Thursday, January 21, 2010

مـوعد نــوم الــزهـر












جنة عشق تتزين من عينيها ,
مكتوب في السطر الأول "ما منكم إلا واردها " ,
ورموش تسدل الستار علي اخر من يسكنها ,
من أنا؟ ,
هل تتسائل ؟ ,
أنا أخر من يسكنها .

أنا روح مشطورة الي نصف عاشق ونصف مريد ,
ووجه مشطور الي نصف متأمل ونصف مسحور ,
وقلب مشطور الي نصف نابض ونصف يرتعش ,
ومنذ دخلت الجنة لا أسأل إلا سؤال واحد ,
هل سأخلد فيها ! .

لم اجد اللون الأبيض فيها كما قال راوي العشق ,
ولم اجد ضبابا وغيوما تأخذ قلبي الي بلاد العجائب ,
ولكني تعطرت بكينونة تلك الجنة ,
وتبللت بامطار نبيذ تسقط من عنب يتطاير ,
وتشربت تفاصيل الروعة حتي وجدت في يداي ملائكة تتطاير ,

ورأيت النهر الجاري بهمهمات العشاق ,
والشجر الوارف الذي يظلل عبير صدورهم ,
ووقفت امام شلال يتدفق قالوا عنه نبع الجمال ,
ورأيت لأول مرة سحابا أصفر,
بل أخضر,
بل أزرق,
بل يتلون كما احساسي,
ويتغير كدهشة ملامحي ,

وسألت سؤالي لمرة ثانية : ,
هل سأخلد فيها !
لا احد يجيب علي سؤالي ,
إلا زهورا كانت تتحدث عنها ,
هل غابت,
هل جائت , هل صادفت المارة هناك ,
ازهارا لا تعرف الا ابجديات جمالها,
وخمرة رقتها ,

قالت لي احدي الزهور ,
من انت ؟ ,
قلت: أنا عاشق ,
ضحكت عامين وانا انتظر الرد ,
لما تضحكين ؟ ,
قالت: مرحلة العشق ولت منذ زمن ,
فأنت الأن احدي التفاصيل كما الزهرة والسحابة والعنب المتطاير ,
أنت الأن احدي ملامحها ,
ولست بعاشقها ,
فسعدت كثيرا بتخطي مرحلة العشق ,
وقلت: هل سأخلد فيها ؟ ,
قالت : ستخلد ,
حتي ولو حدث الهجر ,
حتي ولو غادرت الجنة ستبقي لوحتك معلقة فيها ,
و ,
و ,
حان موعد نوم الزهر ,
قلت: هل الزهر ينام !
قالت : كما الشمس تنام ,
كما الأمس ينام ,
قلت : هل العشق ينام ! ,
قالت : نعم ! ,
زادت دهشتي وقلت : كيف ! ,
قالت : يغمض عينيه علي قلبك في كل مساء ولهذا تشعر بالسهر ليال وليال ,
وعند الصبح حين يستيقظ تشعر بالفرحة المستعرة في صدرك من احتمال لقاء قادم ,
قلت : وفطوره ! ,
قالت : بعض من نبضك ,
اتركني انام الأن ,
ورحلت عن الزهرة قليلا كي أرتاح ,
وأتامل في الجنة ,

وحتي الأن حين اروي القصة ,
لا احد يصدق ان العشق ينام,
كما الشمس تنام,
كما الامس ينام ,
ولكني أصدق ,
لأن حديث الزهر كما حديث العشق,
أصدق حديث ,

1 comment:

Lobna Ahmed Nour said...

جميلة أحاديث الزهر :)