Friday, December 23, 2011

مملـكة الفـيس بـوك





أصبحت الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وغيرها من المواقع هي الأداة العصرية لتطوير الأداء السياسي والاجتماعي للكثير من الحركات السياسية والمنظمات الاهلية وغيرها من التنظيمات وهي وسيلة فعالة لعرض برامج الاحزاب والتفاعل اللحظي والمشاركة في صنع الخبر لحظة وقوعه .

وكل من كان يسخر في بداية الامر من الفيس بوك وتويتر واليوتيوب أصبح الأن ما لدي هذه المواقع من قدرات لقلب نظام كامل وصنع ثورة شعب ولنا في الربيع العربي خير مثال حتي ان بعض الدول قد منعت وحظرت مواقع مثل اليوتيوب او الفيس بوك كما فعلت ايران وسوريا وغيرها من الدول التي تخشي علي نظام الحكم من استغلال الشباب لهذه المواقع لنشر الوعي الذي بالتالي يجعل من الاخرين اكثر دراية وقدرة علي تمييز الغث من السمين .

وأصبحت لهذه المواقع قدرات مذهلة علي حشد الجماهير وتنافس عملاق بين الشركات مثل شركة جوجل التي انشأت "جوجل بلس" لمحاولة منافسة الفيس بوك الذي اصبح لا ينافسه شبكة اجتماعية اخري واصبح يكتسح جميع المواقع المشابهة وكانت محاولة جوجل هي محط انظار الجميع وكانت الاعداد ضخمة في الفترة التجريبية الا ان الاعداد تضائلت بعد الافتتاح الرسمي للموقع خصوصا مع تطوير الفيس بوك الدائم واعطائه رونق واناقة مرة بعد اخري .

واصبح الفيس بوك مكان لمناقشة الرؤساء ورؤساء الوزراء حول العالم والألوف من الفنانين واصبح حتي مكانا لانتحال الشخصيات الشهيرة والتحدث باسمها وكان موقع "تويتر" هو الاكثر مصداقية في هذه النقطة حيث انه يشير بعلامة مميزة اذا كان صاحب الحساب المسمي بإسم شخصية شهيرة هو بالفعل ام لا مما يمنع عملية انتحال الشخصيات علي التويتر لكي يعرف الجميع ان هذه الشخصية هي ما يريدونها بالفعل وليس شخص أخر  بينما الفيس بوك نجد عليه الكثير ممن يدعون انهم فنانين او مطربين او شخصيات اخري شهيرة رغم انكار هذه الشخصيات لامتلاكها حساب اصلا علي الفيس بوك .

وأصبح الفيس بوك متجرا كبيرا لبيع المنتجات والدعاية للمشاريع الكبيرة والصغيرة والكثير من قصص نجاح مشروعات ظهرت كصفحة علي الفيس بوك نسمعها يوميا والكثيرون من اصحاب الهوايات والاعمال الفنية يعرضون منتجاتهم علي صفحاتهم الشخصية لبيعها واصبح مكانا لتوجيه المتطوعين للاعمال الخيرية والعديد منالاحداث والحفلات والامسيات الشعرية .

ومازال الجدل دائما يدور علي صاحب موقع الفيس بوك وهل هي فكرته ام لا وكما رأينا ان الاخوان "وينكليفوس" قد رفعا العديد من القضايا ومطالبة بالتعويضات من "مارك زوكربرج" لانها يقولان انهما صاحبا الفكرة الاصلية وانه سرق فكرة الفيس بوك منهما عندما كانوا زملاءا في "هارفارد" وكما رأينا هذه القصة في فيلم يروي عن مؤسس الفيس بوك .
وقد حصلا علي تعويضات بملايين الدولارات واسهم في الشركة ولكنهما دائما يطالبان باعادة فتح التحقيق واعادة القضية من جديد ومازال الجدل يدور دائما عن من صاحب الفكرة الأصلية .

ونسمع كثيرا الكثير من الاخبار العجيبة عن الفيس بوك مثل زوجان حصلا علي طفلة فأسموها "لايك" تيمنا وادمانا للفيس بوك !
بل ان أم في ولاية فلوريدا قد هزت طفلها بعنف لانه كان يصرخ بينما هي تلعب العاب الفيس بوك مما ادي لوفاته وقالت انها ندمت علي ما فعلته وانها لم تكن تقصد ولكنها هزته بعنف لانها كانت منهمكة في اللعب !
وقد كان هناك خبرا اخر عن هوس اللعب عندما شاهدنا اسرة صينية تبيع اولادها لشراء العاب الكترونية لانهم مهوسون بها !

والكثيرون يرون ان الفيس بوك هو مكان لا يليق الا عندما تصل الي سن معين وهي سياسة الموقع ذاته وقد قرر الرئيس اوباما منع بناته من التسجيل علي فيس بوك حتي يبلغا سن الثامنة عشر وايضا حتي لا ييتبع احد اخباره العائلية والتدخل في امور حياته الشخصية كما ذكرت زوجته في تصريحات .

ومن الامور الغريبة والمؤثرة هو الدور الذي قام به الفيس بوك في وصول أم لابنتها بعد 63 عام من الفراق وكانت قد انفصلت عن ابنتها عندما انجبتها وكانت الام حينها في سن السابعة عشر  وتخلت عن ابنتها لزوجين بالتبني ثم لم تص اليها مرة اخري الا بعد كل هذه الاعوام عن طريق الفيس بوك .

وايضا اصبح الفيس بوك وسيلة حتي لتلقي التهديدات وايضا الاستنجاد احيانا  عندما قتلت فتاة امريكية امام بحيرة وكانت اخر ما كتبته ان هناك شاب يلاحقها ويهددها وكان هذا اخر ما كتبته علي الفيس بوك قبل ان تلقي حتفها .

وكانت المحاكم الجنوب افريقية قد اعتقلت رجل بتهمة استغلال الفتيات لاغتصابهن عبر الفيس بوك والغريب ايضا ان احيانا تجد من داخل السجون صفحات يتحدث فيها بعض السجناء من الداخل عن طريق اجهزة مهربة كما حدث في العديد من الدول وتمت مصادرة الاجهزة .

بل ان  دور جديد للفيس بوك لعبته في الفترة الاخيرة عندما قامت بخطة لمكافحة الانتحار وتجعل من يمرون بازمات معينة في اتصال دائم بخبراء ومستشارين متخصصين للتواصل معهم ومعرفة حالاتهم ومحاولة الوصول للحلول للازمة التي تدفعه للتفكير في الانتحار .


وأصبح موقع التويتر وسيلة فعالة للوصول لاخر اخبار الفنانين ومعرفة اخبارهم من طلاق وزواج للمهتمين بهم مثل الخبر الذي اعلنته كيم كاردشيان عن طلاقها المفاجئ علي الفيس بوك وايضا خبر حمل المطربة بيونسيه الذي اعلنته علي نفس الموقع والمئات منا لاخبار التي اصبحت تسبق مواقع الاخبار التي تلهث وراء اخبار الفنانين والمصورين الذين يطاردونهم في كل مكان "الباباراتزي" اصبحوا دائما ما يهاجمون علي صفحات المطربين وبعض المطربين يسبهم بالفاظ عنيفة علي صفحته الشخصية .


واصبحت حتي هذه المواقع وسيلة احيانا للاستعانة بها في القضاء مثل حالة الناشط "علاء عبد الفتاح" حيث سيستعين المحامي الخاص به باحدي العبارات التي كتبها في "تويتر" والتي كان يقول فيها انه في مكان معين عند "المترو" مما سيثبت انه لم يكن في موقع الحادث الذي اتهم فيه .


وأصبح الفيس بوك ساحة حرب بين الاتجاهات المختلفة واحيانا نشر الفضائح والصور المفبركة في بعض الاحيان ونشر البعض تقارير عن الفيس بوك وكيف قالوا انه عبارة عن دليل ل"سي اي ايه" للتجسس علي كل من فيه وقد نشرت هذه المعلومات العديد من البرامج وجماعات علي اليوتيوب كانت تهدد موقع الفيس بوك منذ فترة لانه وسيلة غير شريفة للتجسس علي صاحبه لصالح "سي اي ايه".

 الفيس بوك لم يعد مجرد موقع بل اصبح عالم بأسره او مدينة يراها البعض "فاضلة" تنشر القيم وتصلك بكل من تحب ويراها البعض وسيلة للكذب والابتزاز ويحاولون البعد عنها ونري البعض حتي يتبرأ من انه يملك حساب علي الفيس بوك لان الكثرون ينتحلون صفته مثل لاعب كرة القدم الشهير "ميسي" وغيره من المشاهير الذين يكرهون هذا الموقع بشدة والبعض الاخر يدمنه لدرجة ظهور مصطلح مشهور خاص به وهو
facebook fever
او حمي الفيس بوك وقد ظهر هذا المصطلح للمدمنين علي الموقع والذين لا يستطيعون التحكم في دخولهم علي الموقع بطريقة مستمرة كل فترة قصيرة .

وظهرت الكثير من الاغاني عن الفيس بوك العربية والعالمية واشهرها اغنية المطربة "كاتي ميللر" الكوميدية عن الفيس بوك .

الموقع الذي كان وسيلة للتسلية والتعارف اصبح يخاف منه حتي رؤساء الدول ويمنعون الفيس بوك في بلادهم لانهم يعرفون مدي خطورته عليهم ومدي قدرته علي خلق رأي عام ونشر الحقائق.

فالفيس بوك سلاح ذو حدين قد تستفيد منه اشد استفادة واحيانا لا ولكن حذاري من ادمانه الذي انتشر بشكل مبالغ فيه حتي ان البعض اصبح لا يقدر ان يفارقه ساعة واحدة وهم شبه مقيمون في عالمه الافتراضي وابتعدوا عن ارض الواقع .