Thursday, November 17, 2011

الحرية الحقيقية التزام ام اباحية ؟..هل علياء اصبحت حرة الأن ؟







أثارت المدونة علياء صاحبة الصورة العارية ردود فعل عديدة في مصر والعالم العربي بل والعالم اجمع وهي ردود متباينة ولكن اغلبها كان بالطبع رافضا للفكرة ومعتبرها تسئ لنفسها أولا ولاستخدام الحرية ثانيا .


واصبحت كلمة حرية تستعمل بعدة اشكال وعدة مفاهيم مغلوطة عنها بدون اي وعي او التدقيق في معناها ومغزي الحرية من الاساس فيقول "جون ستيوارت ميل" عن الحرية :


"السبب الوحيد الذي يجعل الإنسانية أو جزء منها تتدخل في حرية أو تصرف أحد أعضاءها هو حماية النفس فقط، وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الآخرين من أضرار ذلك التصرف"
وايضا يتحدث افلاطون عن الحرية في جمل عديدة ويقول انها اغلي وافضل ما نملكه .
وتقول "حنة ارندت عن الحرية  "قد يكون من الحقيقة البديهية ان نقول ان الحرية والتحرر ليسا مثل بعضهما ..وان التحرر قد يكون شرط الحرية ولكن لا يقود اليها اليا"


وهناك انواع عديدة من الحرية مثل الحرية السياسية والفكرية وغيرها ولكن الي اي مدي تصل حريتنا ؟ وهل الحرية مطلقة بلا حدود ؟ وهل المجتمع الغربي يسئ استخدام الحرية ؟
قد تكون علياء متأثرة ببعض الممثلات في هوليود او المطربات واخرهن "ليندسي لوهان" التي اتجهت الي مجلة بلاي بوي لنشر صورة عارية بل وتهافت تلك المجلات علي تصوير الممثلات والمطربات خصوصا في اوقات الحمل وهن عرايا ويدفعوا لهن ارقاما خيالية مقابل الصورة العارية قبل وبعد الحمل واحيانا مع الطفل ايضا .
وهناك امثلة عديدة وكثيرة جدا مثل ماريا كاري وايفا منديز وبريتني سبيرز وكل من المشاهير يظهر علي غلاف مجلة معينة حسب قيمة الدفع مثل صورة ديمي مور علي غلاف مجلة "فانيتي فير" او بريتني علي غلاف مجلة "بازار" او كلوديا شيفر علي "فوج" او مونيكا بيلوتشي في مجلة "فانيتي فير" .


وهذا بالطبع ما لا يحدث في عالمنا العربي بسبب التعاليم والقيم الاسلامية العظيمة وايضا المسيحية التي لا تقبل ان تظهر نجمة تليفزيون او سينما مصرية او عربية عارية وهي حامل علي غلاف مجلة قطعا فمساحة الحرية نفسها يحدها العديد من القوانين والقيم والعادات فالحرية ليست مطلقة .

واذا كانت علياء قد استمدت من هؤلاء مثلا فكرة ان تظهر عارية او تري ان هذا في مساحتها الخاصة من الحرية فانها مخطأة لان كما هو معروف الجملة الشهيرة "انت حر ما لم تضر" كما ان حريتها لا تتضمن التعدي علي حرية الاخرين بالطبع .

ثم انها اخطأت في فكرتها عن العالم الغربي المتحرر من كل قيد او شرط فهذا ليس صحيحا فربما تقبل النجمات الظهور عاريات علي سبيل "البيزنس" في الخارج ولكن العائلات الامريكية والغربية مازالت تحتفظ ببعض القيم التي تجعل ايضا الحرية عندهم لها سقف كما عندنا بل ويرفضون بعض التصرفات من اشخاص قد يراها البعض حرية شخصية مثل حادثة مايكل جاكسون الشهيرة عندما وضع الطفل خارج الشباك يشير به للمعجبين وقد اثار تصرفه حفيظة الكثير من الحاضرين ولاموه علي ذلك لعدم اكتراثه بهذا الطفل البرئ .
وايضا نجد المجتمع الغربي يستاء من ام في الخارج تحاول بيع ابنائها علي موقع "اي باي" رغم ان التصرف قد يجده البعض حرية شخصية للأم ولكن بالطبع لا فهناك قانون وهناك بشر يمتعضون من هذه التصرفات .

في الصين ايضا وفي دورة الالعاب الاولمبية نجد التحذير من الحكومة الصينية من العلاقات في الاماكن العامة رغم انها حرية شخصية ما بين شخصين وفي اسبانيا نجد لافتة تشير الي ان ممنوع ارتداء البكيني في هذه الاماكن في اماكن معينة رغم انها حرية شخصية !

فلا يظن البعض ان الغرب قد ورث الينا مفهوم الحرية بانها فعل اي شئ في اي وقت مثل العري في الشارع مثلا بل ان موقع يدعو للخيانة الزوجية  في فرنسا اثار جدلا واسعا هناك وايضا وضع موديلز حقيقين في العرض لبعض الموديلات لملابس البحر في الغرب قد اثار استياء البعض .


وايضا نجد في الفترة الاخيرة اغنية للمطربة "ريهانا" يثير موجة انتقادات واسعة لانه اباحي ويدعو لتناول المخدرات في اعتقاد البعض بل ان مزارع ايرلندي قد طرد ريهانا من مزرعته مكان التصوير بسبب جرأتها الزائدة مما اثار امتعاضه .

كما ان هناك قيود علي الافلام التي بها مشاهد تدخين فقد منعت الصين مشاهد التدخين في الافلام وايضا اشارت الدراسات ان التدخين في الافلام يزيد من احتمال تدخين المراهقين وبدأت الدراسات لمنع مشاهد التدخين نهائيا في الافلام .
كما ان هناك العديد من القوانين التي تمنع وتجرم مثلا "الاجهاض" في بعض الدول رغم انه يعتبر حرية شخصية للام في نظر البعض .

وحتي الممثلات والمطربات التي يجدها البعض بلا قيمة او وازع ويحاول تقليدها فهذا اعتقاد خاطئ فمثلا المطربة الامريكية "ميلي سيرس" قد تكون متحررة جدا ولكن حينما استغلت شركة لبيع المنتجات الجنسية صورتها لصناعة دمية علي شكل مايلي فقد قامت برفع قضية فورا علي هذه الشركة وايضا سكارليت جوهانسون التي استائت وحزنت من تسريب صور فاضحة سرية لها .

والممثلة العالمية اليزابيث تايلور التي تم العثور علي صور قديمة لها عارية بالكامل ونشرتها جريدة "ديلي ميل "ولكن قالوا انها كانت مهداة لزوجها وليست للنشر .

بينما يتم منع بعض الاعلانات مثل اعلان "داكوتا فايننج" الاخير لنوع من العطر بسبب ايحائه الجنسي وقد منع الاعلان في انجلترا تماما .

وظهر فيديو لقاضي امريكي يقوم بتعذيب ابنته وقد يري البعض ان هذه حرية شخصية ولكن هذا الفيديو قد اثار الجدل حول العالم اجمع وتحدثوا عن عدم رحمة هذا الاب وسائت سمعة هذا القاضي في كل مكان رغم انها حرية شخصية كما يعتقد البعض.

والصحافة ايضا ليست حرة في نشر ما يحلو لها فهناك قوانين وحدود مثل ما قامت به "كيم كاردشيان" من مقاضاة من يدير اعمالها سابقا لادلائه بتصريحات كاذبة عنها لاحدي الصحف والعديد من النجوم قد قاضوا الصحف وحصلوا علي تعويضات ضخمة بسبب نشر اخبار مفبركة .

حتي ان الحفلات الامريكية في المنازل ليست لها كامل الحرية فمن حق الجار ان يشتكي جاره اذا كان الصوت صاخب جدا في المنزل مما يتسبب في ازعاجه ورأيناها في العديد من الافلام الامريكية بالطبع عندما تدخل الشرطة الامريكية لمطاردة المراهقين في بيوتهم في وسط حفلة منزلية صاخبة .

اذا فالحرية كما تفهمها علياء ليست هي الحرية التي فهمها العالم ولم تعد الناس الان تنخدع بمثل هذه المشاهد مثل ان تظهر فتاة عارية تدعو الي الحرية فيعتبرها البعض مثقفة وهي ربما لم تقرا ابجديات الكتب حتي او يجعل البعض من شعره حتي قدميه ويخلع ملابسه ويدعو للحرية فيعتبره البعض مثقف عظيم رغم انه قد يكون كل قرائته هي مجلة ميكي جيب او غيرها .

فالمجتمع المصري اذكي من هذا بكثير ولا يضطر البعض لان يخلع ملابسه قد يشار اليه بانه ناقل الثقافة الغربية او هو الجسر الذي سنعبر اليه للحضارة الغربية لانه هو اصلا لا يفهمها ولا يعيها جيدا .
فقد انتحرت فتاة امريكية في مدرسة لنشر زملائها لها صور مخلة علي الهواتف المحمولة وتم نشر الخبر باهتمام في جريدة "ذا صن" وايضا في حلقات اوبرا قالت ان نسبة عالية ينتحرون سنويا بسبب الاستهزاء بهم في المدارس الامريكية او جعلهم مادة للسخرية والتندر من بعض الطلبة الحمقي الذين يسيئون استعمال كلمة "الحرية" .

لا اعرف لماذا لا ينقلون الينا علمهم واخلاقهم بدل من ان يروا بنصف اعينهم فقط ان هوليود عبارة عن مكان للعرايا ! لماذا يري البعض ان الغرب هو التحرر وليس هو العلم والتكنولوجيا ! ام ان هذا لن نلحقه فنضطر الي ان نلحق العري أسهل وأسرع !!

لن انخدع وما عدت انخدع ولا غيري نخدع في الداعين الي الحرية علي انهم مثقفين او واعيين فهم وبعضهم لا يفقهون شيئا ويريد الشهرة فقط فلن تري مثقف حقيقي او كاتب مثلا مثل بلال فضل يخلع ملابسه ويدعو للحرية !! لان هذه المثقف الحقيقي قرأ عن الحضارة الغربية والاسلامية وحضارات العالم وليس مجرد ناقل لصورة عارية يراها في مجلات المراهقين او في موقع اباحي !!

ليس كل من يخلع فاهم وليس كل من يترك شعره طويلا هو عالم سياسي !
اعيدوا النظر ايها العراة في فهم الحرية ..وافهموا مقصدها وطريقها وحدودها .
الحرية نعمة فلا تجعلوها نقمة بسبب تصرفات حمقاء لا لاتنفع احد ولا تضر الا صاحبها .

الحرية اتساق مع نفسك وليست انسياق وراء اهواء نفسك ..وتناغم مع الكون واحترام لقوانين الكون والاديان والوطن وليست بغضا لهم .
فحتي الجملة الشهيرة تقول "التغريد خارج السرب" وليس "اثارة الضجة والازعاج خارج السرب" اي حتي حينما نقوم بتصرف جديد ومنفرد لكل حرية يكون صوته تغريدا وليس عري واباحية .
مفتاح حريتنا بايدينا ولكن ما فائدته اذا كنت في سجن في عيون الاخرين بسبب تصرفاتك !

1 comment:

Anonymous said...

انت استاذ يا ابني واللهي تسلم ايدك