دعوني أزامن فلسفتها شجنا وعمقا لا يثني الجراح عن أثامها..ولا الأحزان عن عمقها..
وأنازع في قلبها فطرتي كي أستشرق من عود الجمال رجلا ..ومن سياطه إتزان وعمق..
واعلموا ان الله لم يخلقني جميلا ولكنه اوجدني مستعدا لإستقبال الجمال..
وان الحق طليقا في عيون العشاق ..والزمن طليقا في قوبهم..والحرية قيد علي مشاعرهم..
دعونا نعود الي بنفسجة الله المسماة بالحب..والي قوته المسماة بالحياة..
دعوا الإلهام في العشق شبحا ان عاود الظهور اظهر طفولتك وان غادر فتش عنه..
ودعوا التضحية في الحب ملاذا لا وسيلة..واهداء لا استقطاب..وهبة لا منحة..كي تتجلي التضحية بمعناها الأطهر..
ولا تشربوا من كئوس الحب حتي تثملوا ..بل اتركوا ربعا لدموعكم وربعا لثورة المنطق احيانا فوق الأنين..
واعلموا ان الحب لا يظهر فجأة كما يبدو ولكنه يتجلي عدة مرات ليزيد ايمانكم به ..
كما يثبت الله عباده بمعالم القدرة ..
وان الحب ليس سلطويا بطبعه ولكنه يترك المساحة لخياله داخل أوردتكم فان فاض بها الكيل انفجرت حروفا ملعونة بلعنة الكمال..
فالكمال في الحب لعنة..والتزود به نقاء..والتخلي عنه انهزام وهروب..!
خلقنا ضعفاء لنستجد بالعشق وبالجمال وبالله ..
فاستنجادنا بالعشق لتكتمل لغة المنقوص فينا الي لغة الاديب..
واستنجادنا بالجمال لكي تتنفس اعيننا نور الحياة ونبضها..
واستنجادنا بالله لكي تتنفس أرواحنا وتعتصر ما بها من دموع ما وهبنا خضوعا يرفعنا وانحناءا يقربنا..
ولنعلم ان دموع العشاق نهر مقدس لاستحمام الملائكة كل غروب..
فكلما دمعت تذكر فرحتهم وابتسم ابتسامة حزينة تتجلي فيها اسمي معاني الحب..
وان الحب لا يعيش في الظلام الا لكي يتصيدنا في النور..
ولا يتنكر الا لكي يري الكامن فينا ..
ولا ينحني الحب الا لمن ينحني اليه ..
فالحب صورة لافعالك وليس فعلا مضاف او حكمة توهب ولكنها داخلك..
فان انغمست في الحب فلا تقل انا عاشق ..بل قل "الأن أبصرت" ..
فلا يوجد في العشق "سن رشد"..
فالعاشق يميل الي الجنون بعد ان يمتلأ بالحكمة مثل حاكم امتلأ بالضجر بعد ان امتلأ بالسلطة..!
والحب اميل للبساطة من التعقيد واميل للرهبة من الاحترام واميل للاجتياح عن الاحتياج..
الحب جنين الحياة والناس دائرة حول الارض قلقا وانتظارا ليوم ولادة الحياة..والكل أب شرعي ..وإبن مصان ..!
والحب كأي رسالة تبحث عن من يعتقد فيها ويبحث عنها ..كما الحقيقة تماما
واجمل ما في الحب اعتقاد العاشق بان الصاعقة ضربته رغم انها ضربت رعدها من داخله ولم يضربه احد..
والحب اكبر دليل علي احتجاج الانسان علي الحرية المطلقة..
فهو يحتاج لمن يملكه ..ومن يسيطر عليه ..ومن يكون وصيا علي افعاله باسم الحب..
كما يحتاج الانسان تماما لمن يعبده ومن يطلب منه ومن يهديه مسالك السعادة ..
وكما تبحث طوال عمرك عن السعادة في طريق مضني..
فانت تبحث دائما عن الحب بقلب منهزم واهة موجعة..
ونحن دائما من يتهم الحب ودائما من يضعه في موقف الدفاع..
فالحب ليس اعمي ولكننا عميان عنه الي ان نجده ..والحب ليس سلطان وديكتاتور بل هو يعرف مواطن الضعف فينا ..
ولا يتحجج للهروب ولكنه يعرف البيت الواهن من البيت الذي يعشق العيش فيه..
ودائما ما نقول "يالقوتك ايها الحب" دون ان نقول "يالضعفي" ..
فان كنتم ندي رقيق علي مسام الحب ..داعبكم بزهرته..وان كنتم سيل عنيف علي مسامه..مسحكم بمنديله..
فلا تقل ابدا يم يأتي الحب..وانت تتهرب علي كل الشواطئ ولا تنتظر سفينته ..فالميناء واحد..فلا تهرب عنه بعيدا..
ولا يوجد بينك وبين الحب أسرارا كما تعتقد..فكيف يكون لك مع السر سر ؟
ولكن الحب يجعلك تعيد صياغة واتساق كيانك كي تفهم حقيقة سرك ..
ولا يوجد بينك وبين الحب لغة مشتركة..فالحب يتكلم لغة الجمال..وانت تتكلم لغة الباحث عنه..
واعلم ان الحب ليس تفضلا ولكنه فضيلة ..
وانه ليس مرضا تشفي منه بل دواء تتداوي به..
وان الحب يجعلك كرواد الفضاء تسبح في ملكوته ولا تملك الا ان تقول "سبحان الله"..
فلا تعتقد انك امتلكت الحب ..
فانت في قبضته الحانية..ولمسته الهنيئة..
فان كانت الحياة قرارا..فالحب هو تنفيذ القرار..
والعشاق لا يفضحهم عشقهم بل هو ستر لمشاعرهم الهائمة وانسياقهم الغريب وضعف حيلتهم ..
فضيحة الحب ستر ..
وستر الحب اصطفاء ..
ولا تحاول ان تصادق الحب
واعلم ان انانيته تزيد عن انانيتك اضعافا ..فهو يكمل رسالته وانت تكتمل به..
فهو يحتاجك اكثر من احتياجك لانه يملك الكمال ويحتاج لان يزيد وانت تحتاجه لمجرد الوصول للكمال..
واعلم ان الإمتلاء بالفضيلة اعتلاء عليها ..
فالفضيلة سعي دائم وليس وصول منشود او حد موجود ..
وكذلك الحب سعي دائم ..وهو ليس طريقا تعبره بل طريقا تصل اليه فقط ليس لتكتمل الرحلة بل لتبدأ الرحلة..
ولا تفتدي الحب بروحك ..
فهو اقدر بالحفاظ علي نفسه وروحك تنتظر وصوله ولا تنتظر انقاذه ..
واعلم ان العاشق غريق لحظته..
ولا يري الوقت ثوان تمر بل مشاعر تهرول ولحظات لم يمارس فيها سلطة العشق..
ودعوني الأن أغازلها ..
فانا علي الابواب انتظر خروج قلبي من غيبوبته في "العناية العشقية المركزة"..
وانتظر كصائد الفراشات ما تمطر من عينيها من سهام في لحم الحب..
فأضعف ما فيها قويا جدا واسهل ما فيها لا يمكن حله..
فدعيني لا افتش عن عالمك او تفتشين عن عالمي بل نجعل العالم يفتش عنا طوال العمر..
واقرأي فنجاني بعينيك وانطقيه بشفاهك فتطول خطوط يدي ويزيد علي خط العمر وخط السعادة..
خطا لعشقك فقط..!
No comments:
Post a Comment