Monday, May 13, 2013

رسالة المجــنون للعالم ...قصة قصيرة



" الحياة لحظتان :

لحظة تزيل عن قلوبنا صدأها فهي "لحظة فارقة"
ولحظة نحاول ان نزيل عنها صدأ الوقت واليأس وهي "لحظة غارقة"
وما بين اللحظتين حياة وتمرد ..وبعض جنون"



لا تحاول كثيرا ان تلعب مع الحياة لعبة "ملك وكتابة" فهي ستكتب عليك ما شائت ولن تجعلك الملك ولكن ستجعلك تعيش في حلم الوصول الي العرش..
ودائما ما كانت هذه الجملة معبرة عن حياة "حمزة" وهو شاب ثلاثيني له ملامح من في الخمسين من العمر..أعين غائرة وجبهة عريضة وحواجب كثيفة وفم دقيق ..
يخرج كل صباح الي عمله في سيارته المتوسطة التي وضع فيها كما يقولون "تحويشة عمره" بسبب مرتبه الضئيل الذي لم يكفيه ابدا اثناء زواجه او حتي بعد وفاة زوجته فقد كان حمزة يدفع كل ما يملك تقريبا لشراء الكتب وبعض المستلزمات الاخري التي يقول عنها اساسيات ويراها الكثيرون من حوله "رفاهيات"..

وكان دائم الاختلاف مع بعض الاصدقاء ان اسطوانات الموسيقي هي شئ من الاساسيات كما الزيت والسكر وزجاجات المياه المعدنية ولكنهم سخروا من هذه الجملة طوال سنوات..
في خطوات معتادة فتح باب السيارة حاول ازالة اكوام التراب من عليها بلا جدوي فترك البعض منها وخرج الي طريقه ..توقف قليلا في الاشارة واصبح قاب قوسين او ادني من لقاء "اسرائيلي"..!!


"اسرائيلي" كان اشهر مجنون في المدينة..او هكذا يطلقون عليه ولم يعرف السبب حتي الأن رغم انه لقب غريب ومخجل ..ولكن حمزة كان يقول كما يقولون عن العفاريت "ما مجنون الا بني ادم" !!
علمته الكتب ان لكل مجنون قصة مثل اي عاقل بل قد تكون اكثر تاثيرا من قصة حياة العاقل بأسرها..
العاقل واقع وحياة بينما المجنون دراما..
البشر روتين والمجنون استثناء..
الناس نظرات تعالي وحسد والمجنون نظرات تخترقك كانه يري روحك..

كان حمزة يري في المجانين كائنات تري اعمق ما فينا ..لم يراهم كبشر ولكن ككائنات غريبة مهمتها في الحياة ان ترانا  كاجساد شفافة وارواح مهفهفة ..
الفلاسفة في نظره هم مجموعة من المجانين الاذكياء..الفلاسفة هم مجموعة ممن دفعهم جنون الحياة الي ارتكاب فعل الكتابة عن جنونهم علي الاوراق..انهم لا يستطيعون الانفصال عن الاوراق ولا عن افكارهم المجنونة التي اجتاحوا بها العالم سواء للأفضل او للأسوأ أحيانا ..

توقف فجأة امام اشارة المرور ..احمر اخضر اصفر تماما كما هي الحياة ..لليائس والمتفائل والمتردد بالترتيب ..!
يمارس رياضة النظر الي وجوه الناس من حوله ليري الاسرة السعيدة من خلف زجاج سيارته في احد السيارات ويري الشاب المتهور ويري الاسرة التي لا تستطيع ان تتخلص من عبرة ونصف ابتسامة مترددة وخائفة من مواجهة امواج الحياة..

وفجأة يسمع صوت من يطرق زجاج سيارته في عنف ..يفتح حمزة شباك سيارته ليعطي لهذا الرجل بضعة جنيهات ولكن :

اسرائيلي : ما تجيب سيجارة

حمزة : سيجارة ؟؟

اسرائيلي : ايه غريبة ؟

حمزة : يعني افتكرتك هتطلب فلوس زي اي حد

اسرائيلي : قصدك زي اي شحات

حمزة : او زي اي مجنون

اسرائيلي : مجنون هه ؟ وعرفت ازاي ان انا مجنون ؟

حمزة : انا عن نفسي مبقولش عن حد مجنون لكن هم اللي بيقولوا

اسرائيلي : دي كذبة مش حقيقة

حمزة : وايه الفرق عندك بين الكذبة والحقيقة ؟

اسرائيلي : زي ما مارك توين قال " الكذبة تسافر حول نصف الكرة الأرضية قبل أن ترتدي الحقيقة حذائها" عشان كده هتصدق اني مجنون حتي لو قعدت احلفلك للسنة الجاية اني اعقل منك

حمزة : ماشي في الشارع حافي وبتقول مقولة لمارك توين ؟؟

اسرائيلي : مستغرب ؟

حمزة : جدا

اسرائيلي : ولو شايف منظري اني مجنون من شكلي وشعري ولبسي طيب ما هم قالوا عن شوبنهاور مجنون

حمزة : من ارائه الغريبة

اسرائيلي : غريبة لمين ؟ ده كان مش بيأمن للناس ابدا ده سيد العاقلين

حمزة : واشمعني اخترت شوبنهاور ؟

اسرائيلي: ولو كنت شوفت همينجواي في اواخر ايامه مش كان مجنون ؟

حمزة : وانتحر

اسرائيلي : نيتشة ؟

حمزة : ليه اراء عظيمة واراء مجنونة

اسرائيلي : قريت كتاب "المجنون " لجبران

حمزة : تلاقي في الجنون احيانا خلاص ونقطة وصول

اسرائيلي : لسه مستغرب اني بطلب سيجارة مش فلوس ؟

حمزة : مش الفلوس ممكن تنقلك لحياة افضل

اسرائيلي : انا مش عايز حياة افضل انا عايز انسان افضل

حمزة : وايه الفرق ؟

اسرائيلي : حياة افضل يعني تكييف وعربية وشقة وفلوس وكل الكلام ده ..انما انسان افضل يعني حقيقة ومعتقدات ورغبة في الوصول لقلب العالم

حمزة : وهي الفلوس هتخسرك حاجة ؟

اسرائيلي: ممكن تخسرني نفسي شوف كام حياة زوجية قتلتها الفلوس وخلت الزوج مجرد جني المصباح للطلبات بدون حب حقيقي

حمزة : مش هاقول مجنون لكنك غريب

اسرائيلي : وانت عايش في عالم عادي مش كده ؟ انا الغريب وانت العادي ؟

حمزة : تقصد ايه ؟

اسرائيلي "شاهرا مسدسه في وجه حمزة" : انزل معايا

حمزة : انت مجنون ؟ ايه اللي بتعمله ده ؟


وعندما رأي الجميع المسدس  ينتاب الهلع والفزع كل ركاب السيارات ويركضون بسرعة من سياراتهم ويتركونها في اماكنها في نفس الاشارة ..


اسرائيلي "صارخا"  :  كل حاجة بمسمي تاني عندكوا .مسدسي اسمه جنون وخبل لكن اما يكون فوق راسكم مسدس حاكم ظالم بتسموه ظلم
لما يظلمكم بتطلبوا جمعيات حقوق الانسان لكن انا اما اظلمكم تطلبولي مستشفي المجانين
لما يسرقكم تطلعوا تنبحوا في البرامج انما لو سرقتكم انا تقولوا ده مجنون وشحات
لما يقولكم كلام كذب تقولوا عليه تصريح وانا اقولكم حقيقتكم تقولوا مجنون
وكأن ظلمه غير ظلمي
وكأن قهره غير قهري
وكل ده ليه ؟؟ عشان هو لابس بدلة بفلوسكم وانا لابس شبشب بصباع من فقري
اه يا بلد عايزة اللي يخدعها ويعيشها في الوهم
اه يا نص بشر متمرمغ بين الكدبة واختها


يصيح في وجه حمزة : انزل معايا بقولك

حمزة : انت هتودي نفسك في داهية

اسرائيلي : متقلقش عليا يا اخويا وانزل من سكات

حمزة : انت واخدني علي فين

اسرائيلي: انا واخدك علي الصحرا

حمزة : الصحرا ؟

اسرائيلي: يلا مقولتش ليه..؟ قولي انت اكيد مجنون

حمزة : انت فعلا مجنون

اسرائيلي : طيب يلا يا اخويا


يخرج اسرائيلي ومعه حمزة في طريق طويل علي دراجة نارية سرقها اسرائيلي من احد الشوارع ..
وعند وصولهم الي احدي المناطق النائية في الصحراء

اسرائيلي :يلا انزل هنا

حمزة : ايه المكان ده ؟

اسرائيلي : ده مكان الحقيقة

حمزة : الحقيقة في الصحرا ؟

اسرائيلي : وفي اطهر من الصحرا وقلب الصحرا الاصفر اللامع اللي اطهر من قلوبكم ؟


وبعد سير علي الأقدام لمدة عشر دقائق تقريبا يجد حمزة المفاجأة الكبري ..

اسرائيلي : ايه رأيك في المفاجأة دي ؟

حمزة : انت انسان قذر ومريض

اسرائيلي : ليه مش عاجبينك ؟ ده كل الحبايب هنا بربطة المعلم..او المعلمة لو عايز

حمزة : انت اكيد من تشكيل عصابي وخطير كمان

اسرائيلي : بلاش كلام كتير ..مافيش عصابة عايزة تكشفلك العصابة اللي علي عنيك ..انا عايز اوريك الحقيقة

حمزة : الحقيقة انك تخطف الناس اللي بحبهم دول وتكتفهم وترميهم في الصحرا ؟؟

اسرائيلي : خليك انت هنا بس ومتقربش منهم..اقف بعيد هنا واسمع بودنك كل الحقيقة ومتقربش عشان محدش منهم يشوفك

حمزة : ما انا ممكن اهرب

اسرائيلي : لو هربت يبقي عليهم العوض كلهم وهافرغ فيهم المسدس وانا مجنون ومعروف ومش هاخد اعدام انما هترمي في مستشفي المجانين

حمزة : اعمل اللي انت عايزه مسيرك هتقع يا جبان

اسرائيلي : هتعرف دلوقتي من هو الجبان


يتقدم اسرائيلي الي مكان تجمع كل اصدقاء ومعارف حمزة الذين تم ربطهم بالحبال في الصحراء :


اسرائيلي : عمرو ؟ ازيك يا حبيبي ؟

عمرو: انت ليه راميني هنا انت عايز مننا ايه ؟

اسرائيلي : انت ليه سبت بابا يا حبيبي؟ بابا حمزة مش كان بيحبك

عمرو: وانت مالك انت

اسرائيلي "يطلق رصاصتين في الهواء ويوجه المسدس الي رأس عمرو" : جاوب علي قد السؤال كلمة تانية والرصاصة هتبقي في راسك عدل

عمرو "يرتعد خوفا" :  طول عمري بحس انه مقصر معايا واول ما امي ماتت انتقلت وعشت مع واحد صاحبي ليه شقة لوحده وهربت منه

اسرائيلي : لانه فقير

عمرو : وضعيف والمجتمع ده عايز حوت او ذئب

اسرائيلي: بس ده ابوك وفاكر انك بتحبه

عمرو : احبه ازاي وانا شايف كل اصحابي راكبين عربيات فخمة وانا يادوب قرش رايح وقرش جاي

اسرائيلي : هي كل حاجة الفلوس ؟

عمرو : انت عايش في سنة كام يا اخينا ..طبعا كل حاجة الفلوس..الفلوس ام النعم

اسرائيلي: مفكرتش ان يكون ليك اب دي نعمة محروم منها ناس كتير

عمرو : يتيم وغني احسن من ابن فقير

اسرائيلي : وانتي يا برنسيسة ياللي لسه محتفظ بصورك في محفظته لحد دلوقتي

راندا: عايز مني ايه ؟

اسرائيلي: مش كنتوا بتحبوا بعض زمان ؟

راندا : ده ماضي وانتهي

اسرائيلي : غريبة مع انه بيقول انك ماضي عمره ما ينتهي واظن ده كلام عن الحب

راندا: هو رومانسي عايش في اوهامه وانا الحقيقة

اسرائيلي : انتي الحقيقة ؟ المليونير والفنادق والجاه والنفوذ

راندا : ايوه اخترت النعيم لاني اذكي منه

اسرائيلي : بس ما اخترتيش السعادة لانك اغبي منه

راندا : جوزي دلوقتي اكيد قالب الدنيا عليا ومش هيسيبني

اسرائيلي : اللي وصلني ان جوزك سافر يومين برة وخايف من الفضيحة وان اسمه يطلع في الجرايد بسببك فقال يسيب البلد اليومين دول

راندا : جوزي لا يمكن يعمل كده

اسرائيلي : قصدك حبيبك لا يمكن يعمل كده..انما انتي اخترتي جوز مش حبيب

راندا : انا اخترت الراحة

اسرائيلي : اخترتي راحة البدن مش راحة الروح والقلب

راندا : وانت تعرف ايه عن الفلوس ما انت مجنون وشحات

اسرائيلي : انا اللي اعرفه عن الفلوس باين في ندالتكم قدامي
اللي اعرفه عن الفلوس انها بتصنع عبيد زيك وزي عمرو
اللي اعرفه عن الفلوس انها ما اشترتش غير دموع الراجل ده...

ويشير اسرائيلي الي حمزة بالدخول وهو يجر قدمه ببطأ من خيبة الأمل والفاجعة من هول ما سمع ومن شدة الصدمة في اقرب الناس له او هكذا اعتقد يوما ما..
كان يظن ان حبيبته راندا كما قالت له قديما "بابا اللي اخترلي العريس ده غصب عني يا حمزة مش بايدي انت عارف اني بحبك"
وزاد من صدمته كلام ابنه الوحيد عن المال وخيبة امله في والده رغم انه اعطاه كل شئ ولم يبخل عنه طول حياته وضحي من اجله بالكثير حتي عرف طريق المال في كل ما حوله بسبب اصدقائه الاثرياء..

بكي حمزة حتي سمع نحيبه الجميع ونظر اليه عمرو وراندا في فزع وتأثر بالغ..

حمزة : هي دي الحقيقة ؟ ..ليه الحب ما يبقاش حقيقة يا مجتمع مادي قذر
يا بشر عايشة في وحل المادية ودم الروح المقتولة
يا عار علي قلب كل مخلص وكل صوفي في هواه
ايه اللي حصل للدنيا..؟
انتي كذبتي عليا يا راندا زمان وانا اتعذبت بسببك عشرين سنة مش قادر اكون سعيد لكن كنت مخلص لزوجتي
وانت ابني الوحيد اللي سمعته منك يموت اي اب ويطحن قلبه
انتوا مين ؟ انتوا مش بشر ..انتوا الغاية تبرر الوسيلة ..يا شريعة الغاب يا اوباش يا حيوانات
انتوا مين؟
انتوا مين؟


اسرائيلي : ده انت شوفت اتنين بس مشوفتش اصحابك كمان

حمزة : هم قالوا ايه عني ؟

اسرائيلي: تقريبا بنفس المعني محدش بيحب الا لغرض او فلوس او منفعة

حمزة : لكن مش ده الحب المنشود..الحب من غير اغراض

اسرائيلي : ده في الجنة بس

حمزة : انا مش مصدق


وفجأة يقتحم المكان قوات الشرطة :

الشرطة : سلم نفسك يا اسرائيلي خلاص كل حاجة اتعرفت ..استسلم وارمي سلاحك المكان كله محاصر

اسرائيلي : العالم كله محاصر يا باشا

شرطة : سلم نفسك بقولك وبلاش جنان

اسرائيلي : العالم كله محاصر بالندالة وقلة الاصل والمادية اللي غرقت ارواحنا

شرطة : هنضرب في المليان

اسرائيلي : مليان؟ مليان بايه؟ ارواح مليانة مرض ورماد بشر وبساتين امل محروقة

حمزة : سلم نفسك يا اسرائيلي افضل ..انا عرفت منك الحقيقة ومش عايزك تتأذي دول ممكن يقتلوك

اسرائيلي : يعني انت ما اتقتلتش ؟

حمزة : انا اتقتلت ميت مرة في المكان ده وقلبي اصبح مسحوق كدب

اسرائيلي :  هياخدوني المصحة

حمزة : المصحة مكان امثالك من الطاهرين

اسرائيلي : والدنيا مكان امثالك من المخدوعين

حمزة : عندك حق


وفجأة ينهال الرصاص علي جسد اسرائيلي في مشهد صعب لم تتحمله اعين حمزة وصرخ فيهم : كفاااااااااية..كفاية يا كداااااااابين..كفاية يا كداااااااااااابين

سقط المجنون علي الارض غارقا في بركة دماء وجلس امامه حمزة يبكي ويقول له : ما اتمتش هتموت معاك الحقيقة

اسرائيلي: المهم انت عرفتها..انا كانت رسالتي اني اوصل الحقيقة لحد تاني غيري عشان يوم ما اموت

حمزة : لكن انت الرسالة

اسرائيلي : انت رسالة جديدة..وعشان كده خايف عليك

حمزة : ايه اللي بيحصل للدنيا ؟

اسرائيلي : الدنيا في اخر انفاسها وعرفت الحقيقة

حمزة : ما تسيبنيش للدنيا دي مش هاعرف اوجه الظلم فيها بطيبتي وحبي للناس

اسرائيلي : هم عايزينك تعلب لكن لازم تكون ملاك يمكن في يوم تبلغ الرسالة

حمزة : ما تموتش ارجوك..ما تسيبنيش لوحدي وسط الوساخة وحقارة البشر

اسرائيلي : ده مكتوب عليا..ومكتوب علي كل من حمل الرسالة



وفعلا كان مكتوب علي كل من حمل الرسالة ..
رسالة البراءة والحب والوفاء..
رسالة القلب الطيب والبشر المتسامح



بعد سنوات في احدي الاشارات في الشارع  :


حمزة : انا مجرد حامل للرسالة
وعايزك معايا ده الحمل تقيل

وفي السيارة : اقفلوا الازاز يا جماعة ده باينه مجنون انا مش عارف ليه سايبينهم كده علينا في الشارع..هي ناقصة جنان..رسالةايه وزفت ايه اللي يخرب بيوتكم مليتوا البلد بلا قرف..


خرج حمزة لشارع اخر بشعره الطويل وملابسه المهترئة حتي قابل احد الاطفال :

الطفل : عمو عمو تلعب معايا ؟

حمزة :ببلاش من غير فلوس ؟؟

الطفل: ايه يا عمو نلعب عادي انا حبيتك قوي

حمزة : ومش عايز مني مصلحة او ليك فيا منفعة ؟

الطفل: يعني ايه يا عمو ؟

حمزة : يبقي انت اللي لازم تحمل من بعدي الرسالة..وانت لسه نبت اخضر طاهر




وضاعت الرسائل في متاهة الدنيا..
ومن منا سحمل من بعد حمزة الرسالة..
واي جيل سيحملها ..واي جيل ستكون عملته الرسمية "القلب"  ؟؟

No comments: