Sunday, October 16, 2011

مبادئ كاذبة




لكل منا مبادئ في الحياة ولكن أحيانا الخطأ يكون في تطبيق المبدأ وأحيانا تكون المبادئ نفسها كاذبة .
قد تسير علي مبدأ معين طوال حياتك ثم تقتنع فجأة بخطأ هذا المبدأ وترفضه بشدة فتظهر بمظهر المتناقض او الرجل بلا مبدأ أصلا

.

والمبدأ له علاقة وثيقة بالإعتقاد فقد نعتبر المبدأ هو المفتاح لبوابة كبيرة تسمي الإعتقاد لكي تري عبنك الطريق خلف هذه البوابة .
والبعض يسير بلا مبادئ ولا قوانين تحكه وقد تجد حياته جيدة أيضا اي ان المبدأ لن يعطيك السعادة او الحياة الجيدة ولكنه يعطيك ويريك بشفافية روح وجوهر نفسك بوضوح .


ورأينا علي مر التاريخ كيف يسير الناس علي بعض المبادئ وخصوصا في الحروب وهي تكون باطنها العذاب دائما رغم انها في الظاهر تجدها جمل رنانة او شعارات قوية ولكنها تحمل الشر .
ورأينا الحكام العرب وهم يحاولون اقناع الناس بطريقة "اكذب اكذب حتي تصدق" علي مدي ولائهم للوطن وانهم يفعلون اي شئ من اجل مصلحة هذا البلد العليا ولتحقيق أحلامه رغم انه يفعل أي شئ لنفسه فقط ولتحقيق مصالحه وعائلته معا .




ولكي نري بوضوح كيف تسير المبادئ الكاذبة وكيف كانت علي مر التاريخ نري هذه الأمثلة :


**************************************************************************************


كان الجيش الألماني في الحرب العالمية الاولي وفي الثانية أيضا يسير علي مبادئ كاذبة حيث كان مبدأه الشر والقتل ولكنه يظهره بصورة أخري كما كان يحاول هتلر المريض نفسيا ان يضع الشعارات والجمل الرنانة لما يفوم به من عمليات ابادة بشرية مجنونة مريضة اما في الحرب العالمية الاولي فما ارتكبه الجيش الألماني من عمليات ابادة في "بلجيكا" في بعض الكنائس في طريقهم الي فرنسا كانت الاخطر والافظع ولكن كان الجيش الألماني يسير بمبدأ وشعار الماني في النشيد الوطني يقول "الله معنا الله معنا" وكأنهم يقوموا بتنفيذ هذه العمليات الوحشية باسم الله ولتحقيق العدل

.


*****************************************************************************************

جنكيز خان قائد الأمبراطورية المغولية رغم ما ارتكبه من مجازر طوال تاريخه كان دائما عندما يدخل اي مدينة ليقوم فيها بأفعاله يقول جملته "جئت لأطهركم" وكان هذا مبدأ له أيضا يسير عليه ويعتقد في صحته رغم انه بكل وضوح يقوم بعمليات قتل وتعذيب واغتصاب وترويع للبشر باسم عملية التطهير او هذا المبدأ الكاذب له

.

**************************************************************************************

عبيد الله بن زياد والي الكوفة في زمن خلافة يزيد بن معاوية وكان يعتقد ان الشدة هي الاسلوب الامثل وانه يقوم بكل ما يفعله لنصرة الدين الإسلامي ولتغليب الحق علي الباطل رغم انه كان يقوم بافعال كارثية واحكام متسرعة وتعذيب وسحل المواطنين في الشوارع امام المارة
حتي اصبح الناس دائما متخوفون منه حتي انه كان يزرع الجواسيس في الاجتماعات في الكوفة لمعرفة من في صف "الحسين" رضي الله عنه ليقوم باعتقالهم وهو من ارسل الجنود لقتل الحسين عندما لم يستجب لطلب عبيد الله لكي يأتي اليه في القصر وكان عبيد الله لا يتبع الا الظن ولا يتبع الا هواه باسم مبدأ زائف كاذب وهو تغليب الحق ونصرته .



*************************************************************************************

إرهابي أوسلو في الحادثة الدامية التي قام بها كان أيضا يسير علي مبدأ وقد وجدوه يضعه علي حسابه في "تويتر" ويكتب قبل العملية "شخص يؤمن بمبدأ يعادل قوة مائة ألف ليس لديهم مبادئ" وعندما تري هذه الجملة فتعتقد إنك امام رجل عظيم يسير علي مبادئ تنفعه وتنفع الناس ولكن لم نري سوي سفاح دموي عنصري قذر اي ان قوة المبدأ لا تمنح القوة للشخص فهاهو المبدأ القوي المتين الذي كتبه ثم ها هي فعلته الشنعاء الدموية .


****************************************************************************************

مكيافيللي كان من أكبر الأمثلة التي تسير وتنصح الحاكم ان يسير علي مبادئه الهشة الكاذبة مثل "لا تعبأ بالفضائل" والاقتراب من الاعداء وغيرها من كتابه الامير الذي أعتبره مثال لكيف تكون المبادئ والقواعد التي يسير عليها شخص في الحياة واهية كاذبة لا يكون فيها الا المكر والخديعة ولا يحققها الا منافق أفاق وكلما قرأت كتابه مرة بعد مرة تري فيه مبادئ خسيسة وأساليب حقيرة لتحقيق الهدف ومن يحقق هدفه بمبادئ مكيافيللية هو فقط نفعي لا يهتم الا بمصلحته وليذهب الجميع للجحيم .



**************************************************************************************



الحكام العرب في فترة سقوطهم كانوا يحملون العديد من المبادئ الزائفة أيضا فمثلا القذافي كان يحمل مبدأ ان كل هؤلاء جرذان وجواسيس وخونة تريد ايقاع الدولة في الحرب الاهلية وهو يريد تطهير الجرذان !
ومبارك كان قبل سقوطه يريد الاستقرار وعدم حدوص الفوضي من بعده رغم انه هو ورجاله الخونة لمصر هم من اثاروا الفوضي واشاعوا الارهاب والجرائم في كل مكان بمبدأ "انا او الفوضي
" .

وزين العادين ايضا كان في نهاية خطابه يقول "عاشت تونس" كما يقول مبارك "عاشت مصر" والقذافي "عاشت ليبيا" وكأنهم فعلا يهتمون بوطنهم او بشعبهم ولم يسحلوه ويعذبوه ويتجسسوا عليه ويسرقوا أمواله !


*************************************************************************************

نجد أيضا امريكا ملكة المبادئ الكاذبة والكلمات المتناقضة عندما تتحدث عن حقوق الانسان ثم نجد كمية الانتهاكات في العراق وفضائح الجنود والاعيبهم القذرة ومعتقل جوانتنامو الشهير لامريكا التي تتشدق باسم العدالة وحقوق الانسان في كل محفل وهي لا تريد الا المصلحة لها فقط ولتحترق باقي الدول اي ان امريكا تملك مبدأ هي نفسها تعلم مدي زيفه وكذبه وكتاب مثل توماس فريدمان ومخرج مثل مايكل مور وغيرهم يعلمون جيدا مدي التناقض في اقوال امريكا وافعالها .

*************************************************************************************

أرض الميعاد ايضا قصة ومبدأ ترتكب باسمه الجرائم والابادة واحتقار وانتهاك المقدسات في القدس رغم انه في العلن يظهر بمظهر الشئ المقدس الا انه في الخفاء يحمل الكره والعنصرية والقتل والارهاب والابادة والجرائم البشعة التي تتحقق باسم الوصول لأرض الميعاد ونري ما يحدث من استيطان وحفر انفاق تحت المقدسات باسم هذا المبدأ مبدا الوصول لارض الميعاد .

***************************************************************************************




فهذا يثبت كيف يكون أحيانا حامل المبدأ نفسه هو أول منتهك له وكيف يكون التناقض في المواقف هو تناقض في المبادئ بشكل أساسي ولكن لا يكون أبدا العيب في المبدأ نفسه ولكن في ألية تنفيذه وطريقتك أنت في أن تسير عليه وعدم فهمك المغلوط للمبدأ لتحقيق اهداف ومصالح شخصية فقط دون ان تعي المقصود منه
.

فالمبدأ أسلوب حياة والمبادئ أحيانا تصنع حياتك أو تدمرها .