Thursday, November 1, 2012

الروتين المصري قبل الثورة وبعد الثورة ..بالصلاة علي النبي يعني واحد





كلنا مجربين الروتين المصري
وطالعين عيننا مع كمية البيروقراطية وملل الإجراءات الحكومية في اي مكان سواء المرور او المحاكم او الكهرباء او اي جهة من دول.
يكفي انك تقضي فيها ساعة واحدة تخليك ماشي تقول "بررررلم" وتكلم نفسك في الشارع..يعني تقدر تقول "الروتين المصري أم الاجنبي"

تجارب كتير مريت بيها في الروتين المصري لكن المرة دي شوفت الويل فعلا شوفت فيلم كوميدي كامل في 3 ايام روتين مصري وفعلا حصري حصري يعني.
طبعا يبدأ اليوم من واحد قاعد في عربية قدام المرور ويقول "يافتاح يا عليم يارزاق يا كريم" والجملة دي المفروش انها مبشرة بس عندنا في الروتين المصري هي جملة روتينية توحي بان اليوم مش
معدي والمصلحة مش هتتم بأي حال !!

زيها زي جملة "اصطبحنا وصبح الملك لله" تبان كده انها جملة دينية وفيها امل ..ولكن هي بتتقال عندنا في المصالح الحكومية دليل علي ان اليوم هيكون "حمادة بالجنزبيل" .


والأستاذ "ديك" دايما برضه من الشخصيات الواجب تواجدها في اي مصلحة حكومية..ممكن واحد يسأل مين الاستاذ ديك ..أقوله اللي بيكون قاعد طول اليوم في الطابور يقول جملة واحدة "يا ديك أمي"..!!!
ده بيكون ليه دور مهم في تطفيش الناس وغالبا الناس بتقعد تواسيه وساعات بيطفش في الاخر لان الديك جاب اخر خلاص والحكومة طلعت عينه من كتر الطوابير من الصبح.

غير الاستاذ ديك..في الاستاذ "سنة حلوة" بتاع "كل سنة وانت طيب"  ..كل حاجة بيحولها مناسبة..يقف جنبك لقاك خلصت الورق يقولك "كل سنة وانت طيب"
ركبت نمرة عربية "كل سنة وانت طيب"  عملت اي حاجة "يبقي كل سنة وانت طيب"  هز جيبك يعني ولاغيني ..او بالمصري "ابجني تجدني"

هو ليه راسم الابتسامة الكبيرة دي مع ان دي مش عربية فيلم "ترانسبورتر" ولا عربية جيمس بوند !! دي مجرد نمرة لا راحت ولاجت..بس هو لازم يصطبح يعني..
او زي ما بيقولوا  "يعمل استمورننج بالكام اهيف اللي هتديهومله"  ..ايه اللغة دي ؟؟ معلش انا دخلت المرور ولازم اتكلم باللغة الصح يعني .



تكون داخل علي المرور تلاقي توكتوك جاي في وشك واحد جنبك يقول "امتي بقي يشيلوا التوكتوك من جوة البلد دول بيعملوا بلاوي" ..وبعدين نتفاجئ انا وهو ان ظابط نازل من التوكتوك !!
نبص لبعض ونقول بجملة معبرة "هي دي مصر يا عبلة" .
توكتوك ايه اللي هيشيلوه ده الرئيس حياه والظابط قاعد جواه يبقي خلاص يا باشا انساه .
طبعا اكيد مش بياخد من الظابط اجرة ولا العساكر ولكنه موقع معاهم اتفاقية زي الاتفاقيات الدولية "الأمن مقابل الغذاء".. وكله في الأمان .

وتقف في طابور المرور والناس تقول "هو جه ولا مجاش"  ويفضل السؤال داير لمدة ساعتين هو مين يا اخواننا اللي جه ولا مجاش واحد يقولك "الظابط" ..
الظابط في المرور اشبه بمستر اكس كل الناس منتظراه لحد ما يخش بنضارته السودا يبص عليهم بصة كده من تحت النضارة ويمصمص شفايفه ويخش المكتب ويتحول السؤال الي "هو الباشا هيخرج امتي من المكتب"  !!

وكلنا في انتظار خروجة الباشا الكبير وسلام مربع للباشا اللي هيتكرم بنظرة للعربية عشان تحط نمر ممكن تطلع نمر شتيمة في الاخر زي مثلا "ه ف أ"  ولا "ع ر ه" ولا حاجات من النوع ده وانت وحظك يا برنس ده الموضوع وصل للشتيمة بالانجليزي كمان  زي "د و ج"  !! يعني بتشتونا بكل اللغات يا حكومة .


طبعا جوة المرور مهنة اختراع مصري اسمها "المخلصاتي" ده واحد بياخد منك قرشين ويخلصلك الورق اللي مستحيل تخلصه لوحدك ولو قعدت للصبح لان قدام الورق الحكومي كله بيبقي باشا يعني اي موظف كده بيعيش دور الباشا وانت بتمثل مشهد "الارض لو عطاشانة" وبيذل اهلك جوة.

المهم يخرج الظابط ونضارته في ايده وساعات بيحطها علي طرف شفايفه وكانه بيقولنا زي خالد صالح في فيلم تيتو  "أنا بابا يلا" .
ويتحول الوضع الي المرحلة التالتة في الروتين المصري "هو الظابط هيدخلنا امتي بقي" !!

تشاء الظروف اني اكتشف ان الحرامية بقي ليهم رتب يعني الحرامي بقي بكل فخر بينادوه قدام الجميع  ويقولوا "يا حرامي" ..الحكاية ان المفتاح علق بتاع العربية سألت كام واحد معرفش وبعدين قالولي مافيش غيره "حمادة الحرامي" ..والغريبة ان حمادة الحرامي ساكن ورا جهة حكومية وهي المرور ويدخل حمادة الحرامي بكل فخر واعتزاز ويظهر وكانه بيمشي بالبطئ من كتر الثقة  زي مشاهد الافلام والكل يوسع لانه هيحل مشكلة المفتاح ويدخل العربية ويحاول.

يعني انا سايب جوة العربية حرامي بشحمه ولحمه عشان يحل المشكلة ..مصر فيها العجب برضه ..حرامي متعاون ومخلص للوطن وللشعب.

ويخرج الحرامي من العربية ويبصلي نظرة كانه لسه مخلص كشف ويقولي "المفتاح لوك جوة ماليش فيه " ويخرج الحرامي من العربية بخفي حنين في مشهد مهيب والكل يوسعله ويحني رأسه احتراما للحرامي الخبرة والغريبة انه لابس مخطط زي عصابة القناع الاسود بالظبط فاضله نمرة علي صدره ويبقي مشهد خرافي .

المفتاح دلوقتي معلق وواحد واقف ورايا في الطابور لكن تشاء الظروف ان اللي ورايا كان الاستاذ ديك شخصيا ..وقال في صوت جهوري "هي العربية وقفت..ياااااا ديك أأأأأأأأمي" !!
ومشي من الطابور خالص ومش بعيد يكون راح انتحر لان بعد كل الطابور ده العربية عطلت قدامه ومافيش مكان يعدي والظابط هيقفل الباب يبقي يا ديك امنا كلنا النهاردة ..

المهم المفتاح دار بالصدفة مش عارف كانت ايه المشكلة بالظبط ولقيت الطابور قدامي بدأت تدب فيه روح "العلاوة" ودي كلمة مصري مشتقة من فعل يرشي فهو مرتشي..
الرشوة جوة المكتب بتكون فلوس لكن في الطابور بتكون ساندوتشات فول وكوباية قهوة ودخلني قبلك وحياة ابوك..يعني المواطن يفطر فول ويتعشي فول وفي الاخر رشوته تكون فول برضه .

وكله بياخد طفاية حريق يحطها في العربية لكن واحد اشتكي وقال الطفاية بتاعتي فيها عيب مش عارف ايه ..الظابط بصله من بعيد وكان ناقص يقول زي فيلم اللي بالي بالك "هاتولي الكلب ده"
طبعا احنا عارفين ان كلمة "شكوي" مش موجودة في القاموس المصري انما ممكن تكون موجودة في حرف الألف مثلا ابتهال او في حرف التاء تضرع لله انما الشكوي في مصر مش موجودة لو خدت حاجة فيها عيب يبقي "سكتم بكتم".

وتلاقي فيلم البؤساء شغال جوة واحد قاعد وجنبه سبع فناجين قهوة شكله قاعد من امبارح وواحد بيسبح بسبحته وواحد بيدعي علي الحكومة وواحد طبعا اكيد بيلعب "انجري بيردز" وصوت ضحكة العصافير الشريرة اشبه بصوت ضحكة الظابط كانه بيقول "هع هع" زيها كده .

ايه ده ورقك مش كامل ..دي جملة مثالية في المصالح الحكومية بديلا عن الجملة القديمة "فوت علينا بكرة يا سيد" وهو ده التجديد في البيروقراطية المصرية تبديل جملة بجملة والفعل واحد.
روح هاتلي شهادة مخالفات.."وات ذا فك" هاروح جهة حكومية تانية ..المرة دي المحكمة ..ياللهول..او يا ليلة زرقا..او الافضل جملة الكبير قوي "يا واقعة مربربة" .

طبعا المحكمة مبني خشبي متهالك ايل للسقوط تحيطه الملفات من كل الجهات كالجزيرة ويجلس في وسط الملفات موظف يغط في نوما عميقا ومش ناقصله غير المنبه جمبه بس هو مش عايز يصحي ..رحت صحيت موظف وسالته اجيب منين الشهادة دي بصلي شذرا وقالي فوق مش هنا وكمل نوم فوق الملفات اللي عليها عناكب زي افلام الرعب.

طلعت فوق لقيت واحدة تقريبا معدية سن المعاش من خمسة وعشرين سنة قالتلي "خد الورقة دي صورها عشر نسخ" !!
وهنا اتحولت للكابتن شوبير وقولت لنفسي "ليييييه..ليييييه؟"..

الموظفة قلبها علي البلد..عايزاني اصور عشر نسخ من ورقة حكومية عشان تقضيلي المصلحة يعني هي زي يوسف شعبان كده في رافت الهجان وكانها هتخبط علي كتفي وتقول "الرشوة دي مش عشاني دي عشان مصر يا رأفت" ..مصر ..مصر..

صورتلها الورقة وقولت هانت قالتلي استاذ مجدي هييجي كمان شوية ابقي تعالي..ابقي اجي ؟؟ وانتي مبتجيش ليه ده انا ببقي هناك !!
استاذ مجدي دخلتله لقيت اتنين موظفين بيبعتوا لبعض نغمات .."تكنولوجيا عالمية علي ارض مصرية" 
هو ده ادخال الكمبيوتر في الهيئات الحكومية نغمات وبلوتوث وشغل عالي يعني امال ايه..
قولتلهم فين الاستاذ مجدي طلع مكتب تاني قولت الحمد لله ان مش بتاع البلوتوث لحسن يقولي وريني نغماتك..

استاذ مجدي بقي موظف بتاع بلاده..ده النوع اللي بيختم من غير ما يبص ..تقوله سلاموا عليكوا يروح داقق الختم علي الورقة ويرزعه زي رزعة الدومينو والطاولة علي القهوة بالظبط..
يعني ممكن تكتبه ورقة علي نفسه هيختمها ويمضيها عادي بكل ضمير يعني.

رجعت تاني المرور لقيت الظابط قفل الاوضة مش عارف بيشرب قهوة ولا بياكل دلوقتي ..بص بقي احنا ضحينا بالطابور والل في الطابور عشان الباشا يعيش..
وبعد كل ده يبقي هنكمل يوم تاني ان شاء الله ..طبعا الراجل لقيته ورايا تاني وزعق "ده انا هنا من 6 الصبح يا ديك ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااامي"
المرة دي كان الصوت عالي قوي ..الظابط خرج "مين اللي بيزعق ده ؟"
جاله ميت واحد ناقص يبوسوا راسه "مافيش حاجة يا باشا دي مشكلة بسيطة كده" وناس تسكت الراجل "اسكت انت خالي الباشا يخلصلنا الورق متعكرش مزاجه"

يعني المواطن المصري شغلته في الطوابير مش تخليص المصلحة ولكن المهم "مزاج الباشا"
حيث كده بقي يا باشا "ثانية واحدة اتحزم واجيلك"..!

المخلصاتي نفسه خلص يا عيني ومقدرش يقف قدام الروتين وقالي بنبرة حزينة "للاسف هنكمل يوم تاني النهاردة مش هنخلص كله"..
يعني في مصر وقدام البيروقراطية دي "المخلصاتي مش عارف يخلص" !!
فعلا المكان كله عايز بتاع ميلودي يتحدي الملل يكسره كله ويمسك كل الموظفين ينفخهم في الاوض جوة.

خرجت من المرور والساوند تراك شغال في خلفية المشهد زي الافلام "عدت لا اعرف من اين ولكني اتيت" ..
ايه يا سيدي ده غير الساوند تراك ده حط بتاع عبده موتة "مافيش حد صالح كله بتاع مصالح"
وانا خارج اديت تحية لحمادة الحرامي وشكرته علي محاولة المساعدة وشكرت الراجل اللي حاول يرشيني بكوباية قهوة عشان ياخد مكاني في الطابور والاستاذ اللي كل ساندوتش فول
وحمادة اللي رجع علي الارض والطفل اللي قفل السنتر لوك علي عربية ابوه والمفتاح جوة وحييت المخلصاتي  وحييت الاستاذ ديك وقولتله "يا ديك امي" عشان يرتاح ويحس ان حد مشاركه المشكلة ذاتها ..وخرجت من المشهد ونزلت الستار .

وانا خارج قابلني شخصية لطيفة قوي قالي "خدني معاك عند الكوبري اللي هناك ده"..
قولتله "مش طريقي واللهي"
قالي "متخافش انا مش حرامي او بلطجي" !!
ده راجل امور قوي علي اساس ان البلطجي معاه كارنيه النقابة وكده يعني انما هو مش حرامي ..قال يعني في حرامي بيقول علي نفسه حرامي ايه العالم دي !! دي جملته دي اصلا تشكك اكتر .


جيت اروح مكان تاني وقفني عسكري في منطقة بعيدة وقالي "انزل" قولتله "بالنسبة للنمر" انا لسه جاي من المرور ..قالي "نمر" ؟؟
ده هو كان موقفني اصلا عشان الحزام ولون القزاز واسباب اخري ومش واخد باله ان مافيش نمر علي العربية ..يعني انا جيت اكحلها عميتها ..
المهم مشاني بعد ما شاف بعض الورق بتاع المرور علي خير يعني.
وختام المشهد انه كان بيحي واحد بتاع توكتوك في الكمين وعداه مع انه وقفني انا !!

التوكتوك بقي ليه احترامه جدا بعد تحية الرئيس مرسي ليه معادش حد يادر يكلمه طبعا بقي بيضربله تحية في الكمين لانه اكيد بيركب معاه كل يوم توصيلة ببلاش.


وغالبا في نهاية اليوم الروتيني المصري بتكون مش مستغرب ان الورق أتأجل..عارف ليه ؟؟
لان مش معقول تستغرب ان ورقك اتاجل في يوم دخلت فيه الحرامي العربية وصحيت موظف اثناء تادية وظيفته وصورت ورق ملوش اي تلاتين لازمة ولاقيت ظابط نازل من توكتوك !!!
يبقي هتسغرب ليه بقي واليوم كله زي برنامج غرائب وطرائف بتاع زمان !! كان زمان المذيع بيقول دلوقتي "الف كل الجهات الحكومية اجيبكم طرائف نوادر عجائب غرائب" .


يعني الروتين عندنا مش وقت بيضيع ده بيبقي عامل زي فيلم القطار ولا الطائرة المفقودة  ولا فيلم بين السما والارض ..كان الناس خلاص بتموت مثلا وبتحكي عن ذكرياتها في الجهات الحكومية من كتر الروتين اللي شافوه.

وتخرج من المكان وتبقي عايز تقول للحكومة علي راي الشاعر "ديك ابوهم اسمه ايه ؟ " !

1 comment:

محمد لطفي said...

شر البلية ما يضحك
ربنا يفرحك زي ما خلتني اضحك