Wednesday, November 9, 2011

كف القمر..طوبة حمرا وطوبة خضرا لمصر..وتحية لخالد يوسف







مازال خالد يوسف عصفورا يغرد في سماء الثورة المصرية ويغرد خارج السرب في السينما المصرية..
مازال عزفه المنفرد في افلامه هي اكثر ما يميزه كتلميذ نجيب للعبقري يوسف شاهين .

"كف القمر" هي اخر انجازات المخرج الفذ خالد يوسف الذي امتعنا في كل افلامه مثل دكان شحاتة وحين ميسرة تلك الافلام التي كشفت قبح النظام القديم وعرته تماما امام الجميع حتي وان كان البعض حينها يقول ان خالد يوسف يبالغ جدا في افلامه وان مصر لم تصل لتلك المرحلة ولكن اثبت لهم الزمن ان مصر قد كانت وصلت لتلك المرحلة بسبب النظام الفاسد وقامت الثورة لتثبت بعد نظر المخرج العبقري حين يختار ان يكشف المستور ولا يضع خطوط حمراء لنفسه وتحدث عن اهم المواضيع الشائكة مثل العشوائيات واطفال الشوارع وفساد السلطة .



فيلم خالد يوسف هذه المرة هو "كف القمر" الذي يتحدث فيه هذه المرة عن مرحلة ما بعد الثورة عن ام تسمي "قمر" تجسد دورها الفنانة "وفاء عامر" لها خمسة ابناء وهم يمثلون اصابع كفها الخمسة كما كانت تطلق عليهم بعد وفاة والدهم فضلت ان ينطلقوا لتكوين انفسهم وفي نفس الوقت تحقيق حلم الاب في بناء البيت من الطوب بدلا من الطين وبالفعل سافر الخمسة ابناء وكان الابن الاكبر يمثله "خالد صالح" وبدأوا في الاختلاط مع المجتمع وانخرط البعض منهم في بعض الاعمال المشبوهة مثل تجارة السلاح والمخدرات او ان يعمل مع الراقصة مثل الاخ الاصغر الذي جسده "هيثم احمد زكي" ببراعة وبدأوا يفترقون في الطريق تماما الي ان جمعهم فجاة اخيهم الاكبر في محاولة لزيارة الام التي سمع خبر مرضها وبعد ان تجمعوا وعادوا للأم للأسف وجدوها قد فارقة الحياة !



الفيلم اكثر من رائع وكعادة خالد يوسف ملئ بالاسقاطات السياسية والرمزية لان الام كان يقصد بها "مصر" والابناء الخمسة الذين فرقتهم الدنيا عن تحقيق الهدف ربما قصد بهم الاحزاب السياسية التي تتفرق الان فيما بينهم ولا تضع مصر كهدفها الاسمي والاعلي.
وينبه الفيلم من خطورة التفرق التي قد تؤدي للندم فيما بعد لدرجة ان احد مشاهد الفيلم نري فيها بعض اللصوص يسرقون حتي جدار بيت الأم "قمر" المقصود به "مصر"  بسبب غياب الابناء عن زيارتها والاطمئنان عليها لفترات طويلة.


الفيلم يعطي الحل والعقدة في وقت واحد ويجعلك تعيش في لغز وحيرة من الاسباب التي أدت لجعل الابناء فجأة بهذه الاخلاق المتدنية او المتاجرة بأي شئ لجمع المال.
الفيلم يمثل صرخة لضرورة التوحد ونبذ الخلافات وتنحية الاختلاف جانبا لكي نجعل مصر دائما هي الاولوية وفي المقدمة .

من مشاهد الفيلم المؤثرة حينما قامت عائلة زوجة البطل والتي تجسدها "غادة عبد الرازق" بخطف "قمر" الام لان خالد صالح الاخ الاكبر قد تزوجها بدون رضا عائلة الزوجة ولكي يستعيد امه عليه ان يعيد غادة عبد الرازق الي اهلها ولكن عندما علمت "قمر" بان الزوجة "حامل" قالت لابنها "اتركني وخد زوجتك" لانها وجدت في الابن القادم الامل القادم وهي قد كتب الدهر عليها العجز والشيب.

ومن اروع المشاهد ايضا هو مشهد بناء البيت في النهاية وهو مشهد ملئ بالامل والسعادة عندما تجمع الابناء لبناء البيت مرة اخري بعد وفاة امهم لتحقيق حلمها التي حلمت به طوال حياتها مما يعين ان الفيلم قد يكون ايضا يمثل مرحلة ما قبل الثورة وان بناء البيت هو ما يحدث الأن بالفعل.


توليفة خالد يوسف الفنية المذهلة كالعادة كانت في اغنية "طوبة حمرا" وهي للشاعر العظيم فؤاد حداد ومن غناء احمد اسماعيل واداها بصوت جميل والحان شيقة .
كما عودنا دائما علي توليفاته الفنية المبدعة مثل احمد سعد والشاعر جمال بخيت في فيلم دكان شحاتة وايضا الاغاني في فيلم خيانة مشروعة وفيلم "انت عمري" .

كف القمر هو رسالة من خالد يوسف وكانه يقول كما حذرت من الثورة القادمة وكما حذرت من ما يحدث لمصر في افلامي "دكان شحاتة" و"هي فوضي" و "حين ميسرة" فالان احذر من خطورة الفرقة وضرورة الاتحاد ..ضرورة ان نجعل نصب اعيننا الهدف الاوحد والأول وهو صر ومصر اولا واخيرا.


النضج الفني للفنان "هيثم احمد زكي" اصبح واقعا ملموسا من بعد اول اعماله التي لم تنجح نجاح كبير وهو فيلم "البلياتشو" ولكن تعددت ادواره الناجحة بعد هذا العمل وخصوصا وصل لقمة مستواه في مسلسل "دوران شبرا" وايضا لقمة النضج الفني والاداء الراقي في فيلم "كف القمر" .

حورية فرغلي ايضا اصبحت علامة مميزة في عالم السينما والتليفزيون ايضا بعد دورها الذي اشاد به الجميع في "دورا شبرا" والذي حتي كانت بعض المقالات بعنوان "حورية فرغلي" من فرط اتقانها للدور وابداعها فيه وهي اختيار صائب للمخرج خالد يوسف في هذا الدور .

هذا الفيلم العبقري الذي حضر عرضه الخاص شخصيات كبيرة مثل الدكتور "زويل" و"حمدين صباحي" وغيره من الشخصيات المرموقة والتي اشادت بهذا العمل وان رسالة مهمة جدا لكل المصريين.

نلاحظ في افلام متعددة للمخرج خالد يوسف انه دائما يحب ان يجعل احدي شخصيات الفيلم تجسد دور "مصر" كما فعل في فيلم دكان شحاتة الذي جسد دور مصر فيه الممثل الرائع "عمرو سعد" والذي قتل غدرا في نهاية الفيلم ولكن هذه المرة في فيلم "كف القمر" مصر لم تقتل غدرا بل قتلت اهمالا !!

بالفعل اصبح خالد يوسف بصمة مميزة وعلامة فارقة في تاريخ السينما المصرية ويثبت هذا يوما بعد يوم وفيلما بعد أخر حتي وان كانت افلامه في البداية محل نقد لانهم يرون انه قد بالغ في عرض الصورة السلبية في مصر دون الايجابية ولكنها كانت الحقيقة التي دائما ما تؤلم والتي يحب خالد يوسف ان يعرضها كاملة دون ان يهرب منها.


واروع اغنية في الفيلم كانت اغنية طوبة حمرا لفؤاد حداد وتقول الاغنية
"يا طوبة حمرا وطوبة خضرا وطوبة البنا يضرب فيها بالموال خليكى لولاد الشقا مخطوبة
اغنى غنوة اللى ماله غيرك مال.. مهر العرايس كل يوم جايلك.. والليل يجيب الشمس ويخايلك
وكل من شافك صبح شايلك.. امنية من رب العباد مطلوبة يجعل حمولك زينة الحمال"



فمن يعيد كف القمر ومن يعيد لمصر قوتها ومجدها وريادتها..مازالنا في انتظار بناء طوبة حمراوطوبة خضرا وكلنا أمل في بكرة .

 

2 comments:

اخبار مصرية said...

فيلم لخالد يوسف
اكيد جامد

أخبار - أهرام said...

فيلم جامد اتمنى من الجميع رؤيته