Monday, August 8, 2011

الشخصيات المصطنعة وقوالب الغطرسة..تحليل لنشأة مصطنع المكيافيللية






"الاصطناع" مرض العصر انك تكون نسخة مزيفة
fake
تتأثر بشخصيات معينة حواليك وتحاول تقلدها في شكلها وفي حركاتها دون ان تملك اي جزء من فكر الشخصيات دي بالفعل.
الشخصيات المصطنعة او الشخصيات الورقية انتشرت بشكل كبير جدا في مصر سواء لأنهم وجدوها بتجيب نتيجة بالفعل وبتأثر في بعض الناس او انها بتحط الاضواء عليك بالفعل والهالة حواليك بتكبر وبتوسع .
ودايما النقطة الهامة والحساسة في الشخصية دي او السؤال المطروح حواليه : هو مخبي ايه ؟
والغريبة انه لا يخفي اي شئ داخله ولكن اصطناعه وتمرده خلاه يظهر بمظهر الشخص الغامض او الغريب اللي اكيد وراه سر كبير رغم ان السر الوحيد وراه انه "مصطنع" وهو بيكون عارف كده.



ولكن ايه سر ظهور الشخصيات دي بكثرة ؟ :

1- وجود الاهتمام بيه واحساسه لاول مرة فعلا باهتمام من حوله وانه قادر علي جذب الاضواء بشخصية وهمية وقناع جديد
2- الخروج من شخصية مكروهة او كانت يبغضها الناس ومحاولة تغيير جلده بالكامل بالتمرد علي كل شئ حتي علي نفسه فبيكون طبقة جديدة هشة وجدار ما بين الشخصيتين دول
3- محاولة انك تكون ليك وجهة معينة بدل ما انت مشتت مالكش اتجاه واضح او وجهة واضحة للعيان
4- الاضطهاد من قبل بعض الاشخاص اللي انت بتحاول تردلهم نفس الاضطهاد بشخصيتك الجديدة



قد تكون دي بعض الاسباب لكن في اسباب كتير قوي ممكن تكون الشخصية دي جوة كل واحد مننا لكن ايه اللي ممكن يغير الشخصية اصلا انها ترسم القناع ده فجاة ؟
اولا في مقولة هامة قوي عن الشخصية
Personality is and does something . . . It iswhat lies behind specific
acts and within the individual
Gordon Allport


قريت المقولة دي في كتاب بعنوان
Personality What Makes You the Way You Are
ل
Daniel Nettle

والكتاب ده اتكلم علي عدة انماط من الشخصية في شكل مفصل ورائع ومنهم المتحولون في شخصيتهم وكمان المنافقين .
وفي علم النفس يمكن ترجمة المصطلح بتقول ان في حالة من الاعجاب بالشخصية الديكتاتورية او المهيمنة وساعات بتتسمي "التوحد مع الديكتاتور" او "التوحد مع القاتل"
وده سبب ان في بعض الناس بدل ما تبغض الشخصية اللي من النوع الهجومي او المتمرد بالعكس في ناس بتحب الصنف ده جدا وبتمشي وراهم زي ما كل قاتل وسفاح ليه معجبين لحد دلوقتي من القاتلين المتسلسلين المشهورين جدا في الغرب وبعض رموز الديكتاتورية والمرض النفسي زي هتلر.

وظهور الشخصيات دي بكثرة نتيجة التاثر برضه ببعض الاعمال الغربية اللي ظهرت فيها الشخصية دي بوضوح زي مثلا مسلسل "هاوس" وهو مسلسل طبي ولكن عن رجل ذكي ولكن بارد المشاعر و "جلياط" !
ولكن البعض يعجب بالنوع ده ويقول انه "صريح" رغم ان الفرق كبير بين الجليطة والصراحة والبجاحة والوضوح !
نوع من التقليد الاعمي ممكن يظهر حتي في اللاوعي تحس انك بتقلد الراجل ده بشكل تلقائي بسبب التاثر الشديد بيه وانك نفسك تكون كده جتي لو لم تملك المقومات .

وفي عدة مسلسلات اخري زي مثلا شخصية "بيكر" اللي هي المفروض شخصية واضحة وصريحة ومتكبرة والبعض بيحبها وزي كمان رغم ان الشبه ممكن يكون مختلف شخصية "جاك نيكلسون" في معظم افلامه !
ومحاولي الاصطناع او اصحاب القالب المصطنع هتجدهم غالبا ما هيلبسوا توب المتمرد الخارق اللي قدوته هتلر او مكيافيللي وانه شخص جبار وكده يعني عشان الدور يبقي محبوك شوية علي بعض السذج اكيد .

لكن هل دي مرض نفسي ولا اضطراب في الشخصية ؟؟ انك تلبس توب فجأة مش توبك وتحاول تعيش دور المتغطرس ؟
حسب الحالة فبعض علماء علم النفس بيقولوا انه كمان مرض نفسي لمحاولة صنع عالم هو عايز يفرض فيه سطوته بدل العالم اللي هو كان عايش فيه ضعيف في الاول وبيحاول يجمع "الدراويش" بتوعه او المطبلاتية عشان يدوله الثقة بل انه كل ما يفقد واحد من الدايرة المحيطة بيه يحس ان تاثيره بدأ يضعف .

وطبعا احنا مش بنتكلم بشكل خاص عن ال
ego
او نظرية الشخصية الاوميجا و الالفا ولكن بنتكلم عن اصطناع انك تكون الشخصية دي من الاساس !

انتشرت فعلا بشكل كبير الانماط الغريبة من الشخصية المصطنعة في كل مكان واظن اننا فعلا لو اتخلصنا من الشخصيات المصطنعة والشخصيات المغرورة هتكون مصر واي بلد يختفي منها النوعين دول في احسن حال لان اذا كان "الدين المعاملة" فانواع الشخصية دي ولا بتطبق الدين ولا المعاملة وكمان كل العظماء كانوا اكثر الناس تواضعا بصرف النظر عن هتلر وامثاله فانا اتحدث عن جورج واشنطن وامثاله بالطبع .

يعني باختصار لازم الكل يعرف في عصر الانترنت وعصر المكاشفة ده وان كل شئ متاح ومباح مافيش حاجة اسمها شخصية غامضة كان زمان ممكن اما دلوقتي مافيش حاجة اسمها غامض كل انسان واضح ومكشوفة شخصيته سواء من كلامه او من كتاباته او من خلال رؤيته او حاجات كتير فمافيش غموض تماما ولكن ممكن بس يكون الغامض هو "المصطنع" مش اكتر من كده واتمني ان نتخلص من الشخصيات الورقية دي الخالية من اي مضمون لان عشان تكون غامض يبقي في راي لازم تكون موسوعي يعني تكون ليك باع كبير في كل علوم السياسة والفن والرياضة والادب وكل المجالات تقريبا زي الموسوعيين بتوع زمان اللي كانوا في نفس الوقت مش غامضين خالص بل بيثبتوا انهم مميزين يعني العصر ده هو عصر نهاية الشخصية المزيفة.


ومافيش جديد في الانواع دي من الشخصيات فهي مقدمة لصناعة شخصية عنصرية وحتي دي مش جديدة فكل سنة مئات الكتاب العنصريين في اوروبا وغيرها وزي ما نشرت جريدة الاهرام عن كتاب شهير اسمه "لندنستان" بيتكلم عن خطر الاسلام في اوروبا ومؤلفته عاشت في مصر في البداية ثم خرجت تسب الاسلام والعرب طبعا عشان تحقق شهرة لكن طبعا ملايين قابلوا الكتاب بالهجوم والنقد واعتبروها مجرد شخصية عنصرية جديدة وسط الوف يعني مافيش شئ مميز او جديد في اصطناع العنصرية لان في ملايين بالفعل سبقوا في المجال المتخلف ده.

وسفاح اوسلو الاخير ده عينة لشخصية قد تكون مصطنعة وقد تكون فعلا شخصية عنصرية وفي الحالتين اثار استياء العالم كله .
يعني اصطناع التمرد والعنصرية وكره دين معين او جنسية معينة موجود في العالم كله فاللي كده بجد مريض واللي بيصطنع ده هش وضعيف والاتنين في ميزان واحد مع ملايين المرضي اللي يستحقوا فقط مزبلة التاريخ .

ونوعية المجانين من نوعية "انا اسطورة" "انا مش ممكن" انتشرت من الشخصيات دي والعلاقة بينهم جدلية مش عارف مين بدأ التانية هل اصطنع الاول ثم قال انا اسطورة ولا العكس صحيح وهل فعلا في حاجة اسمها اسطورة ؟
العالم الايطالي "لومبروزو" ومدرسته بيقول ان للعبقرية علامات لا تخطئها وهي علامات تتفق او تتناقض ولكنها في جميع حالاتها وصورها نمط من اختلاف التركيب ومباينته للوتيرة العامة بين اصحاب التشابه والمساواة زي ما اتكلم "العقاد" عن مدرسة "لومبروزو"

ومن علامات العبقرية الشعور وفرط الحس وغرابة الاستجابة للطوارئ فيكون فيهم من تفرط سورته كما يكون فيهم من يفرط هدوئه ولهم علي الجملة ولع بعالم الغيب وخفايا الاسرار علي نحو ملحوظ في الفراسة والنظر عن بعد .

يعني دايما هتلاحظ ان العلامات دي هتكون نقيضة تماما للشخصية المصطنعة للعنصرية لان التاني بالعكس تماما عن هذه الصفات بيكون غالبا "صفيق" و "جلياط" ودائم السب والهجاء فقط !!
يعني بعيد تماما عن الشعور وفرط الحس والفراسة .

يعني اذا رأيت المصطنع فقط إسئله الاسئلة دي : ليه العالم أسوأ منك ؟ ماذا تملك ولا يملكونه ؟ وطالما يصطنع فابدأ معه بسؤال صعب زي مثلا ما اخر تلاتين كتاب قرأته ؟
لأن طبعا هو متفوق علي العالم كله يبقي لازم نتكلم في عدد كتب مهول بل يمكن نقول كمان ايه هم اخر مية كتاب قريته !!!


إسأله كمان هو المطلوب مني اني اصدقك ومصدقش سيدنا عمر وسيدنا علي وغيره من القادة العظماء العباقرة اللي اتكلموا كتير جدا عن التواضع وعدم الاعتداد بالذات لدرجة ان سيدنا عمر كان بيخاف علي الناس من استحسانهم لرأيهم لدرجة انه كان بيقول ان كل واحد يسمع التاني ويكون الامر شوري وميحبش رايه فقط بكل غرور ويقول "اخوف ما اخاف عليكم اعجاب المرء برأيه " .
مطلوب مني اصدق الشخصية دي واكذب غاندي وافلاطون وغيره من الشخصيات اللي غيرت العالم دي ؟
إسأله كمان هل تستطيع ان تجمع بين صفات "المهرج الحزين" !! يعني تكون رومانسي حالم وفي نفس الوقت تلعب ادوار اخري تكون مثلا في نفس الوقت اديب وفي نفس الوقت فيلسوف وفي نفس الوقت عالم !!!
اسئلة كتير قوي ممكن تقتل بيها اي شخص مصطنع وممكن في قعدتين تخليه يعترف باصطناعه وتمثيله .


ولكن هل الشخص المصطنع "الاسطوري" دائما بيكون ممثل ؟

لا طبعا في ناس بجد فاكرة نفسها "اسطورة" مش عارف ازاي رغم وجود ناس كتير زي "باولو كويلو" مثلا في العالم والشخص الاسطوري او اللي بيدعي انه اسطوري لازم يحط ميزان بسيط لقياس نفسه من اول عمر طاهر لحد باولو كويلو باعتبار عمر طاهر من العباقرة المصريين وباولو كويلو من عباقرة العالم كله .
والنوع التاني من الاسطوريين بيكون زي ما قلنا بيمثل الاسطورية دي عشان يداري ويبعد عن اسئلة الناس الصعبة اللي ممكن تتوجه ليه في اي مجال فيحس بعجزه فبيحط نفسه في الشرنقة بسرعة عجيبة عشان يحول الدودة التافهة لفراشة مزيفة !

اهم حاجة ان العالم كله يعرف ان مافيش حاجة اسمها "اسطوري" "فذ" "غريب الاطوار" ..فقط في اثباتات علي هذا الكلام زي ما ملايين الكتاب والملحنين والمبدعين بيثبتوا نفسهم يوم بعد يوم مش بيقعدوا في غرفة منعزلة ويقولوا "انا الخارق" بل لازم الاثباتات تقدم وتطرح والموسوعية الكاملة تظهر فعلا .

فكل ايماني هو ان " لا يوجد اسطوريين يعبدون الله ولكن توجد عبقرية الله التي خلقت بعض المميزين "
وايضا "الكل يريد ان يرتدي ثوب الشخصية الاسطورية ولكن هذا الثوب يمنح ولا يفصل " !!