Thursday, June 7, 2012

أرقيك بالكوثر وبقبلة الشمس لجبين البحر






ما بين العشق والخوف مساحات للقلب..
مساحة دفء ومساحة لرحلة عبر الزمن..
وما بين العشق ورسائل العشاق زمن..
زمن لمباركة الحب وزمن لصب اللعنات عليه..
وما بيني وبين حبيبتي "رقية"
رقية تخرجني من وجع دوار البحر حين أنظر لعينيها وتحميها من أعين الزهر والقمر..

يا ابنة الحسب والنسب
ابنة القمر حسبا والنور نسبا
امرحي وسط كلماتي كطفلة تتخطفها الدهشة وكراقصة تترامي علي زنود سطوري..

مرض جمالك شفاء لكل من مرض به..
ولعنة لكل من تقدس بسره..
وولادة لكل من عرف العالم علي يديه..

العاشق لا يعرف لغة الإنتقام..
العاشق لا يعرف إلا لغة الفلسفة ولغة التضحية ..
وإذا مزجهم القلب معا اخرج أجمل ما فيهم من "فلسفة التضحية"..

العاشق لا يعرف إلا سعادة المعشوق حتي وإن كانت في الهجر..
فلا يملك حينها إلا شئ واحد..
"الرقيــــة"   !
رقية عاشق لمعشوقته قبل خروجها من عالمه إلي أبد مؤقت ووقت أبدي ..
يرقيها في محاولة منه ان تخرج من صدره كما دخان بخور الرقية وهمهمة الزار العشقي الخالص..

وكي تخرج مني ..أرقيها
كي تخرج مني..أعمدها بالكلمات وأرقيها ببخور نثري وحروفي..

وأقول لها بصوت نصفه التضحية ونصفه الموت :

رقيتك..
رقيتك بكل ما كتب من حروف الأرض وما تشكلت به الأسماء..
رقيتك بإدريسية يوسف وقدسية إحسان وكلمات نزار..
رقيتك بالزهر وبفراش لم يعرف سره وبألوان قوس قزح العشقية السبعة..

أرقيك حبيبتي بنفسك وبسحر عينيك ..
كي لا يبقي فيك شئ إلا وفجره السحر وتفجرت منه بصيرة العشق..
أرقيك بإحساسي بأول نظرة..وبخفقان قلبي الذي تخبط في نور الحسن حتي إبتلاه وهداه إليه..

أرقيك برباعيات الخيام وأغسل عينيك في خمر أبو نواس كي تراني مرتين عند الرحيل..
أرقيك بالمدي وبصوتي في الصدي حين أزور عالم الفانتازيا بين ضلوعك..
أرقيك بإنكساري أمامك وإلتئامك فوقي جرحا ينزفني لداخله !

رقيتك ببركة الكلمات ورقة الهمسات ودعوة العشاق والعاشقات..
أرقيك بمد قلبي وجزره ..وطغيان عذوبتك علي ملح شواطئي..
أرقيك بدموية شفاهك وغابات رحلاتي بين شخصياتك وأميراتك..
رقيتك بحفلة سندريلا وتفاحة سنوايت التي سممتها لكي من شهد حبي..

رقيتك بسلسبيل العمر وبكل لحظة ربتت علي كتفي حين بكيت من حسنك..
رقيتك بدموعي التي قتلت مدامعها حين تتساقط بغجرية وجنون مثل شعرك..
رقيتك بسيمفونيات قلبي السابعة.. حين تصعد لسابع سماء وتهبط لسابع أرض أمام نظرتك..
رقيتك بخشيتي امامك وبرهبتي من انكسارك وبموتي أمام صحو أنوثتك..

أرقيك بالكوثر وبقبلة الشمس  لجبين البحر كل مساء..
أرقيك بنيرفانا أحلامي عنك وخيالية القمر حين ينعكس علي جبينك أقمارا ويبحث عن نفسه فيك..


ولكي تخرج مني لابد من ان أرقي نفسي..ولكني أكتفي برقيتها..
كي يخرج منها نبضي الهائم والتائه مني..
أذيقها بعض من دخان الحب وناره الذي احرقني عمرا وخرجت منه بردا وسلاما..

خرجت بعد الرقية..
أنتظر رؤيتها مرة أخري..
بين سراب واقعي وواقعية خيالها..
ولكنها لم تأت..
هربت في غابات دخان الرقية وهرب نبضي..
هرب نبضي محترقا مذعورا يطعنني كل يوم بخنجر جديد..
لا مهرب منها الا في عينيها..ولكني لم اجدها..

سنوات أبحث عنها بين الموسيقي وبين الاغنيات وبين الشعر وبين الكلمات وبين السماء وبين الأرض بلا جدوي..
رعد قلبي لم يعد إلا ظاهرة صوتية ..فما يهمني هو برق عينيها..
هي لحظة إنفصام الكمال كي يبحث عن نفسه في شخصين..
شخص الحلم وشخص الوجود..
ووهبت نفسي للحلم..
ولم يهبني الوجود شئ..

حتي وجدت طفلا صغيرا يحمل بعض البخور..وقال في صوت غريب "إرضيني يا باشا" !
نظرت اليه وابتسمت وأخذت نفسا من ما يحمله من بخور وقلت لنفسي "ياليت هذا البخور يرضيني ويعيد وسط دخانه حبيبتي"
ولكنه إختفي فجاة حين فتحت عيني..
قد يكون حقيقة او سرابا..
مازالت لا أثق في تنكر كيوبيد..
ومازال الدخان يحملني ضيفا علي الدنيا..
ومازال فنجاني يغلي كالبراكين بحمم العشق و "لافا" الهيام..
ومازالت أبحث عن صفاتها في كل إمرأة..
كالباحث عن بقايا أشعار محروقة..
وقد تعود مع إحدي طعنات النبض..
قد تعود...!

ومازالت أشعر بضعف أدميتي أمام جنون حواء فيها ..
كلما سمعت أغنية تذكرني بخوفي من عينيها
كلما سمعت أغنيتي القاسية الصعبة
creep-radiohead

لا تتعجب من تلك الخاتمة..
فلها مغزي عند صاحب الرقية..!!


2 comments:

شهووووده said...

اسلوبك متميز.. اشعر اني غرقت في بحار كلماتك.. رائع بحق

معـــــتز هــاني سعد said...

شكرا ليكي يا شهودة جدا..سلمتي من الغرق..شرفتيني