Thursday, October 11, 2012

مولاتــي..سيدة الممــالك الأربعـة






أكتبُ كَلماتي عَلي ضوء شُمُوع..
كي تَبقَي عَلي نصْف ظَلام يشْتاقُ الي نُور عَينيها..
كي تتعانقُ كَلماتي معَ هَدهدة الشَمْعة ورهْبة الظلام .

أسَافرُ  في مَكاني بالقَلم فيْ كُل زمَان ..
واجعَلهُ ريشَة عُود وسطوري أوْتار..
كي أجمعُ لحْن أنُوثتها مَع لحن حروْفي وتَبدأ حَفلة رَقص كيوبيد مَع نَبضي ..

سأسَميها مَجازا ً "سيدةُ المَمالك الأربَعة" ..
مَملكةُ الجَمال والرقةُ والأنوثة والسحر...
قالوا : هل هَذا الاسمُ حَقيقي ؟
قلت : سأقولُ كمَا الأفلام "ربما تَشابهت بَعض تفاصيْل الوَصف مَع الواقع" ..
ولكنها أكبرُ منْ أي وَاقع ..وأعْظم من أي حلم..

هي..
مُخضبةُ بدمَاء وبَصَمات الزَهر عَلي جَسَدها..
حين يحجُ الياسَمين اليهَا ويرفعُ القَمر عبَارة "عشقُ مَبْرور" ..

 فوَاحةُ سُبل للتَائهين..
ولا سَبيل منهَا الا اليهَا ..
ولا طريقُ لعَينيهَا الا عَلي اجْنحَة الفَرَاشات أوْ مَوكب أحْلام ومَجَاذيب غَرام ..

"كلاَسيكية" النَظْرة والهَمْسة..
"فاجُومية" في جُنونها وعُنفوَانها..
"نزَاريَة"  في رقَتها وسحْرها..
وكأنها رَوْح الشعْر حينَ تَغرق"بُحوره" فيْ أبديَتها ..

أنَا وهي "قصَة حُب"
ولكني "القصَة" فَقط..وهيْ "الحُبُ" ذاته..


تَزور في عَينْيها "نهرَ الغَفْران"
تَتطهَرُ خَطايا قَلْبك بالجَمَال..
والقُبْحُ فيكَ بالحُسْن فيهَا..
ويكونُ قَلبَك بَعْدها "العَارفُ بالله وبالحُب"
ويظلُ وجْهَها "العارفُ بالجَمَال"  !


شَفتاهَا سرير للقَمَر..
حينَ يَعُود مُصَابا ًكُل ليلة من النُور الصَارخ فيْ شُرفتَها ..
وعَيناها أكْسيرُ للجَمَال..
يُدَاوي به غيرتهُ
وينتحرُ به عَلي جَسَدها ويكتبُ عَلي قَبْره "هُنا وُلدتُ وهُنا أرقدُ فيْ سَلام" !

ليْسَت تلميذة الرَوْعة..
بل تُقَلدُها الروْعَة..
 وتُصبحُ مثل ابنَتها التيْ تُقلدها حَتي في وَضْع المكياج فيْ شَكل عَبَثي أمَام المَراة كَمَا الاطْفال..
فَتَحتضنها فيْ شَفَقة..
ويَكاد يَنفجرُ القَلب فيْ وَهَج مَشْهد لا يُصَدق.. ولا تَعْرفُ هَل هُو "دراما" "أم كُوميديا عشْق سَوداء" !
ويَبْقي مَشهد للتَاريخ فيْ عَينيها ..لا "فنُ سَابع" او ثَامن..
بَل هي "الفَنُ الأوَل" ..

حينَ أراهَا..
يُصْبحُ جَسَدي جذْع شَجرة..
تكتبُ رُمُوشهَا فَوْقي "للذكْري الخَالدة"
وتظلُ الحيْرَة فيْ عَقْلي بينَ "خُلود الذَكري"..و "ذكرَي الخُلوْد" فيهَا..

حينَ أرَاهَا..
لا يكونُ لقَائَنا وجْه لوجْه كأي لقَاء..
بل يكونُ قَلبْا لقلْب..
روحا ًلرَوح..
عَقل لعَقْل..
جُنون لجُنون..
ولا تَعْلم رَوْحي بأي أرْض تَمَوت فيهَا..
ولا تَعْلم بأي أرْض تَعْشق..
فأينَمَا أكونُ أمَامَها.."يُدركُني العشْق" ..


حينَ أراهَا..
تلتفُ "نُون النسْوَة" حَوْلَ رَقَبتي كَطَوق الاعْدَام..
وتُحَالُ أوْرَاق عشْقي اليْ القَمَر..
ولا حُكمُ الا قَتْلي بصَاعقَة النَظَرات والهَمَسات..
ويظلُ قَلْبي مُسْتسلم للقَضَاء والقَدَر..
قضاء عينيها وحسنها وقدر السماء والحب ..

قالوْا انَ "الصَمْتُ فيْ حَرم الجَمَال جَمال"
ولكن الصَمْت فيْ حَرم جَمَالها تقديْس ورَهْبة..
تَشعرُ مَعهَا برَوْعة الخَوف..وفيْ نَفْس الوَقْت الخَوف منَ الرَوْعة ..

حينَ تَراهَا ..
تَشعرُ انكَ وَصَلت لسدْرة مُنْتهَي الجَمَال..
وصلتُ لأعْمَق دَرجَات فلسَفة الجَمال..
وصلت لسَبب خَلق الله للجَمَال..
ومَا أقوَي وأصْعَبُ أنْ تَصل بضَعْف أدَميتك وانْ تَقفَ فيْ حَضْرة الجَمَال بذَاته..
لوْ كَانت فيْ زَمَن الاغْريق لمَا تَحدثوا عنْ الهَة الجَمال..
ففي حُضُور عَيْنيها تَخرُ الهَة الاغريق صَريعَة وعَاشقَة..
وفي عَيْنيها..تَنْتحر "فينُوس"  !


حينَ اقفُ بينَ يَديهَا..
أنظرُ الي السَمَاء..
أنتظرُ سقُوط تُفَاحة أدَم..
فالأن أنا أسقُط منْ جَنتي الي جَنَة عَيْنيها..
وانا امَامَها الان فيْ لحظَة سقُوطي منْ جَنة واقعي الي جَنَة خَيَالها وحُسْنها..
سقطتُ..ومَازالت يَدي مَمْدوُدة الي الشَجَرة لأقطفَ تُفَاحة أخيْرة
تخْرجني منْ عَذاب جَنْتها..


 سيدةُ المَمَالك الأربَعة..
لا سَيْف لي ولا سُلْطان..
ليسَ لي الا عَذَاب عَيْنيك والف سَجْان..
ليسَ لي الا مَزَامير عشْق ترَاقص فيْ عَقْلي الف شَيْطان وجَان..
ليسَ ليْ الا كَأسي وبضْع حكايات هَوَي..
وخَنْجر اتَسَلق به عَلي كُحْل عَيْنيك واسقطُ "شَهَيد غَرَام"..
سأقفُ امَام عَيْنيك كمَا الشَحَاذ أقُول بصَوْتي :
 "اعْطيني ممَا أعطَاك الحُب"
"اعطيني ممَا اعطَاك الجَمَال"
"اعطيني ممَا اعطَاك الخُلود"..
لله درك أقفُ سَاعَات ومَا اخَذت منْك شَئ ..
لأني حيْن أقف أمَامك..أكون مَلكْت الدُنيا وما فيهَا ..

دعيْني اصنعُ للشَمْس ردَاءا منْ حُمْرة خَجَلك..
وأصنعُ للقَمر وسَادة منْ نُور طَلتك..
واصنعُ لكيوبيْد نبَيذه المُفضل من دمُوعك..


دعي الايَام فيْ أصَابعي كمَا الخَاتم السحري..
كلما مَسَحت الخَاتم رأيْت أيَامي تَتحني بعَينيك..
وتعودُ سنيْني كمَا أمْواج البَحْر ..
لتشْرق منْهُم شَمْس جَمَالك..
وتغربُ فيهُم ألحَان ليْلك ..


دعيْني اخْلق منْ حُروف اسْمك سَيفا أغْزو به كُتُب الشَعْر..
وطَوْق نَجاة كي لا اغْرَق بينَ حُرُوف "الحَاء" و "البَاء"
وأفتحُ ذرَاعي ما بينَ طَرف الدُنْيا وطَرف فُسْتانك..
فأكون حضنت العالم أجمع ..


دَعي بَرائَتك تَحْضنُ طُفُولتي..
لتعيدي الي نَبْضي "بَرَاءة الطفُولة"
وتعيدي الي العشْق "طُفُولة البَراءة " المَفْقودة ..

دعي "بَنَات" أفْكَاري..
ترتبُ لكي سَريْرك..
وتغزلُ خصَالَ شَعْرك عَاج وعَسْجد..
وتخيطُ لكيْ فَسَاتينك من حَبَال القَمَر..
وتبحثُ فيك عنْ حلمي الغَارق كمَا سَفينة "تايتنيك" ما بَين ضلُوْعك..


كونيْ نبُوءة ولوْ حَزينَة فلَنْ أبْكي..
كوني وَحْي السَمَاء الي صَدْري ولنْ اصيحَ ألمَا.ً.
كوني أحْزَان شكْسبيرية عَلي قَلَمي..
حركي الغَابَات تُعْلن هَزيمتي امَامك..ولنْ اصْرُخ كمَا فَعَل "مَاكْبث"
ولن اقوْل كَما قال هَامْلت "اكونْ او لاَ اكون"
بل ساصيحُ "تَكونينَ فيْ قَلْبي أوْ لاَ اكُون"


"سَيْدة المَمَالك الأرْبَعة" ..
في غسَق رَحيْلك..
دَعي صبَايا بينَ يَدَيك
وشَبَابي بينَ نَبَضَات قَلْبك
وشَيْخوختي بينَ خصَال شَعْرك..
فاذا ما رَحَلتي تَبَقي لي جَسَدي النَحيْل..
واذا مَا عُدتي..عَادوا جَميعَا ..رجُلا جَديدا..وأمَلا جَديدا..وأدَم جَديد..

1 comment:

Anonymous said...

ابداااااااااااااااع قوي جدا