Sunday, December 1, 2013

المــتاجرة بالأديـان وتيارات الإسلام السياسي...الجـــزء الأول






بعد انتشار ظاهرة المتاجرة بالدين في الفترات الاخيرة اللي شوفناها في مصر وهي اصلا ظاهرة موجودة من زمان قوي طلع البعض بجملة تقول "وايه يعني لما اتاجر بالدين ونعم التجارة" !!

واللي بيرد الرد ده مش عارف حقيقة المتاجرة بالدين وان مش المقصود بها التجارة بالحسنات مثلا وانما الوصول لاهداف خبيثة بإسم الدين او لاقمع واستحلال القتل حتي بإسم الدين .

والحكاية دي قديمة قدم التاريخ وطول عمر ظاهرة المتاجرة بالدين موجودة مش بس اليومين دول اما شوفنا فتاوي القنوات الدينية اللي كانت بتكفر في المعارضة ليل نهار وتثير الفتنة الطائفية علي يد بعض الشيوخ المتعصبين جدا.

والمتاجرة بالدين مش بس في الدين الاسلامي بل انها موجودة في اليهودية والمسيحية وفي امثلة كتيرة جدا عن كيفية استخدام الدين والتستر ورائه لخدمة اهداف دنيوية او الوصول للسلطة او تصفية حسابات لا علاقة لها بالدين من قريب او من بعيد ومنها علي سبيل المثال :




1-  محمد الغزالي قال في كتابه  "الفساد السياسي" ان هو نفسه رغم تفقهه في الدين اتهمه البعض من المغالين والمتعصبين والمتاجرين بالدين بانه شر علي الأمة وقال في كتابه عن الحكاية دي  :


"وأذكر أنى كنت ألقى محاضرة فى اليوم العالمى للمرأة ٬ فلما قلت: إن وجه المرأة وصوتها ليسا بعورة.. حدثت ضدى مظاهرة صاخبة.. وسمعت طالبا يقول لزميله: كنا نحسن الظن بهذا الرجل فإذا هو
شر من قاسم أمين!"

وقال الغزالي مثال تاني كمان عن واحد هاجمه من المتعصبين :


"كنا ضيوفا عند أحد الناس.. فسكب فى يدى قطرات من ماء الكلونيا.. فإذا أحد الدعاة يصرخ: حرام! نجس!
فقلت له! دعنى ورأيى ٬ إن مالكا  رضى الله تعالى عنه  يرى ريق الكلب وعرقه طاهرين..
ويراهما غيره نجسين.. فلنتعاون فيما اتفقنا عليه ٬ ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. فقال:
اليد التى بها “كولونيا” نجسة ٬ وتحرم مصافحتها!"




2-في عصر الفراعنة كانت المتاجرة بالدين برضه موجودة زي ايام كهنة امون وصراعهم مع اخناتون بشكل عايزين فيه يرضوا مصالحهم فقط والحفاظ علي اموال المعابد وفي كتاب "المجمل في تاريخ مصر"  لناصر الأنصاري قال ان في الأسرة 21 للفراعنة كان كبير الكهنة اسمه "حريحور" وأدي به جشعه ورغبته في السلطة الي خلع مليكه وذهب الحكم الي كبار الكهنة ولم يستطيعوا الحفاظ عليه



3- قصة الفتاة الفرنسية برناديت اللي كان ليها معجزة انها كانت بتشوف السيد مريم بشكل دائم وكانت مسببة خلاف في فترة قديمة بين المصدقين ليها والمكذبين ليها كان ساعتها حاكم المدينة بيقول "سيبوها تقف والناس يصدقوها وده هيكون افضل للمدينة وفي مصلحتها" يعني هو مش همه يصدق او يكدب المهم الفلوس والحركة علي المكان وكان كل تفكيره في مصلحته الشخصية حتي لو كانت الحكاية كلها هو اصلا مش مؤمن بيها ولا مصدقها.



4- نابليون نفسه كان تاجر دين لدرجة ان عرف ازاي يخدع الجميع بإسم الإسلام وقال في خطابه ايام الحملة علي مصر :

   " لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه...
 أيها المشايخ والأئمة...

    قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائمًا يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني..أدام الله ملكه...

    أدام الله إجلال السلطان العثماني

    أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي

    لعن الله المماليك

    وأصلح حال الأمة المصرية."




5- الزيني بركات كان من الشخصيات اللي ظهرت بوجهين كانت في عهده المتاجرة بالدين علي اشدها يظهر بمظهر الورع التقي ثم يكذب وتكتشف حقيقته وكان التعذيب باشد الأنواع في عهده.




6-  جبران خليل جبران الكاتب الرائع اتهاجم كتير من تجار الدين وقالوا عنه كلام هو مقالوش وقالوا انه بيكره الاسلام ولكن هو رد عليهم وقال  :

 
"إي والله لقد صدقوا، فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني.

أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام.

أنا لا أحب العلّة، ولكنني أحب الجسد المعتلّ، أنا أكره الشلل ولكنني أحب الأعضاء المصابة به..

أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين."




7-  فولتير الفيلسوف الفرنسي الشهير في كتابه الرائع "كنديد ذكر احدي قصص محاكم التفتيش اللي كانت منتشرة لتكفير الناس :


في الفصل الي اسمه "كيف صدر حكم تفتيشي رائع لمنع الزلازل" :

لم يجد حكماء البلد بعد الزلزلة التي قضت علي ثلاثة ارباع اشبونة وسيلة اشد فعلا لمنع خراب شامل من منح الامة حكما تفتيشيا رائعا فقد قضت جامعة قلمرية بان منظر أناس قليلين يحرقون بالنار في احتفال كبير ينطوي علي سر مضمون يمنع الأرض من الاهتزاز .

و فولتير أصلا كان نشر كتاب بعنوان " الرسائل الانجليزية" واثني علي نظام ذلك البلد وشن حملة علي التعصب الديني فقضي البرلمان بجمع نسخه واحراقها لمخالفته للدين وحسن الاخلاق وتم اعتقاله.



8- الفريسيون هم نحلة من اليهود في زمن المسيح نشات في فارس وعاشت في القدس واشتهرت بالتعصب لاعتقادهم بأنهم اشد تمسكا بناموس موسي علي انهم كانوا يتظاهرون بالتقوي والصلاح وكان سلوكهم مرذولا فنعتهم المسيح بالقبور المجصصة وكانوا في طليعة مضطهديه.



9- في كتاب سلامة موسي "أشهر الخطب ومشاهير الخطباء" تحدث عن الخطب التي كان يلقيها الخلفاء في العصر العباسي والتي قال ان بها نعرة دينية يتعالون بها علي سائر المسلمين وكانوا يتمادون في الاتوقراطية ولا يعرفون معني للشوري او الدستور ويقول الخليفة المنصور العباسي في احدي خطبه :

"أيها الناس إنما انا سلطان الله في أرضكم أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده وحارسه علي ماله أعمل فيه بمشيئته وارادته وأعطيه بإذنه فقد جعلني الله عليكم قفلا"



10- هتلر وبيحب الاسلام كان الناس ايام الحرب العالمية بين الالمان والانجليز في العالمين بعض المصريين كانوا مقتنعين ان ياريت هتلر ينتصر اصله بيحب الاسلام وبيكره اليهود انما الانجليز لأ وذكر نجيب محفوظ الحكاية دي في  في حوار دائر بين الاهالي وهم بيتكلموا عن الحرب في رواية خان الخليلي وكان الحوار بين الشخصيات بالشكل ده :

-هتلر ينطوي علي احترام عميق للبقاع الاسلامية
-بل يقال انه يبطن الايمان بالإسلام
-ليس هذا عليه ببعيد ألم يقل الشيخ لبيب التقي انه رأي فيما يري النائم علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقلده سيف الإسلام ؟
-لذلك يؤيده الله في حروبه




11-  محاكم التفتيش من اشهر مظاهر التحكم والقتل بإسم الدين كانت الاحكام بالهرطقة او الاعدام لاسباب عدم الايمان قائمة من زمان سواء لاكتشافات علمية يتهموا صاحبها بالهرطقة زي العالم جاليليو اللي اضطر يغير رأيه في نظريته عشان يسيبوه وما يعدمهوش او المحاكم اللي حصلت في الاندلس لابادة المسلمين واصدار احكام ضد كل من لا يعتنق الكاثوليكية وزمان قوي قبل الميلاد حكموا علي سقراط بالاعدام لاسباب دينية .



12-الخوارج من فرق الاسلام اللي كانوا حافظين القرأن ولكنهم بيستخدموه لاهوائهم وحسب تفكيرهم هم لدرجة انهم كفروا علي بن ابي طالب نفسه !!





الأمثلة كتير جدا عن المتاجرة بالأديان في كل عصر وفي كل مكان وزي ما قال الغزالي عن المخادعين المتاجرين قوله الذي يلخص حال هؤلاء المدعين "إن التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ" .

No comments: