Saturday, December 10, 2011

جزاء الطاغية يبقي عند شعبه..من هتلر الي حكام العرب





الكثير من الحكام حول العالم وعلي مدار التاريخ ظلموا شعوبهم وحكموهم بالسيف والسياف واكلوا خيرات البلاد وافقروا العباد ولكن دائما ما يأتي اليوم الذي لا ينتهي فيه الطاغية فقط بل يذهب ريحه ايضا

ويزيل الشعب والكارهين له كل اثر له حتي لو كان في صورة تمثال يذكرهم به او رفاته وهو ميت .

منذ العصر الفرعوني نجد المئات من القصص لملوك ازالت اثار ملوك قبلها وكل عمل حتي لو جيد قام به يحاول ان يلغي تاريخه بالكامل من علي مسلة او جدار معبد ليضع تاريخه فقط ليمجده التاريخ دون غيره

 والكثيرون ايضا ازالوا كل اثر لحكام طغاة ظلموا وتجبروا لكي لا يذكرهم التاريخ ابدا ونجد ان الكثير من الحكام عبر التاريخ حكموا علي طريقة قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني حين قال :

أيها الناس
أنا الأول والأعدل ... والأجمل ..
من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى
وخير المرسلين

وكأن هذه القصيدة هي الملهمة لحكام العرب وحكام اخرين حول العالم مثل هتلر او غيره من الحكام المرضي الذين لا يهتمون الا لبناء مجد او قصر او جاه ولا يهتم لحال الرعية ولا مصلحة الوطن حتي وان كان يتشدق دائما بحب الوطن واعلاء علمه خفاقا ولكن كل ما يضمره داخله هو روح العداء وروح الغرور والظلم .

الكثير من الاحداث التي راينا فيها عبر التاريخ ازالة اثار الطغاة من الاوطان مثل تحطيم تمثال فردينان ديليسبس بعد العدوان الثلاثي لانه كان يذكرهم بهذا العدوان .
وايضا ازالة اثار الطاغية صدام حسين وتحطيم تمثاله تماما لدرجة ان قطعة من تمثاله فشلت حتي في الحصول علي مبلغ في مزاد بريطاني علني .

وكان صدام حسين قد طغي وظلم وقتل الألاف من المعارضين ومن شعبه بافظع الاساليب واكثرها دموية ووحشية وكان اشهر من اشهر الطغاة العرب ولم يهتم الا لبناء القصور وحفلات ولديه وبناء الجراجات المليئة بمئات السيارات لهم والحفلات الماجنة التي كانوا يقيمونها طوال العام رغم ان الكثير من افراد الشعب لم يكن يجد لقمة العيش وكانت البلد تقريبا بلا معارضة تذكر لانه الطاغية الذي يأمر وينهي ويهدر دم كل من يعارضه او يحاول ان يناقشه في قرار ما بافظع واحقر اشكال الديكتاتورية والشمولية العفنة .


وفي الفترة الاخيرة ايضا رأينا عائلة الزعيم النازي هتلر وهي تخرج رفاته من مقبرته جنوب المانيا لعدم تحويل المقبرة الي مكان يحج اليه "المتطرفون" ..فالكثيرون من المرضي وبائعي الهوي الفكري حول العالم يجدون في هتلر نموذجا للحاكم الذي يجب ان يكون ويهيمون بشخصه هياما ويحفظون كتاب "كفاحي" عن ظهر قلب رغم انه من اكثر الحكام دموية حول العالم واكثرهم قسوة وأحيانا غباءا في الادارة والحنكة السياسية وان كان البعض يعتبر ان الحروب وقتل الملايين هي حنكة سياسية وذكاء في ادارة البلاد !! وان كان البعض يعتبر ان مخطط غزو العالم والتحكم به كله هو ذكاء سياسي فهذا شأنهم بالطبع  !

ولكن النموذج الذي احبه في الحكام القدامي مثل جورج واشنطن مثلا بعقليته العبقرية وليس هتلر بالتأكيد .
وقد قال في كتابه مقولة عنصرية تقول "لقد كانت لدى المقدرة على ان أقضى على كل اليهود فى العالم , ولكنى تركت بعضا منهم لكى تعرفوا لماذا كنت أبيدهم "  !
وكان هتلر يجيد له اخطائه الغبية في التخطيط  للمعارك مثل ما حدث عند اجتياحه روسيا في عز الشتاء وموت معظم قواته من الثلج والبرد وكان له افكاره العبقرية عسكريا حينما اجتاح بولندا مثلا.. اما ادارة البلاد ومعرفة مصلحتها فلم يكن يجيد هذه الامور بل انه سفك دماء الملايين بناءا علي اهواء ورغبات دفينة لانهم جنس اقل منه شأنا ..اي غباء هذا ؟ ولنا في خراب المانيا سنوات خير دليل بعد ان كانت من اجمل الدول في اوروبا .

وكان يصنف العرب ايضا تصنيفا عنصريا حقيرا وقال مقولته التي يقول البعض ان هتلر لم يقولها ولكن كان يجد العرب دائما امة ضعيفة عاجزة في رايه وقال ""العرب هم الجنس الرابع عشر بعد القمل"  !!


ومن ازالة الأثار الشهيرة ايضا ازالة تمثال جورج ستالين في جورجيا من مسقط رأسه واستبداله بنصب تذكاري لضحايا حرب جورجيا مع روسيا .
ورغم ان له العديد من الانجازات المحسوبة له الا ان ستالين ايضا مشهور بالابادة وتصفية اعداءه او المعارضين له وقام ايضا بالقمع الشديد واخراس الالسنة خوفا من بطشه وردود فعله الشديدة وترحيل المعارضين ونفيهم الي سيبريا.

ومن المعروف ان ضحايا ستالين الجزار العنيف كانت بالملايين بدعوي انهم معارضيه ويشكلون خطرا علي البلاد وتقدر الاعداد باكثر من ثلاثين مليون ويذكر انه قد قتل ثلاثون الفا في ليلة واحدة وضعهم علي قائمة !

وايضا "لينين" قائد الثورة البلشفية ولكنه من الذين طغوا في البلاد ايضا وهناك جدل كبير في روسيا دار من فترة حول جثمان لينين وهل يبقي في الكرملين ام لا..وقالوا انهم يخشون الانقسام في المجتمع حسب الخبر الوارد عن هذا الموضوع ..وان الحزب الشيوعي الروسي يريد ابقاء الجثمان في مكانه.
الجدل حول لينين هل هو زعيم ام طاغية فالبعض يريد اخراجه من الكرملين ودفنه وعدم منحه هذا الشرف والبعض يريد تخليد اسمه كبطل وقائد .
كما ان تمثال لينين كانت هناك محاولات لنسفه وتمثال اخر تم هدمه بالفعل خارج روسيا .


ربما تذكرنا ازالة اثار هؤلاء الحكام او الطغاة بنفس ما حدث مع الطاغية مبارك حينما تمت ازالة اسمه من علي المباني او اسماء الشوارع منذ فترة والناس في فرح وسعادة بالغة حينما كانت تزيل الاسم من علي اللافتات ..مبارك الطاغية الذي جوع وافقر وامرض الملايين من شعبه وقمع كل المعارضة حتي اصبحت مصر بلا معارضة تذكر في عهده البائد البائس وكان من اشهر الطغاة والديكتاتوريين في العالم بالاضافة لنسبة الامية الكارثية في عهده والامراض التي خلفها للمصريين مثل السرطان والفشل الكلوي ونهب الاراضي والاستيلاء علي الاف الشركات .

وفي سوريا قام الاهالي بتحطيم تمثال حافظ الاسد منذ فترة ردا علي القمع الذي قام به الطاغية بشار وقتل الالاف من شعبه ومازالت الثورة السورية في اوجها نصر الله شعب سوريا علي كل ظالم قاتل لشعبه ونصر الله الثورة السورية المباركة .


بينما منذ فترة ليست بعيدة حدثت واقعة تذكرنا ايضا بازالة اثار او التبرأ من اي مريض او طاغية مثل شركة "لاكوست" التي طلبت رسميا منع سفاح اوسلو المختل الذي قام بعملية ارهابية منذ فترة في اوسلو وقتل العشرات من ارتداء ملابس الشركة !
فقد قالت الشركة انها لا تريد ان تري ماركتها وشعارها علي جسد هذا المجنون في المحاكمات لانه دعاية سلبية لها .


ولكن لم تقم كل الثورات بازالة اثار الطغاة فهناك اثار لطغاة مازالت حول العالم ولم تهدم بعد الثورات مثل مثلا ما طالب به لينين للثوار من المحافظة علي التماثيل للرموز القديمة وعدم هدمها وهو الحال في اكثر من دولة ولكن الكثير قد ازالوا اثار الطغاة وتماثيلهم وحتي محاولة نقل جثتهم .


الحاكم القاتل جزائه ليس فقط لحظة حسابه امام شعبه بل ايضا نسف كل ما يخصه كأنه حيوان أجرب لا يريد احد ان يردد سيرته بعد ذلك لان لا احد في العالم يريد ان يقتدي بطاغية مجنون فتزال تماثيله وتمسح اساميه من علي الشوارع والميادين وياله من جزاء مهين للطغاة ويستحقونه فعلا عن كل جرائمهم .

No comments: