتاريخ حافل بالدروس العبر التي من المفترض ان يستفيد منها دائما أهل الحكم وأهل السياسة ولكن كثير من حكامنا العرب للأسف لا يريدون التعلم من التاريخ ولكن فقط ان يظل يعيد نفسه وهم علي كرسي العرش بلا استفادة من دروسه ولا عبرة من مأسيه.

والتاريخ يعطينا العديد من الدروس للجميع علي حد سواء..ولابد ان نستفيد جيدا من دروس وعبر واحوال التاريخ وللثوار دروس وللفلول ايضا دروس وللحاكم نفسه دروس ومن هذه الدروس التي نستفيد منها جميعا :



1 - السعي الدائم للحرية :

 كان "نهرو" من الشخصيات العظيمة والبارزة علي الصعيد السياسي وكانت له عدة رسائل يتحدث فيها عن التاريخ متحدثا عن وثيقة  "الماجنا كارتا" وكما ذكر نهرو انه منذ عهود والامم تتجه للحد من قوة الملك او ان يصبح منفردا بكل شئ ففي عام 1215 أعلنت "الماجنا كارتا" او كما تسمي "الميثاق العظيم للحريات" لكي لا تكون حرية الملك مطلقة بسبب إستبداد الملك "جون الأول" وكانت تشمل أكثر من سبعين بندا للمملكة .

وكان "شارل الاول " في انجلترا يشتاط غضبا عندما قدم اليه البرلمان "طلب الحقوق" وهي وثيقة بارزة تقول للملك ان هناك امور كثيرة محرمة عليه فليس من حقه ان يفرض ضريبة او يسجن أحدا بغير فثار شارل غاضبا وامر بحل البرلمان

 ونتيجة هذا الطغيان من الملك حدثت بعد سنوات الحرب الاهلية الملك والنبلاء والجيش في جانب والبرلمان في جانب مؤيدا بالتجار والاغنياء واهالي لندن وظهر القائد "كرومويل" ونظم جيشا جديدا وانتصر كرومويل وسقط الملك في يد البرلمان ثم في عام 1679 قطعوا رأس الملك بعد محاكمته علي أفعاله وفساده.
وزادت قوة انجلترا في عهد اللورد كرومويل وتفوق اسطولها واصبحت سيدة .

وايضا كان برلمان فرنسا الثائر الغي اعفاء النبلاء من الضرائب والغي حتي الألقاب ليحصل الشعب علي حريته وحقوقه.





2- لا تصدق كل شئ دون تدقيق فالمكائد تدور :

فعلي سبيل المثال في 1774 قال جورج واشنطن "لا يوجد عاقل واحد في امريكا يريد الاستقلال" ثم اصبح اول رئيس جمهورية امريكية مستقلة !

وايضا ابن احد اخوة نابليون" لويس بونابرت" تظاهر بانه من انصار الحرية فالنتخبوه رئيسا للجمهورية الثانية الجديدة وكانت خدعة ليصل الي الحكم فقام بانقلاب وطغي وسمي نفسه نابليون الثالث وهكذا انتهت الجمهورية الثانية في فرنسا .


في كتاب "وبدأ العد التنازلي" قال مصطفي محمود ان "روتشلد" لما رأي الدائرة تدور علي نابليون اطلق الحمام الزاجل الي انجلترا بخبر كاذب ان انجلترا انهزمت مما ادي الي انكسار الجنيه الاسترليني وهبوطه ثم اسرع الي انجلترا ليشتري كل ما امكن من ملايين الاسترليني برخص التراب لينتظر الخبر الحقيقي وهو انتصار انجلترا ثم يعود ليبيع التراب بسعر الذهب .

وكمثال أخر هو مكر موسوليني عندما دخل موسوليني بني غازي لبس عمامة الاسلام وقال انه جاء لينصر دين محمد !!






3- إحذر من الإنقلاب علي الثورة فأحيانا الفلول تنتصر :

تيموشينكو في اوكرانيا هي احد أبرز رموز المعارضة في فترة الثورة البرتقالية وسرعان ما عاد خصمها الي الساحة مرة اخري وبدا في تلفيق قضية لها لتنال حكم سبع سنوات لتخلو له الساحة لممارسة سياساته ومازال الشعب يعتبرها بطلة الثورة ورمز لهم الي الان والحكم الذي صدر قد اثار مشاكل كبيرة في العلاقات بين اوكرانيا والعديد من الدول ووصفه البعض بالحكم الظالم .


وأيضا كمثال من كتاب نهرو ..بعد الثورة الفرنسية كانت قوي الثورة قد انهكت فانقلبت علي نفسها ثم جاءت الثورة المضادة فابتلعت الثورة الاولي وخرج نابليون ديكتاتورا جديدا .

ودائما ما تواجه الثورات محاولات لقمعها والعديد منه فشل علي مر التاريخ وفي كتاب الثورات الكبري يقول الكاتب  "الفائدة تبقي ضئيلة اذا لم تصاحب الثورة ثورة اجتماعية ايضا" وقال ان الثورة الانجليزية مثلا كانت ثورة اجتماعية ايضا لانها سمحت بمشاركة الطبقة الغنية للملك في سلطة الحكم.

عام 1848 كان في اوروبا هو عام الثورات ومعظمها فشل فمصلا فشلت واخمدت ثورة بولندا وثورة شمال ايطاليا ضد النمسا والثورة الهنغارية الكبري ضد النمسا وبعد سنتين من المقاومة اخمدت ايضا.
وكانت دول اوروبا تحاول كبت الثورة الفرنسية في بدايتها وكان دانتون قائد الثورة يقول "لقد تحدانا ملوك اوروبا فالقينا اليهم برأس واحد منهم".








4- ثمن الثورات :

كما ذكر الكاتب معتز بالله عبد الفتاح في مقالته الشهيرة "ثورتنا فى ميزان الثورات" عن بعض الاثمان التي يتكبدها الشعب احيانا من وراء مطلب الحرية الأسمي وقال من بعض هذه الاثمان :

الولايات المتحدة فى عام 1779 (أى بعد 3 سنوات من ثورتهم) عانت معدل تضخم بلغ 400 بالمائة.

 إن إندونيسيا وبوليفيا والسلفادور شهدت انهيارات اقتصادية حادة بعد ثوراتها مباشرة لدرجة أن السلفادور كانت على شفا إعلان إفلاسها.
وبالطبع تحدث عن "ثورة المقصلة" الثورة الفرنسية التي راح ضحيتها الالوف .






5- التحول الي ديكتاتور :

نعرف الكثير من الطغاة في العالم ولكن بعض القصص في التاريخ تشير الي تحول كامل في شخصية من يتحدث بإسم الحرية ثم ينقلب الي دموي سفاح ديكتاتور ومن هؤلاء هو "روبسبير" أثناء الثورة الفرنسية  كان من رموز الثورة وفجأة انقلب الي دموي بشكل غريب وظالم وقتل الالوف علي المقصلة لدرجة ان البعض اصبح غير قادر علي التنفس من رائحة الدم التي تفوح من حول المقصلة وكان من اشد المعارضين ثم بدأ يصفي خصومه بعد الثورة ويقتلهم علي المقصلة تدريجيا بشكل بشع

لدرجة ان "دانتون" من رموز الثورة الفرنسية قال عند موته  "الحاجة الوحيدة التي أنا نادم عليها أنني سوف أعدم بالمقصلة قبل الحيوان الذي يُدعى روبسبييرو"
لقد قتل روبسبير الجزار حتي صديقه السابق وشريكه في الثورة "دانتون" ولم يرحم احد ولكنه حصل علي جزاءه في لانهاية وتم اعدامه علي نفس المقصلة التي قتل عليها الالوف .





6- حرق التاريخ :

كل من يأتي علي مر العصور يحاول احراق من قبله منذ ايام الفراعنة وكل حاكم يأتي يحرق أثر من قبله دائما ويزيل صورته من علي المسلات ويحرق له كل أثر في الحياة ..ومن ما ذكره الكاتب "محمود السعدني" في كتابه "مصر من تاني" بعض الامثلة علي هذه حيث قال "عندما قتل محمد بك ابو الدهب سيده علي بك الكبير الغي كل القوانين التي سنها سلفه ورد الاموال والاملاك المصادرة الي أصحابها وعفا عن كل المنفيين خارج مصر وسب سيده واتهمه بكل رذيلة مع ان التاريخ الحقيقي يقول ان لو ان علي بك الكبير استمر في السلطة لتغير تاريخ مصر لانه هو اول من حاول بناء الدولة المصرية في العصر الحديث واتخذ اجراءات اجتماعية حاسمة .

ومن القصص التي ذكرها ايضا في نفس الكتاب "عندما مات الخليفة الاموي في دمشق ابلغ الحاجب ولي العهد الوليد بن عبد الملك بنبأ موت الخليفة وكان يعيش منفيا في احدي القري الواقعة بين العراق والشام فأمر ولي العهد بان توضع كل متعلقات دار الخلافة في حرز حريز حتي يعود الي دمشق من منفاه ولكن الخليفة المتوفي استيقظ فجاة في المساء وتبين انه كان في إغماءة طويلة وبعد ان استيقظ طلب شربة ماء فجاءه الخادم بشربة ماء في كوز صفيح وكان للخليفة  طاسة من الذهب يشرب فيها الماء فطلب الطاسة الذهب ولكن الخادم اعتذر له لان الخليفة الجديد امر بتحريز الطاسة  فلما سمع الخليفة القيدم الخبر شهق شهقة طويلة وفارق الحياة قبل ان يشرب الماء !!





7- العدالة مطلب الشعوب :

التاريخ الاسلامي حافل بالأمثلة علي العدالة وتحقيقها وايضا كانت من شروط اختيار الامام ومنها قصص لعمر بن الخطاب حينما قال جملته الشهيرة "اضرب ابن الاكرمين" وسيدنا محمد عندما قال "لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" والعديد من الامثلة

وهناك مثال بارز وهو السلطان "سليمان القانوني" عاشر سلاطين الدولة العثمانية وقصصه الشهيرة في تحقيق العدالة ولو علي اقرب الناس له حينما امر باعدام زوج اخته رغم العلاقة بينهم ولكن لانه كان فاسد الذمة المالية ! وهو ما لا يمكن حدوثه في عصرنا الحديث الا في دول تحترم قيمة العدالة وتحترم الحق وتراه سيفا علي رأس الكبير والصغير وهو ما لا يحدث في دولنا العربية من عهد بعيد منذ ان تملكها وحكمها الطغاة امثال مبارك وغيره ونأمل ان يعود عصر العدالة مرة اخري كعدالة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز الذي كان من اروع الامثلة في العدل والحق في تاريخ الاسلام وكان كان يدوردائما ما يسأل الناس : هل من مريض فأعوده، هل من أرملة فأقوم عليها، هل من جائع فأطعمه؟


بالطبع لا نغفل ان الكثير من الدول الغربية ايضا تطبق العدالة ولو علي حكام الدولة والامثلة كثيرة مثل محاكمة شيراك او معاقبة احد الوزراء بسبب مبلغ مالي زهيد وغيره من الامثلة الشهيرة في العالم الغربي الذي يطبق القانون علي الجميع وكانه التزم بتعاليم الاسلام ولم تلتزم حكام العرب به للأسف رغم ان اقوي واغلب الدروس في تحقيق العدالة هي عربية اسلامية وكأنهم هم من تعلموا منا الحق والعدالة ورفضها الطغاة الحكام العرب .



فالتاريخ هو المنهل الذي لن نرتو منه ابدا من قصصه وعبره وحكاياته وحتي اساطيره وياليت الحكام يستفيدون من دروس واحوال التاريخ .

1 comment:

Möbel Umzug Wien said...

شكرا ع المجهههود