حشـــيشة وأفـــيونة

لم أزرع لغما تحت سريري أو أسأل أوردتي عن سكين أحلامها..
لم أشتاق ليوم لا غربت فيه الشمس ولا يسأل عن نور الصبح..
لم أحتد علي فنجان القهوة بكذب قرائته ولم أسأل يوم عرافة..
هل هو مثل الحب خرافة؟

حشيشة:
راقصة شرقية تتحدي الرغبة فيك وتعميك ولكن لن تغنيك..
ترقص وتهلل ثم ما تلبث أن تفضي الك بشقوتها ..قد ماتت فيه شقاوتها..
بعد دقيقة..
أفاقت ثم أفاقت ثم أفقت..ولم يمض الوقت..
وتمر الأشخاص أمامك مثل جنازة رسمية يبدأها الصمت ويختمها الكتمان..
وتابوت يجري سريعا..قالوا إلي جنته..قلت وبعد !!
يخرج منه الأشباح تقول"لن تنساها مهما شربت"


رئة:
الأن أنا في حالتي الطبيعية وبعيدا جدا عن حد جنوني بحد جنوني..
لن أسأل عن ساعة إلي يوم الساعة..
لن اتقيأ هذا الشئ..سيظل الطعم في فمي ولن أنساه..
"سيجموند فرويد"..فسر ما تراه..وإليك كل أشعاتي..
أشعة اكس وكل جنوني علي طاولتك..
فسرني الأن..لن أهرب منك ولكن الي صنف أخر..


أفيونة:
وسأنسي الأمس..
هكذا تحدثت الي نشوتي وإنتشائي..فقلت سأنساها..
ملعون هذا الأفيون..لا يغمض جفنا إلا وفيه تفاهات الماضي..
أذكر مثلا هذا الرجل بقميصه الأحمر وقفت بجانبه كثيرا كي أرسم بعض الأزهار علي الجدران..
فوجدت..
فوجدت...
إه ماذا وجدت ..يا الله..لقد وجدتها مرة أخري..
تتحدث تلك الأزهار علي الجدران وقالت باللون الأحمر "لن تنساها"


رئة:
الأن أنا في حالتي الطبيعية..وبعيد جدا عن حد جنوني بحد جنوني..
وسأدع الدهشة علي علتها..وسأترك وجهي مجروحا من وجعي بمعصيتي..
وسأمشي في الشارع مثل اللص..كي لا أشعر مثل الأمس..


كوكايين:
تحسبه ملاك أبيض لكن تنبض فيه النار..
تتجلي في ملامحه علانات النسيان..ولكن هو نفسه لا ينسي..
هو أرض ثلجية مثل مشاعر أصحابه..
هو حضن إمراة بيضاء وشهية..
لن أهمس كلمة الأن..دعوني أجرب كل جنونه وشجونه..
دعوني أوقع معه عقد للصلح..
الأن نسيت..
نعم بالله نسيت..
أنا من أحببت؟..أنا من أحببت؟
شعور رائع ..أن أنساها..


رئة:
الأن أنا في حالتي الطبيعية وبعيدا جدا عن حد جنوني بحد جنوني..
الأن عرفت بأني مريض جدا..كل المحاليل وكل الحقن بأوردتي..
قالوا "عناية مركزة"...
قال الطبيب "ومن هي تلك التي تتحدث عنها في غيبوبتك"
وتغير عنوان الغرفة الي "حب مركز"
للأسف تذكرت..